تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: هل رفع الله السماء بغير عَمَد أم هناك عَمَد تحملها ؟

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي هل رفع الله السماء بغير عَمَد أم هناك عَمَد تحملها ؟

    السؤال:
    هل للسماء عمد ؟ والدليل ؟ لماذا قال الله تعالى ( خلق السماوات بغير عمد ترونها ... ) لماذا ( ترونها ) ؟!
    الجواب:
    الحمد لله
    قال الله تعالى : ( اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ) الرعد/:2 ، وقال تعالى: ( خَلَقَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ) لقمان/ 10.
    قال ابن كثير - رحمه الله - : " قَوْلُهُ : بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا رُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَمُجَاهِدٍ، وَالْحَسَنِ ، وَقَتَادَةَ : أَنَّهُمْ : قَالُوا : لَهَا عَمَد وَلَكِنْ لَا تُرَى ، وَقَالَ إِيَاسُ بْنُ مُعَاوِيَةَ : السَّمَاءُ عَلَى الْأَرْضِ مِثْلُ الْقُبَّةِ ، يَعْنِي بِلَا عَمَدٍ ، وَكَذَا رُوِيَ عَنْ قَتَادَةَ ، وَهَذَا هُوَ اللَّائِقُ بِالسِّيَاقِ ، وَالظَّاهِرُ مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى : ( وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الأرْضِ إِلا بِإِذْنِهِ ) الْحَجِّ/ 65 ، فَعَلَى هَذَا يَكُونُ قَوْلُهُ : تَرَوْنَهَا تَأْكِيدًا لِنَفْي ذَلِكَ ، أَيْ: هِيَ مَرْفُوعَةٌ بِغَيْرِ عَمْدٍ كَمَا تَرَوْنَهَا ، هَذَا هُوَ الْأَكْمَلُ فِي الْقُدْرَةِ " انتهى. "تفسير ابن كثير" (4/429).
    وقال الشيخ الشنقيطي رحمه الله :
    " قوله تعالى: ( اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ ) ظاهر هذه الآية الكريمة قد يفهم منه أن السماء مرفوعة على عمد، ولكننا لا نراها، ونظير هذه الآية قوله أيضاً في أول "سورة لقمان": ( خَلَقَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ) لقمان /10 .
    واختلف العلماء في قوله: ( تَرَوْنَهَا ) على قولين :
    أحدهما : أن لها عمداً ولكننا لا نراها ، كما يشير إليه ظاهر الآية ، وممن روى عنه هذا القول ابن عباس ، ومجاهد ، والحسن ، وقتادة ، وغير واحد، كما قاله ابن كثير.
    وروي عن قتادة أيضاً : أن المعنى أنها مرفوعة بلا عمد أصلاً ، وهو قول إياس بن معاوية ، وهذا القول يدل عليه تصريحه تعالى في "سورة الحج"، أنه هو الذي يمسكها أن تقع على الأرض في قوله: ( وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ ) الحج/65 .
    قال ابن كثير: فعلى هذا يكون قوله: ( تَرَوْنَهَا ) تأكيداً لنفي ذلك ، أي هي مرفوعة بغير عمد كما ترونها كذلك ، وهذا هو الأكمل في القدرة اهـ.
    قال مقيده عفا الله عنه : الظاهر أن هذا القول من قبيل السالبة [ أي: القضية السالبة في علوم المنطق ] ؛لا تقتضي وجود الموضوع ، والمراد : أن المقصود نفى اتصاف المحكوم عليه بالمحكوم به ، وذلك صادق بصورتين :
    الأولى: أن يكون المحكوم عليه موجوداً ، ولكن المحكوم به منتف عنه، كقولك ليس الإنسان بحجر، فالإنسان موجود والحجرية منتفية عنه.
    الثانية: أن يكون المحكوم عليه غير موجود ، فيعلم منه انتفاء الحكم عليه بذلك الأمر الوجودي، وهذا النوع من أساليب اللغة العربية ، كما أوضحناه في كتابنا "دفع إيهام الاضطراب عن آيات الكتاب"، ومثاله في اللغة قول امرىء القيس:
    عَلى لاحِبٍ لا يَهتَدي بِمَنارِهِ إِذا سافَهُ العَودُ النُباطِيُّ جَرجَرا
    أي: لا منار له أصلاً حتى يهتدي به .
    وقوله:
    لا تُفزِعُ الأَرنَبَ أَهوالُها وَلا تَرى الضَبَّ بِها يَنجَحِر
    يعني: لا أرانب فيها ولا ضباب .
    وعلى هذا فقوله ( بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ) : أي لا عمد لها حتى تروها . " .
    انتهى من "أضواء البيان" (3/67) .
    وقال الشيخ السعدي- رحمه الله - : " أي: ليس لها عمد من تحتها ، فإنه لو كان لها عمد، لرأيتموها " انتهى من "تيسير الكريم الرحمن" ( ص :412).
    وقال الشيخ ابن عاشور رحمه الله :
    " وَجُمْلَةُ تَرَوْنَها فِي مَوْضِعِ الْحَالِ مِنَ السَّماواتِ ، أَيْ لَا شُبْهَةَ فِي كَوْنِهَا بِغَيْرِ عَمَدٍ " انتهى من "التحرير والتنوير" (13/80) .
    والحاصل :
    أن أهل العلم اختلفوا في توجيه الآية على قولين :
    الأول : أن لها عمدا ، لكن لا يراها الناس ، وهذا من آيات العظمة ، ودلائل القدرة : أن يكون لهذا الخلق العظيم ، عمدا ترفعه ، ثم لا يراها الناس .
    والقول الثاني : أنها لا عمد لها أصلا ؛ فلو كان لها عمد لرآها الناس ، وإنما رفعها ، وأمسكها عن السقوط بقدرته جل جلاله .
    والتعبير بما جاء في الآية جار على سنن العربية ، ومقاصدها البلاغية ، وهو معروف له نظائر في لغة العرب .
    وهذا هو أظهر القولين في الآية ، إن شاء الله .
    والله أعلم .
    http://islamqa.info/ar/187272
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    المشاركات
    951

    افتراضي

    أظن - والعلم عند الله - أنها بلا عمد.
    في ظني ولست بذي علم أنه:
    لو كان مقصود الآية " أعمدة غير مرئية " كلمة ( بغير ) ليس لها دلالة !
    فتصبح الآية ( رفع السموات بعمد لا ترونها ) ! وأستغفر الله أن تكلمت بالظن !
    فكلمة ( بغير ) مقصودة ! لتبين أنها - أي السماء - بلا عمد. والعلم عند الله.
    ✽✽✽من عامة المسلمين أسأل الله الحي القيوم التوفيق السداد
    وأن يعلمني ، وأن يستر علي ذنوبي ويغفرها
    ✽✽✽

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي

    نفع الله بكم.
    وقال القرطبي في الجامع لأحكام القرآن :
    قوله تعالى: (اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّماواتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَها) الآية. لما بين تعالى أن القرآن حق، بين أن من أنزله قادر على الكمال، فانظروا في مصنوعاته لتعرفوا كمال قدرته، وقد تقدم هذا المعنى. وفي قوله:" بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَها" قولان: أحدهما : أنها مرفوعة بغير عمد ترونها، قاله قتادة وإياس بن معاوية وغيرهما. الثاني: لها عمد، ولكنا لا نراه، قال ابن عباس: لها عمد على جبل قاف، ويمكن أن يقال على هذا القول: العمد قدرته التي يمسك بها السماوات والأرض، وهي غير مرئية لنا، ذكره الزجاج. وقال ابن عباس أيضا: هي توحيد المؤمن. أعمدت السماء حين كادت تنفطر من كفر الكافر، ذكره الغزنوي. والعمد جمع عمود، قال النابغة:وخيس الجن إني قد أذنت لهم ... يبنون تدمر بالصفاح والعمد

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •