تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: كتابة وقراءة قصص الصحابة ولكن بحوارات من نسج الكاتب

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي كتابة وقراءة قصص الصحابة ولكن بحوارات من نسج الكاتب

    السؤال :
    هناك كتاب بعنوان " أم المؤمنين " لمؤلفه " كمران باشا " ، هذا الكتاب عبارة عن سيرة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ، قال المؤلف في مقدمة هذا الكتاب : إنه عمل قصصي ، مبني على قصص واقعية , وأن الحوارات التي فيه هي من نسيجه ، إلا أنها مبنية على أحداث صحيحة ، فما الحكم في كتابة ، أو قراءة مثل هذه الكتب ؟

    الجواب :
    الحمد لله
    أولاً :
    معرفة سيرة أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وصالحي هذه الأمة لا شك أنه أمر عظيم ، ومندوب إليه , وله دور إيجابي في خروج جيل صالح , يُقتدى بهم وخصوصاً في مثل هذا الوقت الذي أصبحت فيه القدوة - عند كثير من الناس - لأهل الرذالة من المطربين ، والممثلين وأشباههم.
    ولذلك عرض القرآن سير السابقين من الأنبياء ، والمرسلين ، وقصصاً من سير الصالحين , وكانت الحكمة من ذلك اتخاذ العبرة ، والعظة ، كما قال تعالى : ( لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لأولِي الألْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ) يوسف/ 111 .
    وقال تعالى : ( وَكُلا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ ) هود/ 120 .
    قال الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله :
    ( نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ ) أي : قلبك ؛ ليطمئن ، ويثبت ، ويصبر ، كما صبر أولو العزم من الرسل ، فإن النفوس تأنس بالاقتداء ، وتنشط على الأعمال ، وتريد المنافسة لغيرها ، ويتأيد الحق بذكر شواهده ، وكثرة من قام به .
    " تفسير السعدي " ( ص 392 ) .
    وهذه الحكمة كذلك مرجوة في معرفة حياة الصحابة , وما قدموه من غال ونفيس في نصرة هذا الدين والقيام به .
    ثانياً :
    لا بد أن ينطلق المسلم في عَرض مآثرهم ، وفعالهم العظيمة ، على أساس الصحة ، والحقيقة ، وليس على الوهم ، والخيال , فمن الخطأ : أن ينسج الإنسان حواراً على ألسنة هؤلاء لم يقع على الوجه الذي ذكره الكاتب ، وهذا فيه عدة محاذير :
    1- أنه قد يدخل في الكذب على هؤلاء ، والكذب في حكاية التاريخ .
    2- قد يترتب على ذلك النسج الخيالي : حط ، أو انتقاص من إحدى شخصيات القصة ؛ لأن الكلام حمَّال أوجه , وربما يخطئ المرء في التعبير بحجة السجع ، أو البلاغة ، أو إيصال فكرة معينة إلى القارئ .
    3- أن العلماء قد اعتنوا بكلام الصحابة رضي الله عنهم ، ورووه عنهم بالأسانيد ، فما الداعي لتغيير ما ورد عنهم إلى ألفاظ لم يقولوها ، قد يترتب عليها خطأ من الكاتب أو القارئ ؟
    فما الذي يمنع الأديب ، أو الكاتب ، أو القصصي ، أن يعرض سيَر أولئك الذي يريد الكتابة عنهم بدون نسج خيال , فلو أنه عرض سيرة هؤلاء بدون حوارات مختلقة ، وساقها بأسلوب سهل ميسَّر : لأدى المطلوب , وسلِم من المكروه .
    فالنصيحة : أن يجتنب المسلم كتابة مثل هذه القصص ، وأن يحرص على نقل أقوالهم كما قالوها بلا زيادة ولا نقصان ولا تغيير .
    وأما الكتاب المذكور في السؤال : فلم نطلع عليه ، فلا نستطيع الحكم عليه .
    والله أعلم
    http://islamqa.info/ar/136848
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Oct 2010
    المشاركات
    10,732

    افتراضي

    جزاكم الله خيرا يا شيخ محمد
    لا إله إلا الله
    اللهم اغفر لي وارحمني ووالديّ وأهلي والمؤمنين والمؤمنات وآتنا الفردوس الأعلى

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رضا الحملاوي مشاهدة المشاركة
    جزاكم الله خيرا يا شيخ محمد
    وجزاكم مثله يا دكتور رضا
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •