تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: ماذا قال الشيخ محمد رشيد رضا عن الاعتصام للعلامة الشاطبي؟

  1. #1

    افتراضي ماذا قال الشيخ محمد رشيد رضا عن الاعتصام للعلامة الشاطبي؟

    ذ/عبد الفتاح بن اليماني الزويني: ماذا قال الشيخ محمد رشيد رضا عن الاعتصام للعلامة الشاطبي؟
    ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــ
    { وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُوا } ( آل عمران : 101 ) .{ وَمَن يَعْتَصِم بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ } ( آل عمران :101 ) .العلماء المستقلون في هذه الأمة ثُلة من الأولين ، وقليل من الآخرين ، والإمامالشاطبي من هؤلاء القليل ، وما رأينا من آثاره إلا القليل ، رأينا كتاب ( الموافقات )من قبل ، ورأينا كتاب ( الاعتصام ) اليوم ، فأنشدنا قول الشاعر :قليل منك يكفيني ولكن ... قليلك لا يقال له قليلادخل دار الكتب الخديوية وارم ببصرك إلى الألوف من المصنفات فيخزائنها ، تر أن كثرتها قلة ، وكثيرها قليل ؛ لأن القليل منها هو الذي تجد فيه علمًاصحيحًا لا تجده في غيره ؛ لأنه مما فتح الله به على صاحبه دون غيره . وقد كانكتاب ( الاعتصام ) من هذا القليل ، فأحسنت نظارة المعارف إلى الأمة الإسلاميةكلها بإجابة مجلس إدارة دار الكتب الخديوية إلى طبعه .اتفق علماء الاجتماع والسياسة والمؤرخون من الأمم المختلفة على أن العربما نهضوا نهضتهم الأخيرة بالمدنية والعمران إلا بتأثير الإسلام في جمع كلمتهم ،وإصلاح شؤونهم النفسية والعلمية ، ولكن اضطرب كثير من الناس في سبب ضعفالمسلمين بعد قوتهم ، وذهاب ملكهم وحضارتهم ، فنسب بعضهم كل ذلك إلى دينهم ،ومَن يتكلم في ذلك على بصيرة يثبت أن الدين الذي كان سبب الصلاح والإصلاح ،لا يمكن أن يكون سبب الفساد والاختلال ؛ لأن العلة الواحدة لا يصدر عنهامعلولات متناقضة ، فإذا كان لدين المسلمين تأثير في سوء حال خلفهم ، فلا بد أنيكون ذلك من جهة غير الجهة التي صلحت بها حال سلفهم ، وما هي إلا البدعوالمحدثات التي فرقت جماعتهم ، وزحزحتهم عن الصراط المستقيم .من أجل ذلك كان تحرير مسائل البدع والابتداع مما ينفع المسلمين في أمردينهم وأمر دنياهم ، ويكون أعظم عون لدعاة الإصلاح الإسلامي على سعيهم . وقدكتب كثير من العلماء في البدع ، وكان أكثر ما كتبوا في الترهيب والتنفير . والردعلى المبتدعين . ولكن الفرق التي يرد بعضها على بعض ، يدعي كل منها أنه هوالمحق ، وأن غيره هو الضال والمبتدع ، إما بالإحداث في الدين ، وإما بجهلمقاصده ، والجمود على ظواهره ، وما أرينا أحدًا منهم هدي إلى ما هدي إليه ( أبوإسحاق الشاطبي ) من البحث العلمي الأصولي في هذا الموضوع ، وتقسيمه إلىأبواب يدخل في كل واحد منها فصول كثيرة .لولا أن هذا الكتاب ألف في عصر ضعف العلم والدين في المسلمين لكان مبدأنهضة جديدة لإحياء السنة ، وإصلاح شؤون الأخلاق والاجتماع ، ولكان المصنفبهذا الكتاب وبصنوه كتاب الموافقات - الذي لم يسبق إلى مثله سابق أيضًا - منأعظم المجددين في الإسلام . فمثله كمثل الحكيم الاجتماعي عبد الرحمن بن خلدون ،كل منهما جاء بما لم يسبق إلى مثله ، ولم تنتفع الأمة - كما كان يجب - بعلمه .