تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 20 من 23

الموضوع: المورد العذب الرائق في تصحيح حَديث الأعماق ودابق

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Feb 2011
    الدولة
    غزة - صانها الله -
    المشاركات
    1,629

    افتراضي المورد العذب الرائق في تصحيح حَديث الأعماق ودابق

    [المـورد العـــذب الرائق في الذب
    عن حديث الأعماق ودابق]

    بسم الله الرحمن الرحيم
    قرأت دراسةً لأحد الأفاضل من أهل العلم – نفع الله به – في تضعيف حَديث الأعماق ودابق بتفرد سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة ، والحديث أخرجه الإمام مسلم في صحيحه مِن طريق زُهيْرُ بن حَرْبٍ، قال: حدثنا مُعَلَّى بن مَنْصُورٍ، قال: حدثنا سُلَيْمَانُ بن بِلَالٍ، قال: حدثنا سُهَيْلٌ، عن أبيه، عن أبي هُرَيْرَةَ[1] ، وذهب إلي تضعيف الحَديث ، والصَحيح أن الحديث صحيح وتفرد سهيل عن أبيه محتمل وهي سلسلة مشهورة وسهيل أشهر وأمثل وأبيه أشهر منه قليلاً وأما أبيه فكان من أثبت الناس في أبي هريرة وأعلمهم بحديثه، قال: ما أحدٌ يُحدّث عن أبي هريرة إلا وأنا أعلم صادقٌ هو أو كاذبٌ ، وكان أبوه كثير الحديث والسماع وكان من أثبت الناس في أبي هريرة ، روى عنه الأعمش ألف حديث كما روي عنه ، وسهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة سلسلةٌ مَشهورة احتج بها الإمام مسلم في الصحيح ، ولم يحتج بها الإمام البخاري ، وأما عدم احتجاج الإمام البخاري بمثل هذه السلسلة المشهورة ليس بعلةٍ تقدحُ فيها ولكل حديث نقدٌ خاص تبعاً للقرائن والملابسات التي تُحيط بالحَديث والرواة ، فتعليلُ ما رواهُ سهيل بن أبي صالح كَونه يحدث عن أبيه بغرائب مالم يتابعه عليه أحدٌ مِن العالمين فيه نظر بالغ ، وقد كان سفيان بن عيينة يعد سهيل ثبتاً في الحديث[2]، قال الإمام البخاري : ((الصَّحِيحُ عَنْ أَبِي صَالِحٍ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ , وَهَكَذَا رَوَى سُهَيْلُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ , عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. وَكَأَنَّهُ لَمْ يَعُدَّ حَدِيثَ ابْنِ إِدْرِيسَ مَحْفُوظًا))[3] ، وهو مرويٌ عن الإمام الأعمش من رواية عبد الله بن إدريس وجابر بن نوح الحماني ، ويحيى بن عيسى وابن ادريس من الحفاظ وخالف الأعمش سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة والصحيح ما رواه سهيل عن أبيه عن أبي هريرة موقوفاً ، سهيل كان قد تغير بأخرة وصار يخطئ في حديثهِ لسبب عارض وهو موت أخيه فحزن عليه وكان نسيَّ مِن حديثهِ .
    ورد الإمام الدارقطني على عدم اخراج البخاري لمثل سلسلة سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قائلاً : ((لا أَعرِفُ له فيه عُذرًا؛ فقد كان أبو عبدِالرحمنِ أحمدُ بنُ شعيبٍ النَّسائيُّ إذا مرَّ بحديثٍ لِسُهيلٍ قال: سُهيلٌ- واللهِ- خيرٌ من أبي اليَمانِ ويحيى بنِ بُكَيرٍ وغيرِهما، وكتابُ البخاريِّ من هؤلاءِ ملآن))[4] ، الإمام البخاري لم يشترط أن يخرج كل ما صح ، واعتمد الإمام البخاري على مالك عن نافع عن ابن عمر ، وغيرها وإن كان لم يعتمد على هذه السلسلة فليس ذلك بالتعليل الذي يمكن لأجله أن نترك حديثه وقد احتج به عن أبيه الإمام مسلم في الصحيح.
    ولا نعلم أحداً مِن المتقدمين ولا المتأخرين أعل رواية الأعماق ودابق في مسلم من رواية سهيل بن أبي صالح عن أبيه أحدٌ ، حتى أتى هذا الفاضل – نفع الله به – فأعلها بتفرد الإمام عن أبيه عن جده ولم يتابعه عليهِ أحد ، وزعم أن الداني أخرجه في كتابه الفتن موقوفاً على أبي هريرة – رضي الله عنه – وتعليله للخبر ليس بالقائم ، فليس بغريب على أهل بيت الرجل أن يحدثوا عنه الغرائب ويكثرون عنه وكان سهيل قد لازم أباه مُلازمةً شديدة ، والنُقاد قد يضعفون الراوي لحفظهِ ويُوثقونه في شَيخ من الشُيوخ فقد يكون ثقة في حال ضعيفاً في حال أخرى ، وقد تكلم الحفاظ في حفظِ سهيل ولم يتكلموا في روايته عن أبيه قال أبو عيسى : ((وقد تكلم بعض أهل الحديث في سهيل بن أبي صالح، ومحمد بن إسحاق، وحماد بن سلمة، ومحمد بن عجلان، وأشباه هؤلاء من الأئمة، إنما تكلموا فيهم من قبل حفظهم في بعض ما رووا، وقد حدث عنهم الأئمة))[5] ... وروى عنه مالك وشعبة وكفاكَ بهما.
    وقد تجاوزَ الشَيخ خالد الحايك – نفع الله به – تجاوزاً عظيماً على الصَحيحين قبلَ ذلك وضعف مِنها أخباراً انتقدت عليهِ وأحاديثاً صحيحةً ينفرد هو بتضعيفها دون أحدٍ مِن العالمين مِن المتقدمين والمتأخرين ، هل غفلَ الأئمة عن علة هذا الحَديث وانبرى لها الشَيخ وبينها في صحيح مسلم ! إذ أين الدارقطني ، وابن عمار الشهيد ، وابو مسعود الدمشقي عن علة حَديث دابق التي تفطنَ لها فضيلة الشَيخ المحدث خالد الحايك – غفر الله لنا وله – ! ، ثُم أليس يتفق أهل العِلم بالحَديث ومَن شم رائحته أن للإمامين البخاري ومسلم في أحاديث من تغير في أخرة ، أو اختلط منهجيةً دقيقةً جداً فقد يُخرج للمُختلط من حديثه قديماً ، أو يُخَرِج عنه ما سمَعهُ مِنه المُتقدمون وقد يُحدث عنهم بعد اختلاطهم إما لمتابعة الثقات لهم ، أو لكَون الراوي عنهم ثقةٌ ضبطَ الحَديث عنه ! فلمَ أغفل ذلك!!!.
    قال البقاعي : ((إنَّ الراوي قد يكونُ ضعيفاً في راوٍ ثقة في غيرهِ))[6].
    فإن سهيل وإن كان متكلماً فيه حفظه فما المانع أن يكونَ حفظ حَديث أبيهِ! ومِن القرائن الخاصة في الترجيح عند الاختلاف رواية الراوي عن أهل بيته يا شَيخ!؟.
    وكُل شيءٍ سيأتينا في وقتهِ إن شاء الله ، سائل المولى عز وجل أن يغفر لي وللشيخ خالد الحايك وما كان في خاطري أن أستدرك على الشَيخ لجلالته في نفسي ومكانته في قلبي ، ولكن الحق أحب إليّ مِن الشَيخ خالد الحايك ومِن أهلينا أجمعين.

    واسأل الله أن يرزقنا علم المتقدمين وإمامتهم واتقانهم للحديث وعلله.
    والله الموفق والهاد لسواء السبيل.
    أبو الزهراء بن أحمد الغزي الأثري


    ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ــ

    [1]الإمام مسلمٌ في «صحيحه» (4/2221)
    [2] العلل الكبير للإمام الترمذي (1/744).
    [3] العلل الكبير للإمام الترمذي (ص335)
    [4] سؤالات السلمي للدارقطني (ص183).
    [5] شرح علل الترمذي (ص407).
    [6] النكت الوفية للبقاعي (1/165).

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Feb 2011
    الدولة
    غزة - صانها الله -
    المشاركات
    1,629

    افتراضي

    {تَخريج الحَديث عند الإمام مسلم}
    قال الإمام مسلم : حَدَّثَنِي زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا مُعَلَّى بْنُ مَنْصُورٍ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، حَدَّثَنَا سُهَيْلٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَنْزِلَ الرُّومُ بِالْأَعْمَاقِ أَوْ بِدَابِقٍ، فَيَخْرُجُ إِلَيْهِمْ جَيْشٌ مِنَ الْمَدِينَةِ، مِنْ خِيَارِ أَهْلِ الْأَرْضِ يَوْمَئِذٍ، فَإِذَا تَصَافُّوا، قَالَتِ الرُّومُ: خَلُّوا بَيْنَنَا وَبَيْنَ الَّذِينَ سَبَوْا مِنَّا نُقَاتِلْهُمْ، فَيَقُولُ الْمُسْلِمُونَ: لَا، وَاللهِ لَا نُخَلِّي بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ إِخْوَانِنَا، فَيُقَاتِلُونَه ُمْ، فَيَنْهَزِمُ ثُلُثٌ لَا يَتُوبُ اللهُ عَلَيْهِمْ أَبَدًا، وَيُقْتَلُ ثُلُثُهُمْ، أَفْضَلُ الشُّهَدَاءِ عِنْدَ اللهِ، وَيَفْتَتِحُ الثُّلُثُ، لَا يُفْتَنُونَ أَبَدًا فَيَفْتَتِحُونَ قُسْطَنْطِينِيّ َةَ، فَبَيْنَمَا هُمْ يَقْتَسِمُونَ الْغَنَائِمَ، قَدْ عَلَّقُوا سُيُوفَهُمْ بِالزَّيْتُونِ، إِذْ صَاحَ فِيهِمِ الشَّيْطَانُ: إِنَّ الْمَسِيحَ قَدْ خَلَفَكُمْ فِي أَهْلِيكُمْ، فَيَخْرُجُونَ، وَذَلِكَ بَاطِلٌ، فَإِذَا جَاءُوا الشَّأْمَ خَرَجَ، فَبَيْنَمَا هُمْ يُعِدُّونَ لِلْقِتَالِ، يُسَوُّونَ الصُّفُوفَ، إِذْ أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ، فَيَنْزِلُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَمَّهُمْ، فَإِذَا رَآهُ عَدُوُّ اللهِ، ذَابَ كَمَا يَذُوبُ الْمِلْحُ فِي الْمَاءِ، فَلَوْ تَرَكَهُ لَانْذَابَ حَتَّى يَهْلِكَ، وَلَكِنْ يَقْتُلُهُ اللهُ بِيَدِهِ، فَيُرِيهِمْ دَمَهُ فِي حَرْبَتِهِ "[1].
    أخرجه الإمام ابن حبان في صحيحيه (15/224) عن مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَوْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو ثَوْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَلَّى بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
    ورواه الداني في سننه (6/1114) مِن طريق الإمام مسلم.
    ورواهُ عَن عبيد الله بن محمد العمري عن إسماعيل بن أبي أويس عن أبي بكر عبد الحميد بن أبي أويس عن سليمان بن بلال عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة السنن الواردة في الفتن (599) موقوفاً ، ولا يصح.
    فتبين أنه اختلف فيه على سليمان بن بلال فرواه معلى بن منصور مرفوعاً ورواه أبو بكر عبد الحميد موقوفاً والمرفوع أشبه بالصواب.
    واختلف فيه على اسماعيل بن أبي أويس ، فرواه الحسن بن علي بن زياد عنه عن أخيه عن سليمان بن بلال عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة كرواية معلى.
    ورواه عبيد الله بن محمد العمري عنه عن أخيه عن سليمان بن بلال عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه وأرضاه ... الحديث.
    ورواية معلى بن منصور عن سليمان بن بلال أشبه.
    وقد خطأ الحايك – غفر الله له – الحسن بن علي بن زياد السري في روايته عن اسماعيل بن أبي أويس عن أخيه عن سهيل بمثل رواية معلى بن منصور!
    فقال الشيخ الفاضل خالد الحايك : ((وأما الرفع في رواية الحاكم فلا أدري هل هي في أصل الرواية هكذا أم لا! فالداني قد رواها موقوفة ونصّ على ذلك، وكتاب الحاكم فيه أخطاء، وهذه الرواية أشبه بالوقف))!
    وهذا من العجائب حقيقةً إذ لم يستطع الشَيخ – غفر الله لنا وله – أن يفهم كلام الإمام الحاكم فقال : ((هو عند مسلم كما سبق أصلا))! ولم يُحقق النظر في رواية عبيد الله بن محمد العمري عن اسماعيل بن أويس ولا رواية الحسن بن علي بن زياد السري عنه ، بل الصحيح أن رواية أبو بكر عبد الحميد بن أبي أويس متابعة لرواية معلى بن منصور في روايته عن سليمان بن بلال قال الحاكم : ((هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه)) ، ورواية زهير بن حرب عن معلى أصح من رواية اسماعيل بن أبي أويس عن أخيه وفيه الحسن بن علي بن زياد لم يخرج له مسلم في الصحيح واختلف فيه على ابن أبي أويس بالوقف والرفع و رفع الحديث أشبه.

    ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــ ـــــــــــــــ ــــــــــــــ
    [1] صحيح مسلم (4/2221).

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Feb 2011
    الدولة
    غزة - صانها الله -
    المشاركات
    1,629

    افتراضي

    {دراسة أسانيد الحديث}
    أعرض الشَيخ خالد الحايك عَن بيان علل الروايةِ بالتفصيل واكتفى بالكلام على سهيل بن أبي صالح ولعلي أفرد لحالهِ فصلاً إن شاء الله تعالى.
    أما رواية مسلم فرواه معلى بن منصور الرازي قال العجلي : (( ثقة, وكان صاحب سنة، وكان طلبوه على القضاء غير مرة فأبى))[1] ، قال الحافظ ابن حجر : ((ثقة أخطأ من زعم أن أحمد رماه بالكذب من العاشرة))[2] ، وقال أبو حاتم الرازي : ((كان صدوقا في الحديث وكان صاحب رأى))[3]....
    قلت: ومثل الإمام أبو حاتم إن أطلق "صدوق" فإنهُ يُريد به أنه ثقة ، فكَم من ثقة أطلق عليه الإمام أبو حاتم الصدق ، ووصفهُ بذلك ولعل ما نقموا عليه قوله بالرأي والسَلف كانوا يكرهون القول بالرأي ويذمونه ، وهو ثقةٌ وصدوق من مثل أبي حاتم توثيق.
    لم يكن معلى بن منصور ممن يحدث بالمناكير وكان ثقةً صدوقاً قال ابن عدي : ((لم أجد فِي حديثه حديثا منكرا فأذكره))[4] ، مُعلى بن مَنْصُور الرَّازِيّ سمع مِنْهُ البُخَارِيّ وروى فِي غير كتاب الْجَامِع وَقد روى فِي الْجَامِع عَن أبي يحيى مُحَمَّد بن عبد الرَّحِيم فِي الْبيُوع عَنهُ[5] ، قال أبو زرعة : ((أما علي ابن المديني، وأبو خيثمة وعامة أصحابنا فسمعوا منه، المعلى صدوق))[6] ، قال يحيى بن معين ((ثقة)) ، وقال أيضاً : ((إذا اختلف معلى الرازي، وإسحاق ابن الطباع فِي حديث عَن مالك بْن أنس، فالقول قول معلى فِي كل حديث، معلى أثبت منه وخير منه)) ، قال يعقوب بن شيبة : ((ثقة فيما تفرد به وشورك فيه، ومتقن، صدوق، فقيه، مأمون))[7].
    وأما رواية الداني في سننه الواردة في الفتن فقد رواه عبيد الله بن محمد العمري موقوفاً ورواه الحسن بن علي بن زياد السري عن اسماعيل عن أخيه عن سليمان مرفوعاً مثل رواية معلى بن منصور عن سليمان .
    وأما رواية عبيد الله بن محمد العمري فلا تصلح للاحتجاج ، فعبيد الله ضعيفٌ جداً فكيف يصح ان نقول خالفه عبد الحميد بن أبي أويس إن لم يصح السَند إليهِ!
    قال الحافظ ابن حجر : ((رماه النسائي بالكذب))[8].
    ثم ساق له الحافظ بعضاً مِن مناكيره فقال : ((من مناكيره: عن إسماعيل بن أبي أويس عن مالك، عَن الزُّهْرِيّ، عَن حميد بن عبد الرحمن، عَن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا: من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر)).
    تفرد بقوله : ((وما تأخر)) وخالف فيها الثقات ويروونه عنه اسماعيل دون ذكرها ، وعلامة المنكر في حديث الراوي أنك لو عرضت روايته على رواية أهل الحفظ والرضى لم تكد توافقها ، ويخالفهم في روايته.
    وأعل الدارقطني حديث : ((ما من مسلم يسلم علي في شرق ....)) بتفرد عبيد الله بن محمد العمري بهذا الحَديث ولم يتابع عليه .
    ومن مناكيره تفرده بحديث : ((من سب الأنبياء قتل ومن سب أصحابي جلد)) ولم يتابع عليه مِن الثقات ، فإنك ان نظرت إلي أحاديث عبيد الله بن عمر وجدته كثيرا ما يغرب ويخالف الثقات ، وكان النقاد يستدلون على ضعف الراوي بمخالفته الثقات والأعلام ، فيتفرد عنهم بما لا يتابعه عليه أحدٌ مِن العالمين.
    قال الحافظ ابن حجر : ((كلهم ثقات إلا العمري وكان ينزل فلسطين وتأخر إلى بعد التسعين ومئتين)) ، فإن علمتَ أن العمري ضعيف لم ينقضي عجبكَ من استدلال الشيخ خالد الحايك بهِا لإعلال الرواية المرفوعة!.
    وخَالفهُ الحسن بن علي بن زياد السري فرواهُ عنه اسماعيل بمثل رواية معلى بن منصور عن سليمان بن بلال وهو الصَواب وزَعم الشَيخ أن في المستدرك للحاكم أخطاء ولا أدري ما وجه الخطأ في الرواية! واسماعيل إن كان فيه كلام فعلة عدم اخراج الإمام مسلم لها الحسن بن علي فإني لم أجد له ترجمة ولا أعلم فيه جرحاً ولا تعديلاً وروايتهُ محتملة لأنهُ لم يُخالف فيها ولم يُحدث بمناكير ، وإن زعمَ معترضٌ انهُ مجهول!
    كان ماذا فإن اخراج الإمام مسلم رواية معلى بن منصور كافٍ في صحة ما روي في هذا الباب ، واسماعيل عن أخيه مِن رواية الحسن بن علي بن زياد أراهُ يصلح متابعةً لرواية معلى بن منصور فإنها أصلحُ مِن رواية عبيد الله بن محمد العمري.
    فالدَعوى بمخالفة عبد الحميد لمعلى بن منصور في الرواية مرجوحة لا يعمد إليها ، كيفَ يصحُ تعليل الحَديث بمثل تلك العلل مِن الشَيخ ولم يعله أحدٌ مِن العالمين بمثل ما أعله به الشَيخ الحايك ، بل عَظمت البليةَ بأن جَعل تغير سهيل بن أبي صالح سبباً لرد حديثهِ الذي رواهُ عَن أبيه في الصَحيح في الفتن!.
    وقد تطرق الشَيخ لمسائل مِنها حال سهيل بن أبي صالح فأورد فيه الجرح والتعديل ولم يقل فيه شيء ، وأورد لهُ بعض الغرائب مُستدلاً بها على أنه لا يتابع في روايته عن أبيه ، وتطرق لمسألة التَغير ولم يبين فيها منهج الشَيخين ولعليَّ أبين ذلك فيما يلي بإذن الله تعالى سائل المولى التوفيق والسداد.

    ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــ ـــــــــــــــ ــ

    [1] الثقات للإمام العجلي (1/435)
    [2] تقريب التهذيب للحافظ ابن حجر : (343).
    [3] الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (8/334).
    [4] الكامل في ضعفاء الرجال (8/107).
    [5] تسمية من أخرج له البخاري ومسلم (1/278)
    [6] تهذيب الكمال للمزي (28/291)
    [7] المصدر السابق.
    [8] لسان الميزان (5/340) تحقيق الشيخ عبد الفتاح أبو غدة.

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Feb 2011
    الدولة
    غزة - صانها الله -
    المشاركات
    1,629

    افتراضي

    {رواية المختلطين في الصحيحين ومنهج الشَيخين في التعامل معها}

    مِن منهج الشيخين – رضي الله عنهما – في الصحيح الانتقاء ، كانوا إذا رووا عن ضعيف أو مختلط فإنهم يروون عن الضعيف ما صح مِن حديثه وهذا من دقة نظر الشيخين وامامتهم ، ويحدثون عن المختلط ما حدث به أصحابه قبل الاختلاط أو ما وافقهُ عليهم الثقات إن حدث عنه بعد الاختلاط ، فالإمامين لم يحتجا بكُل حديث ضعيف مُطلقاً أو يرداه فإنهُ مِن المحتمل أن يصيب الضعيف في حديثه ، أو يوافق الثقات عليه وطريقتهم في ذلك هي منهجية النُقاد وأئمة الحَديث مِمَن تقدم وممن هم في طبقة الشَيخين رضي الله عنهما ، وأخطأ من ضعف أحاديثاً في الصحيحين بمجرد كون الراوي قد اختلط ، أو الراوي ضعيف قال الحافظ ابن عبد الهادي : ((وأصحاب الصحيح إذا رووا لمن قد تكلم فيه فإنهم ينتقون من حديثه مالم يتفرد به ، بل وافق فيه الثقات وقامت الشواهد على صدقه))[1].
    وقد اعتمدت على كلام الأئمة النُقاد في بيان منهج الشيخين اختصاراً للبحث والدراسة اتقاء الإطالة فيه والإكثار مِن الكلام بالأمثلة .
    قال ابن القيم : ((ولا عيب على مسلم في إخراج حديثه لأنه ينتقي من أحاديث هذا الضرب ما يعلم أنه حفظه كما يطرح من أحاديث الثقة ما يعلم أنه غلط فيه فغلط في هذا المقام من استدرك عليه إخراج جميع حديث الثقة ومن ضعف جميع حديث سئ الحفظ فالأولى : طريقة الحاكم وأمثاله والثانية : طريقة أبي محمد بن حزم وأشكاله وطريقة مسلم هي طريقة أئمة هذا الشأن والله المستعان))[2].
    وقال أيضاً : ((وعيب على مسلم إخراج حديثه وهذه حاله ولكن مسلم روى من حديثه ما تابعه عليه غيره ولم ينفرد به ولم يكن منكرا ولا شاذا بخلاف هذا الحديث والله أعلم)) فإن الناظر لمنهج الإمامين في تخريج أحاديث هذا الصنف مِن الناس فإنهم لا يخرجون لهم ما ينفردون به ، أو ما عُلم بالقرائن أنهُ حدث به عند اختلاطه أو خالف فيه النَاس ، أو انفرد بهِ وقد يُخرجون لراوٍ تفرد بروايته كما فعل مسلم في رواية سهيل بن أبي صالح عن أبيه لقرينة خاصة كأن يكون من أهل بيته ومُختصاً بحديثه ولا يخفى أن الاختصاص ورواية أهل بيت الرجل عنه من القرائن في الترجيح والتصحيح فرواية سهيل من قبيل هذا ولعل الإمام مسلم أخرج روايته لاختصاصه بحديث أبيه.
    قال الحافظ ابن حجر : ((وكذا لم يخرجا من حديث المختلطين عمن سمع منهم قبل الاختلاط وهو في الصحيح من حديث من اختلط ولم يبين هل سماع ذلك الحديث منه في هذه الرواية قبل الاختلاط أو بعده))[3].
    وقال أيضا بعد أن ترجم لسعيد بن أبي عروبة : ((وأما ما أخرجه البخاري من حديثه عن قتادة فأكثره من رواية من سمع منه قبل الاختلاط وأخرج عمن سمع منه بعد الاختلاط قليلا كمحمد بن عبد الله الأنصاري وروح بن عبادة وبن أبي عدي فإذا أخرج من حديث هؤلاء انتقى منه ما توافقوا عليه))[4].
    قال الحافظ ابن رجب : ((اعلم أنه قد يخرج في الصحيح لبعض من تُكلم فيه إما متابعة واستشهاداً ، وذلك معلوم, وقد يخرج من حديث بعضهم ما هو معروف عن شيوخه من طرق أخرى ، ولكن لم يكن وقع لصاحب الصحيح ذلك الحديث إلا من طريقه ، إما مطلقاً أو بعلو, فإذا كان الحديث معروفاً عن الأعمش صحيحاً (عنه) ، ولم يقع لصاحب الصحيح عنه بعلو إلا من طريق بعض من تكلم فيه من أصحابه خرجه عنه))[5] ، فالشيخين لهم منهجية دقيقة في التعامل مع مثل هذه الرواية.
    وقال الزيلعي كلاماً نفيساً في منهجية الشيخين في التعامل مع هذا الضرب مِن الناس فقال في نصب الراية : ((وربما جاء إلى حديث فيه رجل قد أخرج له صاحبا " الصحيح " عن شيخ معين لضبطه حديثه وخصوصيته به ولم يخرجا حديثه عن غيره لضعفه فيه أو لعدم ضبطه حديثه أو لكونه غير مشهور بالرواية عنه أو لغير ذلك فيخرجه هو عن غير ذلك الشيخ ثم يقول : هذا على شرط الشيخين أو البخاري))[6].
    الشَيخين – رضي الله عنهم – يخرجون رواية الضعيف والمختلط إن توفرت فيه القرائن والملابسات التي تُعين على صحته وثبوته ، وأما مَن تغير حِفظهُ فلا يجرى عليه حُكم الاختلاط لأن الاختلاط على ثلاث صور ، وإن كان مختلطاً فإنهُ لا يجري عليه التعليل إن كان يحدثُ مِن كتابٍ . والله أعلى وأعلم.
    قال الشَيخ أبو بكر كافي : ((هذا المنهج يعرف بمنهج الانتقاء من أحاديث الضعفاء، أي أن حديث الضعيف لا يرد جملة ولا يقبل جملة. وإنما يقبل ما صح من حديثه فقط. كما أن الثقة لا تقبل أحاديثه مطلقاً فيقبل ما أصاب فيه ويرد ما أخطأ فيه))[7].
    ومِن فهم منهج الشيخين في الانتقاء لابد أن ينظر إلي عدة اعتبارات مِنها :
    شيوخهُ وتلاميذه ، هل أخرج لهُ في الأصول أم في المتابعات ، هل أكثر عنه أم لم يكثر عنه ، هل تفردَ بهِ أم لم يتفرد ، وإن كان اختلط أو تغير كيف روى لهُ وعلى أي صورة أخرج حديثهُ في كتابه الصحيح .
    والتَفرد في الحَديث مِن مَظنة العِلة وليس علةً مُطلقاً ويَكون ذلك بالنظر إلي القرائن والملابسات التي تُحيط بتفرد هذا الراوي ، والغرائبُ = الفوائد يتقيها أهل النقدِ أو يضعفونها أو يتوقفون فيها وذلك لأن لكل حديث نقدٌ خاص.
    وأما إن كان الراوي ممن اختص بحديث الشَيخ وأكثر عنهُ وعُرف بحديثه عنه كرواية أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود عن أبيهِ فإنهُ وإن لم يدرك أبيه صحح النقاد حديثه واحتجوا بهِ وقالوا أنه حدث عن أهل بيتهِ وهُم ثقات ، كذلكَ فإن الراوي إن كان مكثراً عن شيخه مُختصاً بحديثه وأكثر عنه مسلم في الصحيح كحال سهيل بن أبي صالح عن أبيه فذلك يحتج بهِ ويُعلم أن الإمام مسلم يراعي القرائن والملابسات.
    قال الحافظ ابن رجب : ((وأما مسلم فلا يخرج إلا حديث الثقة الضابط، ومن في حفظه بعض شيء، وتكلم فيه لحفظه لكنه يتحرى في التخريج عنه، ولا يخرج عنه إلا ما لا يقال إنه مما وهم فيه))[8] ، ويبين الشَيخ المعلمي منهج الإمامين في الروايةِ عن المُتكلم فيه مُوضحاً علة إخراج الشَيخين لبعضِ أحاديثهم قائلاً :
    ((أن يريا أن الضعف الذي في الرجل خاص بروايته عن فلان من شيوخه، أو برواية فلان عنه، أو بما يسمع منه غير كتابه، أو بما سمع منه بعد اختلاطه، أو بما جاء عنه عنعنة وهو مدلس ولم يأت عنه من وجه آخر ما يدفع ريبة التدليس. فيخرجان للرجل حيث يصلح ولا يخرجان له حيث لا يصلح))[9].
    قال الشَيخ عبد القادر المحمدي : ((قد ينتقي الناقد البارع من حديث الضعيف أصح رواياته، وهذا لا يُقبل إلاّ عند أئمة الشأن كـ (البخاري ومسلم) ومن هو قرين لهما في النقد والفهم، لأنه أعلم بحديثه وبمظانه في السنن))[10].
    ثم اعلم أن لكل حديث من الأحاديث قرينة خاصة به كما نص على ذلك الأئمة المحققون، فعند ترجيح حديث على حديث أو قبول رواية راوٍ في موضع وردها من الراوي نفسه في موضع آخر هناك قرائن ومعطيات على أساسها يتم ترجيح الرواية وقبولها في هذا دون ذلك[11].
    فإنكَ ان علمت أن الإمامين ينتقيان مِن الرواة المتكلم فيهم ما صح مِن حديثهم وعُلم أنهُ لم يتفرد بهِ أو تابعه عليه ثقة ووافق الناس عليه فإنكَ لن تجد للشَيخ عذراً في اهمال هذه المسألة الدقيقة في منهج الشَيخين في تخريج الأحاديث المتكلم فيها وقد سبق أنه الإمام مسلم ينتقي مِن الروايات ما سَلم مِن العلة وقسم الرواة على ثلاث طبقات وكان يحتج بسلسلة سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة في الصحيح ولم ينكر أحدٌ مِن العالمين اخراجهُ لهذه السلسلة بل استنكر الدارقطني على الإمام البخاري أنه لم يخرج هذه السلسلة لسلامتها وصحتها!
    فان تبين لكَ أنه الإمامين البخاري ومسلم يميزان العلل الخفية واحوال الرواة من شيخ إلي شَيخ ، ومن حال إلي حال ، ومِن وقت إلي وقت وإن حَديث في مِصر فضبط وحديث في غَيره فلم يضبطه والاختلاف على الرواة وأهل الاختصاص في أحاديث الشيوخ علمتَ أن منهجهم أصح المناهج لنقد السنة وأسلمها ومَنهجهم منهجُ مَن في طبقتهم من نقاد أئمة الحَديث = رضي الله عنهم ، قُلت أن لا مناص مِن الحكم بصحة الحَديث لا ضعفه أصحُ الأقوال مع عدم تضعيفِ السلسلة والكلام فيها مِن قبل أحدٍ مِن العالمين حتى خالف الشَيخ ذلك فضعفها وأعل الحَديث بتفردِ سهيل عن أبيه! وهذا مِن العَجب ولا حول ولا قوة إلا بالله . والله المُستعان.

    ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــ ــــــــ
    [1] تنقيح التحقيق للحافظ ابن عبد الهادي (3/277).
    [2] زاد المعاد (1/ 364)
    [3] النكت للحافظ ابن حجر (1/315).
    [4] مقدمة الفتح (ص416).
    [5]شرح علل الترمذي (2 / 831)
    [6] نصب الراية (1 / 341)
    [7] منهج الإمام البخاري في تصحيح الأحاديث وتعليلها من خلال كتابه الصحيح (1/144).
    [8] شرح علل الترمذي للحافظ ابن رجب (2/613).
    [9] التنكيل بما في تأنيب الكوثري من أباطيل للإمام المعلمي اليماني (2/692).
    [10] الشاذ والمنكر وزيادة الثقة موازنة بين المتقدمين والمتأخرين (ص29).
    [11] المصدر السابق.

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Feb 2011
    الدولة
    غزة - صانها الله -
    المشاركات
    1,629

    افتراضي

    {روايةُ الراوي عن أهل بيته واختصاصه بحديثهمْ}
    وبيان ذلك أن الراوي أعلم بحديث أهل بيته وأحفظُ له لاختصاصهِ به ومَعرفتهِ به ، فإذا روى الراوي عن أهل بيته حديثاً وخالفهُ آخر كَانت روايته أرجحُ مِن رواية غيره لاختصاصه بحديث أبيه وكَونه أعلم بحديث أبيه أو أهل بيته مِن غيره.
    وليست القَرينةُ الخَاصة برواية الراوي عن أهل بيته مُطَلقةٌ فقد تُقدم عليها قرائنُ أخرى في الحَديث تُرجح على هذه القرينة كقرينة الحِفظ والاختصاصِ والعدد ولكل حديث نقدٌ خاص وقرائنُ خاصة تلوح فيه ، إلا أن في مثل هذه السلسلة "سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة" لم يتكلم فيها أحدٌ مِن العالمين ، ولا يستغربُ ان يُحدث الراوي عَن أبيه أو أهل بيت بغرائب كَونه مُكثراً عنهم ومُختصاً بحديثهم وقد تفرد بها الإمام مسلم في الصحيح مِن رواية سهيل عن أبيه وهي أحاديث لم ينتقدها الدارقطني ولا ابن عمار ولا أبو مسعود عليهِ بل لم يتكلم أحدهم في هذه السلسلة أو أن التفرد مِن سهيل مردود! وكأن الشَيخ خالد الحايك يرد التفرد مطلقاً في هذا الحديث بعينه ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
    قال الحافظ ابن حجر : «الاستدلال بأن الحكم للواصل دائماً على العموم من صنيع البخاريِّ في هذا الحديث الخاص ليس بمستقيم، لأنَّ البخاريَّ لم يحكم فيه بالاتصال من أجل كون الوصل زيادة، وإنَّما حكم له بالاتصال لمعانٍ أخرى رجحت عنده حكم الموصول ، منها أن يونس بن أبي إسحاق وابنيه إسرائيل وعيسى رووه عن أبي إسحاق موصولاً، ولا شكَّ أن آل الرَّجل أخص به من غيرهم»[1].
    وقال الحافظ مرةً : «وترجَّح ذلك عنده بقرينة، كونها تختصُّ بأبيه فدواعيه متوفِّرة على حملها عنه» ، ولا يختلفُ اثنان في كَون رواية الراوي عن أهل بيته قويةً إلا أن يصرفها عن الاحتجاج قرينةٌ أقوى منها كالحفظ والعدد والاختصاص وسلوك الجادة.
    فلا عيب في اخراج الإمام مسلم لسلسلة سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة لأنهُ يخرجها لاعتبارات خاصة وقرائنَ تبينت في روايته عن أبيه عن أبي هريرة وأبو صالح ذكوان السمان من ثقات أصحاب أبي هريرة ومن أعلم الناس بحديثه ، ولاشكَ أن آل الرجل وأهله أعلم بحديثه مِن غيرهم واستناد الشَيخ إلي مخالفة عبد الحميد الصورية لمعلى بن منصور في رواية سليمان ليست بصحيحة وإنما هي في الحقيقة متابعة لرواية معلى في رفع الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه.
    ويبقى النظر في سلسلة سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة ، وهل سبق وأن تكلم فيها واستغرب الأئمة أحاديثهُ عن أبيه ؟! .


    ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــ ـــــــــــــــ ـــ
    [1] النكت للحافظ ابن حجر العسقلاني (2/606).

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Feb 2011
    الدولة
    غزة - صانها الله -
    المشاركات
    1,629

    افتراضي

    {حال سهيل بن أبي صالح وروايته عن أبيه عن أبي هريرة}
    أولاً : قال الشَيخ أن سهيل بن أبي صالح تفرد بهذا الحَديث عَن أبيه!
    كان ماذا إن تفرد بهِ عَن أبيهِ فإن التَفرد لا يَكونُ علةً إلا إن كان مِن صدوقٍ أو في الطبقات المتأخرة مِن الرواة ، أو تفرد عن معروف مِن الرواة واسع الرواية كثير الأصحاب مالم يتابعه عليه أحدهم ، أو أن يكون صدوقاً تفردَ بهِ دُون أن يتابع ، وقد يستنكرون بعض تفردات الثقات وليس لهم في ضابطٌ يضبطه.
    وأول من خص التفرد بالكلام عليه وبيانه هو الإمام مسلم في مقدمة الصحيح فقال = رحمه الله : ((والذي نعرف من مذهبهم في قبول ما يتفرد به المحدث من الحديث أن يكون قد شارك الثقات من أهل العلم والحفظ في بعض ما رووا، وأمعن في ذلك على الموافقة لهم، فإذا وجد كذلك، ثم زاد بعد ذلك شيئا ليس عند أصحابه قبلت زيادته.

    فأما من تراه يعمد لمثل الزهري في جلالته، وكثرة أصحابه الحفاظ المتقنين لحديثه وحديث غيره، أو لمثل هشام بن عروة، وحديثهما عند أهل العلم مبسوط مشترك، قد نقل أصحابهما عنهما حديثهما على الاتفاق منهم في أكثره، فيروي عنهما، أو عن أحدهما العدد من الحديث مما لا يعرفه أحد من أصحابهما، وليس ممن قد شاركهم في الصحيح مما عندهم، فغير جائز قبول حديث هذا الضرب من الناس))[1].
    وأما ما ذكرهُ الإمام مسلم في قبول ما يتفرد به الراوي الذي أمعن في موافقة الثقات مبنيٌ على أن الراوي قد لا يستوعب جميع ما يرويه شيخه ، واذا استوعبه فقد لا يحدث به كله ، قال الإمام أحمد بن حنبل : ((حدث عبد الرزاق عن معمر أحاديث لم يسمعها ابن المبارك ، وحدث ابن المبارك بشيء لم يسمعه عبد الرزاق))[2].
    وهذا المثال وغيرهُ كثير قرينةٌ على أن الراوي قد لا يستوعب كُل ما يرويه الشَيخ ، فقد يحدث الراوي عن شيخه بما لا يعرفهُ غيرهُ اللهم إلا أن يكون خالف الثقات في روايته أو أمعن في مخالفتهم عن الشيخ ، فأبو صالح ذكوان السمان كثير الرواية عن أبي هريرة وهو من ثقات أصحابه وروى عنه ابنه ولم يخالف ، وإن لم يتابع فهو يروي عن أبيه وهو أعلم بحديث أبيه ، فإن أصحاب أبي هريرة وإن كانوا يتفقون فقد يكون عند أحدهم ما لا تجده عند غيره من الرواة ورواية الراوي عن أهله قويةً كما سبق.
    وإنما يستنكر بداهة أن يروي الراوي عن شيخ له أصحاب كثيرون كما مضى في بداية الفصل وهم من الثقات فينفرد عنهم بشيء لا يعرفونه ولا يُحدثون به وخصوصاً لو كان صدوقاً ليس ممن يحتمل تفرده عن هذا المشهور ، وقد يستنكرون تفرد الثقة عن هذا الشيخ إن لم يتابع ولهم نقدٌ خاص قد سبق وأن ذكرنا ذلك.
    روى ابن مهدي لشعبة : متى يترك حديث الرجل ؟ قال : (( إذا حدث عن المعروفين ما لا يعرفه المعروفون))[3] ، وهنا يفهمُ تعليقُ النقاد على الأحاديث بقولهم أين أصحاب فلان عن هذا الحديث؟! أو لو كان من حديثه لرواه أصحابه.
    وإنما يستنكر رواية الراوي عن أهل بيته أن يكون لأبيه أصحاباً كثر يحدثون عنهُ فينفرد عنهم وهم ثقات حفاظ مالم يتابعوه عليه أو كان عندهم ، ومثله أن صالح جزرة قال في عبد الرحمن بن أبي الزناد : (( روى عن أبيه أشياء لم يروها غيره ، وتكلم فيه مالك بسبب روايته كتاب السبعة عن أبيه ، وقال : أين كنا نحن من هذا ))[4].
    ومما يجبُ النظر إليه عند التفرد بعد أن يكون الراوي حدث عن شيخ مشهور لهُ أصحاب كثر وتفرد عنهم ، ينظر لهذا المتفرد فإن كان استنكر النُقاد لهُ احاديثاً وأخباراً كثيرةً وغلب عليه رواية المنكر من الحديث عن المشهورين ، وغيرهم رد تفردهُ.
    أما وإن كثرت المناكير في رواية الراوي تبقى منكرات ، وقد يقوى الراوي إما بصفة عامة ، أو في حالٍ مُعينة أو في شيخ مُعين أو تقويته في غير الذي يروي عنه المناكير والغرائب والأمثلة على ذلك كثيرة تجنبتُ إحضارها خشية الإطالة.
    وقد تعرض الحافظ الذهبي لضوابط النظر إلي التفرد في الحَديث بكلام نفيس جداً فقال – رحمه الله – : ((فهؤلاء الحُفَّاظُ الثقات: إذا انفردَ الرجلُ مِنهم مِن التابعين، فحديثهُ: (صحيحٌ) . وإن كان مِن الأتباعِ، قيل: (صحيحٌ، غريبٌ) . وإن كان مِن أصحاب الأتباع، قيل: (غريبٌ، فَرْدٌ) . ويَنْدُرُ تفرُّدهم، فتجدُ الإمامَ مِنهم عندهَ مِئتا ألف حديث، لا يكادُ ينفرد بحديثينِ ثلاثة! ومَن كان بعدَهم: فأين ما يَنفرِدُ به؟ ما عَلِمْتُهُ، وقد يوُجَد.
    ثم ننتقل إلي اليقظ الثقة المتوسط المعرفة والطلب ، فهو الذي يُطلَقُ عليه أنه: "ثقة"، وهُمْ جُمهورُ رجالِ "الصحيحين". فتابِعِيُّهم إذا انفَرَد بالمَتْن، خُرِّجَ حديثُه ذلك في الصحاح.
    وقد يَتوقَّفُ كثيرٌ من النقَّاد في إطلاق "الغرابة" مع "الصحة" في حديثِ أتباعِ الثقات. وقد يُوجَدُ بعضُ ذلك في الصحاح دون بعض
    وقد يُسمِّي جماعةٌ من الحفاظ الحديثَ الذي ينفرد به مثلُ هُشَيْم وحفص بن غِياثٍ: (منكراً) . فإن كان المنفردُ مِن طبقة مشيخة الأئمة، أطلقوا النكارةَ عَلَى ما انفردَ به مثلُ عثمان بن أبي شيبة، وأبي سَلَمة التَّبُوذَكِيّ، وقالوا: (هذا منكر) ))[5].
    والذي يظهر مِن كلام الحافظ الذهبي أنه سبر كلام النقاد في استنكار ما ينفرد به الثقة فعلم أنهم يراعون أموراً مِنها ، القوة والحفظ والضبط واشتهار الراوي بالإتقان.
    وهذا لاشك أنه ينجبر ما يتفرد به مِن الحَديث ومِنه قول الإمام مسلم عن الإمام الزهري – رضي الله عنهما – : ((وللزهري نحواً مِن تسعين حرفاً يرويه عن النبي صلى الله عليه وسلم ، لا يشاركه فيها أحد بأسانيد جياد)) ، وفيه أن تفرد الصدوق ومَن هو في طبقته ممن جرب عليه الوهم والغلط ، وحدث بالمناكير لا اشكال في وصف تفرده بالحديث مُنكراً وقد قال الحافظ الذهبي : ((بل الثقة الحافظ إذا انفرد بأحاديث كان أرفع له، وأكمل لرتبته، وأدل على اعتنائه بعلم الاثر، وضبطه دون أقرانه لأشياء ما عرفوها، اللهم إلا أن يتبين غلطه ووهمه في الشئ فيعرف ذلك))[6].
    وقال : ((وإن تفرد الثقة المتقن يعد صحيحا غريبا ، وإن تفرد الصدوق ومن دونه يعد منكراً))[7] ، فعد تفرد الحافظ الثقة الذي لا يشاركهُ أحدٌ في روايته أكمل لحفظه وأرفع لمرتبته ومكانته ودليلٌ على حفظه واتقانه تفرده بهذا الحديث مالم يشاركه فيه الثقات ، اللهم إلا أن يكون ممن تبين غلطه ووهمه وجرب عليه الوهم والخطأ وهذا وضحهُ بقوله الثاني أن تفرد الثقة يعد صحيحاً غريباً وتفرد الصدوق عدهُ منكراً.
    ويجبُ التنبيه إلي كون الراوي فيه تفصيل في بعض حالاته ، أو بعض شيوخه ، أو بعض المناطق التي سافر إليها وارتحل لطلب الحديث ولم تكن كتبه معه ، أو دخل البلد مرة فحدث وأتقن ، ثم دخلها مرة ثانية فغلط ووهم.
    ومِن أهم الضوابط أن التفرد في الطبقات المتقدمة صحيح ويحتمل تفرد التابعي عن الصحابي وكذلك مع الحفظ والضبط يحتمل تفرد التابع للتابعي عنه وأما بعد ذلك فالأمر فيه تفصيل يعرفهُ كُل من كان له علمٌ بهذه الصنعة ودقائقها.
    وأما منهج الشيخين في التعامل معها فإنهم لا يخرجون لراوٍ تفرد بحديثٍ مثل سهيل عن أبيه عن أبي هريرة إلا وقفوا له على مرجحات وقرائن أزالت الغرابة والنكارة في هذا الحديث ، وخصوصاً أن مثل هذا الحديث الذي ضعفهُ الحايك لم يُضعفهُ وينتقدهُ على الإمام مسلم أحدٌ مِن العالمين والمتقدمين فهل كل من سبق مِن النقاد وحذاق الفن وجهابذة النقاد غاب عنهم تفرد سهيل بن أبي صالح عن أبيه بحديث الأعماق ودابق ولم يتفطن لها إلا متأخرٌ نازلُ الطبقةَ لم يبلغ ما بلغوه!.
    ثُم إن عدم انكار النقاد لهذا الحَديث ولا انتقادهم للإمام مسلم اخراجهُ مشعر بصحة هذا الحَديث عن أبي هريرة وإبعاداً لمظنة العلة التي يرد بها!
    ثُم ألم يعتنى بصحيح مسلم نقداً وتمحيصاً وعنايةً تغنينا عن أن يأتينا ممن تأخر في زماننا الغريب لينتقد على إماماً مِن الأئمةَ وعلماً مِن أعلام النقد حديثاً أخرجه في صحيحه ولم يتابعه عليه جهابذةُ العلمِ ونقاده ممن سبق!
    ثُم أليس الإمام أحمد قال : (( لا تتكلم في شيء ليس لك فيه سلف )) ، ما تجرأ أحدٌ على أحاديث الصحيحين تضعيفاً إلا رد خائباً بحمد الله.
    ومَن تأمل هذه الضوابط وهذه الأمور التي يجب مراعاتها في التفرد علمَ ان الشَيخ خالف النُقاد في تعليله الحَديث بتفرد سهيل بن أبي صالح عن أبيه ، فسهيل يرويه عن أهل بيته وهذه من قرائن الترجيح والحفظ لهُ وقد يكونُ حدث بهِ ولم يعرفهُ احدٌ مِن الرواة لأنه لا يسع الراوي استيعاب كُل ما يحدث به عن شيخه.



    ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـ
    [1] مقدمة صحيح مسلم (1/7)
    [2] العلل ومعرفة الرجال مسائل اسحاق بن هانئ (2/194).
    [3] الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (1/163).
    [4] تاريخ بغداد للخطيب البغدادي (10/230).
    [5] الموقظة في علم مصطلح الحديث للحافظ الذهبي (ص77).
    [6] ميزان الاعتدال للحافظ الذهبي (3/140)
    [7] المصدر السابق.
    [8] العلل ومعرفة الرجال مسائل الإمام عبد الله بن الإمام أحمد (2/500).
    [9] العلل ومعرفة الرجال رواية المروذي (ص62).
    [10] الضعفاء لأبي زرعة وأجوبته (ص181).
    [11] المصدر السابق.
    [12] الضعفاء لأبي زرعة الرازي (3/879).
    [13] العلل الكبير للإمام الترمذي (ص744).
    [14] الضعفاء الكبير للعقيلي (2/155).
    [15] الضعفاء الكبير للعقيلي (2/155).
    [16] سؤالات الحاكم للإمام الدارقطني (ص172)
    [17] سؤالات السلمي للإمام الدارقطني (ص183).
    [18] صيانة صحيح مسلم لأبي عمر الشهرزوري (ص73).
    [19] شرح علل الترمذي للحافظ ابن رجب (1/408).
    [20] المصدر السابق .
    [21] المصدر السابق.
    [22] تحرير علوم الحديث للشيخ عبد الله الجديع (2/772).
    [23] تيسير مصطلح الحديث (ص54).
    [24] سير أعلام النبلاء (6/170).
    [25] المصدر السابق.
    [26] معرفة علوم الحديث (ص233).
    [27] تهذيب الكمال للحافظ المزي (12/223).
    [28] تاريخ أسماء الثقات (1/108).
    [29] الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي (4/522).

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Feb 2011
    الدولة
    غزة - صانها الله -
    المشاركات
    1,629

    افتراضي

    ثانياً: حالُ سهيل بن أبي صالح وروايته عن أبيه.
    قال الإمام أحمد : ((سَأَلته عَن سُهَيْل بن أبي صَالح وَمُحَمّد بن عَمْرو بن عَلْقَمَة أَيهمَا أحب إِلَيْك فَقَالَ مَا أقربهما ثمَّ قَالَ سُهَيْل يَعْنِي أحب إِلَيّ))[8].
    قال الإمام أحمد : ((وَذكر سُهَيْل بن أبي صَالح فَقَالَ لَيْسَ بِهِ بَأْس))[9]
    قال ابن أبي حاتم : ((سألت أبا زرعة، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة؟ قال: سهيل أشبه))[10] ، وهذا بينٌ في أنهُ لم يعل السلسلة ولم يضعفها وقد سئل قبلاً عن أصح الأسانيد وأشبهها ، وذكر ما صح عن أبي هريرة.
    قال ابن أبي حاتم : ((قلت لأبي زرعة: ابن أبي الزناد، عن أبيه، عن الأعرج، عن أبي هريرة أحب إليك أو العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة، أو سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة؟ قال جميعا ما أقربهم))[11].
    وقال ابن أبي حاتم : ((سألت أبا زرعة عن سهيل بن أبي صالح قال: قلت هو أحب إليك أو العلاء بن عبد الرحمن؟ فقال: سهيل أشبه وأشهر وأبوه أشهر قليلا))[12].
    قال الإمام أبو عيسى الترمذي : ((وَهَكَذَا تكلم بعض أهل الحَدِيث فِي سُهَيْل بن أبي صَالح وَمُحَمّد بن إِسْحَاق وَحَمَّاد بن سَلمَة وَمُحَمّد بن عجلَان وَأَشْبَاه هَؤُلَاءِ من الْأَئِمَّة إِنَّمَا تكلمُوا فيهم من قبل حفظهم فِي بعض مَا رووا وَقد حدث عَنْهُم الْأَئِمَّة))[13].
    وهُم إن تكلموا فيهم من قبل حفظهم إلا أنه لا يخفى على الذين يعرفون هذا العلم ويفقهونه أن النُقاد إن تكلموا في حفظ الراوي لا يجري ذلك على كل مروياته فإنه قد يكونُ ضعيفاً مِن قبل حفظه صحيح الحَديث عن شَيخ معين أو قوياً في راوٍ مُعين أو شيوخ معينين ، وسهيل بن أبي صالح إن كانوا تكلموا فيه من قبل حفظه إلا أن روايته عن أبيه لم يتكلم فيها أحدٌ مِن العالمين ولو نظرت لكُتب العلل وتأملتَ كلام النقاد فإنهم لا يعلون الأحاديث برواية سهيل عن أبيه وكثيراً مِن الأحاديث التي تفرد بها سهيل عن أبيه أخرجها مسلم ولم يُعلها أحدٌ بالتفرد حتى أتى الشَيخ وأعلها!.
    قَالَ سُفْيَان بن عُيَيْنَة كُنَّا نعد سُهَيْل بن أبي صَالح ثبتا فِي الحَدِيث..
    وهو إن كان تغير بأخرة فإن مثل هذا لا يخفى على الإمام مسلم ، فلا يستدل بمثل هذا على أن الرواية عند التغير ، فسهيل بن أبي صالح إن كان نسيَّ كما في قصته مع ربيعة وهو ثقة فإن القول ما قاله الثقة عن شيخه .
    قال ابن معين : ((الْعَلَاءُ وَسُهَيْلٌ حَدِيثُهُمْ قَرِيبٌ عَنِ السَّوَاءِ، وَلَيْسَ حَدِيثُهُمْ بِالْحُجَّةِ، أَوْ قَرِيبًا مِنْ هَذَا، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو أَكْثَرُ مِنْ هَؤُلَاءِ الْأَرْبَعَةِ، يَعْنِي مِنْ سُهَيْلٍ وَالْعَلَاءِ وَعَاصِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَابْنِ عَقِيلٍ))[14].
    وقد رد الإمام أحمد بن حنبل تفضيل يحيى بن سعيد القطان لمحمد بن عمرو على سهيل بن أبي صالح فقال : ((سُئِلَ فَقِيلَ لَهُ: سُهَيْلُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ كَيْفَ حَدِيثُهُ؟ فَقَالَ: صَالِحٌ، قِيلَ إِنَّ يَحْيَى الْقَطَّانَ يُقَدِّمُ مُحَمَّدَ بْنَ عَمْرٍو عَلَى سُهَيْلٍ، فَقَالَ: لَمْ يَكُنْ لَهُ بِسُهَيْلٍ عِلْمٌ، وَقَدْ كَانَ جَالَسَ مُحَمَّدَ بْنَ عَمْرٍو))[15].
    وقال أبو حاتم : ((يُكتب حديثه، ولا يُحتج به، وهو أحبّ إليَّ من العلاء ومن عمرو بن أبي عمرو)) ، قال محمد بن موسى الهاشمي : ((سَمِعت رجلا يسْأَل أَبَا عبد الرَّحْمَن مَا عنْدك من سُهَيْل بن أبي صَالح فَقَالَ لَهُ أَبُو عبد الرَّحْمَن سُهَيْل بن أبي صَالح خير من فليح بن سُلَيْمَان وَسُهيْل بن أبي صَالح خير من أبي الْيَمَان وَسُهيْل بن صَالح خير من إِسْمَاعِيل بن أبي أويس وَسُهيْل خير من حبيب الْمعلم وَسُهيْل أحب إِلَيْنَا من عَمْرو بن أبي عَمْرو))[16] ، وهؤلاء منهم من أخرج لهُ الإمام البخاري في الصحيح ، محمد بن فليح وغيرهُ ، فمقارنة الإمام بينه وبينهم فإنه خيرٌ مِنهم وأصحُ مِنهم وأخرج لهم الإمام البخاري وفي كلام الإمام الدارقطني ردٌ على عدم اخراج البخاري لحديث سهيل بن أبي صالح عن أبيه ولا يضرهُ ذلك إن شاء الله..
    وقال السلمي في سؤالاته : ((وسألتُه: لِمَ تَرك محمَّدُ بنُ إسماعيلَ البخاريُّ حديثَ سُهيلِ بنِ أبي صالحٍ في الصحيحِ؟
    فقال: لا أَعرِفُ له فيه عُذرًا؛ فقد كان أبو عبدِالرحمنِ أحمدُ بنُ شعيبٍ النَّسائيُّ إذا مرَّ بحديثٍ لِسُهيلٍ قال: سُهيلٌ - واللهِ- خيرٌ من أبي اليَمانِ ويحيى بنِ بُكَيرٍ وغيرِهما، وكتابُ البخاريِّ من هؤلاءِ ملآن))[17] ، فمن تأمل كلام الإمام وأدام النظر فيه علم أن الإمام البخاري لا عذر له في عدم اخراجه حديث سهيل بن أبي صالح في الصحيح فقد أخرج لمن هو أضعفُ مِنهُ مُنتقياً مِن حديثهم ، وسهيل خيرٌ مِنهم وخصوصاً روايته عن أبيه التي لم يتكلم فيها أحدٌ مِن العالمين ولم يضعفها مِن السلف والخلف أحد.
    وتأملتُ كثيراً مِن كلام الأئمة على الأسانيد التي رواها سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة ولم أجد أحداً أعل الرواية بتفرد سهيل بن أبي صالح عن أبيه ولو صح ذلك فإنهُ لا يكاد يخرج عن أحاديث معدودة!
    قال ابن الصلاح : ((شَرط مُسلم فِي صَحِيحه أَن يكون الحَدِيث مُتَّصِل الْإِسْنَاد بِنَقْل الثِّقَة عَن الثِّقَة من أَوله إِلَى منتهاه سالما من الشذوذ وَمن الْعلَّة وَهَذَا هُوَ حد الحَدِيث الصَّحِيح فِي نفس الْأَمر فَكل حَدِيث اجْتمعت فِيهِ هَذِه الْأَوْصَاف فَلَا خلاف بَين أهل الحَدِيث فِي صِحَّته وَمَا اخْتلفُوا فِي صِحَّته من الْأَحَادِيث فقد يكون سَبَب اخْتلَافهمْ انْتِفَاء وصف من هَذِه الْأَوْصَاف بَينهم خلاف فِي اشْتِرَاطه كَمَا إِذا كَانَ بعض رُوَاة الحَدِيث مَسْتُورا أَو كَمَا إِذا كَانَ الحَدِيث مُرْسلا وَقد يكون سَبَب اخْتلَافهمْ فِي صِحَّته اخْتلَافهمْ فِي أَنه هَل اجْتمعت فِيهِ هَذِه الْأَوْصَاف أَو انْتَفَى بَعْضهَا وَهَذَا هُوَ الْأَغْلَب فِي ذَلِك وَذَلِكَ كَمَا إِذا كَانَ الحَدِيث فِي رُوَاته من اخْتلف فِي ثقته وَكَونه من شَرط الصَّحِيح فَإِذا كَانَ الحَدِيث قد تداولته الثِّقَات غير أَن فِي رِجَاله أَبَا الزبير الْمَكِّيّ مثلا أَو سُهَيْل بن أبي صَالح أَو الْعَلَاء بن عبد الرَّحْمَن أَو حَمَّاد بن سَلمَة))[18].
    وهذا كلامٌ نفيس يُبين طريقة الإمام مسلم في الصحيح وفي التعامل مع الرواة الذين تكلم فيهم ، وسهيل بن أبي صالح إن كان تكلم فيه إلا أن اعتماد مسلم عليها في الصحيح وعدم تعليل الأئمة لها وإن كان متكلماً في سهيل مِن قبل حفظه إلا أن السلسلة هذه مشهورةً جداً ولم يستنكرها ابن عمار الشهيد ولا أبو مسعود الدمشقي ولا الدارقطني على الإمام مسلم وكم من حديث تفرد به سهيل عن أبيه لم يعله الأئمة بمثل تلك العلة التي أعل بها الشيخ الفاضل الحَديث والله المستعان.
    قال ابن أبي خيثمة : ((معت يحيى بن معين يقول: لم يزل أصحاب الحديث يتقون حديث سهيل قال: وسئل ابن معين مرة أخرى عن سهيل، فقال: ليس بذاك وسئل مرة أخرى فقال: سهيل ضعيف))[19].
    وقال الإمام أحمد : ((: لم يصنع يحيى شيئا، الناس عندهم سهيل ليس مثل محمد بن عمرو)) وكلام الإمام يحيى بن سعيد في تقديم محمد بن عمرو مشهور سبق نقله.
    قيل للإمام أحمد : ((سهيل عندهم أثبت؟ قال: نعم))[20].
    وقال أيضاً : ((سهيل ما أصلح حديثه)).
    وقال ابن معين في رواية عباس : ((ثقة)).
    ووثقه العجلي ، وقال الإمام النسائي : (( ليس به بأس))[21].
    وقال ابن عدي : ((هو عندي ثبت، لا بأس به، مقبول الأخبار)).
    وقال أبو حاتم : ((هو أحب إلي من العلاء، وأحب إلي من عمرو بن أبي عمرو، يكتب حديثه، ولا يحتج به)) ، روى عنه مالك وشعبة وهم لا يحدثون إلا عن ثقة.
    وقال الشيخ الجديع كلاماً نفيساً في هذه النسخة : ((هذه النسخ من حيث الجملة ثابتة من صاحب النسخة إلى منتهى الإسناد، والنظر في عللها من جهة أصحاب سهيل وبهز وعمرو، في مواضع اتفاقهم واختلافهم وانفرادهم))[22].
    ولم يخرج الإمام البخاري حديثهُ عن أبيه إلا لأنهم تكلموا في سماعه منه لا لأنهُ يرى ضعف هذه النسخة أو أن روايتهُ عَنه ليست صحيحة!.
    وفي ذكر مراتب الصحيح قال صاحب تيسير مصطلح الحديث : ((ودون ذلك رتبة: ما كان من رواية من تحققت فيهم أدنى ما يصدق عليهم وصف الثقة، كرواية سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة))[23].
    قال الحافظ الذهبي : ((كَانَ مِنْ كِبَارِ الحُفَّاظِ, لَكِنَّهُ مَرِضَ مَرضَةً غَيَّرَتْ مِنْ حِفْظِه))[24] ، ونقل عن ابن عدي قوله : ((وَلِسُهَيْلٍ نَسْخٌ, رَوَى عَنْهُ الأَئِمَّةُ, وَهُوَ عِنْدِي ثَبْتٌ, لاَ بَأْسَ بِهِ))[25] ، وذكر الشَيخ نقلاً عن الذهبي استغرابهُ لحديث تفرد بهِ سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة في صحيح مُسلم ، وهو حديثٌ صحيح.
    ثُم نقل الحافظ الذهبي تغيره فقال : ((وَقَدْ كَانَ أَصَابَ سُهَيْلاً عِلَّةٌ أَضَرَّتْ بِبَعْضِ حِفْظِه, وَنَسِيَ بَعْضَ حَدِيْثِه فَكَانَ سُهَيْلٌ بَعْدُ يُحَدِّثُ بِهِ، عَنْ رَبِيْعَةَ عَنْهُ، عَنْ أَبِيْهِ)).
    ومن تأمل كلام النُقاد وجدتَ انه صدوقٌ تغير حفظهُ بأخرةَ وكان مكثراً مِن روايته عن أبيه واحتج به الإمام مسلم في الصحيح ، قال الحاكم : ((وهو المشهور المخرج حديثه في الصحيح، وأكثر رواياته عن أبيه، وربما أدخل بينه وبين أبيه الأعمش، والقعقاع بن حكيم، وسميّاً مولى أبي بكر ابن عبد الرحمن))[26].
    وقال الحاكم أبي عبد الله : (( سهيل أحد أركان الحديث وقد أكثر عنه الإمام مسلم في الصحيح )) والذي يظهر أنهُ ثقةٌ يُحتجُ بهِ من كلامهم إلا ما علم أنه حدث به بعد موت أخيه فإنهُ يتوقفُ فيه ، وهو إنما اعتل في العراق كما هو مشهور وقيل أنه حدث في تغيره بالعراق ولا يمكن الجزم بأن معلى حدث عنه بعد تغيره فإنهُ وإن كان كذلك فقد تابعه عليه عبد الحميد بن أبي أويس ، واحتجاج مسلم به قرينة على أنه سمعه منه قبل تغيره وهو نزيل بغداد .
    ويحمل كلام ابن معين وتضعيفهُ لهُ بعد تغيره وإلا فهو مشهور عندهم بأنهُ مِن أهل الصدق والصلاح ، وكان كثير الرواية ولهُ قرابة الأربع مائة حديث.
    فخُلاصة دراسة حالهِ فإنه تكلم فيه لحفظهِ وتغيره بأخرة ، ويُحمل تضعيف الإمام ابن معين له على أنه تغيرَ في العراق ، وأما روايته عن أبيه فلا أعلم أحداً انكرها ومثلهُ مختصٌ بحديث أبيه فلا غرابة في مكثر عن راو أن تجد في روايته غرائباً يتفرد بها دون غيرهِ مِن الرواة وهذا معروفٌ لدى كُل مُطلع على هذا العلم.
    (وهذا يدل على تمييز الرجل كونه ميز ما سمع من أَبِيهِ وما سمع من غير أَبِيهِ عنه، وهو عندي ثبت لا بأس به مقبول الاخبار)[27] .
    وقال ابن سعد : (( كان ثقة كثير الحديث )).
    قال ابن شاهين : ((من المتقين، إنما توقي في غلط حديثه ممن يأخذ عنه)).
    قُلت : وهذا كلامٌ نفيسٌ جداً .
    قال أحمد بن صالح المصري : ((سُهَيْل بن أبي صَالح من الْمُتَّقِينَ وَإِنَّمَا توقي فِي غلط حَدِيثه مِمَّن يَأْخُذ عَنهُ))[28] ، وما أحسن ما قاله ابن عدي فيه :
    ((وحدث سهيل عن جماعة، عن أبيه وهذا يدل على ثقة الرجل حدث سهيل عن سمي، عَن أبي صالح وحدث سهيل، عَنِ الأَعْمَش، عَن أبي صالح وحدث سهيل عن عَبد اللَّه بْن مقسم، عَن أبي صالح وهذا يدلك على تمييز الرجل وتمييز بين ما سمع من أبيه ليس بينه وبين أبيه أحد وبين ما سمع من سمي والأعمش وغيرهما من الأئمة وسهيل عندي مقبول الأخبار ثبت لا به))[29].
    والذي يظهر أنهُ ثقةٌ يحتج بحديثه مالم يُخالف ويُعلم أنه حدث به بعد تغيره ، وهو لم يختلط حتى يُعامل معاملة المختلطين بل تغير والتغير لا يلزم ضعف كُل ما حدث به!.
    {التعليق على بعض كلام الشَيخ المحدث خالد الحايك}
    قال الشَيخ : [وسهيل قد أصابته آفة كما تقدم فلا يُحتج بما تفرد به لأننا لا ندري هل روايته لهذه الأحاديث صحيحة أم لا، سيما ولا يرويها أحد من أصحاب أبي هريرة المشهورين! ومن أجل هذا لم يخرّج البخاري حديثه في صحيحه وروى له في الشواهد وما تُوبع عليه. وهذا هو المنهج النقدي الصحيح].
    قُلت : كفى باحتجاج بالإمام مسلم بها في صحيحه وقد علمنا فيما سبق أن الإمامين لهم منهجية الإنتقاء والتمييز للأحاديث المروية عن الضعفاء أو المُتغيرين أو المختلطين مع تبيان بين المختلط والمتغير في الرواية.
    وأما الآفة التي أصابت سهيل بن أبي صالح فإنها لا تَكون علة لكُل ما رواه عن أبيه وتفرد بهِ فإنهُ لا غرابة في أن يكون في حديث مُكثر بعض الغرائب وقد أورد الشَيخ بعضاً مِن غرائب سهيل في صحيح مسلم وغيرهُ وتلكَ إن نظرتَ تبين لكَ ان المناكير في رواية الراوي والغرائب المَعلولة = تبقى مناكير مع تقوية الراوي في روايته عن شيخه الفلاني أو في الحال الفلاني أو مِن الكتاب ....!
    وأما روايته عن أبيه أبو صالح ذكوان السمان فهو من ثقات أصحاب أبي هريرة ومن أحفظهم لحديثه وكان كثير الحديث عنه كما تقدم ورواية ابنه عنه من قبيل رواية الراوي عن أهل بيت الرجل وهي قرينة على تقوية حديثه.
    وأما علة عدم اخراج البخاري لحديثه فكلام الشيخ عجيبٌ إذ أنا علمنا فيما سبق أن الإمام البخاري أعرض عن حديثه لأنهُ تكلم في سماعه من أبيه وقيل أنهُ كتاب وليس لأنهُ تغير بأخرة! كما تفضل الشَيخ أو لأنه لم يميز صحيح حديثه من سقيمه والتغير ليس كالاختلاط يا شَيخ – غفر الله لك – في التعامل مع الرواية!.
    وكلام الحافظ ابن عدي قرينةٌ على تثبت سهيل بن أبي صالح وإتقانه لحديثه عن أبيه ، ففيه أنه كان يميز بين ما يسمعه من أبيه ، وما يسمعهُ بواسطة الأعمش وسمي .
    واعترض الشَيخ بأنهُ لا يتميز هل سمع هذه الأحاديث التي تفرد بها عن أبيه بعد تغيره أو قبله وهذا وهذا الاعتراض ليس في محله فروايةُ الإمام مسلم عنهُ وعدم استنكار النقاد للحديث الذي رواهُ في الأعماق ودابق بل لم يتكلموا فيه كما الغرائب التي أوردت وأنهُ يرويه وينفرد به عن أبيه قرينة على أنهُ حدث به قبل التغير.
    وان كانت العلةُ عند الشَيخ بتفرده عن أبيه عن أبي هريرة وليس عند أصحاب أبي هريرة فإن أبو هريرة – رضي الله عنه – واسع الرواية كثير الأصحاب والحديث فإنهُ لا يمتنع أن يحدث أبو صالح ذكوان السمان عنهُ ما لا تجدهُ عند غيره من أصحابه وهذا سبق وأن بيناه في كلامنا في ضوابط النظر في تفرد الثقات . والله أعلى وأعلم.

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Feb 2011
    الدولة
    غزة - صانها الله -
    المشاركات
    1,629

    افتراضي

    للتذكير أيها الأفاضل.

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    May 2011
    المشاركات
    234

    افتراضي العناية بقواعد النحو

    مناقشات مفيدة ، جزى الله خيراً أصحابها، ولكن المؤسف في الأمر كثرة الأخطاء النحوية.
    نطلب من أصحاب المشارات العناية بهذا الأمر ولهم منا كل الاحترام والتقدير.

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Feb 2011
    الدولة
    غزة - صانها الله -
    المشاركات
    1,629

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مصطفى البغدادي مشاهدة المشاركة
    مناقشات مفيدة ، جزى الله خيراً أصحابها، ولكن المؤسف في الأمر كثرة الأخطاء النحوية.
    نطلب من أصحاب المشارات العناية بهذا الأمر ولهم منا كل الاحترام والتقدير.
    بارك الله فيك ، أما البحث فمسودة أنزلت مباشرةً نظراً لضرورة الأمر.

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Feb 2011
    الدولة
    غزة - صانها الله -
    المشاركات
    1,629

    افتراضي

    للفائدة ...!

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Feb 2011
    الدولة
    غزة - صانها الله -
    المشاركات
    1,629

    افتراضي

    للفائدة ...!

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Feb 2009
    المشاركات
    2,967

    افتراضي

    جزاك الله كل خير يا شيخ ابا زرعة وبارك فيك
    الليبرالية: هي ان تتخذ من نفسك إلهاً ومن شهوتك معبوداً
    اللهم أنصر عبادك في سوريا وأغفر لنا خذلاننا لهم

  14. #14
    تاريخ التسجيل
    May 2011
    المشاركات
    234

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو زُرعة الرازي مشاهدة المشاركة
    بارك الله فيك ، أما البحث فمسودة أنزلت مباشرةً نظراً لضرورة الأمر.
    شكرا لسعة الصدر ، وأحببنا لهذه العرائس أن تظهر متكاملة متناسقة بأبهى حلة. زادكم الله فضلا وعلما

  15. #15
    تاريخ التسجيل
    Feb 2011
    الدولة
    غزة - صانها الله -
    المشاركات
    1,629

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ماجد مسفر العتيبي مشاهدة المشاركة
    جزاك الله كل خير يا شيخ ابا زرعة وبارك فيك
    بارك الله فيكم وأحسن إليكم ، أما العبد الفقير فبعيدٌ بُعد الأرض عن السماء عن المشيخة ، رزقنا الله وإياكم العلم النافع وآتانا من حيث لا نحتسب بركةً فيه.

  16. #16
    تاريخ التسجيل
    Feb 2011
    الدولة
    غزة - صانها الله -
    المشاركات
    1,629

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مصطفى البغدادي مشاهدة المشاركة
    شكرا لسعة الصدر ، وأحببنا لهذه العرائس أن تظهر متكاملة متناسقة بأبهى حلة. زادكم الله فضلا وعلما
    بارك الله فيك وأحسن إليك أخي الحبيب مصطفى البغدادي ، أسأل الله أن يرزقني وإياك علم المتقدمين واتقانهم ومعرفتهم وحفظهم وملكتهم في الحديث وعلله.

  17. #17
    تاريخ التسجيل
    Feb 2011
    الدولة
    غزة - صانها الله -
    المشاركات
    1,629

    افتراضي

    للفائدة...

  18. #18
    تاريخ التسجيل
    Feb 2011
    الدولة
    غزة - صانها الله -
    المشاركات
    1,629

    افتراضي

    للفائدة...

  19. #19
    تاريخ التسجيل
    Feb 2009
    المشاركات
    2,967

    افتراضي

    جزاك الله كل خير يا شيخ وبارك فيك
    الليبرالية: هي ان تتخذ من نفسك إلهاً ومن شهوتك معبوداً
    اللهم أنصر عبادك في سوريا وأغفر لنا خذلاننا لهم

  20. #20
    تاريخ التسجيل
    Feb 2011
    الدولة
    غزة - صانها الله -
    المشاركات
    1,629

    افتراضي

    وإياك أخي الحبيب ماجد وأحسن الله إليك ، ورزقني وإياك علما نافعاً.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •