تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: نقد مقدمة المزروع لتحقيقه كتاب شيخ الإسلام في رده على السبكي لمسألة تعليق الطلاق

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الدولة
    بلاد الحرمين
    المشاركات
    3,043

    Post نقد مقدمة المزروع لتحقيقه كتاب شيخ الإسلام في رده على السبكي لمسألة تعليق الطلاق

    ملاحظات على مقدمة تحقيق كتاب (الرد على السبكي في مسألة تعليق الطلاق) لابن تيمية.. بتحقيق الأخ عبد الله المزروع
    وهو من إصدارات مشروع آثار شيخ الإسلام ابن تيمية وما لحقها من أعمال الطبعة الأولى 1435هـ

    بسم الله الرحمن الرحيم
    · الملاحظة الأولى:
    ما علقه المحقق في ص7 على كتاب السبكي المردود عليه، وبيان قيمته بالنسبة للردود الأخرى.. حيث توسع في مدح الكتاب والثناء عليه، وذكر في الحاشية نقلين عن الصفدي وولي الدين العراقي، وكان الأولى منه الاقتصار على قول الصفدي فقط؛ والإعراض كليةً عن قول ولي الدين العراقي الذي يخدم ميوله الشخصي ولم ينصف فيه.

    · الملاحظة الثانية:
    ما علقه المحقق ص8 من أن شيخ الإسلام لم يشر أحدٌ بأنه رد على غير السبكي؛ معطياً المحقق بهذا أهمية للسبكي وكتابه.
    فهذا منه سامحه الله قصور في البحث والتنقيب، ومن الخطأ التصدر في الكلام عن شخصٍ ما دون الإحاطة بأحواله، فكون المحقق لم يقف على ردٍ آخر لشيخ الإسلام لغير السبكي فهذا لا يعني عدم الوجود والحصول، وكم من كتابٍ لشيخ الإسلام قد أُتلف وأُحرق وأُخفي، وهذا هو ما ذكره المحقق نفسه في أول مقدمة التحقيق!!
    ومن عرف شيخ الإسلام = عرف أنه يتصدى للردود عليه قدر الوسع والطاقة، وهذا هو ديدن الشيخ. فليس الأمر مخصوصا بالسبكي دون غيره؛ غاية ما فيه أنه خصمٌ كثر تطاوله على الشيخ، وتشغيبه عليه، فكان الرد عليه أشهر وأكثر.

    · الملاحظة الثالثة:
    ما سطره المحقق سامحه الله في ص17 من أن شيخ الإسلام تربطه بالسبكي علاقة قوية مبنية على التعظيم والتقدير المتبادل!! وأن ابن تيمية رحمه الله لا يعظم أحدا من أهل عصره كتعظيمه للسبكي!!!
    وهذا الكلام الغريب العجيب الذي تفرد به المحقق والذي ناقض به حال الشيخ وما نقله عنه تلامذته المقربون والعلماء المحققون = لا أعلم كيف طاوعته نفسه تسطيره ونشره بين الناس!
    والطامة الكبرى أن يكون مستنده في هذا التفرد العجيب هو كلام ابن السبكي!! الخصم ابن الخصم!
    فهل هذا من الإنصاف والأمانة العلمية ومنهج الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله أيها المحقق؟!!
    وقد ألمحت سابقاً أن من الخلل التكلم في شخصٍ لم تعرف حاله وحقيقته، وهذا من العيوب المحسوبة على المحقق سامحه الله. فإن أصغر الطلبة ممن له معرفة بشيخ الإسلام يعرف أن هذا النقل العجيب الغريب ليس من أحوال الشيخ ولا طبيعته ولا ديدنه، كيف وهذا السبكي هو الخصم الألد الذي ألّب الناس على شيخ الإسلام وتلامذته. فأين أنت من هذا أيها المحقق!!
    فهل من الإنصاف والتحقيق أيها المحقق أن أترك واقع الشيخ المعروف وما نقله تلامذته عنه وأستند إلى قول الخصم ابن الخصم!! لا أظن.
    أما كون السبكي يثني على شيخ الإسلام كما ذكر ذلك في رسالته للذهبي = فهذا لأنه وقر في نفسه وأحسّ كما أحس غيره ممن تعرض للشيخ بفضله ومكانته وأنه شخصية لا يستهان بها ولا تقارع. فشاء الله أن يظهر فضل هذا الإمام حتى على لسان مخالفيه؛ رغم معرفتهم بذلك.
    وحقيقةً لم أقف على هذا التعظيم والتقدير الذي أشار المحقق إلى صورته من شيخ الإسلام للسبكي!!
    فهذه كتب شيخ الإسلام منتشرة، وكتب تلامذته، وكتب العلماء المنصفين المحققين؛ وليس فيها هذا التعظيم والتقدير الزائد عن الحد الذي أشار المحقق إليه محاولة منه لتخفيف حدة العداوة بينهما، وكأن التأريخ قد كذب في نقل هذا!!!
    غاية ما ورد من ذكرٍ للسبكي عند شيخ الإسلام أنه كان فقيهاً، وما ذاك إلا الإنصاف الذي تكلمنا عليه سابقاً من شيخ الإسلام رحمه الله، ولا يتجاوز للمدح والتعظيم. ومن عرف شيخ الإسلام وقف على هذا.
    ثم يأتي التناقض من المحقق سامحه الله بعد أن نقل كلام ابن السبكي؛ والذي كان الأولى منه أن يعرض عن هذا الباب بالكلية؛ حيث قال: (لكن هذا التعظيم والتقدير شابه بعض الشوائب بسبب الاختلاف العقدي والفقهي بينهما، انتهى بكلام شديد للسبكي في حق ابن تيمية)!!!
    فهل رأيت تناقضاً أشد من هذا التناقض!! سبحان الله.
    أين هذا التعظيم والتقدير الذي زعمته سامحك الله؟!! أنا سأخبرك أين هو، إنه في نقل ابن السبكي الذي نقلته!!

    · الملاحظة الرابعة:
    ذكر المحقق ص17 نموذجاً من تطاولات السبكي على شيخ الإسلام وتجاوزاته؛ ولكنه للأسف سامحه الله لم يعلق على هذا التقذيع بأي كلام، رغم أنه يستحق منه ذلك. فلا أعلم لماذا؟! رغم مخالفته لمنهج الشيخ بكر رحمه الله.
    والطامة الكبرى أنه حاول عفا الله عنه أن يضفي على الموضوع طابع الإخراج السينمائي في محاولة جعل الأمر بين الشيخين إنما هو سجال وقتال وكر وفر؛ حيث ذكر أن شيخ الإسلام أيضا قد رد على السبكي بكلام شديد من نحو تجهيله واتهامه بتحريف الكلام!!
    وما هذا منه سامحه الله إلا تسميجٌ وتمييعٌ للأمر الذي أغرق نفسه فيه منذ البداية وتلاطم في موج تناقضه فيه.. فمتى أقذع شيخ الإسلام بكلامه على السبكي والذي حاولت معه أن تصف الأمر بينهما بأنه شتام متبادل وقسوة مردودة!!
    العيب كل العيب أن يتصدر للكلام عن أهل العلم من لا يعرفهم ولا يعرف أحوالهم، وكأن المحقق يريد أن يقول هذه بهذه؛ أو واحدة بواحدة!! هل هذا من الحقيقة في شيء!!
    ومن عرف شيخ الإسلام وقف على أنه من أبعد الناس عن مثل هذه المهاترات والسباب والتلفظات التحقيرية، غاية ما يذكره الشيخ رحمه الله هو الرد على الخصم في عين المسألة المردود عليه فيها، فكونه يصفه بالجهل في هذا الأمر أو ذاك، أو كونه حرّف هذا أو ذاك، أو فهم خطأً هذا النقل أو ذاك = لا يعني أنه يشدد في الرد والتعرض للخصم في ذاته وشخصه، بل من عرف علم المناظرة عرف أن ما يقوم به شيخ الإسلام هو عين المناظرة ومستلزماتها.
    وردود العلماء في كتبهم طافحة بمثل هذا، فاتهام شيخ الإسلام بالتشديد في الخطاب مساواة له مع خصمه في ذلك = تجنٍ على الشيخ واتهام باطلٌ.
    بل سيذكر المحقق في مبحث منهج ابن تيمية في هذا الكتاب الحقيقة المعروفة للشيخ والتي لا تجهل، فلماذا أنصفت هناك وتجرأت هنا؟!
    ثم بعد هذا كله، وبعد أن وضع عجائبه سامحه الله قال: (ولست في مقام المحاكمة بين ابن تيمية والسبكي...)!!! سبحان الله على تناقضات المحقق التي لا تنتهي.

