ج – أقوال الإمام أبي حنيفة رحمه الله في الإيمان :
(1) قال : ( الإيمان هو الإقرار والتصديق ) [54].
(2) وقال : ( الإيمان إقرار باللسـان وتصديق بالجنان والإقـرار وحده لا يكون إيماناً ) [55]. ونقلها الطحاوي عن أبي حنيفة وصاحبيه [56].
(3) وقال أبو حنيفة : ( والإيمان لا يزيد ولا ينقص ) [57]. .
قلت : قوله في عدم زيادة الإيمان ونقصانه وقوله في مسمى الإيمان وأنه تصديق بالجنان وإقرار باللسان وأن
العمل خارج عن حقيقة الإيمان .
قوله هذا هو الفارق بين عقيدة الإمام أبي حنيفة في الإيمان وبين عقيدة سائر أئمة الإسلام
مالك والشافعي وأحمد وإسحاق والبخاري وغيرهم والحق معهم , وقول أبي حنيفة مجانب للصواب وهو مأجور في الحالين , وقد ذكر ابن عبدالبر وابن أبي العز ما يشعر أن أبا حنيفة رجع عن قوله والله أعلم [58].
د – قول الإمام أبي حنيفة رحمه الله في الصحابة رضي الله عنهم :
(1) قال الإمام أبو حنيفة : ( ولا نذكر أحداً من صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم إلا بخير ) [59].
(2) وقال : ( ولا نتبرأ من أحد من أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم , ولا نوالي أحداً دون أحد ) [60].
(3) ويقول : ( مقام أحدهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ساعة واحدة خير من
عمل أحدنا جميع عمره وإن طال ) [61].
(4) وقال : ( نقر بأن أفضل هذه الأمة بعد نبينا محمد صلى الله عليه وسلم : أبوبكر الصديق ثم عمر ثم عثمان ثم علي رضوان الله عليهم أجمعين ) [62].
(5) وقال : ( أفضل الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم : أبوبكر وعمر وعثمان وعلي , ثم نكف عن جميع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا بذكر جميل ) [63].
هـ - نهيه عن الكلام والخصومات
في الدين :
(1) قال الإمام أبو حنيفة : ( أصحاب الأهواء في البصرة كثير , ودخلتها عشرين مرة ونيفاً وربما أقمت بها سنـة أو أكثر أو أقـل ظاناً عِلْم الكلام أجل العلوم ) [64].
(2) وقال : ( كنت أنظر في الكلام حتى بلغت مبلغاً يشار إليّ فيه بالأصابع , وكنا نجلس بالقرب من حلقة حماد بن أبي سليمان فجآءتني امرأة فقالت : رجل له امرأة أمة أراد أن يطلقها للسنة كم يطلقها ؟
فلم أرد أقول فأمرتها أن تسأل حماداً ثم ترجع فتخبرني فسألت حماداً فقال : يطلقها وهي طاهر من الحيض والجماع تطليقه ثم يتركها حتى تحيض حيضتين فإذا اغتسلت فقد حلّت للأزواج , فرجعت فأخبرني فقلت : لا حاجة لي في الكلام وأخذت نعلي فجلست إلى حماد ) [65].
(3) وقال : ( لعن الله عمرو بن عبيد فإنه فتح للناس الطريق إلى الكلام فيما لا ينفعهم في الكلام ) [66].
وسأله رجل وقال : ما تقول فيما أحدثه الناس في الكلام في الأعراض والأجسام , فقال : ( مقالات الفلاسفة عليك بالأثر وطريق السلف وإياك وكل محدثة فإنها بدعة ) [67].
(4) قال حماد ابن أبي حنيفة : ( دخل علي أبي – رحمه الله – يوماً وعندي جماعة من أصحاب الكلام ونحن نتناظر في باب , قد علت أصواتنا فلما سمعت حسَّه في الدار خرجت إليه فقال لي يا حماد من عندك ؟ قلت , فلان وفلان وفلان , سَّميت من كان عندي و قال : وفيم أنتم ؟ قلت : في باب كذا وكذا , فقال لي : يا حماد دع الكلام – قال : ولم أعهد أبي صاحب تخليط ولا ممن يأمر بالشيء ثم ينهى عنه . فقلت له : يا أبت ألست كنت تأمرني به , قال : بلى يا بني وأنا اليوم أنهاك عنه , قلت : ولم ذاك , فقال : يا بني إن هؤلاء المختلفين في أبواب من الكلام ممن ترى كانوا على قول واحد ودين واحد حتى نزغ الشيطان بينهم فألقى بينهم العداوة والاختلاف فتابينوا ... ) [68].
(5) وقال أبو حنيفة لأبي يوسف : ( إيّاك أن تكلم العامة في أصول الدين من الكلام فإنهم يقلدونك فيشتغلون بذلك ) [69].
