تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: هذا هو الإمامُ المجددُ شيخُ الإسلام ابن تيمية أيها الأقزام.

  1. Post هذا هو الإمامُ المجددُ شيخُ الإسلام ابن تيمية أيها الأقزام.

    يقول السائل: ما قولكم في تطاولِ وتهجمِ بعض الإعلاميين على شيخ الإسلام ابن تيمية،ووصفهم له بأنه منبع الإرهاب، وزعمهم أن فكره يغذي الأفكار المتطرفة، أفيدونا ؟
    الجواب:
    أولاً: كَثُرَ مؤخراً تطاول بعض الإعلاميين على شيخ الإسلام ابن تيمية، ونبزوه بأوصاف دنيئةٍ، واتهموه بأباطيل، هو منها براءٌ، كبراءةِ الذئب من دم يوسف عليه السلام. وهؤلاء الأفاكون من فلول اليسار ومن مشايخ السلاطين، يزعمون أن فتاوى وآراء شيخ الإسلام ابن تيمية كانت مصدراً لتصرفات بعض الجماعات المنتسبة للإسلام، وزعم أحد مشايخ السلطان أن شيخ الإسلام ابن تيمية لم يكن شيخاً للإسلام، بل شرخاً فيه! وقال هذا الأفاك أيضاً: [أحمد ابن تيمية الحراني أحدُ مرجعيات الجماعات المتطرفة على مدار التاريخ، وآراؤه هي المعتمدة عندهم، ويبرز اسم ابن تيمية بوصفه واحداً من أبرز المنظِّرين لمدرسة التكفير، التي كانت لها اليد الطولى في تكفير الفرق والمذاهب الإسلامية، بل عُرِف ابن تيمية بوصفه إمام هذه الجماعة المتطرفة، التي بدورها عملت على نشر أفكاره ومؤلفاته بشكلٍ واسعٍ في العالم الإسلامي] ووصل الأمر بهذا الأزهري إلى أن يستدل بنصيحةٍ مفتراةٍ على الإمام الذهبي، وفيها أنه طعن بشيخه شيخ الإسلام ابن تيمية!!! وزعم آخر أن فكر شيخ الإسلام ابن تيمية مصدرٌ للتطرف والقتل، وقال: [إن ابن تيمية قاتلُ أقباط مصر في ليبيا !؟ وهو المتهم الأول والثاني والثالث!؟]. وزعموا، وزعموا، والزعم مطيةُ الكذب. وأقول لكل هؤلاء الأفاكين: إن الناس أعداءٌ لما جهلوا، ولا يضرُّ شيخَ الإسلام ابن تيمية إفكُّ الأفاكين ولا نفاقُ المتزلفين، ولا أكاذيبُ فلول اليسار، وأشباههم من الحاقدين على دين الإسلام، وعلى علماء الإسلام. إن حالَ من يسُبُّ ويشتمُ الإمامَ المجددَ شيخ الإسلام ابن تيمية،كالباصقِ على الشمس، لن تجاوز البصقةُ رأسَه، ثم تهوي على وجهه، ولا يضرُّ الشمسَ شيئاً. كما لا يضرُّ الشمسَ إنكارُ وجودها في وضح النهار. قال الشاعر: قد تُنكرُ العينُ ضوءَ الشّمس من رَمَدٍ *** ويُنكرُ الفمُ طعمَ الماء من سَقَمِ وقال الآخر: فَقُل للعُيُون الرُّمْدِ للشَّمْس أعْيُنٌ *** تَرَاها بِحَقٍ في مَغِيبٍ ومَطْلَعِ
    وسامِح عُيونًا أطْفأ الله نُوَرَها *** بأبْصَارِها لا تَسْتَفِيق ولا تَعِـي
    يا هؤلاء الأقزام إن جهلتم أو تجاهلتم مكانةَ الإمام المجدد شيخ الإسلام ابن تيمية، فاسمعوا شيئاً يسيراً يسؤكم ولا يسرُّكم، لا سمعتم الرعد،اسمعوا يا أهل الضلال! يا أذناب الغرب، ويا مخلفات اليسار، اسمعوا بعض ما قيل عن هذا العَلَم الشامخ، الإمام الموسوعي، أحدُ بحار العلم عند المسلمين، الإمام المجدد شيخ الإسلام ابن تيمية: [من الذي عنده شغفٌ بالمعرفة، وميلٌ إلى العِلم، وحبٌّ في الاطلاع، وهو لا يعرف ابن تيمية ؟ من الذي لديه همةٌ في المجد، وعزيمةٌ في الخير، ورغبةٌ في الصلاح، ثم لا يعرف ابن تيمية؟ هل الشمسُ بحاجةٍ إذا توسطت السماء في يوم صحوٍ أن يُنبه على مكانتها؟ هل القمرُ في ليلة اكتماله والسماءُ صافيةٌ بحاجةٍ لمن يشيد بعلوه وسنائه؟ إن ابن تيمية بلغ من الحَظوة والرِّفعة وسُموِ المنزلة إلى درجةٍ أنَّه استغنى عن لقب الشيخ، والعالم، والإمام، والمجدد، وصار أحسنُ أسمائه أنه: ابن تيمية! عاشت بعض الدول خمسة قرون، ثم اندرست وذهبت فلا أثرَ ولا عين، ولكن هذا الجهبذ الأعجوبة بقي في ذاكرة الزمان، وقلبِ الدهر، قصةً فريدةً محفوظةً للأجيال ترددها الألسن، وتترنم بها الشِّفاه. عاش سلاطينٌ ووزراء، وأغنياء، وشعراء، ثم ماتوا، فماتت معهم آثارُهم، وعاش ابن تيمية بلا إمارةٍ ولا وزارةٍ ولا تجارةٍ، لكن بقي معنا، ومع الأجيال من بعدنا حياً في الضمائر، ماثلاً في النفوس، حاضراً في الدروس والمنتديات العلمية، ومجامع المعرفة، وصرح الثقافة.كلما سلكنا سبلَ العلم، وضربنا في فجاج الفنون، تلقَّانا ابن تيمية، فهو إمامٌ في التفسير، حجةٌ في الحديث، منظِّرٌ في المعتقد، مجددٌ في الملة، مجتهدٌ في الفقه، موسوعةٌ في العلوم، بحرٌ في السير والأخبار، آيةٌ في الذكاء، أستاذٌ في العبقرية، وسامحني – أيها القارىء الكريم – إن قلتُ إنه أصبح أشهر من الدولة التي عاش في عهدها ! ولا نشكو تقصيراً في حبه رحمه الله، لكنَّا نستغفر الله إن غلونا في التعلق به، كيف ننسى أياديه البيضاء وكلما قلبنا سِفْرَاً، فإذا هو بين صفحاته بعلمه وحكمته وفقهه واستنباطه،وكلما حضرنا حواراً، فإذا اسمه تتقاذفه الألسن، يتقاسمه المتحاورون،كل فريقٍ يقول: أنا أولى به ؟! كيف لا نعيش معه وقد فرض علينا احترامه، وأمتعنا بحضوره، وآنسنا بذكره الطيب ؟ كيف لا نحب من أحبَّ اللهَ ورسولَه صلى الله عليه وسلم ؟ كيف لا نتولى من تولى ربَّه ؟ كيف لا نُقَدِّرُ من قدَّر الشرع ؟ كيف لا نجلُّ من أجلَّ الوحي ؟ ابن تيمية هو إمامُ السلفية في عهده والعهود التي لحقته، فكان على منهج السلف اعتقاداً وتعبداً وعملاً وجهاداً، فهو السلفي بمعنى الكلمة، فلا يُعرف في عهده ولا بعده من احتذى حذو السلف أو اقتدى بالسلف حذو القذة كابن تيمية، فإنه قرر مذهبهم في المعتقد؛ في الأسماء والصفات، في توحيد الربوبية والألوهية، في اليوم الآخر، في القضاء والقدر، في الوعد والوعيد، في حبِّ أهل البيت، في حبِّ الصحابه، وفي كل مسألةٍ كبيرةٍ أو صغيرةٍ من المسائل كان على منهج السلف، ولم تُعرف له مخالفةٌ رحمه الله،وليس معصوماً ، لكنه رجَّاعٌ إلى الحق،وكان مقصده أن يقرر مذهب السلف، وهو الذي نصره وأظهره للناس،وألَّف فيه وشرحه وبسطه وأوضحه وأزال الشبه عنه،ونفض الغبار الذي تراكم عليه في القرون التي تلت التابعين،وردَّ على خصوم هذا المنهج،ودحض أقاويلهم،ودمغهم بالدليل،وداسهم بالبرهان،فأظهر هذا المنهج أيما إظهار،ونصرَه أيما نصرٍ، وخدمه أيما خدمة،فصار معلوماً للخاص والعام،وعلَّمه في دروسه وفي خطبه،ودعا إليه سراً وجهراً،حتى في مجالس الملوك، وفي ديوان السلطان،وفي بلاط الوزراء والأمراء،وفي مجامع القضاة ، فكان ينتصر لهذا المذهب ويغضب له،ويرى أنه الحق وأنه الأسلم والأعلم والأحكم،وكل رسائله ومؤلفاته وكتبه تشهد بذلك،فلو قلت:إن الناصر – حقيقةً – لمذهب السلف من عصر ابن تيمية إلى الآن هو ابن تيمية ، لما ابتعدت عن الصواب،وكل من أتى بعده في الغالب من متبعِ السلف استفاد منه،ونهج نهجه، وانتفع بكتبه،وسار على منواله،فمن مقلٍّ ومستكثرٍ،فرحم الله هذا الإمام، ما أحسن تقريره لمذهب السلف،وما أوضح شرحه، وما أبسط عبارته،وما أحسن مقالَه،وما أجمل تأليفه في هذا الباب،حتى إنا نقرُّ والحمد لله بأننا استفدنا كل الفائدة من هذا الإمام في معرفة منهج السلف في المعتقد،وفي العبادات،وفي السنن،وفي كل شأنٍ من شؤون الدين؛فجزاه الله عنَّا خير الجزاء…

