فائدتانالأولى : لم يصحّ أنّ ألوية النّبيّ صلى الله عليه وسلّم وراياته مكتوبة فيهنّ كلمة التّوحيد .
أخرج ابن عديّ في الكامل (2/13) والطّبراني في الأوسط (1/77)عن ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ كَانَتْ رَايَةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَوْدَاءَ وَلِوَاؤُهُ أَبْيَضُ مَكْتُوبٌ فِيهِ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ مُحَمد رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "ضعيف تفرّد به حيان بن عُبيد الله بن زهير، العدوي، البصري أبو زهير وهو صدوق حسن الحديث إلا بما تفرّد لأنّه لا يحتمل التفرّد وهذا من تفرداته.
قال الطبراني : لَايُرْوَى هَذَا الْحَدِيثُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَادِ،تَ فَرَّدَ بِهِ: حَيَّانُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ " اهـــ
وَقَالَ ابْن عدي في "الكامل" : وَعَامة مَا يرويهِ إِفْرَادَاتٌ ينْفَرد بهَا، وَالله أعلم .اهـــ
وقال الذهبي في "تاريخ الإسلام" : وَلَهُ مَنَاكِيرُ وَغَرَائِبُ، وَمَا رَأَيْتُ أحدا وهّاه .اهـــ
وقال الهيثمي في المجمع الزّوائد(5/321) رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ خَلَا الْكِتَابَةَ عَلَيْهِ "اهـــ
وأخرج ابن عديّ في الكامل (2/13) عَن أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ بمثله" فيه حمّاد بن أبي حميد ضعيف الحديث وقَالَ ابنُ عَدِي – في آخر ترجمته - وَلِحَمَّادِ بْنِ أَبِي حُمَيْدٍ غَيْرُ مَا ذَكَرْتُ مِنَ الْحَدِيثِ وَضَعْفُهُ يَبِينُ عَلَى ما يرويه "
وأخرج ابن عديّ أيضاً في الكامل (4/175) عَنْ عَبد اللَّهِ بْنِ عُمَر نحوهوفيه زكريا بن يحيى المصرى، أبو يحيى الوقار وقد كُذّب.
وقال ابن عديّ :وَهَذَا الْحَدِيثُ عَنْ حَيَّانَ بْنِ عَبيد اللَّهِ يَرْوِيهِ عَنْهُ الْعَبَّاسُ بْنُ طَالِبٍ إلاَّ أَنَّهُ مَنْ رَوَاهُ فَقَالَ، عَن أَبِي مجلز، عنِ ابن عباس.اهــ
الثّانية : صح في ألوان الرّايات والألوية البياض والسّواد مع أنّه قد قيل ليس أسود خالصاً وعلى هذا نعلم يقيناً خطأ المـُدَّعِي الجهاد في هذا العصر حيث اتّخذوا رايات سوداء وأصبح هذا شعار لهم ويعتقدون أن هذا اللَّون هو الشرعي فقط وهذا إن دلّ على شيء فيدل ّعلى قلة علمهم في أحوال النبي وسيرته وخوضهم في معارك وهم لا يعقلون جُلّ فقه الجهاد فنسأل الله العلم النَّافع .