صدر الكتاب والحمد لله
الناشر: دار السلف الصالح بالقاهرة - درب الأتراك.
02201155559194
صدر الكتاب والحمد لله
الناشر: دار السلف الصالح بالقاهرة - درب الأتراك.
02201155559194
مقدمة الكتابالحمد لله رب العالمين، القائل سبحانه:{وما كنا معذِّبين حتى نبعث رسولًا}[الإسراء: 15].
والصلاة والسلام علىٰ المبعوث رحمة للعالمين، محمد ﷺ، القائل: «لَيْسَ أَحَدٌ أَحَبَّ إِلَيْهِ الْعُذْرُ مِنَ اللهِ، مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ أَنْزَلَ الْكِتَابَ وَأَرْسَلَ الرُّسُلَ»([1]).
وبعد،،
فأهل السُّنَّة والجماعة دائمًا وأبدًا وسط بيْن الفِرق؛ فهم في باب القدر وسط بين القدرية والجبرية، وفي باب الأسماء والصفات وسط بين المعطلة والممثلة، وفي باب موالاة الصحابة وسط بين الرافضة والناصبة، وفي مسألة الوعد والوعيد وسط بين التكفيريين الخوارج وبين المرجئة؛ فأهل السُّنَّة والجماعة هم أسعد الناس بالدليل؛ وذلك أنهم إذا تكلموا في مسألة فإنهم يتكلمون مِنْ خلال جميع الأدلة الواردة في الباب؛ بخلاف غيرهم مِنْ أهل الأهواء والبدع، فإنهم يأخذون مِنَ الأدلة ما يتخيلون أنه يوافق هواهم، ويدَعُونَ بقية أدلة الباب؛ كما ياخذون مِنْ كلام أهل العلم ما يتخيلون أيضًا أنه موافق لهواهم، ويَدَعُونَ كلامهم المُفَصَّلَ المُبيِّنَ.
ومسألةُ العذر بالجهل في الأمور الشرعية خاصة في مسائل التوحيد وأصول الدِّين مِنَ المسائل المهمة التي تكلم فيها أهلُ السُّنَّة والجماعة وبيَّنوا الحقَّ فيها بموجب أدلة الكتاب والسُّنَّة؛ وهُمْ في هذه المسألة – كغيرها مِنَ المسائل – وسط بيْن طائفتين:
الطائفة الأولى: طائفة الوعيدية التكفيريين الذين لا يَعْذُرُون بالجهل مطلقًا؛ فهم لا يعتبرون هذا الأصل.
الطائفة الثانية: طائفة الذين تأثروا بالإرجاء فيعذرون بالجهل مطلقًا.
وأنا دائمًا وأبدًا أنصح إخواني طلبةَ العلم بدراسة مثل هذه المسائل الكبار مِنْ خلال كلام العلماء الكبار وفهمهم لأدلة الكتاب والسُّنَّة، وألا يلتفتوا إلىٰ القيل والقال.
ولذا، فهذا جَمْعٌ لأقوال أهل العلم في مسألة العذر بالجهل، تجمع شتات هذه المسألة، وتضبط شواردها عند طالبِ العلم وطالبِ الحق، وكلامُ أهل العلم واضح وصريح ومستند إلىٰ نصوص الكتاب والسُّنَّة؛ مما يُساعد طلبةَ العلم علىٰ ضبط هذه المسألة، وتصورها تصورًا صحيحًا.
فنسأل الله تعالىٰ التوفيق والسداد، والهدىٰ والرشاد، كما نسأله تعالىٰ بأن يجعل هذا العمل في ميزان حسناتنا.
وصَلِّ اللهم على محمد وآله وصحبه وسَلِّموكتبه
أَبو يوسف محمد بن طه
[1])) أخرجه البخاري (2760).
فهرس الكتابمقدمة.................... .............................. ...............5
الفصل الأول كلام أهل العلم في أن العذر بالجهل أصل من أصول أهل السنة والجماعة.............. ...7
الفصل الثاني كلام أهل العلم في التفريق بين كفر النوع وكفر العين ................11
الفصل الثالث كلام أهل العلم في التفريق بين الأحكام الظاهرة والأحكام الخفية..........13
الفصل الرابع كلام أهل العلم في عذر من كان يعيش في بادية بعيدة أو كان حديث عهد بإسلام. 22
الفصل الخامس كلام أهل العلم في عذر من لم يتمكن من التعلم ..............33
الفصل السادس كلام أهل العلم في أن من بلغته نصوص الكتاب والسنة فقد أقيمت عليه الحجة.................... .........36
الفصل السابع كلام أهل العلم في أن من عاش بين المسلمين، وبلغته نصوص الكتاب والسنة ثم وقع في الشرك فإنه يُكَفَّر بالعين..............50
الفصل الثامن كلام أهل العلم في أن الإعراض عن التعلم ليس عذرًا.................... .61
الفصل التاسع كلام أهل العلم في أن التقليد ليس عذرًا في مسائل التوحيد..............66
الفصل العاشر كلام أهل العلم في أنه لا يُشترط فهم الحجة فهمًا جليًّا كما يفهمها أهل الإيمان..............72
الفصل الحادي عشر كلام أهل العلم في أن قصد الكفر ليس شرطًا للحكم بالكفر..............80
خاتمة.................... ......................82
الفهرس.................. ......................84
بارك الله فيك و نفع بك و جعل هذا الكتاب فى ميزان حسناتك .