تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 9 من 9

الموضوع: مدارسة: فيما اتفق عليه الشيخان من "كتاب اللؤلؤ والمرجان".

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    Lightbulb مدارسة: فيما اتفق عليه الشيخان من "كتاب اللؤلؤ والمرجان".

    بسم الله الرحمن الرحيم ..
    الحمدلله والصلاة والسلام على رسوله الكريم المبعوث رحمة للعالمين .. وعلى آله وصحبه أجمعين ..
    هذه مدارسة لأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم من كتاب اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان، وكما قال مؤلف الكتاب محمد عبدالباقي رحمه الله :
    "فدونك أيها القارئ كتابا أحصى جميع الأحاديث التي هي في أعلى درجة من درجات الصحة، فأحرز نفسك في حرزه، واشدد يديك بغرزه‏.‏
    ‏{‏ربنا ءامنا بما أنزلت واتبعنا الرسول فأكتبنا مع الشهدين‏}‏" .

    نسأل الله أن ينفعنا بهذا الكتاب ...


    مقدمة



    باب تغليظ الكذب على رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ


    1 - حديث عليّ قال‏:‏ قال النبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ لا تكذِبوا عليّ، فإنه من كَذَبَ عليّ فَلْيَلِجِ النارَ‏.‏
    [‏أخرجه البخاري في‏:‏ 3 كتاب العلم‏:‏ 38 باب إثم من كذب على النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏]‏

    2 - حديث أَنَسٍ قال‏:‏ إِنه لَيَمْنَعُنِى أَنْ أحدّثكم حديثًا كثيرًا أَنَّ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال‏:‏ مَنْ تعمَّدَ عليّ كَذِبًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ من النار‏.‏
    ‏[‏أخرجه البخاري في‏:‏ 3 كتاب العلم‏:‏ 38 باب إثم من كذب على النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏]‏

    3 - حديث أبي هُرَيْرَةَ عن النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال‏:‏ ومَن كَذَب عليّ مُتعمِّدًا فليتبوَّأْ مَقْعَدَهُ من النار‏.‏
    [‏أخرجه البخاري في‏:‏ 3 كتاب العلم‏:‏ 38 باب إثم من كذب على النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏]‏

    4 - حديث الْمُغِيرَةِ قال سمعتُ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول‏:‏ إِنَّ كذِبًا عليّ ليس ككذِبٍ على أحدٍ، مَن كَذَبَ عليَّ مُتعمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ منَ النار‏.‏
    ‏[‏أخرجه البخاري في‏:‏ 23 كتاب الجنائز‏:‏ 34 باب ما يكره من النياحة على الميت‏]‏
    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي

    قلت في مقدمة كتابي ((الصحيح المسند من فضائل سور القرآن)):
    من يروي الموضوع لا يخرج عن ثلاثة أحوال: إما أنه يذكره منبِّهًا عليه، محذرًا منه، أو من واضعه. وإما أنه يذكره جاهلًا بحاله غير عالم به. وإما أنه يرويه ويذكره متعمدًا لذلك، قاصدًا الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
    فأما الأول: فجائز، بل يجب على كل مشتغل بهذا العلم عالم به التنبيه على هذه الموضوعات والتحذير منها، وكم ألف العلماء قديمًا وحديثًا مؤلفاتٍ تضم هذه الموضوعات، وتحويها للتحذير منها، والتنصيص على أنها موضوعة مكذوبة على النبي r.
    وأما الثاني: فقد يُعذر بجهله؛ إن لم يكن مقصرًا في التعلم، أو كان ممن يغلب عليه الجهل وعدم المقدرة على تناول العلم وفهمه؛ إذ {لا يكلف الله نفسًا إلا وسعها} (البقرة: ٢٨٦).
    وأما الثالث: فهو المعني بقول النبي r: «مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنْ النَّارِ»([1]).
    وقوله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ حَدَّثَ عَنِّي بِحَدِيثٍ يُرَى أَنَّهُ كَذِبٌ فَهُوَ أَحَدُ الْكَاذِبِينَ»([2]).
    قال ابن حبان رحمه الله تعالى: "في هذا الخبر دليل على صحة ما ذكرنا أن المحدث إذا روى ما لم يصح عن النبي r مما تُقُوِّل عليه، وهو يعلم ذلك يكون كأحد الكذابين، على أن ظاهر الخبر ما هو أشد، وذاك أنه قال r: «مَنْ رَوَى عَنِّي حَدِيْثًا وَهُوَ يُرَى أَنَّهُ كَذِبٌ»، ولم يقل: إنه يتيقن أنه كذب([3]).
    وقال الخطيب البغدادي رحمه الله تعالى: "يجب على المحدث ألا يروي شيئًا من الأخبار المصنوعة، والأحاديث الباطلة الموضوعة؛ فمن فعل ذلك باء بالإثم المبين، ودخل في جملة الكذابين، كما أخبر رسول الله r، ومن روى حديثًا موضوعًا على سبيل البيان لحال واضعه، والاستشهاد على عظيم ما جاء به، والتعجب منه والتنفير عنه، يساغ له ذلك، وكان بمثابة إظهار جرح الشاهد في الحاجة إلى كشفه والإبانة عنه"([4]).
    وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى: "وكفى بهذه الجملة وعيدًا شديدًا في حق من روى الحديث فيظن أنه كذب، فضلًا عن أن يتحقق ذلك ولا يبينه؛ لأنه r جعل المحدث بذلك مشاركا لكاذبه في وضعه"([5]).
    وفي ((التدريب)): "وتحرم روايته مع العلم به([6]) في أي معنى كان... سواء الأحكام والقصص والترغيب وغيرها، إلا مبينا: أي: مقرونا ببيان وضعه؛ لحديث مسلم: «مَنْ حَدَّثَ عَنِّي بِحَدِيْثٍ يرَى أَنَّهُ كَذِبٌ فَهُوَ أَحَدُ الْكَذَّابِيْنَ »"([7])


    ([1]) متفق عليه: رواه البخاري في ((صحيحه)) كتاب العلم، باب إثم من كذب على النبي r، برقم (110)، ومسلم في ((صحيحه)) المقدمة، باب تغليظ الكذب على رسول الله r، برقم (3).

    ([2]) رواه مسلم في ((صحيحه)) المقدمة.
    قال النووي رحمه الله تعالى: قَالَ الْقَاضِي عِيَاضٌ: الرِّوَايَة فِيهِ عِنْدنَا الْكَاذِبِينَ عَلَى الْجَمْع، وَرَوَاهُ أَبُو نُعَيْمٍ الْأَصْبَهَانِي ّ فِي كِتَابِهِ ((الْمُسْتَخْرَجِ عَلَى صَحِيحِ مُسْلِمٍ)) حَدِيثُ سَمُرَةَ: «الْكَاذِبَيْنِ » بِفَتْحِ الْبَاءِ وَكَسْرِ النُّونِ عَلَى التَّثْنِيَة، وَاحْتَجَّ بِهِ عَلَى أَنَّ لَهُ أَنْ يُشَارِك الْبَادِئَ بِهَذَا الْكَذِب...
    وَذَكَرَ بَعْض الْأَئِمَّة جَوَاز فَتْح الْيَاء فِي «يُرَى» وَهُوَ ظَاهِرٌ حَسَنٌ، فَأَمَّا مَنْ ضَمَّ الْيَاء فَمَعْنَاهُ يَظُنُّ، وَأَمَّا مَنْ فَتَحَهَا فَظَاهِرٌ وَمَعْنَاهُ وَهُوَ يَعْلَمُ. وَيَجُوز أَنْ يَكُون بِمَعْنَى يَظُنُّ أَيْضًا...
    وَقُيِّدَ بِذَلِكَ لِأَنَّهُ; لَا يَأْثَم إِلَّا بِرِوَايَتِهِ مَا يَعْلَمهُ أَوْ يَظُنّهُ كَذِبًا، أَمَّا مَا لَا يَعْلَمهُ وَلَا يَظُنّهُ فَلَا إِثْم عَلَيْهِ فِي رِوَايَته وَإِنْ ظَنَّهُ غَيْرُهُ كَذِبًا، أَوْ عَلِمَهُ" ((المنهاج شرح صحيح مسلم بن حجاج)) للنووي، ص94-95 بتصرف.

    ([3]) ((المجروحين)) 1/16-17 المقدمة.

    ([4]) ((الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع)) 2/98-99.

    ([5]) ((النكت)) 2/739.

    ([6]) أي: بوضعه.

    ([7]) ((تدريب الراوي)) 1/461.
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد طه شعبان مشاهدة المشاركة
    قلت في مقدمة كتابي ((الصحيح المسند من فضائل سور القرآن)):
    من يروي الموضوع لا يخرج عن ثلاثة أحوال: إما أنه يذكره منبِّهًا عليه، محذرًا منه، أو من واضعه. وإما أنه يذكره جاهلًا بحاله غير عالم به. وإما أنه يرويه ويذكره متعمدًا لذلك، قاصدًا الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم.

    [COLOR=rgba(0, 0, 0, 0.701961)]"لكن يتوجه أن يفرق بين الذي يكذب عليه مشافهةً وبين الذي يكذب عليه بواسطةٍ، مثل أن يقول: حدثني فلان بن فلان عنه بكذا فإن هذا إنما كذب على ذلك الرجل، ونسب إليه ذلك الحديث، فأما إن قال: هذا الحديث صحيح، أو ثبت عنه أنه قال ذلك عالماً بأنه كذب، فهذا قد كذب عليه، وأما إذا افتراه ورواه روايةً ساذجة ففيه نظر، لاسيما والصحابة عدول بتعديل الله لهم.[/COLOR]
    [COLOR=rgba(0, 0, 0, 0.701961)]فالكذب لو وقع من أحدٍ ممن يدخل فيهم لعظم ضرره في الدين، فأراد صلى الله عليه وسلم قَتل من كذب عليه وعَجَّل عقوبته ليكون ذلك عاصماً من أن يدخل في العدول مَن ليس منهم من المنافقين ونحوهم.


    وأما من روى حديثاً يعلم أنه كذب فهذا حرام، كما صحّ عنه أنه قال: ((مَنْ رَوَى عَنِّي حَدِيْثاً يَعْلَم أَنَّهُ كَذِبٌ فَهُوَ أَحَدُ الكَاذِبِين)) لكن لا يكفر إلا أن ينضم إلى روايته ما يوجب الكفر؛ لأنه صادق في أن شيخه حدثه به، لكن لعلمه بأن شيخه كَذَبَ فيه لم تكن تحلُّ له الرواية، فصار بمنزلة أن يشهد على إقرارٍ أو شهادةٍ أو عقدٍ وهو يعلم أن ذلك باطل، فهذه الشهادة حرام، لكنه ليس بشاهد زور.


    وعلى هذا القول فمن سبّه فهو أولى بالقتل ممن كذب عليه، فإن الكاذب عليه قد زاد في الدين ما ليس منه، وهذا قد طعن في الدين بالكلية وحينئذ فالنبي صلى الله عليه وسلم قد أمر بقتل الذي كذب عليه من غير استتابة، فكذلك الساب له وأولى."




    http://www.dorar.net/enc/aqadia/3596
    [/COLOR]
    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم علي طويلبة علم مشاهدة المشاركة
    "لكن يتوجه أن يفرق بين الذي يكذب عليه مشافهةً وبين الذي يكذب عليه بواسطةٍ، مثل أن يقول: حدثني فلان بن فلان عنه بكذا فإن هذا إنما كذب على ذلك الرجل، ونسب إليه ذلك الحديث،
    نعم، بارك الله فيكم؛ يجب التفريق بين هذا وذاك؛ فالذي يكذب على رجل ويقول: (حدثني) وهو لم يحدثه، فإنه لا يدخل في القسمة الثلاثية التي قسمناها؛ لأننا نتكلم عن الكذب على الرسول صلى الله عليه وسلم، ولا نتكلم عن الكذب على غيره.
    فالكذب على الرواة بأنْ يقول: (حدثني فلان) وهو لم يحدثه، هذا أمر آخر؛ قد يأثم فاعله لأنه تعمد الكذب، ولكن لا يُعد هذا كذبًا على الرسول صلى الله عليه وسلم؛ إلا إن كان الحديث مكذوبًا وهو يعرف ذلك وتعمد روايته، فيدخل في الصنف الثالث.
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم علي طويلبة علم مشاهدة المشاركة

    1 - حديث عليّ قال‏:‏ قال النبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ لا تكذِبوا عليّ، فإنه من كَذَبَ عليّ فَلْيَلِجِ النارَ‏.‏
    2 - حديث أَنَسٍ قال‏:‏ إِنه لَيَمْنَعُنِى أَنْ أحدّثكم حديثًا كثيرًا أَنَّ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال‏:‏ مَنْ تعمَّدَ عليّ كَذِبًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ من النار‏.‏

    في هامش كتاب اللؤلؤ والمرجان :
    فليلج النار: فليدخل فيها.
    فليتبوأ: فليتخذ لنفسه منزلا. يقال: تبوأ الرجل المكان إذا اتخذه سكنا.

    وفي كتاب فتح الباري لابن حجر رحمه الله :
    قوله : ( حديثا (المراد به جنس الحديث ، ولهذا وصفه بالكثرة .

    قوله : ( أن النبي - صلى الله عليه وسلم - ( هو وما بعده في محل الرفع لأنه فاعل يمنعني ، وإنما خشي أنس مما خشي منه الزبير ، ولهذا صرح بلفظ الإكثار لأنه مظنة ، ومن حام حول الحمى لا يأمن وقوعه فيه ، فكان التقليل منهم للاحتراز ، ومع ذلك فأنس من المكثرين لأنه تأخرت وفاته فاحتيج إليه كما قدمناه ولم يمكنه الكتمان . ويجمع بأنه لو حدث بجميع ما عنده لكان أضعاف ما حدث به . ووقع في رواية عتاب - بمهملة ومثناة فوقانية - مولى هرمز ، سمعت أنسا يقول : " لولا أني أخشى أن أخطئ لحدثتك بأشياء قالها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " الحديث أخرجه أحمد بإسناد ، فأشار إلى أنه لا يحدث إلا ما تحققه ويترك ما يشك فيه . وحمله بعضهم على أنه كان يحافظ على الرواية باللفظ فأشار إلى ذلك بقوله : " لولا أن أخطئ " . وفيه نظر ، والمعروف عن أنس جواز الرواية بالمعنى كما أخرجه الخطيب عنه صريحا ، وقد وجد في رواياته ذلك كالحديث في البسملة ، وفي قصة تكثير الماء عند الوضوء ، وفي قصة تكثير الطعام .

    قوله : ( كذبا (هو نكرة في سياق الشرط فيعم جميع أنواع الكذب
    .


    وفي كتاب التعليق على صحيح مسلم للعلامة ابن عثيمين رحمه الله:
    " وإذا كان الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس ككذب على أحد ، فالكذب على الله أشد وأعظم ، ولهذا قال الله تعالى : { ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا }.
    والكذب على أهل العلم في أمر الشريعة - أيضا - ليس كالكذب على غيرهم ، ولهذا يجب التحرز فيما ينقل عن أهل العلم ؛ لأن العلماء ورثة الأنبياء ، فإذا كذب أحد على عالم في أمر شرعي ؛ فإنه يكون كاذبا على إرث النبي صلى الله عليه وسلم ، أما الكذب على العالم فيما هو من الأمور العامة ؛ فهذا ليس كالكذب عليه فيما هو من أمور الشرع." .

    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي

    كتاب الإيمان

    باب الإيمان ما هو وبيان خصاله

    5 - حديث أبي هُرَيْرَةَ قال كان النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بارزًا يومًا للناسِ فأَتاه رجلٌ فقال‏:‏ ما الإيمان قال‏:‏ الإيمان أن تؤمنَ بالله وملائكتِهِ وبلقائِهِ وبرسلِهِ وتؤمَن بالبعثِ قال‏:‏ ما الإسلامُ قال‏:‏ الإسلامُ أن تعبدَ اللهَ ولا تشركَ به شيئا، وتقيمَ الصلاةَ المكتوبة، وتؤدِّيَ الزكاةَ المفروضةَ، وتصومَ رمضانَ قال‏:‏ ما الإحسان قال‏:‏ أن تعبدَ الله كأنك تراهُ، فإِن لم تكن تراه فإِنه يراك قال‏:‏ متى الساعةُ قال‏:‏ ما المسئولُ عنها بأَعْلَم مِنَ السائل، وسأُخبرُكَ عن أشراطِها؛ إِذا وَلَدَتِ الأَمَةُ رَبَّهَا، وَإِذا تطاولَ رُعاةُ الإبِلِ البَهْمُ في البنيان، في خمسٍ لا يعلمهنَّ إِلاَّ الله ثم تلا النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏{‏إِنَّ الله عنده علم الساعة‏}‏ ثم أدبر فقال‏:‏ رُدُّوه فلم يَرَوْا شيئاً فقال‏:‏ هذا جبريل جاءَ يُعَلِّمُ الناسَ دينَهم‏.‏
    ‏[‏أخرجه البخاري في‏:‏ 2 كتاب الإيمان‏:‏ 37 باب سؤال جبريل النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن الإيمان والإسلام‏]‏
    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي

    - في هذا الحديث دليل على أن هذا الدين ثلاث مراتب الإسلام والإيمان والإحسان.

    - وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم فسر الإسلام بالأعمال الظاهرة بعبادة الله وعدم الإشراك به وهو مقتضى الشهادتين وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان.

    - وفيه أنه صلى الله عليه وسلم فسر الإيمان بالأعمال الباطنة وقد دلت النصوص بمجموعها أنها ستة أصول يلزم العبد الإيمان بها ولا يتم إيمانه إلا بها الإيمان بالله والملائكة والكتب والرسل واليوم الآخر والقدر خيره وشره وقد أجمع أهل السنة على ذلك ، فمن أنكر شيئا منها أو شك فيه فقد كفر ، والإيمان عند أهل السنة والجماعة له ثلاثة أركان لا يصح من العبد إلا بتوفرها جميعا قول باللسان واعتقاد بالجنان وعمل بالجوارح وهو الحق الذي دلت عليه الأدلة الشرعية والآثار السلفية .

    - وفيه أن الإحسان له مقامان مقام المشاهدة وهو أن يستحضر العبد حال عبادته أنه يرى الله ويشاهده ويناجيه ، ومقام المراقبة وهو أن يستحضر العبد حال عبادته أن الله يطلع عليه ويراقبه.

    - وفيه أن وقت حدوث الساعة من الغيب الذي أخفاه الله عن عباده حتى رسوله لكن أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بقرب وقوعها فلا ينبغي للمؤمن ولا يشرع له أن يتكلف معرفة وقتها ، وكل من ادعى معرفتها فهو كاذب وقد كثرت الدعاوى والتخرصات في الأزمان المتأخرة.

    - وفيه أن الساعة لها علامات وأمارات تدل عليها صغرى وكبرى ، وكثير من العلامات الصغرى وقعت ، أما الكبرى فهي العلامات السبع التي تقع قبيل الساعة بزمن يسير وهي متصلة كالعقد إذا وقعت واحدة تبعتها الأخرى ، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث بعلامتين من الصغرى:
    الأولى: أن تلد الأمة ربتها والمراد أن يكثر جلب الرقيق حتى تجلب البنت فتعتق ثم تجلب أمها فتشتريها البنت وتستخدمها وهي جاهلة أنها أمها وقد وقع هذا في أول الإسلام وهو كناية عن انتشار الإسلام وكثرة الفتوح ،
    والثانية: وإذا تطاول رعاة الإبل والمراد أن أسافل الناس يصيرون رؤسائهم وتكثر أموالهم حتى يتباهون في إطالة البنيان وزخرفته وهو كناية عن انقلاب الموازين وفساد نظام الدين والدنيا وقد وقع هذا قبل قرون.

    - وفيه أن أصول الغيب ومفاتيحه خمسة استأثر الله بعلمها ولم يطلع عليها أحدا لا ملكا مقربا ولا نبيا مرسلا قال تعالى ( إِنّ اللّهَ عِندَهُ عِلْمُ السّاعَةِ وَيُنَزّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الأرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مّاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنّ اللّهَ عَلَيمٌ خَبِيرٌ ). وقد وردت السنة الصحيحة بتسمية هذه الخمس مفاتيح الغيب ، فلا يعلم أحد متى وقت الساعة ولا متى وقت نزول الغيث ولا ما يخلق في الرحم من ذكر وأنثى وأحمر وأبيض وأسود ولا ماذا يكسب الإنسان في مستقبله من خير وشر وغنى وفقر ولا أين يموت الإنسان وأين مضجعه من الأرض ، فمن ادعى أنه يعلم شيئا من ذلك أو أن رسولا أو وليا يعلم ذلك فهو كاذب ومكذب للقرآن منازع لله في شيء من خصائصه.


    - وفيه أن الله جعل للملك جبريل عليه السلام قدرة على التمثل بالإنسان وهذا يدل على عظم خلق الملائكة وعجيب صفاتهم وكذلك الجن لهم قدرة على التمثل أما الإنسان فلا يتمثل بصورة غير التي خلق عليها.



    خالد بن سعود البليهد
    عضو الجمعية العلمية السعودية للسنة
    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي


    - الركن الأول: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله. وهنا مسألة: لماذا جُعِلَ هذان ركناً واحداً، ولم يجعلا ركنين؟.
    والجواب:أن الشهادة بهذين تبنى عليها صحة الأعمال كلها، لأن شهادة ألا إله إلا الله تستلزم الإخلاص، وشهادة أن محمداً رسول الله تستلزم الاتباع، وكل عمل يتقرب به إلى الله لا يقبل إلا بهذين الشرطين: الإخلاص لله، والمتابعة لرسول الله .
    ومعنى أن تشهد أن لا إله إلا الله، أي: أن يعترف الإنسان بلسانه وقلبه بأنه لامعبود حق إلا الله عزّ وجل . و أَشْهَدُ بمعنى:أقر بقلبي ناطقاً بلساني؛ لأن الشهادة نطق وإخبار عما في القلب. وإذا كان الشاهد بقلبه أخرس لا يستطيع النطق فإنه يكفي للعجز.
    والشهادة باللسان لاتكفي بدليل أن المنافقين يشهدون لله عزّ وجل بالوحدانية ولكنهم يشهدون بألسنتهم، فيقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم، فلا ينفعهم، وهم يأتون إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤكدون له أنهم يشهدون أنه رسول الله ، والله يعلم أنه رسول الله، ولكنه سبحانه يشهد أن المنافقين لكاذبون...


    - وهنا ننبّه على ما نسمعه من قول بعض الناس أو نقرأه في بعض الصحف إذا مات إنسان قالوا: انتقل إلى مثواه الأخير.
    وهذا غلط عظيم، ولولا أننا نعلم مراد قائله لقلنا: إنه ينكر البعث، لأنه إذا كان القبر مثواه الأخير،فهذا يتضمن إنكار البعث، فالمسألة خطيرة لكن بعض الناس إمّعة، إذا قال الناس قولاً أخذ به وهو لا يتأمل في معناه.


    - مسألة: هل وجد التطاول في البنيان أم لا؟
    والجواب: الله أعلم فإنه قد يوجد ما هو أعظم مما في هذا الزمان،لكن كل أناس وكل جيل يحدث فيه من التطاول والتعالي في البنيان،وكل زمن يقول أهله: هذا من أشراط الساعة، والله أعلم، لكن هذه علامة واضحة.



    - من فوائد هذا الحديث: ... أن الإسلام غير الإيمان،لأن جبريل عليه السلام قال: أخبرني عن الإسلام وقال: أخبرني عن الإيمان وهذا يدل على التغاير.
    وهذه المسالة نقول فيها ما قال السلف:-
    إن ذكر الإيمان وحده دخل فيه الإسلام، وإن ذكر الإسلام وحده دخل فيه الإيمان، فقوله تعالى: (وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً )(المائدة: الآية3) يشمل الإيمان، وقوله تعالى: (فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ )(آل عمران: الآية20) يشمل الإيمان.
    كذلك الإيمان إذا ذكر وحده دخل فيه الإسلام، قال الله تعالى: (وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ)(الصف: الآية13) بعد أن ذكر (تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ)(الصف: الآية11) قال: (وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ) (الصف:13).
    - أما إذا ذكرا جميعاً فيفترقان ،ويكون الإسلام بالأعمال الظاهرة من أقوال اللسان وعمل الجوارح، والإيمان بالأعمال الباطنة من اعتقادات القلوب وأعمالها. مثاله: هذا الحديث الذي معنا، ويدل على التفريق قول الله عزّ وجل: (قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْأِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ )(الحجرات: الآية14).

    فإن قال قائل: يرد على قولنا: إذا اجتمعا افترقا إشكال، وهو قول الله تعالى في قوم لوط: (فَأَخْرَجْنَا مَنْ كَانَ فِيهَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ* َمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ) [الذّاريات:35-36] فعبر بالإسلام عن الإيمان؟

    فالجواب: أن هذا الفهم خطأ، وأن قوله: (فَأَخْرَجْنَا مَنْ كَانَ فِيهَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) يخص المؤمنين وقوله: (فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ) يعم كل من كان في بيت لوط، وفي بيت لوط من ليس بمؤمن، وهي امرأته التي خانته وأظهرت أنها معه وليست كذلك، فالبيت بيت مسلمين، لأن المرأة لم تظهر العداوة والفرقة، لكن الناجي هم المؤمنون خاصة، ولهذا قال: (فَأَخْرَجْنَا مَنْ كَانَ فِيهَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) وهم ما عدا هذه المرأة، أما البيت فهو بيت مسلم.
    ويؤخذ من هذه الآية فائدة هي: أن البلد إذا كان المسيطر عليه هم المسلمون فهو بلد إسلامي وإن كان فيه نصارى أو يهود أو مشركون أو شيوعيون، لأن الله تعالى جعل بيت لوط بيت إسلام مع أن امرأته كافرة، هذا هو التفصيل في مسألة الإيمان والإسلام.
    والحاصل أنه إذا ذكر الإسلام وحده دخل فيه الإيمان، وإن ذكر الإيمان وحده دخل فيه الإسلام، وإن ذكرا جميعاً افترقا، فصار الأمر كما قال بعضهم: إن اجتمعا افترقا، إن افترقا اجتمعا ولهذا نظائر: كالمسكين والفقير، والبر والتقوى، فهذه الألفاظ إذا اجتمعت افترقت، وإذا افترقت اجتمعت.


    - مسألة: هل الملائكة أجسام، أم عقول، أم قوى؟
    والجواب: الملائكة أجسام بلا شك،كما قال الله عزّ وجل: (جَاعِلِ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً أُولِي أَجْنِحَةٍ)(فاطر: الآية1] وقال النبي صلى الله عليه وسلم : أطت السماء والأطيط: صرير الرحل،أي إذا كان على البعير حمل ثقيل، تسمع له صريراً من ثقل الحمل،فيقول عليه الصلاة والسلام: وحق لها أن تئط، مَا مِنْ مَوْضِعِ أَرْبَعِ أَصَابِع إِلاَّ وَفِيْهِ مَلَكٌ قَائِمٌ للهِ أَوْ رَاكِعٌ أَوْ سَاجِد ويدل لهذا حديث جبريل عليه السلام: أنه له ستمائة جناح قد سد الأفق، والأدلة على هذا كثيرة.
    وأما من قال: إنهم أرواح لا أجسام لهم، فقوله منكر وضلال، وأشد منه نكارةً من قال: إن الملائكة كناية عن قوى الخير التي في نفس الإنسان، والشياطين كناية عن قوى الشر، فهذا من أبطل الأقوال.


    - من فوائد هذا الحديث:...أن السائل عن العلم يكون معلماً لمن سمع الجواب، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: فإنه جبريل أَتَاكُم يُعَلِّمُكُمْ دِيْنَكُمْ مع أن الذي علمهم النبي صلى الله عليه وسلم لكن لما كان سؤال جبريل هو السبب جعله هو المعلم.
    ويتفرع على هذا: أنه ينبغي لطالب العلم إذا كان يعلم المسألة وكان من المهم معرفتها أن يسأل عنها وإن كان يعلمها، وإذا سأل عنها وأجيب صار هو المعلم.




    مقتطفات من شرح الأربعين النووية للعلامة ابن عثيمين رحمه الله
    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي

    باب بيان الصلوات التي هي أحد أركان الإسلام

    6 - حديث طَلْحَةَ بن عُبَيْد الله قال‏:‏ جاءَ رجلٌ إِلى رسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من أهل نجْدٍ ثائرُ الرأسِ يُسْمَعُ دوِيُّ صوتِهِ ولا يُفْقَهُ ما يقول، حتى دنا فإِذا هو يسأَل عن الإسلام؛ فقال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ خمسُ صلواتٍ في اليومِ والليلةِ فقال‏:‏ هل عليّ غيرُها قال‏:‏ لا إِلاَّ أَنْ تَطَوَّعَ قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ وصيامُ رمضانَ قال‏:‏ هل عليّ غيره قال‏:‏ لا إِلاَّ أَن تَطَوَّعَ قال، وذكر له رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الزكاةَ قال هل عليَّ غيرُها قال لا إِلاَّ أَنْ تَطَوَّعَ قال فأَدبر الرجل وهو يقول‏:‏ والله لا أزيد على هذا ولا أَنْقصُ قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ أَفْلَحَ إِنْ صَدَقَ‏.‏
    ‏[‏أخرجه البخاري في‏:‏ 2 كتاب الإيمان‏:‏ 34 باب الزكاة من الإسلام‏]‏
    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •