فَتَزِلَّ قَدَمٌ بَعْدَ ثُبُوتِهَا
عندما تَتَبددُ المفاهيم ويُحجِمُ أهلُ الديانةِ عن تبيينِ المنهجِ الواضحِ القويم، يموج الناسُ زرافاتٍ ووُحدانا ويتيهُونَ في الأرضِ صُنوفا وألوانا.
عندها يصبحُ المنكرُ معروفاً والمعروفُ منكرا، فتسعى النفوسُ لِما يُمليهِ عليها الرأي والهوى.
... وقتئذٍ لا ملجأ ولا مَنجى إلا بالرجوع إليه والوقوف والتضرع بين يديه، وطلب هداه ليسلك المرء الطريق السديد ويثبت عليه.
فمَن لاحَت لهُ أدلةُ الشريعةِ الغراءِ ببيانها وثُبوتها ونَسخِها وإِجمالها وتفصيلها ولسانُ العربِ وما يُحيلُ إليهِ منَ المعاني، فليُدلي بدلوهِ ويُطرِب الخلقَ بما يَحلُ من عذبِ الفوائدِ والأغاني.
ومن أُغلق عليهِ من علوم الشريعة ابوابا، فليُعدَّ لفتياهُ بين يدي ربه تِجوابا، وليُرح البشريةَ من عناءِ فُتياه وشرها المستطير، التي تحرق الاخضر واليابس وتؤلم خفايا المشاعر وحنايا الضمير.
وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ أَنْ تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَى مِنْ أُمَّةٍ إِنَّمَا يَبْلُوكُمُ اللَّهُ بِهِ وَلَيُبَيِّنَنّ َ لَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (92) وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَلَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (93) وَلَا تَتَّخِذُوا أَيْمَانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ فَتَزِلَّ قَدَمٌ بَعْدَ ثُبُوتِهَا وَتَذُوقُوا السُّوءَ بِمَا صَدَدْتُمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَلَكُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (94)- سورة النحل.