السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
بحثت كثيرا في الماسونية وعلاقتها بالقبالا أو الكابالا اليهودية. وقد تبين لي أن أتباع الكابالا إنما يعبدون إبليس المسمى عندهم بلوسيفر لأنه حسب معتقدهم -عليهم لعائن الله- قد دل آدم على شجرة المعرفة، فلما أكل منها صار ندا لله -تعالى عما يقولون- في المعرفة، فخشي الله أن يأكل آدم من شجرة الخلد فيخلد ويصير إلها مثله مساويا له فأنزله من الجنة. وبهذا يكون لوسيفر حامل النور هو المستحق للعبادة لأنه أراد الخير لآدم، وأما الله ويسمونه أدوناي فهو لا يحب آدم وخشي أن يكون آدم مثله فلا يستحق العبادة.
هكذا يعتقدون، فهم بلا شك يعبدون الشيطان ويمارسون السحر، ولكنهم من جهة أخرى يعتبرون أنفسهم شعب الله المختار وأبناء الله وأحباءه. وهذا ما أشكل علي.
وأقصى ما توصلت إليه في فهم هذا التعارض هو كون مذهب القابالا يؤمن بوحدة الوجود وبالتجليات شأنه شأن الوثنيات القديمة يضاهون قول الذين كفروا من قبل. فالوجود عندهم واحد والرب عندهم يتجلى في كل شيء، يتجلى في الكون، وفي أدوناي ولوسيفر وفي شعبه المختار شعب اسرائيل. وبالتالي، فهم بعبادتهم للوسيفر إنما يعبدون الرب لأن الله وإبليس عندهم شيء واحد.
فكيف التوفيق بين حقيقة كونهم يعبدون الشيطان ويمارسون السحر وبين حقيقة كونهم يعتبرون أنفسهم شعب الله المختار وأبناء الله؟