    عُرفَ ابن تيمية بالجهاد العلمي والعملي،فجاهد جهاد الكلمة،عِبر الدروس والخطبة والمحاضرة والوعظ والنصائح والكلمة، عِبر الرسالة والمؤَلَف والفتوى والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر،والجهاد بالنصائح عند السلاطين،وعند الظلمة،وعند المخالفين من الطوائف،والجهاد بالسيف،فقد حضر غزوة ( شقحب ) ودعا الناس للجهاد،بالفطرِ في رمضان،وثبت ثبات الجبال،وأبلى بلاءً حسناً،ودخل على السلاطين بقلبٍ جريءٍ ثابتٍ،حتى تعجبَّ منه الناس وذُهلَ منه أصحابهُ وقالوا:ما رأينا أشجع منه،لا كلَّ ولا ملَّ ولا جَبُنَ،فغفر الله له…


    وموقفه من الخوارج معروفٌ،فالخوارج قومٌ مارقون منتسبون إلى الإسلام،وأخبر صلى الله عليه وسلم بأنهم يمرقون من الإسلام كما يمرق السهمُ من الرمية،تحقرون صلاتكم إلى صلاتهم،وصيامكم إلى صيامهم،وتلاوتكم إلى تلاوتهم،ولهم أتباعٌ،ويرون الخروج على أئمة الجور، ويرون سلَّ السيف على الأمة،ويكفرون بالكبيرة،وقد تتبعهم ابن تيمية في كتبه،وبين مخالفتهم،وأصَّل َ نشأةَ فكرتهم الضالة،وبيَّن أسبابَ شططهم وجورهم،ودمغهم بالدليل،وبيَّن الحقَّ الذي ينبغي في هذه المسائل بياناً شافياً كافياً لا عوج فيه،فأثبت أن أهل السنة ليسوا خوارج،بل هم متبعون للدليل لا يخرجون على أئمة الجور،ولو ظلموا ما لم يروا كفراً بواحاً، ولا يكفرون صاحبَ الكبيرة ما لم يستحلها، بل هو مؤمنٌ ناقصُ الإيمان أو فاسق، ويأخذون بالكتاب والسنة،ولهم منهجٌ آخر مغاير للخوارج الضلال…


    وابن تيمية ليس كغيره من العلماء الذين همُّهم – فقط – التحصيل والنفع في محيطهم وبني عصرهم،بل له مشروعٌ إصلاحيٌ يُهِمه ويؤرقه؛وهو إعادةُ الناس إلى الكتاب والسنة،وهو ما يُسمَّى ( التجديد )،إذ تلحظُ عليه التقعيد لهذا الباب،والنظرة العامة الشاملة للأمة،والهم لإعادتها إلى كتاب الله عز وجل وسنة صلى الله عليه وسلم،وتصحيح مسارها،وتوضيح الطريق الذي صار ملتبساً على كثير من الناس،فليس همُّه فقط أن يتخصص في الفقه،ليكون مفتياً أو قاضياً أو خطيباً أو معلماً،لكن همَّهُ أن يُجدد للأمة ما درسَ من دينها،وأن يُعيدها إلى الجادة الأولى التي كان عليها أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والتابعون بإحسان،وهذا المشروع قد ترك أثرَهُ ونفعَهُ في الأجيال.وإني أقول كلمةَ حقٍّ:لو أن علوم هذا الإمام انتشرت في الجامعات الإسلامية والمدارس وقامت بها الجماعات الإسلامية والحركات الإصلاحية،لكان فيها من النفع العظيم والإصلاح والتجديد ما كفانا وشفى غليلنا وأروى عليلنا في هذا الباب،لما وجد – بإذن الله – هذا التخبط والالتباس في بعض المدارس الفكرية وبعض الدعوات الإصلاحية،من غبشٍ في مسألة المعتقد،ومن انحرافٍ،ومن بدعٍ عند البعض؛لأن هذا الرجل – مع ما أُوتيَ من نظرةٍ شاملةٍ ومن تجديدٍ وإصلاحٍ – فيه من الصفات والصواب والتسديد ما الله به عليم].من كتاب”على ساحل ابن تيمية”
    .
    ثانياً:الإمامُ المجددُ شيخُ الإسلام ابن تيمية،شهد له وزكَّاهُ كبارُ علماء الإسلام،وأقروا بسعة علمه،حتى شهد مخالفوه بذلك، ويكفي أن أذكر أن الشيخ مرعي بن يوسف الكرمي الحنبلي ألَّف كتابه “الشهادة الزكية في ثناء الأئمة على ابن تيمية” وعنوان الكتاب يدل على مضمونه.وكذا الشيخ ابن ناصر الدين الدمشقي ذكر في كتابه ” الردُّ الوافر “ ثناءَ خمسة وثمانين عالماً على شيخ الإسلام ابن تيمية.وأكتفي هنا بذكر شهادات بعض العلماء في الإمام المجدد شيخ الإسلام ابن تيمية.

    قال الإمام الذهبي:[ ابن تيمية الشيخ الإمام العالم،المفسر،ا لفقيه،المجتهد،ا لحافظ،المحدث،شي خ الإسلام،نادرةُ العصر،ذو التصانيف الباهرة،والذكاء المفرط ].
    وقال ابن دقيق العيد:[ لما اجتمعت بابن تيمية رأيتُ رجلاً العلومُ كلُّها بين عينيه،يأخذ منها ما يريد،ويدع ما يريد ].

    وقال العلامة كمال الدين الزملكاني:[ كان – ابن تيمية – إذا سُئل عن فنٍّ من العلم ظن الرائي والسامع أنه لا يعرف غير ذلك الفن،وحكم أن أحداً لا يعرفه مثله،وكان الفقهاء من سائر الطوائف إذا جلسوا معه استفادوا في مذاهبهم منه ما لم يكونوا عرفوه قبل ذلك،ولا يُعرف أنه ناظر أحداً فانقطع معه ولا تكلم في علمٍ من العلوم،سواء أكان من علوم الشرع أم غيرها إلا فاق فيه أهله،والمنسوبين إليه،وكانت له اليد الطولى في حسن التصنيف،وجودة العبارة والترتيب والتقسيم والتبيين ].
    وقال بهاء الدين أبو البقاء السبكي:[ والله يا فلان ما يُبغضُ ابن تيمية إلا جاهلٌ أو صاحبُ هوىً،فالجاهلُ لا يدري ما يقول،وصاحبُ الهوى يصدُّه هواهُ عن الحق بعد معرفته به ].وأما مؤلفاته فيكفينا مقولة الحافظ البزار:[ وأما مؤلفاته ومصنفاته،فإنها أكثر من أن أقدر على إحصائها أو يحضرني جملة أسمائها،بل هذا لا يقدر عليه غالباً أحد؛لأنها كثيرة جداً،كباراً وصغاراً،أو هي منشورة في البلدان فقلَّ بلدٌ نزلته إلا ورأيت فيه من تصانيفه].ثالثاً:التكفيرُ حكمُ شرعيٌ ثابتٌ بالكتاب والسنة،وله قواعده وضوابطه،وقامت الأدلةُ الكثيرة من القرآن والسنة وانعقد الإجماع على ذلك،قال الله تعالى:{إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً أُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقّاً وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَاباً مُهِيناً}سورة النساء الآيتان150-151.وقال تعالى:{لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ}سورة المائدة الآية72.وقال تعالى:{لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}سورة المائدة الآية 73.وثبت في الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(والذي نفس محمدٍ بيده لا يسمع بي أحدٌ من هذه الأمة، يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار) رواه مسلم.قال الشيخ ابن حزم الظاهري:[ واتفقوا على تسمية اليهود والنصارى كفاراً ]مراتب الإجماع ص119. وقال القاضي عياض:[ ولهذا نُكفرُ من دان بغير ملة المسلمين من الملل أو توقف فيهم أو شكَّ أو صحح مذهبهم،وإن أظهر مع ذلك الإسلام واعتقده،واعتقد إبطال كل مذهبٍ سواه،فهو كافر بإظهاره ما أظهر من خلاف ذلك ]الشفا في أحوال المصطفى 2/610.وقال شيخ الإسلام ابن تيمية:[ قد ثبت في الكتاب والسنَّة والإجماع أن من بلغته رسالته صلى الله عليه وسلم فلم يؤمن به فهو كافرٌ،لا يقبل منه الاعتذار بالاجتهاد،لظهور أدلة الرسالة وأعلام النبوة ]مجموع الفتاوى 12/496.وقال شيخ الإسلام ابن تيمية أيضاً:[ إن اليهود والنصارى كفارٌ كفراً معلوماً بالاضطرار من دين الإسلام ]مجموع الفتاوى 35/201.وذكر إمام الدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب أن من أعظم نواقض الإسلام عشرة أمور ومنها:من لم يُكفِّرْ المشركين أو شكَّ في كفرهم أو صحح مذهبهم، كفَرَ إجْماعًا.

    يتبع.
    أبو عاصم أحمد بن سعيد بلحة.
    حسابي على الفيس:https://www.facebook.com/profile.php?id=100011072146761
    حسابي علي تويتر:
    https://twitter.com/abuasem_said80

  2. افتراضي

    رابعاً:إن موقف الإمام المجدد شيخ الإسلام ابن تيمية من قضية التكفير هو موقفُ أهل السنة والجماعة،ويجب أن يُعلم أنه ليس من مذهب أهل السنة والجماعة تكفيرُ أحدٍ من المسلمين بذنْبٍ أصابه،
    قال أبو جعفر الطحاوي صاحب العقيدة الطحاوية:[ ولا نكفرُ أحداً من أهل القبلة بذنْبٍ ما لم يستحله ] شرح العقيدة الطحاوية ص355.
    ومنزلقُ التكفير خطيرٌ جداً،ويجب التحذير منه،فقد ثبت في الصحيحين من حديث عبدالله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:( أيما امرئ قال لأخيه:يا كافر،فقد باءَ بها أحدُهما إن كان كما قال،وإلا رجعت عليه ).وعن أبي ذرٍ رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول:( لا يرمي رجلٌ رجلاً بالفسوق،ولا يرميه بالكفر إلا ارتدت عليه،إن لم يكن صاحبه كذلك)رواه البخاري.وفي رواية عند مسلم قال:( ومن دعا رجلاً بالكفر،أو قال عدو الله،وليس كذلك إلا حار عليه)أي رجع عليه.وهنالك أقوالٌ صريحةٌ لشيخ الإسلام ابن تيمية،تبين بما لا يدع مجالاً للشك ، موقفَهُ من التكفير،منها:[ وليس لأحدٍ أن يكفر أحداً من المسلمين،وإن أخطأ وغلط،حتى تُقام عليه الحجة،وتُبيّن له المحجة،ومن ثبت إسلامهُ بيقينٍ،لم يُزلْ ذلك عنه بالشك ].وقال أيضاً:[ وأما التكفير فالصواب أن من اجتهد من أمة محمد صلى الله عليه وسلم وقصد الحق فأخطأ لم يكفر،بل يغفر له خطؤه،ومن تبين له ما جاء به الرسول فشاق الرسول من بعد ما تبين له الهدى واتبع غير سبيل المؤمنين فهو كافر، ومن اتبع هواه وقصَّر في طلب الحق وتكلم بلا علم،فهو عاصٍ مذنبٌ ثم قد يكون فاسقاً وقد يكون له حسناتٌ ترجح على سيئاته،فالتكفير يختلف بحسب اختلاف حال الشخص،فليس كل مخطئٍ ولا مبتدعٍ ولا جاهلٍ ولا ضالٍ يكون كافراً،بل ولا فاسقاً بل ولا عاصياً]مجموع فتاوى ابن تيمية 12/180.وقال أيضاً:[ ولا يجوز تكفير المسلم بذنْبٍ فعله،ولا بخطأ أخطأ فيه، كالمسائل التي تنازع فيها أهل القبلة].وقال أيضاً:[ والخوارج تكفر أهل الجماعة،وكذلك المعتزلة يكفرون من خالفهم،وكذلك الرافضة،ومن لم يكفر فسق،وكذلك أكثر أهل الأهواء يبتدعون رأياً ويكفرون من خالفهم فيه.وأهل السنة يتبعون الحق من ربهم الذي جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم،ولا يكفرون من خالفهم فيه،بل هم أعلم بالحق وأرحم بالخلق].وقال أيضاً:[ فلهذا كان أهل العلم والسنة لا يكفرون من خالفهم،وإن كان ذلك المخالف يكفرهم.لأن الكفر حكمٌ شرعيٌ،فليس للإنسان أن يعاقب بمثله،كمن كذب عليك وزنى بأهلك؛ليس لك أن تكذب عليه و تزني بأهله،لأن الكذب والزنا حرامٌ لحقِّ الله تعالى، وكذلك التكفير حقٌّ لله،فلا يكفر إلا من كفَّّرَه اللهُ ورسولهُ]

    وبهذه النُقول يتضح لنا ولكل انسانٍ منصفٍ حقيقةَ موقف الإمام المجدد شيخ الإسلام ابن تيمية من قضية التكفير.
    لا كما يروجه النبَّاحون الناعقون الكذَّابون الجاهلون.
    خامساً:إن الطاعنين في الإمام المجدد شيخ الإسلام ابن تيمية،إنما يتخذون الطعن فيه،مدخلاً للهجمة على الإسلام وعلى ثوابت الدين،وللهجوم على مصادر ديننا من كتابٍ وسنةٍٍ،وعلى مراجعنا العلمية من فقهاء كبار،ومؤلفاتٍ عظيمة،وللهجوم على حضارتنا وعلى تاريخنا،حتى بلغت الجرأةُ بأحد الصحافيين المارقين أن قال:[ الإسلامُ هو أسوءُ دينٍ على الأرض ].وزعم آخرُ أن صيام رمضان لا حاجة له !؟وأنكر آخرُ تحريم الخمر! وقال آخر:[ مأساتنا الكبرى هو أننا ومنذ قرونٍ طويلةٍ

    ونحن نغرف من هذا التراث الفقهي الظلامي!الذي أودى بنا إلى الهاوية،وجعلنا في حالة حربٍ مستمرةٍ مع بعضنا البعض،ومع شعوب العالم شرقاً وغرباً!؟ ]وغير ذلك.
    وخلاصة الأمر أن الإمام المجدد شيخ الإسلام ابن تيمية لا يحبه إلا مؤمنٌ ولا يبغضه إلا منافقٌ.وإن قدحَ وتطاولَ وتهجمَ بعض الإعلاميين على شيخ الإسلام ابن تيمية، كصريرِ بابٍ،وطنينِ ذبابٍ.ونقول أخيراً: لا يضرُّ السحابَ نُباحُ الكلاب.والله الهادي إلى سواء السبيل.

    كتبه:
    الأستاذ الدكتور. حسام الدين عفانة.
    رابط المقال على موقعه الرسمي:
    http://yasaloonak.net/?p=3876
    أبو عاصم أحمد بن سعيد بلحة.
    حسابي على الفيس:https://www.facebook.com/profile.php?id=100011072146761
    حسابي علي تويتر:
    https://twitter.com/abuasem_said80

  3. افتراضي

    موضوع جدير بالقرآءة والإضافة.
    أبو عاصم أحمد بن سعيد بلحة.
    حسابي على الفيس:https://www.facebook.com/profile.php?id=100011072146761
    حسابي علي تويتر:
    https://twitter.com/abuasem_said80

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبوعاصم أحمد بلحة مشاهدة المشاركة
    موضوع جدير بالقرآءة والإضافة.
    صدقتَ وبرِرْتَ أبا عاصم .

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي

    رحم الله شيخ الإسلام، وقبح الله أعداء الإسلام
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •