بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله .
أما بعد ؛
فقد كنت عزمت على دراسة " المصنف "لابن أبي شيبة رحمه الله منذ زمن ليس ببعيد ، نظرا لما فيه من فوائد عزيزة وفرائد مفيدة ، وقد حالت دون ذلك بعض المشاغل ، فأجلت العمل عليه إلى أن يشاء الله تعالى ذلك ، حتى شرح الله صدري اليوم لتخريجه في هذا الملتقى الطيب الذي له مكانة كبيرة في قلبي ، وغيره من الملتقيات النافعة بحمد الله وقوته ، فما لا يدرك جله لا يترك كله .
حيث أخرج أحاديثه إن شاء الله تعالى تخريجا وسطا ؛ وأحكم عليها بما وفقني الله تعالى إليه ، فمنه الفضل كله وله المنة البالغة .
فإذا أصبت فبتوفيق منه سبحانه وتعالى ، وإن أخطأت فأرجوا أن يقومني الإخوة الأفاضل بالعلم والحلم والحكمة ؛ وجزاهم الله خيرا الجزاء .
ويتلخص منهجي في هذه الدراسة المتوسطة ؛ بذكر الحديث كما هو في " المصنف " ؛ فإن سبقني الشيخ الألباني رحمه الله للحكم عليه ، نقلت خلاصة حكمه من كتبه النفيسة ،- وكفى بدراسة هذا الجبل الأشم دقة وقوة علمية في بيان حال أنفاس رسول الله صلى الله عليه وسلم رحمه الله رحمة واسعة - ، مع جمع ما تفرق فيها من فوائد حول الحديث ، ومع بيان درجة سند المصنف ، وإن لم أجد تخريج الحديث أو الأثر في كتب الشيخ الألباني رحمه الله ، اجتهدت في تخريجه وبيان درجته من الصحة والضعف ؛ تخريجا وسطا ليس بالطويل وليس بالقصير جدا ؛ حسب قواعد علم الحديث ، مع إيراد الفوائد التي وقفت عليها حسب القدرة والاستطاعة ، أذكر كل جمعة ثلاثة أحاديث على الأقل ، فإن نشطت لأكثر من ذلك فعلت بحول الله وقوته .
وخلاصة مراحل هذه الدراسة كالآتي : أبدأ بذكر سند الحديث ومتنه ثم خلاصة الحكم عليه ثم نسبته للمصنفات المعتبرة التي أسندته ، ثم الكلام حول سنده ومتنه صحة وضعفا .
أرجوا من الله تعالى أن يوفقني وإياكم لما يحبه ويرضاه ، ويكتب الحق على أيدينا ، ويشرح صدورنا لتقبله ، والدعوة إليه لوجهه الكريم ، إنه سميع مجيب .
كتبه أبو آدم عبد المنعم البيضاوي
02 جمادى الأولى 1436ه
الموافق ل 21 فبراير 2015م
مجاط - المملكة المغربية .