كتاب الموافقات لا ند له في بابه ( أصول الفقه وحِكَم الشريعة وأسرارها )وكتاب الاعتصام لا ند له في بابه ، فهو ممتع مشبع ، ولم يتمه المصنف رحمه اللهتعالى . وقد صدَّره بمقدمة في غربة الإسلام وحديث ( بدأ الإسلام غريبًا ) المنبئبذلك . ثم جعل مباحث ما كتبه في عشرة أبواب .( الباب الأول ) : في تعريف البدع ومعناها ( الثاني ) في ذم البدع وسوءمنقلب أهلها ( الثالث ) في أن ذم البدع والمحدثات عام ، وفيه الكلام على شبهالمبتدعة ، ومن جعل البدع حسنة وسيئة ( الرابع ) في مأخذ أهل البدع فيالاستدلال ( الخامس ) في البدع الحقيقية والإضافية والفرق بينهما ( السادس )في أحكام البدع وأنها ليست على رتبة واحدة ( السابع ) في الابتداع : يختصبالعبادات ، أم تدخل فيها العادات ؟ ( الثامن ) في الفرق بين البدع والمصالحالمرسلة والاستحسان ، ( التاسع ) في السبب الذي لأجله افترقت فرق المبتدعة عنجماعة المسلمين ( العاشر ) في الصراط المستقيم الذي انحرفت عنه المبتدعة .وفي هذه الأبواب مباحث تشتبه فيها المسائل ، وتتعارض الدلائل ، وتنتفجالشبهات ، وتتراءى في معارض البينات ، حتى يعز تحرير القول فيها ، والفصلبين قوادمها وخوافيها ، إلا على مَن كان مثل المصنف في نور بصيرته ، وغزارةمادته ، وقوة عارضته ، وفصاحة عبارته .ومِن أغمض هذه المسائل ما كان سنة أو مستحبًّا في نفسه وبدعة لوصفوهيئة عرضت له ، كالتزام المصلين المكث بعد الصلاة لأذكار وأدعية مأثورةيؤدونها بالاجتماع والاشتراك ، حتى صارت شعارًا من شعائر الدين ، ينكر الناسعلى تاركيها دون فاعليها ، وقد أطال المصنف في إثبات كونها بدعة وأورد جميعالشبه التي دعمت بها ، وكر عليها بالنقض فهدمها كلها .وما لي لا أذكر لعلماء الشرع الأعلام ، ولأهل السياسة من علماء الحقوقوالأمراء والحكام ، أهم ما شرحه لهم هذا الكتاب من أصول الإسلام ، وهو بحثالمصالح المرسلة والاستحسان ، من أصول مذهبي مالك وأبي حنيفة النعمان ،وبهما يظهر اتساع الشرع لمصالح الناس في كل زمان ومكان ؟بين المصنف وجه اشتباه ما سموه البدع المستحسنة ، بالاستحسان الفقهيوالمصالح المرسلة ، ثُم كَشَفَ كل شبهة . وأزال كل غمّة . فبين أن البدع ليست منهذين الأصلين في وِرد ولا صَدْر ، ولا تتفق معهما في علة ولا غرض ، فإنالبدعة كيفما كانت صفتها استدراك على الشرع وافتيات عليه ، وأما مسائلالمصالح المرسلة والاستحسان فهي موافقة لحكمته ، وجارية على غير المعين منعموم بيناته وأدلته . وقد أورد المصنف ما قيل في تعريف ذينك الأصلين ووضحذلك بالشواهد والأمثلة ، فلو أنك قرأت جميع ما تتداوله المدارس الإسلامية من كتبأصول الفقه وفروعه ، لانثنيت وأنت لا تعرف حقيقة المصالح المرسلةوالاستحسان ، كما تعرفها من هذا البحث الذي أوردها المصنف فيه تابعة لبيانحقيقة البدعة لا مقصودة بالذات .

  2. #2

    افتراضي

    مَن أراد أن يعرف فضل الإسلام وسماحته ، وسهولته ومرونته ، فليأخذه منينبوعه ، وليستعن على فهمه بهؤلاء الحكماء الذين يشددون في إنكار البدع ،ويدعون المسلمين إلى السنة التي كان عليها السلف ، ويرون ضلال من يزيد فيالعبادات عليهم ، أشد وأضر من ضلال من ينقص في غير أصول الفرائض عنهم ،ويوسعون على الناس في أمور العادات ، بناء على أصل الإباحة في الأشياء ، وإنظن كثير من الجاهلين ، أن هذا هو عين الجمود في الدين ، وجعله دينًا خاصًّا بأهلالبداوة ، لا يطيق احتماله أهل المدنية والحضارة ، والأمر بالضد ، ولله الأمر منقبل ومن بعد .كان هذا الكتاب كنزًا مخفيًّا لا توجد منه في هذه الأقطار إلا نسخة بخطمغربي في كتب الشيخ محمد محمود الشنقيطي المحفوظة في دار الكتب الخديوية ،فاستخرجه مجلس إدارتها في العام الماضي واقترح طبعه ، فوافق ذلك رغبةصاحب السعادة أحمد حشمت باشا ناظر المعارف لذلك العهد ، وعهد إليّ بطبعهبشروط بيّنها في الكتاب الذي كتبه إليّ بذلك ، وأرسلت إلي دار الكتب الجزءالأول منه منسوخًا نسخًا جديدًا على أوراق متفرّقة لتجمع حروف الطبع عنها .فتصفحت بعضها فألفيت فيها غلطًا وتحريفًا كثيرًا حتى في الأحاديث ، فكتبت فيحاشية ما جمعت حروفه منها ليكون نموذجًا للطبع تصحيحًا لما ظهر لي غلطه ،وتخريجًا لحديث : ( بدأ الإسلام غريباً ) الذي بنى عليه المصنف مقدمة الكتابوجعله الأصل في وجه الحاجة إليه . وفسرت فيها بعض الكلم الغامض وأطلعتُعلى ذلك صديقي الأستاذ الفاضل السيد محمد الببلاوي وكيل دار الكتب الخديويةالذي يُرجَع إليه في تصحيح الكتب التي تطبع على نفقتها ، وقلت له : يعز علي أنيطبع هذا الكتاب النفيس من غير أن يصحح أصله ويعلق عليه شيء . وأنا أتبرعبما أراه ضروريًّا من ذلك ، ومطبعتي تتبرع بتصحيح الطبع أيضًا . ولو كنت فيسعة من وقتي لخرجت أحاديثه كلها ، وبذلت العناية بمراجعة كل نُقُولِه من مظانها ،وبغير ذلك من تصحيحه . فقال : نحن نرى من التوفيق أن يطبع هذا الكتاب تحتنظرك وإشرافك ، ونرى أنك أجدر وأحق بتصحيحه ما تيسر لي قراءة شيء من الكتاب في وقت فراغ ؛ بل كانت المطبعةتعرض علي الأوراق عند إرادة الاشتغال بطبعها ، فكنت أرى الغلط فيه أنواعًا :( أحدها ) : ما أقطع بأن صوابه كذا كتحريف بعض الآيات ، أو الأحاديثالمعزوة إلى مخرجيها ، وتحريف أو تصحيف بعض الكلم ، فأنا أصحح هذا ولاأذكر في الحاشية ما كان في الأصل إلا قليلاً .( ثانيها ) : ما أظن أن صوابه كذا ، وهو ما أكتب في الحاشية ( لعل أصلهكذا ) أو ما يفيد هذا المعنى .( ثالثها ) : ما أشتبه في أصله : ما هو . فمنه ما أفهم المراد منه بالقرينة ،فإما أن أشير إليه في الحاشية ، وإما أن أتركه للقارئ . ويقل فيما تركته التحريفالذي لا يفهم المراد منه مطلقًا ، أو إلا بعد تأمل طويل .وقد يرى القارئ في بعض المواضع منه كلمات بين هذه العلامات ( ) التييعبرون عنها بالأَهِلَّةِ أو الأقواس أو بدونها ، وقد تكون من حرف صغير ، ويرىأن المعنى لا يلتئم إلا بها ، ويجزم بأنها من الأصل ، وإنما ميزناها بما ذكرليعلم أنها من المصحح ، ويرى في بعض المواضع علامة الاستفهام بين قوسينهكذا ( ؟ ) ويشار بها إلى خفاء في تلك المواضع أو غلط لم نهتد إلى أصله . ولكنلم نلتزم ذلك في كل مواضع الغلط المبهم .وقد تركت تصحيح بعض الأحاديث والآثار التي أحفظها من كتب الصحاحوالسنن على غير ما وردت عليه في الكتاب ، لئلا يكون بعض المحدثين الذين لمنطلع على كتبهم رواها بسياق المصنف . وكتبت بإزاء بعض ذلك علامة المراجعةعلى أوراق الطبع ، مريدًا بذلك أن تعيده المطبعة إليّ للتأمل فيه أو مراجعته فيمظانه . وعلمت بعد ذلك أن المطبعة كانت تراجع في بعض ذلك نسخة الكتابالمغربية فإذا رأت المعد للطبع موافقًا لها طبعته ولم تعده إلي ، فيفوتني ما أريد منتصحيحه .وجملة القول أنني على ما أقاسي من العناء في تصحيح الكتاب لا أدعي أنهقد تيسر لي تصحيحه كما أحب . وإنما أقول : إنه صُحح تصحيحًا يمكن القارئ منفَهمه ، فلا يكاد يخفى عليه منه إلا النادر من المفردات أو الجمل التي لا يخلخفاؤها بفهم المسألة التي عرضت له فيها . فهذا هو الطريق الذي سلكته فيتصحيحه ، بينته قبل الإتمام ، وعسى الله أن يوفقني بالخير إلى زيادة العناية وحسنالختام ، وكتبه في 15 شوال سنة 1332 .

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •