24-03-2015 | مركز التأصيل للدراسات والبحوث
فقد قال تقرير لموقع "فايف بليرز" الذي يغطي أخبار المسلمين في العالم، إن: “جميع المساجد الـ 436 في جمهورية أفريقيا الوسطى قد دمرت تقريبا، بحسب تصريح لسفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، الذي وصف الدمار الذي طال ممتلكات المسلمين هناك وأرواحهم بأنه: نوع من الجنون، تقشعر لها الأبدان".

ما تزال الازدواجية الغربية في التعامل مع قضايا المسلمين مستمرة منذ تفوقه التقني والعسكري على جميع البلاد الإسلامية، فهو لم يفعل كما فعلت الحضارة الإسلامية حين ملكت العالم يوما، بل رفع شعارات العدالة والمساواة وحماية حقوق الإنسان ظاهرا، وعمل بعكس ذلك حقيقة وواقعا.
فبينما ينتفض الغرب غيرة على حقوق الإنسان إذا انتهكت ضد أوروبي أو نصراني أو غير مسلم بتعبير أدق، لا نراه يحرك ساكنا أمام انتهاكات جسيمة تطال المسلمين في شتى أرجاء العالم.
وفي الوقت الذي يرفع فيه الغرب شعار محاربة "الإرهاب" في أكثر من بقعة عربية وإسلامية، ضد تنظيمات إسلامية سنية على وجه التحديد – بغض النظر عن حقيقة ما ينسب لهذه التنظيمات - لا نراه يقيم أدنى اعتبار "للإرهاب" الذي تمارسه التنظيمات الإرهابية المسيحية، التي تنتهك حقوق مسلمي إفريقيا الوسطى منذ فترة ليست بالقصيرة.
فقد قال تقرير لموقع "فايف بليرز" الذي يغطي أخبار المسلمين في العالم، إن: “جميع المساجد الـ 436 في جمهورية أفريقيا الوسطى قد دمرت تقريبا، بحسب تصريح لسفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، الذي وصف الدمار الذي طال ممتلكات المسلمين هناك وأرواحهم بأنه: نوع من الجنون، تقشعر لها الأبدان".
ونقل الموقع في تقرير بعنوان: “كل مساجد أفريقيا الوسطي تقريبا تعرضت للتدمير".
وقال وفد الأمم المتحدة: إن السلطات اعترفت بتدمير 417 من مساجد البلاد بالكامل، وتضرر الباقي، وزار الوفد المسجد الوحيد الذي قال إنه باق في حي المسلمين في العاصمة بانغي، ووصف أوضاع السكان هناك بأنهم يشعرون بالذعر الشديد في ظل استمرار أعمال العنف التي لم تتوقف ضدهم.
ولم تكتف المليشيات المسيحية هناك "أنتي بلاكا" بتدمير مساجد المسلمين فحسب، بل قالت مواقع إسلامية فرنسية: إن تلك الميليشيات المسيحية حولت المساجد إلى حانات لبيع وشرب الخمور، وبعضها إلى ملاهٍ ليلية، تنتشر فيها كل أنواع المنكرات بممارسة الرقص والغناء.
لم يكن تدمير المساجد هو النوع الوحيد من "الإرهاب" الذي تمارسه تلك المليشيات ضد مسلمي إفريقيا، بل يأتي القتل على رأس قائمة "الإرهاب" المسيحي هناك، فبحسب ما رصده وفد الأمم المتحدة والسفير الأمريكي، فقد قتلت العصابات الطائفية المسيحية 5 آلاف مسلم (6 آلاف بحسب الأمم المتحدة) منذ انفجار العنف الطائفي ديسمبر 2013، كما تم تهجير وتشريد مليون من 4.5 مليون من سكان البلاد أغلبهم من المسلمين.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، فقد قال السفير الأمريكي في تصريحاته: إن النساء المسلمات يخفن من الاعتداء عليهن لارتدائهن الحجاب، كما يفضلن البقاء في منازلهن والولادة فيها بدلا من المستشفيات خشية الاعتداء عليهن من متطرفي ميليشيات “أنتي- بالاكا” المسيحية.
إن الشيء الملفت في التقرير هو أن جميع مصادره غربية بامتياز، مما ينفي أي شبهة الكذب أو التضخيم و التهويل في الأرقام أو الحقائق، وبالتالي فإن التقرير يعتبر وصمة عار وخذلان على انتكاس القيم والمبادئ وشعارات المساواة وحماية حقوق الإنسان التي يرفعها الغرب منذ عقود.
فهل يمكن أن يتمثل "الإرهاب" بأكثر مما يحصل من قبل هذه المليشيات المسيحية ضد المسلمين ؟! وإذا كانت الإجابة: لا إرهاب أكثر من ذلك. فأين تحرك الغرب وحشده لمحاربة هذه التنظيمات المسيحية كما حشد ويحشد لمحاربة التنظيمات الإسلامية السنية ؟!
أم إن التغافل هو سيد موقف الغرب ما دام "الإرهاب" يمارس ضد المنسلمين ؟!