الصحيح أنَّ من استلم الحجر الأسود عند الطواف يقول: (الله أكبر) أو (بسم الله والله أكبر).
فَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طَافَ بِالْبَيْتِ وَهُوَ عَلَى بَعِيرٍ، كُلَّمَا أَتَى عَلَى الرُّكْنِ أَشَارَ إِلَيْهِ بِشَيْءٍ فِي يَدِهِ وَكَبَّرَ([1]).
وروى عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ: أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ إِذَا اسْتَلَمَ الرُّكْنَ قَالَ: بِسْمِ اللَّهِ وَاللَّهُ أَكْبَرُ([2]).
فهذا هو الصحيح الثابت عند استلام الحجر أو الإشارة إليه.
وقد ورد دعاء آخر عن بعض الصحابة وهو: «اللَّهُمَّ إِيمَانًا بِكَ وَتَصْدِيقًا بِكِتَابِكَ، وَسُنَّةِ نَبِيِّكَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ»([3]).
فقد ورد هذا الدعاء موقوفًا على بعض الصحابة، ولا يصح.
وقد قال عَطَاءٌ رحمه الله: قَوْلُ النَّاسِ فِي الطَّوَافِ: اللهُمَّ إِيمَانًا بِكَ، وَتَصْدِيقًا بِكِتَابِكَ، شَيْءٌ أَحْدَثَهُ أَهْلُ الْعِرَاقِ([4]).
وقد ذكر الألباني رحمه الله مِنَ البدع: ((قَوْلُهُمْ عِنْدَ اسْتِلَامِ الْحَجَرِ: اللَّهُمَّ إِيمَانًا بِكَ وَتَصْدِيقًا بِكِتَابِكَ))([5]).
[1])) متفق عليه: أخرجه البخاري (1632)، ومسلم (1272).
[2])) أخرجه عبد الرزاق (8894)، والبيهقي في ((الكبير)) (9250)، وقال الألباني رحمه الله في ((حجة النبي)) (56): ((سنده صحيح كما قال النووي والعسقلاني)).
[3])) موقوف ضعيف جدًّا: أخرجه أبو داود الطيالسي في ((مسنده)) (174)، وابن أبي شيبة في ((المصنف)) (15797، 29629)، والفاكهاني في ((أخبار مكة)) (41)، والطبراني في ((الأوسط)) (492)، وفي ((الدعاء)) (860)، والبيهقي في ((الكبير)) (9251، 9252)، وفي ((الصغرى)) (1613)، عن عليٍّ رضي الله عنه موقوفًا عليه؛ ومدار الحديث على الحارث الأعور، وهو كذاب.
وأخرجه عبد الرزاق في ((المصنف)) (8898)، ومن طريقه الطبراني في ((الدعاء)) (861)، عن محمد بن عبيد الله، عن جويبر، عن الضحاك بن مزاحم، عن ابن عباس، به، موقوفًا عليه.
قلت: محمد بن عبيد الله، هو ابن أبي سليمان العرزمي، متروك.
وجوبير، هو ابن سعيد الأزدي، ضعيف جدًّا.
وفيه ـ أيضًا ـ انقطاع بين الضحاك بن مزاحم وابن عباس رضي الله عنهما؛ فإنَّ الضحاك لم يسمع من ابن عباس، كما قال الدارقطني، وقيل: لم يلقه أصلًا، كما قال شعبة.
وأخرجه العقيلي في ((الضعفاء)) (4/ 135)، والطبراني في ((الأوسط)) (5486، 5843)، وفي ((مسند الشاميين)) (1409)، عن محمد بن مهاجر، عن نافع، عن ابن عمر، به، موقوفًا عليه.
قلت: ومحمد بن مهاجر لا يُعرف كما قال الذهبي في ((الميزان)) (6/ 346).
وقال العقيلي رحمه الله في ((الضعفاء)) (4/ 135): ((حدثني آدم قال: سمعت البخاري قال: محمد بن مهاجر القرشي، عن نافع، لا يتابع على حديثه)).
[4])) أخرجه الفاكهاني في ((أخبار مكة)) (43)، بسند حسن.
[5])) ((حجة النبي)) (113).