تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: مناظرة بين البخاري ومسلم

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي مناظرة بين البخاري ومسلم

    مناظرة بين البخاري ومسلم

    تنبيهان قبل القراءة:
    الأول: أن هذه مناظرة حديثية صيغت بأسلوب أدبي لتقريب المعلومة .
    الثاني: كل ما ذكر فيها فهو مأخوذٌ من مصادره وإن لم تكن هذه المناظرة بهذا الترتيب .

    قال الراوي أبو الأزمان الجميلة:
    دعيت إلى حفل عرس في مدينة الرياض البهية، في قصر الاحتفالات الأندلسية، فرأيت هناك البخاري ومسلم قد دُعيا إلى هذا العرس، فازداد عرساً بما تناولاه من البحث والدرس، وما إن بادرا بتهنئة العريس وقالا: (بارك الله لك وبارك عليك وجمع بينكما في خير) حتى دخل بينهما النقاش؛ فقال البخاري: لماذا لم ترو هذا الحديث يا مسلم وهو على شرطك؟ (عبد العزيز بن محمد الدراوردي عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة) فقال: اكتفيت عنه بحديث حماد عن ثابت عن أنس (أولم ولو بشاة) وكتابي جامع مختصر .
    ثم لما جلسا على العشاء قال له مسلم: دعني أقبل رجليك يا أستاذ الاستاذين، وسيد المحدثين، وطبيب الحديث في علله .
    ثم سأله عن أحاديث منها: حديث كفارة المجلس؛ فبين له علله؛ وقال له: اكتب إن كان ولا بد: حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا وهيب حدثنا موسى بن عقبة عن عون بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كفارة المجلس: ...) الحديث؛ فقال له مسلم: لا يبغضك إلا حاسد، وأشهد أنه ليس في الدنيا مثلك .
    ثم سأل مسلمٌ البخاريَّ عدة أسئلة منها: لماذا لم ترو في صحيحك حديث جابر بن سمرة: (صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم العيدين غير مرة ٍ ولا مرتين بغير أذان ولا إقامة) وحديثه: (أُتيَ النبي صلى الله عليه وسلم برجل قتل نفسه بمشاقص فلم يصل عليه) وحديث طارق بن سويد في الخمر: (إنه ليس بدواء ولكنه داء)؟ فقال: كلها من طريق سماك بن حرب، وأنا معه على حرب !
    فقال: لم ترو حديث العباس (ذاق طعم الإيمان) وحديث أبي هريرة (لا تبدؤوا اليهود ولا النصارى بالسلام) وحديثه (الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر) فقال: لا أحتج بالدراوردي، ولا أعتمده في وردي .
    فقال: فحديث (اتقوا اللاعنين) وحديث (من صلى صلاة لا يقرأ فيها بأم القرآن فهي خداج) وحديث (أتدرون ما الغيبة؟) وحديث (سبق المفردون) وحديث (إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث) وحديث (المستبان ما قالا فعلى البادىء ما لم يعتد المظلوم) وحديث (ما نقصت صدقة من مال) وحديث (يقول العبد: مالي مالي) وحديث (لا يسم المسلم على سوم أخيه) ونحوها؟ فقال: ما تركتها من فرْطي، ولكن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة ليس من شرطي .
    أما رأيت أني لما بوبت (باب إثم من دعا إلى ضلالة أو سن سنة سيئة) عدلت عن حديثه (من دعا إلى ضلالة) الصريح، ولجأت إلى حديث ابن مسعود في إثم أول من سن القتل؟ فقال مسلم: نعم لله درك ما أفقهك !
    ثم قال له: فلماذا لم ترو حديث فضل الوضوء و(خروج الخطايا مع آخر قطر الماء) وحديث (صنفان من أهل النار) وحديث (اسكن حراء) وحديث (إذا قال الرجل: هلك الناس فهو أهلكهم) وحديث (تبلغ المساكن إهاب أو يهاب) ونحوها؟ فقال: كلها من طريق سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة، وأنت تعرف موقفي من هذا الإسناد، وغيري من النقاد، ولكن خرجت منه في الأدب المفرد كحديث (لا يجزي ولدٌ والداً) وهو في صحيحك .
    قال مسلم: فلماذا يا أستاذ الأستاذين لم تخرج حديث (إن أبي وأباك في النار) وحديث (اصنعوا كل شيء إلا النكاح) وحديث (يا أبا بكر لعلك أغضبتهم) وحديث (يا ابن آدم مرضت فلم تعدني) وحديث (رأيت ذات ليلة فيما يرى النائم كأنا في دار عقبة بن رافع فأتينا برطب من رطب ابن طاب فأولت الرفعة لنا في الدنيا والعاقبة في الآخرة وأن ديننا قد طاب) وحديث (كان إذا أوى إلى فراشه قال: الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وكفانا وآوانا فكم ممن لا كافي له ولا مؤوي) ونحوها؟
    فقال: لم أخرج لحماد بن سلمة إلا تعليقاً سوى موضع واحدٍ موقوف، ورأيي فيه معروف .
    قال: فلماذا لم تخرج حديث (الاستجمار تو) وحديث (لا تذبحوا إلا مسنة) وحديث (نهى أن يجصص القبر) وحديث (لكل داء دواء) ونحوها؟
    فقال: لم أخرج لأبي الزبير عن جابر شيئاً، أما تعلم رأي شعبة فيه !

    ثم قال البخاري لمسلم: فلماذا أنت لم تخرج حديث (ص ليست من عزائم السجود) وحديث (سجد بالنجم وسجد معه المسلمون والمشركون) وحديث (احتجم وهو صائم) وحديث (أحصر فحلق رأسه ونحر هديه) وحديث (من بدل دينه فاقتلوه) وحديث (اقبل الحديقة وطلقها تطليقة) وحديث (أول قسامة كانت في الجاهلية لفينا بني هاشم) وحديث (إِذَا قَضَى اللَّهُ الأَمْرَ فِى السَّمَاءِ ضَرَبَتِ الْمَلاَئِكَةُ بِأَجْنِحَتِهَا خُضْعَانًا لِقَوْلِهِ، كَأَنَّهُ سِلْسِلَةٌ عَلَى صَفْوَانٍ) وحديث (أقام تسعة عشر يقصر) وحديث (هذه وهذه سواء يعني: الخنصر والإبهام) وحديث (مَنِ اسْتَمَعَ إِلَى حَدِيثِ قَوْمٍ وَهُمْ لَهُ كَارِهُونَ أَوْ يَفِرُّونَ مِنْهُ صُبَّ فِى أُذُنِهِ الآنُكُ) ونحوها؟
    فقال مسلم: ليس لمثلي أن يتحدث أمامك مجيباً عن سؤال، ولكني تركت أحاديث عكرمة؛ لما رُمي به من المذهب .
    نعم، خرجت له متابعة مع طاووس حديث ضباعة، فهذا رأيي وإن كنت قليل البضاعة .
    قال الراوي أبو الأزمان: فتعجب الحاضرون من تواضع الإمام مسلم مع شيخه البخاري، وأدبه الجم الذي لا يجاريه مُجاري !
    فقال البخاري: زادك الله علماً، فلماذا لم تخرج حديث أبي هريرة (تعس عبد الدينار
    فقال: لا أحتج بعبد الرحمن بن عبد الله بن دينار، ولو دُفع إليّ دينار .
    وأبو بكر بن عياش مثله؛ لورود الخطإ عليهما فيثقل حمله .
    قال البخاري: ولكنا ننتقي ونمحص، فقال مسلم: أنت في العلل متبخص، وفي النقد متخصص .
    قال: فلماذا لم ترو حديث أبي عبد الرحمن السلمي عن عثمان (خيركم من تعلم القرآن)؟ وأنت تكتفي بالمعاصرة ولا تشترط اللقي !
    فقال مسلم: تركته لنكتة قد تدق وقد تظهر؛ لأن راويه نفى السماع وهو المصدَر !
    فقال: عنيت شعبة المتبصر؟ قال: نعم، فقال البخاري: أحسنت .
    ثم قال: ولماذا لم ترو حديث أنس أن قيس بن سعد كان يكون بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم بمنزلة صاحب الشُرَطِ من الأمير؟
    فقال مسلم على استحياء: يا شيخي القدير، قد عرفتَ ما جرى بيني وبين الذهلي والله يعفو عنا جميعاً، فللغضب أحكام، وفقدت بسببه الرواية عن ذلك الإمام .
    فقال: ولِماذا لم تخرج حديث الاستخارة؟ فقال: عبد الرحمن بن أبي الموال عن محمد بن المنكدر عن جابر، يحتاج إلى عضدٍ وناصر؛ للخلاف في التوثيق والتفرد والسماع وسائر العناصر ! فتبسم البخاري من هذا الجواب !
    ثم قال: إذن سل عما بدا لك .
    فقال مسلم: لماذا لم تخرج حديث عبادة (خذوا عني)؟ فقال: لم أخرج لحطان بن عبد الله الرقاشي شيئاً في الصحيح، وما كل ثقة حدثت عنه ما لم يكن حديثه موافقاً لأحاديث الأئمة .
    قال: فلماذا خرجت لعمران بن حطان؟ فقال: خرجت له حديثين لهما شواهد كلاهما عن عائشة في لبس الحرير ونقض التصاليب، وهو في الحديث ثقة مصيب .
    قال: فلماذا خرجت عن حريز بن عثمان؟ قال: خرجت له حديث عبد الله بن بسر (كان في عنفقته شعرات بيض) أولم تخرج نحوه عن قتادة عن أنس (كان البياض في عنفقته)؟ فقال مسلم: بلى والله يا شيخي الجليل .
    ثم قال: فلماذا خرجتَ عن عباد بن يعقوب الرواجني الأسدي وهو رافضي؟ فقال: إنك لتعلم الحديث الذي خرجته له (أي الأعمال أفضل؟) وكان متابعة لسليمان عن شعبة عن الوليد عن الشيباني عن ابن مسعود؟
    أولم تخرجه من طريق عبيد الله بن معاذ عن شعبة به؟ فقال: بلى والله بلى والله .
    قال البخاري: فلماذا خرجت حديث التربة وقد بينتُ في التاريخ الكبير أنه من الإسرائيليات؟ فقال مسلم: ظهر لي في الإسناد خالياً من كعب الأحبار، فنقلته على الاحتمال في منهج تمحيص الأخبار .
    ثم قال: ولقد بينتُ في مقدمة كتابي أني سأذكر الأخبار المعللة في الأماكن التي يليق بها الشرح والإيضاح، ومنها: (أفلح وأبيه) ولفظة (يرقون) في حديث السبعين، ولفظة (ولا وجهه) في المحرم الذي وُقِص، ونحو ذلك لمن تأمله .
    قال البخاري: فلماذا لم تخرج حديث عمرو بن سلمة في إمامته قومه مع تقلص بردته؟ فقال: للخلاف في صحبته .

    قال: فلماذا لم تخرج أحاديث الحسن عن أبي بكرة (زادك الله حرصاً ولا تعد) و(لا يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة) و(إن ابني هذا سيد) وحديث الكسوف؟
    فقال: ما عرفت الحسن يسمع إلا من الأحنف عن أبي بكرة .
    فقال: أما رأيته صرح بالسماع في حديث (إن ابني هذا سيد)؟ فسكت مسلم .
    قال البخاري: فلماذا لم تخرج حديث أبي هريرة: (ثلاثة أنا خصمهم)؟
    فقال مسلم: انفرد به يحيى بن سليم ولم أخرج له سوى حديثٍ واحدٍ في المتابعات في الذود عن الحوض .
    قال: فلماذا لم تخرج حديث (صل قائما فإن لم تستطع فقاعدا)؟ قال: لم أخرج لعبد الله بن بريدة عن عمران بن حصين شيئاً في صحيحي .
    قال: فحديث أبي مالك الأشعري (يستحلون الحر والحرير)؟ فقال: لم أخرج لهشام بن عمار شيئاً، ولم أحتج به، وصدقة بن خالد ما خرجت له شيئاً أيضاً، وما كل ثقة خرجت عنه .
    قال: فلماذا لم تخرج حديث صلح الحديبية بطوله؟ فقال: لم أحتج بمروان بن الحكم الأموي فلم أخرج عنه شيئاً، وكذلك ابنه عبد الملك بن مروان ولكنه مر عرضاً .
    قال: فلماذا خرجت حديث أبي أيوب (من صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال) مع وجود سعد بن سعيد فيه؟ فقال: وجدته صدوقاً فانتقيت من حديثه في الترغيب .
    قال: فلماذا خرجت حديث أبي سعيد (إن من أشر الناس عند الله منزلة يوم القيامة الرجل يفضي إلى امرأته وتفضى إليه ثم ينشر سرها) مع وجود عمر بن حمزة العمري؟ قال: وجدته صدوقاً فانتقيت من حديثه في الترهيب .
    ولقد رأيتك خرجت له تعليقاً فقال البخاري: صدقت .
    قال: فلماذا لم تخرج حديث عمر (إنا نمر بالسجود فمن سجد فقد أصاب ومن لم يسجد فلا إثم عليه) قال: لم أخرج لهشام بن يوسف الصنعاني الأبناوي شيئاً .
    قال: فلماذا لم تخرج حديث ابن عباس (نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس)؟ فقال: لم أخرج لعبد الله بن سعيد بن أبي هند سوى ثلاثة أحاديث كلها قد توبع فيها .
    قال: فلماذا خرجتَ لابن لهيعة؟ قال: لم أخرج له إلا في موضع واحد مقروناً بابن وهب كما نقل المرادي الإسناد، وكل ذلك متابعة، وهو حديث أنس في نحر الجزور بعد العصر وطبخها وأكلها قبل أن تغيب الشمس .
    قال: فلماذا خرجت لمطر الوراق حديث النهي عن كراء الأرض والأمر بإزراعها ونحو ذلك؟ فقال: وجدته صدوقاً فانتقيت من حديثه ما وافق حديث الناس، ورأيتك خرجت له تعليقاً، فقال البخاري: أصبت .
    قال الراوي: وتناولا أحاديث جمة ونكتاً كثيرة لا يسع المقام لسردها، والناس في متعة الحديث راتعون، وشغلوا عن المائدة بموائد الفنون .
    واستأذن البخاري وانصرف عن العرس وتبعه مسلمٌ فانفض الجمع وراءهم فلم يجدوهم، أما البخاري فعاد إلى بخارى، وأما مسلم فعاد إلى نبسابور .
    وهذه نهاية المناظرة، والحمد لله رب العالمين .

    والمناظرة بكاملها هنا:
    http://www.gunfdh.com/vb/showthread.php?t=179463


  2. افتراضي

    نفع الله بكم.
    أبو عاصم أحمد بن سعيد بلحة.
    حسابي على الفيس:https://www.facebook.com/profile.php?id=100011072146761
    حسابي علي تويتر:
    https://twitter.com/abuasem_said80

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي

    آمين ، جزاكم الله خيرا حبيبنا أبا عاصم .

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •