قال فقيه العصر الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى في شرح المنظومة البيقونية كما في موقعه الرسمي التابع لخيرية الشيخ ابن عثيمين :
وقد يختلف العلماء في تعديل رجل معين وهذه تقع كثيراً ، انظر مثلاً التهذيب ، أو تهذيب التهذيب لابن حجر، أو غيره تجد أن الشخص الواحد يختلف فيه الحفاظ ، فيقول أحد الحفاظ : هذا رجل لا بأس به .
ويقول غيره : هو ثقة .
ويقول آخر : اضرب على حديثه ، ليس بشيء .
فإذا اختلفوا فماذا نعمل؟
نقول : إذا اختلف العلماء في مثل هذه المسألة وغيرها ، فإننا نأخذ بما هو أرجح ، فإذا كان الذي وثقه أعلم بحال الشخص من غيره ، فإننا نأخذ بقوله ، لأنه أعلمُ بحاله من غيره .
ولهذا لا نرى أحداً يعلم حال الشخص إلا من كان بينه وبينه ملازمة ، فإذا علمنا أنّ هذا الرجل ملازم له ، ووصفه بالعدالة، قلنا : هو أعلم من غيره فنأخذ بقوله.
وكذا ما إذا ضعَّف أحدهم رجلاً وكان ملازماً له ، وهو أعرف بحاله من غيره، فإننا نأخذ بقوله .
فالمهم أنه إذا اختلف حفاظ الحديث في تعديل رجل ، أو تجريحه ، وكان أحدهما أقرب إلى معرفة الموصوف من الآخر ، فإننا نأخذ بقول من هو أقرب إليه ، وأعلم بحاله من غيره .