    · الملاحظة الخامسة:
    اعتذر المحقق في ص19 عن تشنيع السبكي وتعصبه وتحامله وتسليط لسانه وقلمه على شيخ الإسلام وتلامذته ومن قال برأيه بنقلٍ عجيب غريب قاله الخصم ابن الخصم!! وهي عادة المحقق السامجة في ذلك.
    فإنه من القصور في البحث والتحقيق أن يُقتصر على كلام العدو والخصم دون غيره ممن اعتدي عليه وطالته الأذية والسباب. فليس هذا من الحق في شيء، ولا أعلم ما هي الغاية من هذا الصنيع من قبل المحقق!!
    كل عارفٍ مطلعٍ قارئٍ منصفٍ يعرف ماهي غاية السبكي من ردوده على شيخ الإسلام وتلامذته ومن وافقه، فليس الأمر كما نقل المحقق عن ابن السبكي وأن عذره (خوفاً على محفوظ الأنساب، ومحظوظ الأحساب...)!! فهذا العذر أقبح من أن يُمشّى على عاقلٍ عارفٍ بشيخ الإسلام وغايته من فتواه، أما التحسين والتحذلق في إبداء الأعذار فليس بالأمر الصعب، لكن الصعب عند مثل هؤلاء هو الإنصاف ونقل الحق.
    ثم بعد نقله لهذا العذر المتهالك يُعقّبُ بكل برود وصفاقه بقوله: (وهذا الظن بمثله في كبير علمه وديانته) يقصد السبكي!!!
    نحن لا نتكلم عن علمه وديانته، بل نتكلم عن حقيقة الدوافع التي ما دأبت تتجاهلها متعمداً وتلتمس لها الأعذار، فلا أعلم ما هو السبب الذي من أجله يحاول المحقق تمييع العداوة التي كان يحملها السبكي لابن تيمية وتلامذته والتي سطرها السبكي نفسه في كتبه ورسائله وفتاواه!!
    وكأن الناس عُميٌ جهلة لا يعرفون ما حوته تلك الأيام من تجاوزاتٍ لا يفعلها العدو الكافر فضلا عن المسلم لشيخ الإسلام وتلامذته من ضربٍ وسبٍ ومطاردةٍ وسجن... مكتفياً كعادتك في نسف هذا كله بنقلٍ عن الخصم ابن الخصم!!
    فأصبحت مقدمة المحقق منصبةً على تبرئة السبكي والاعتذار له عمّا بدر منه تجاه الشيخ وتلامذته، وأن خوفه على الدين والعلم هو السبب الذي جعله يتشدد على شيخ الإسلام، تاركاً التعرض في تلك المقدمة عن شيخ الإسلام وتوضيح حاله والذب عنه، والذي بصنيعه هذا سامحه الله يعطي تلميحاً قوياً أنه أراد تبيين أن شيخ الإسلام رحمه الله هو المخطئ والمتهجم على السبكي وأمثاله، وأن السبكي ما هو إلا مدافعٌ لهذا الهجوم!!!

    · الملاحظة السادسة:
    ساق المحقق في ص21 أقوالاً للسبكي في حق شيخ الإسلام مليئة بالحط والوضع والتسفيه والتحامل الممقوت والازدراء، وكعادته عفا الله عنه لم يعلق على هذه النقولات بأي حرف يبين خطرها وشناعة القول بها وماهي الآثار التي ترتبت عليها!!
    وكان الواجب عليه سامحه الله عدم ذكر هذه النقولات ما دام أنه لن يتعرض للرد عليها.. كيف وقد خالف بهذا منهج الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله، والذي لا أظنه سيرضى بهذه المقدمة لو كان حياً رحمه الله تعالى.

    · الملاحظة السابعة:
    في ص22 أيضا نقل المحقق كلاماً بخصوص ما سطره السبكي في كتابه <<التحقيق>> وبين ما حصل منه من تطاولات وتجاوزات شنيعة على شيخ الإسلام، والتي كان في السابق سامحه الله يلتمس لها العذر بلا مبرر، وممن يلتمسه؟!! من ابن السبكي!! لا حول ولا قوة إلا الله.
    وهو بهذه النقول عن السبكي يجدد مسلسل تناقضاته في مقدمة تحقيقه هذه العجيبة. فأين محاولاتك السابقة في تبرئة السبكي وتمييع العداوة التي يكنها للشيخ وتلامذته؟! فهل أنصفت نفسك واحترمت عقل غيرك أيها المحقق!!

    · الملاحظة الثامنة:
    نقل المحقق في ص24 كلاماً ينسف كل محاولاته السابقة في التماس العذر وتبرئة السبكي من أفعاله، هذا النقل هو حروف السبكي نفسه التي سطرها وأبان فيها عما يضمره حقيقة وبلا مداهنة للشيخ ومن تابعه؛ وأنه استغل منصبه كقاضٍ للقضاة في إصدار الأحكام الجائرة في حق منهج الشيخ وأتباعه، أو التحريض عليهم.
    فمن نصدق الآن!! محققٌ يلتمس عذراً واهيا من ابن الخصم، أم كلام الخصم نفسه بيده ولسانه!! أعتقد الإجابة واضحة لا تقبل أي تردد في الاختيار.
    والمصيبة الأخرى أن قال معقباً بعد ذكره لهذه النقول الشنيعة: (وهذا من جانب السبكي يعتبر تصلبا في مقابل غيره من العلماء ممن لم يوافق ابن تيمية...)!!! سبحان الله؛ انظر إلى هذا التبجح والتحذلق ووصف الأمر بأنه مجرد تصلب فقط!! هل هذا هو الرد المناسب منك لما سطره السبكي من تشنيع؟! أم أنك خفت أن تمسه بما يكون في صالح شيخ الإسلام ضده؟! تناقضات لا تنتهي من هذا المحقق سامحه الله.
    كان من الأساس لك أن تعرض عن هذا كله، وتكتفي بذكر الحقيقة التي يعرفها كل منصفٍ مطلع، وأن تعلق على هذه الحقيقة بما يتوافق ومنهج مشروع آثار شيخ الإسلام ابن تيمية وما لحقها من أعمال الذي دخلت في شروطه وأحكامه.

    وأخيرا: فهذه ملاحظات عابرة سطرتها حين قرأت مقدمة هذا الكتاب، وهي ملاحظات على كل من شارك في هذا الكتاب، لأن إصدارات هذا المشروع يعمل فيها المحقق والمراجع والمشرف، فهو عمل جماعي لا فردي.. فأرجو أن تُستدرك هذه الملاحظات في نشرة قادمة، والمأمول من الأخوة مراعاة ذلك (إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت)، وفقنا الله جميعا لما فيه الخير والصلاح، إنه على كل شيء قدير.
    كتبه/ خالد بن محمد التميمي
    حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه فالقوم أعداءٌ له وخصوم
    كضرائر الحسناء قلن لوجهها حسداً وبغضاً إنه لذميم

  2. افتراضي

    جزاكم الله خيرا.
    أبو عاصم أحمد بن سعيد بلحة.
    حسابي على الفيس:https://www.facebook.com/profile.php?id=100011072146761
    حسابي علي تويتر:
    https://twitter.com/abuasem_said80

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •