((دفنتُ كنزاً من أنفس الأنفس و أطيبها))
بقلم
علي سليم

اشتكى مداد قلميَ لكثرة ما خّطته أناملي عنْ مآثر الوالد (يرحمه الله) مِنْ نثرٍ و رثاءٍ و نظمٍ...فهتفتُ في أُذنه أنْ اصمتْ أو قلْ خيراً..

و الذي نفسيَ بيده لو قمتُ الليل كلّه أُسطّر في محاسن والدي أو صمتُ النّهار الاّ عنْ ذكر حُسن عشرته لما بلغتُ معشار حقّه...

قَبلَ وفاته بسُويعاتٍ أهداني كلمة تزن السّموات السّبع و الأراضين فهي أثقل مِنْ جبل أحدٍ بله عرفة يوم الوقوف عليه و نزول الرّحمات اليه...

قالها قُبَيْل سكرات الموت أو عندها بملئ فيه (الله يرضى عليك ,الله يرضى عليك) فاشتغل بها عنْ نفسه...و كان (يرحمه الله) يُعالج في مخارج الأحرف معالجة شديدة!!!

فأثر قولها على راحته و سلامته...فلنْ - و الذي خلق هذه الرّوح- أُوّفيه سدس حقّه و لا ثمنه!!
فجعلتُ له ورداً في سجوديَ...و كلّما صدع المؤذن بأذانٍ أشعر و كأنّ والدي يهتف قائلاً...أسرع...هر ول...فأنتظر منك دعاءً...

و سأجعلُ له...ما لنْ أُسَطّره...خشية بُطلانه و إفساده....لنْ أدعك بحول الله و قوّته الاّ أنْ تنال بإذن الله رضاه...

فأسأل الله بمنّه و فضله و جوده و كرمه أنْ يُوفقني لعملٍ أبلغ به الثُريّا...فيقبل و يحلّ رضوانه على والدي..الحبيب.

هذا...و الله وليّ الأمر...و التّوفيق


كتبه: علي سعد سليم