هذه طائفة من أقواله – رحمه الله – وما يعتقده في مسائل أصول الدين وموقفه من الكلام والمتكلمين .
--------------------------------------------------------------------------------
[8] سورة الأعراف 180
[9] الدر المختار من حاشية رد المحتار 6/396-397
[10] شرح العقيدة الطحاوية ص234 , وإتحاف السادة المتقين 2/285 , وشرح الفقه الأكبر للقاري ص198
[11] كره الإمام أبوحنيفة ومحمد بن الحسن أن يقول الرجل بدعاءه " اللهم إني أسألك بمعقد العز من عرشك " لعدم وجود النص في الإذن به , وأما أبويوسف فقد جوزه لوقوفه على نص من السنة وفيه أن النبي صلى الله عليه سلم كان من دعائه " اللهم إني أسألك بمعقاد العز من عرشك ومنتهى الرحمة من كتابك " .. وهذا الحديث أخرجه البيهقي في كتاب الدعوات الكبيرة كما في البناية 9/382 ونصب الرابة 4/272 , وفي إسناده ثلاثة أمور قادحة :
1- عدم سماع داوود بن أبي عاصم لابن مسعود
2- عبدالملك بن جريج مدلس ويرسل
3- عمر بن هارون متهم بالكذب من أجل ذلك قال ابن الجوزي كما في البناية 9/382 ( وهذا حديث موضوع بلا شك وإسناده محبط كما ترى ) انظر تهذيب التهذيب 3/189 , 6/405 , 7/501 , وتقريب 1/520
[12] الفقه الأبسط ص56
[13] الفقه الأكبر ص302
[14] شرح العقيدة الطحاوية 2/427 . تحقيق د . التركي , جلاء العينين ص368
[15] عقيدة السلف أصحاب الحديث ص42 ط دار السلفية , الأسماء والصفات للبيهقي ص456 وسكت عليه الكوثري ,وشرح العقيدة الطحاوية ص245 , تخريج الألباني وشرح الفقه الأكبر للقاري ص60
[16] الفقه الأبسط ص51
[17] الفقه الأبسط ص56 , وسكت عليه محقق الكتاب الكوثري
[18] الفقه الأكبر ص301
[19] الفقه الأكبر ص302
[20] الفقه الأبسط ص56
[21] العقيدة الطحاوية بتعليق الألباني ص25
[22] الفقه الأكبر ص301
[23] الفقه الأكبر ص301
[24] الفقه الأبسط ص46 , ونقل نحو هذا اللفظ شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى 5/48 , وابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية ص139 , والذهبي في العلو ص101-102 , وابن قدامة في العلو ص116 , وابن أبي العز في شرح الطحاوية ص301
[25] سورة الحديد 4
[26] الأسماء والصفات ص429
[27] الفقه الأبسط ص56
[28] سورة الحديد 4
[29] الأسماء والصفات 2/170
[30] الفقه الأكبر ص302
[31] الفقه الأكبر ص301
[32] الفقه الأكبر ص302
[33] سورة النساء 164
[34] الفقه الأكبر ص302
[35] الفقه الأكبر ص301
[36] الفقه الأكبر ص301
[37] قلائد عقود العيان ( ق-77-ب)
[38] الفقه الأكبر ص302 , 303
[39] الفقه الأكبر ص302 , 303
[40] الفقه الأكبر ص302
[41] سورة القمر 52-53
[42] الوصية مع شرحها ص21
[43] الفقه الأكبر ص302
[44] الفقه الأكبر ص302
[45] الفقه الأكبر ص304
[46] الوصية مع شرحها ص14
[47] الفقه الأكبر ص303
[48] الفقه الأكبر ص303
[49] الصواب : خلق الله تعالى الخلق على فطرة الإسلام كما سيبينه أبو حنيفة في قوله الآتي .
[50] الفقه الأكبر ص302 -303
[51] الفقه الأكبر ص302
[52] الفقه الأكبر ص302
[53] الفقه الأكبر ص303
[54] الفقه الأكبر ص304
[55] كتاب الوصية مع شرحها ص2
[56] الطحاوية وشرحها ص360
[57] كتاب الوصية مع شرحها ص3
[58] التمهيد لابن عبدالبر 9/247 , شرح العقيدة الطحاوية ص395
[59] الفقه الأكبر ص304
[60] الفقه الأبسط ص40
[61] مناقب أبي حنيفة للمكي ص76
[62] الوصية مع شرحها ص14
[63] كما في النور اللامع مع ( ق199-ب ) عنه
[64] مناقب أبي حنيفة للكردي ص137
[65] تاريخ بغداد 13/333
[66] ذم الكلام للهروي ص28-31
[67] ذم الكلام للهروي ( 194/ ب)
[68] مناقب أبي حنيفة للمكي ص183-184
[69] مناقب أبي حنيفة للمكي ص373