تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: مناقشة الشيخ محمد بن إبراهيم للشيخ أبي الوفاء درويش في حكم التصوير

  1. #1

    افتراضي مناقشة الشيخ محمد بن إبراهيم للشيخ أبي الوفاء درويش في حكم التصوير


    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده أما بعد:
    فإن مسألة "التصوير الفوتوغرافي" من المسائل العصرية المختلف فيها، وقد تنازع فيها كبار الفقهاء في هذا العصر بين حاظر ومبيح، وقد كتبت فيها بحوث ورسائل ومقالات كثيرة، ومن أوائل العلماء الأفذاذ الذين كتبوا فيها: فضيلة الشيخ أبو الوفاء محمد درويش –رحمه الله- مؤسس جماعة أنصار السنة في سوهاج ومجدد الدعوة السلفية فيها.

    فقد سئل –رحمه الله- في (باب الفتاوى) الذي يشرف عليه في (مجلة الهدي النبوي) التابعة لجماعة أنصار السنة المحمدية عن حكم التصوير الفوتوغرافي، فأجاب بالجواز ودلل على قوله.
    فأرسل أحدهم لسماحة الشيخ العلامة محمد بن إبراهيم آل الشيخ –رحمه الله- مفتي الديار السعودية في زمانه فتوى الشيخ أبي الوفاء، فرد الشيخ محمد بن إبراهيم عليه بردٍّ علمي رصين، يرى القارئ فيه نفس العالم في المعرفة والاستنباط، وكان لهذا الرد الأثر الطيب في وسط العلماء وطلبة العلم، إلا أن أحدهم تجاوز الصفوف ! فكتب كتابا ملأه با وشتما وتحقيرا بالشيخ أبي الوفاء، وتجاوز حده في التشنيع على الشيخ، فبغى وطغى، حتى دفعته حماسته لتكفير الشيخ ورميه بالإلحاد !

    فانبرى له كل من أصحاب الفضيلة/ العلامة عبدالرحمن الوكيل –رئيس جماعة أنصار السنة المحمدية في زمانه- والشيخ سليمان محمد رشاد -مدير المجلة- في الذب عن أخيهم المجاهد أبي الوفاء درويش، فكتبا مقالين تقر لهما عيون السلفيين، لقنا فيهما ذلك الرجل دروساً في: الأدب مع أهل العلم والفضل، وموقف السني من خطأ العالم السني، وفقه الخلاف؛ الذي يفتقده كثير ممن اقتحموا ميدان الدعوة فأفسدوا فيها دعواتا بنتها العقود بغمضة عين، والله المستعان.

    لا أحب الإطالة في التمهيد، فكلام العلماء أمتع، وحديثهم أروع، وإطالتهم –لاشك- أنفع.
    وصلى الله وسلم على النبي الهادي إلى صراطه المستقيم، والحمد لله رب العالمين.
    كتبه/ أبو عمر عبدالله بن محمود الهزاع (ظهر الأربعاء 22/ربيع الثاني/1436هـ).

    ( فتوى الشيخ أبو الوفاء محمد درويش في جواز التصوير الفوتوغرافي )[1]
    سئل الشيخ –رحمه الله- في (باب الفتاوى) :
    ما رأي الإسلام الصحيح في التصوير والصور، وما هي النصوص في ذلك وما أسانيدها، والاتفاق فيها والخلاف حولها، والحكمة فيها، وما استقرّت عليه الآراء؟
    فأجاب: الصور نوعان:
    نوع مجسم: وهو التماثيل، وهي محرمة بلا خلاف لأنها اصل عبادة الأوثان.
    روى البخاري من حديث عبدالله بن عباس: (صارت الأوثان التي كانت في قوم نوح في العرب بعد، أما ود فكانت لكلب بدومة الجندل، وأما سواع فكانت لهذيل، وأما يغوث فكانت لمراد ثم لبني غطيف بالجوف عند سبأ، وأما يعوق فكانت لهمدان، وأما نر فكانت لحمير آل ذي الكلاع: أسماء رجال صالحين من قوم نوح، فما هلكوا أوحى الشيطان إلى قومهم أن انصبوا إلى مجالسهم التي كانوا يجلسون أنصاباً، وسموها بأسمائهم، ففعلوا فلم تعبد، حتى إذا هلك أولئك ونسخ العلم عُبدت).[2]
    أما الصور في الورق، فقال فريق بتحريمها أخذاً من النص، وهو قوله –صلى الله عليه وسلم-: (أشد الناس عذابا يوم القيامة المصورون).[3]
    وظنوا أن المصورين هم الذين يصورون على الورق مثلاً، وهذا فهم غير صحيح، فإن الله –سبحانه- حين يقول: }وصوركم فأحسن صوركم{ ]التغابن:3[، لايريد إلا أنه جعل أجسامكم في صورة حسنة، فالتصوير في الحقيقة لا يطلق إلا على المجسمات.
    وقال فريق آخر بحله، وأولئك هم الذين فهموا النص على حقيقته ويعضدهم في ذلك ما رواه مسلم عن بشر بن سعيد عن زيد بن خالد عن أبي طلحة صاحب رسول الله –صلى الله عليه وسلم- أنه قال: إن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- قال: (إن الملائكة لا تدخل بيتاً فيه صورة، قال بشر: ثم اشتكى زيد، فعدناه، فإذا على بابه ستر فيه صورة، فقلت لعبدالله الخولاني ربيب ميمونة زوج النبي –صلى الله عليه وسلم-: ألم يخبرنا ويد عن الصور الأول، فقال عبدالله: ألم تسمعه حين قال: إلا رقماً في ثوب؟).[4]
    فهذا الاستثناء يدل على أنه الرقم في الثوب لا يشمله التحريم، والرقم في الورق كالروق في الثوب.
    فإن احتج محتجٌ بما رواه مسلم من حديث عائشة قالت: (قدم رسول الله –صلى الله عليه وسلم- من سفر، وقد سترت على بابي درنوكاً[5] فيه الخيل ذوات الأجنحة، فأمرني فنزعته).[6]
    رددنا بأن هذه الصورة تخالف الواقع وتصف الكذب، إذ ليس في الوجود خيل ذات أجنحة، ومن أجل ذلك كرة رسول الله –صلى الله عليه وسلم- هذا الرسم، وكل هذا إذا كان الرسم باليد.
    فأما التصوير الشمسي فلا شيء فيه مطلقاً، لأنه ليس من عمل الإنسان، بل هو من طبائع الأشياء التي أوجدها رب العزة جل شأنه، وليس من عمل الإنسان إلا إمساك الظل فقط، وإمساك الظل من معجزات القرآن التي حققها الله تعالى، قال سبحانه: }ألم تر إلى ربك كيف مد الظل ولو شاء لجعله ساكنا{.
    ولو كان التصوير الشمسي محرما لكان النظر في المرآة أو في الماء أو في الأجسام الصقيلة التي تعكس صور الأشياء محرماً، ولم يخطر هذا التحريم على بالِ أحد

    فلا ينبغي أن يكون في حل التصوير الشمسي خلاف للسبب الذي أوضحته، ولما تجلّى في العصر الحاضر من فوائده التي لا تخفى على حضرة السائل، وهذا ما ينبغي أن يستقر عليه الرأي، والقول بغير هذا تنطّع، وقد قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم- : (هلك المتنطعون) والمتنطعون هم المتشددون في الدين في غير موضعٍ للتشدد. والله أعلم
    الصور و التصوير[7]

    ] رد الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ على فتوى الشيخ أبي الوفاء السابقة [
    وُجه إليَّ سؤال عما كتبه فضيلة الشيخ أبو الوفاء محمد درويش قي مجلة الهدي النبوي بشأن التصوير الشمسي من الفتوى بجوازه مطلقاً مؤكداً للجواز ومستدلاً عليه بما رواه مسلم عن بسر بن سعيد حينما قال بسر لعبدالله الخولاني، وقد رأى ستراً فيه صورة في بيت زيد ألم يخبرنا زيد عن الصور الأول؟ فقال عبدالله: ألم تسمعه حين قال إلا رقماً في ثوب.
    وبقوله تعالى: }وصوركم فأحسن صوركم{ ]التغابن:3[ مقرراً ذلك بقوله: (لا يريد إلا أنه جعل أجسماكم في صورة حسنة) فقال: (فالتصوير في الحقيقة لا يطلق إلا على المجسمات).
    وجوابي عن ذلك أقول:
    تصوير ما له روحٌ لا يجوز، سواء في ذلك ما كان له ظل وما لا ظل له، وسواء كان في الثياب والحيطان والفرش والأوراق وغيرها، هذا الذي تدل عليه الأحاديث الصحيحة.
    كحدريث مسروق الذي في البخاري، قال:سمعت عبدالله –أي ابن مسعود رضي الله عنه- يقول: سمعت رسول الله –صلى الله عليه وسلم- يقول: (إن أشد الناس عذاباً يوم القيامة المصورون)[8]، وحديث عبدالله بن عمر –رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: (إن الذين يصنعون هذه الصور يعذّبون يوم القيامة، يقال لهم: أحيوا ما خلقتم)[9]، وحديث ابن عباس –رضي الله عنهما- قال: سمعت محمداً –صلى الله عليه وسلم- يقول: (مَن صوَّرَ صورةً في الدنيا كُلِّف أن ينفخ فيها الروح وليس بنافخٍ)[10].
    فهذه الأحاديث الصحيحة وأمثالها دلّت بعمومها على منع التصوير مطلقاً، ولو لم يكن في الباب سواها لكفتنا حجةً على المنع الإطلاقي، فكيف وقد وردت أحاديث ثابتة ظاهرة الدلالة على منع التصوير ماليس له ظل من الصور.
    منها: حديث عائشة -رضي الله عنها- وهو في البخاري: (أنها اشترت نمرقة فيها تصاوير، فقام النبي –صلى الله عليه وسلم- بالباب فلم يدخل، فقلت: أتوب إلى الله مما أذنبت، فقال: ما هذه النمرقة؟ فقلت: لتجلس عليها وتوسدها، قال: إن أصحاب هذه الصور يُعذّبون يوم القيامة، يقال لهم: أحيوا ما خلقتم، وإن الملائكة لا تدخل بيتاً فيه الصور)[11].

    ومنها: (أتاني جبريل، فقال: أتيتك البارحة فلم يمنعني أن أكون دخلت إلا أنه على الباب تماثيل، وكان في البيت قرام ستر فيه تماثيل، وكان في البيت كلب، فمر برأس التمثال الذي على باب البيت يُقطع فيصير كهيئة الشجر، ومر بالستر فليقطع فليجعل منه وسادتان منبوذتان توطئان، ومر الكلب فليخرج، ففعل رسول الله –صلى الله عليه وسلم-)[12].
    ومنها ما في مسلم عن سعيد بن أبي الحسن، قال: جاء رجل إلى ابن عباس –رضي الله عنهما- فقال: إلى رجل أصور هذه الصور، فأفتي فيها، فقال له: ادنُ مِنِّي، فدَنا، ثم قال: ادن مني، فدنا منه حتى وضع يده على رأسه، قال: أنئك بما سمعت من رسول الله –صلى الله عليه وسلم-، سمعت رسول الله –صلى الله عليه وسلم- يقول: كل مصور في النار، يجعله له بكل صورة يصورها نفس، فتعذبه في جهنم، وقال: إن كنت لابد فاعلاً فاصنع الشجر وما لا نفس له)[13].
    ومنها: ما في سنن أبي داود عن جابر –رضي الله عنه-: (أن النبي –صلى الله عليه وسلم أمر عمر بن الخطاب –رضي الله عنه- زمن الفتح وهو بالبطحاء أن يأتي الكعبة فيمحو كل صورة فيها، فلم يدخلها النبي –صلى الله عليه وسلم- حتى مُحيَتْ كل صورة فيها)[14].
    ومنها: ما بوَّب عليه البخاري بقوله: "باب نقض الصور" وهو حديث عمران بن حطان أن عائشة -رضي الله عنها- حدّثته: (أن النبي –صلى الله عليه وسلم- لم يكن يترك في بيته شيئاً فيه تصاليب إلا نقضه).
    ومن هذه الأحاديث وأمثالها أخذ الأئمة الأربعة وسائر السلف إلا من شذَّ منه التصير وعمموا المنع في سائر الصور، سواء كان مُجسّداً وما كان مُخططاً في الأوراق وغيرها، كالمصور في أصل المرآة وغيرها مما يعلق في الجدران ونحو ذلك.
    أما ما يتعلق مَن خالَف ذلك الحديث: (إلا رقماً) في ثوب فهو شذوذٌ عما كان عليه السلف والأئمة المتقدمين للمتشابه على المحكم، إذ أنه يحتمل أن المراد باستثناء الرقم في الثوب ما كانت الصورة فيه غير ذوات الأرواح كصورة الشجر ونحوه كما ذكره أبو زكريا النووي وغيره.
    واللفظ إذا كان محتملاً فلا يتعين حمله على المعنى المُشكل، بل ينبغي أن يحمل على ما يوافق الأحاديث الظاهرة في المنع التي لا تحتمل التأويل، على أنه لو سُلِّم بقاء حديث (إلا رقماً في ثوب) على ظاهره، لما أفاد إلا جواز ذلك في الثوب فقط.
    وجوازه في الثوب لا يقتضي جوازه في كل شيء، لأن ما في الثوب من الصور إما ممتهن وإما عرضة للإمتهان، ولهذا ذهب بعض أهل العلم إلى أنه لا بأس بفَرش الفُرُش التي فيها التصاوير استدلالاً بما في حديث السنن الذي أسلفنا، وهو قوله –صلى الله عليه وسلم-: (ومر بالستر فليقطع فليجعل منه وسادتان منبوذتان توطئان) إذ وطؤها وامتهانتها منافٍ ومناقض لمقصود الصورين في أصل الوضع وهو تعظيم المصوَّر والغلو فيه المفضي إلى الشرك بالمصور، ولهذا العلة والعلة الأخرى، وهي المضاهاة بخلق الله، جاء الوعيد الشديد والتهديد الأكيد في حق المصورين.
    وأما جعل الآية الكريمة وهي قوله تعالى: ((وصوركم فأحسن صوركم)) معارضة لما دلّت عليه النصوص النبوية بعمومها تارةً وبظاهرها أخرى، فهذا من أفحش الغل ومن أبين تحريف الكلم عن مواضعه، فأن التصوير الشمسي وإن لم يكن مثل المجسد من كل وجه فهو مثله في علة المنع، وهي إبراز الصورة في الخارج بالنسبة إلى المنظر.
    ولهذا يوجد في كثير من المصورات الشمسية ما هو أبدع في حكاية المُصوَّر بحيث يقال في الواحدة من الصور: "هذه صورة فلان طبق الأصل" ، وإلحاق الشيء بالشيء لا يشترط فيه المساواة من كل الوجوه، كما هو معلوم هذا لو لم تكن الأحاديث ظاهرة في التسوية بينهما فكيف وقد جاءت أحاديث عديدة واضحةَ الدلالة في المقام؟
    وقد زعم بعض مجيزي التصوير الشمسي أنه نظير ظهور الوجه في المرآة ونحوها من الصقيلات، وهذا فاسد، فإن فقدت المقابَلة ظهور الصورة في المرآة ونحوها بخلاف الصورة الشمسية فإنها باقية في الأوراق ونحوها مستقرة، وإلحاقها بالصور المنقوشة باليد أظهر وأوضح وأصح من إلحاقها بظهور الصورة في المرآة ونحوها.
    فإن الصورة الشمسية وبُدو الصورة في الأجرام الصقيلة ونحوها يفترقان في أمرين: أحدهما: الاستقرار والبقاء، والثاني: حصول الصورة عن عمل ومعالجة، فلا يطلق لا لغة ولا عقلاً ولا شرعاً على مقابل المرآة ونحوها أنه صور ذلك ومصور الصور الشمسية، مصور لغة وعقلا وشرعاً، فالمسوِّي بينهما مسوٍّ بين ما فرق الله بينه والمانعون منه قد سووا بين ما سوّى الله بينه وفرّقوا بين ما فرق الله بينه وكانوا بالصواب أسعدوا عن فتح أبواب المعاصي والفتن.
    انفروا بعد فإن المجيزين لهذه الصور جمعوا بين مخالفة أحاديث رسول الله –صلى الله عليه وسلم- ونفث سموم الفتنة بين العباد، بتصوير النساء الحسان والعاريات الغانيات في عدة أشكال وألوان وحالات يقشعر منها كل مؤمن صحيح الإيمان، ويطمئن إليها كل فاسق وشيطان.
    فالله المستعان وعليه التكلان.
    ( حول التصوير الضوئي )[15]
    يتبع ..
    حسابي على تويتر https://twitter.com/mourad_22_

  2. #2

    افتراضي مناقشة الشيخ محمد بن إبراهيم للشيخ أبي الوفاء درويش في حكم التصوير

    ( حول التصوير الضوئي )[15]
    [رد الشيخ سليمان رشاد محمد على طعن عبداللطيف أحمد زيد في الشيخ أبي الوفاء درويش ]

    لعل قراء (الهدي النبوي) يذكرون أن قضيلة الأستاذ الشيخ أبي الوفاء محمد درويش استُفتي في التصوير، فأفتى على صفحات الهدي، وقسم الموضوع إلى قسمين:
    أ-الصور المجسمة: وحكى تحريمها، اتّباعاً للنصوص الصريحة.
    ب-الصور الشمسية: أي الصور الضوئية، وأباحها حيث لا عمل للإنسان فيها إلا إمساك الظل، ولأنها صارت من الأمور الضرورية في بعض الأحيان، وصرح بأنه اعتمد في الإباحة على رأيه.

    فلما نشرت الفتوى ثار كثير من أنصار السنة الذين لا يرون رأيه، ويوقنون بتحريم التصوير إطلاقاً بجميع أنواعها، وكتب إليه كثير منهم في ذلك.
    ثم يذكر القراء أن سماحة المفتي الأكبر[16] للمملكة العربية السعودية فضيلة الأستاذ الجليل الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ كتب رداً على فتوى الأستاذ أبي الوفاء محمد درويش بمجلة الهدي النبوي،، وقد أورد سماحته في رده الأدلة الكافية القاطعة بتحريم التصوير إطلاقاً.
    وبعد ذلك بأيام أخرج الشيخ أبو الوفاء محمد درويش رسالة صغيرة في الرد على سماحة المفتى دافع عن رأيه ودلل على وجهة نظره.
    وأخيراً طبع الشيخ عبداللطيف أحمد زيد كتيباً، يقرأ مافيه من عنوانه سماه: "الفصل في أبطولة تحليل التصوير الضوئي، تأصيل وتعقيب وتأريخ" ولم يكن الشيخ عبدالله هذا طرفاً في المناقشة، ولا حتى من قراء الهدي النبوي –فيما أعلم- فلا أدري كيف أقحم نفسه في الموضوع، بل زاد في الإقحام نفسه فقال (في صفحة 36) من كتيبه: (طبعاً أنت لا ترد علينا، لأننا لم نقل ذلك).
    موجهاً كلامه للشيخ أبي الوفاء، يا سبحان الله، كيف استساغ هذا الرجل أن يقحم نفسه، ويجعلها طرفاً في النزاع، حتى يزعم أنه قال فرُدَّ عليه؟
    والأدهى من ذلك وأمر أنه وصف الشيخ أبي الوفاء محمد درويش بأنه ضارب في العجمة بكل السهام (في صفحتي 30، 40) لأنه مصري وليس عربياً، وأنت يا شيخ عبداللطيف، ألست مصرياً؟ يضيق صدري ولا ينطلق لساني يا شيخ عبداللطيف.
    دعونا من كل ذلك، وتعالوا ننظر في الكتاب وموضوع التصوير الضوئي، هل أتى الشيخ عبداللطيف بدليل من كتاب الله وسنة رسوله –صلى الله عليه وسلم- في تحريمه؟ هل أتى بجديد؟ هل زاد أدلةَ سماحة المفتي الجليل وضوحاً وشرحاً؟ إنه لم يفعل شيئاً من ذلك، ولكنه أعاد نقل بعض أدلة سماحة المفتي في كتيبه، بل إنه شوه تلك الأدلة الواضحة بما ملأ كتابه من الشتائم والسباب، التي لا تليق بمؤمن، حتى يظن من يقرؤها أن بينه وبين الشيخ أبي الوفاء ثارت قديمة، فإن ما وصف به هذا العبداللطيف الشيخ أبي الوفاء لا يقوله إلا أحد رجلين:
    رجل يجهل أمر الشيخ أبي الوفاء، لم يعرفه ولم يسمع عنه ولم يقرأ له، أو رجل بينه وبينه ترة يتربص به حتى يجد سقطه.
    وإن لم يكن كذلك فيم تفسر وصفه للشيخ أبي الوفاء بأنه (كاذب، كافر، خاءئن، تافه، سفيه، وضيع، جاهل، مضل، متبع للهوى، متخبط مكابر، متكبر، متحلل من دين الإسلام، منسلخ من الجماعة إلى رِكاب الشيطان، أخرج للناس قذراً، اللاغي العظيم، يتجارى به هواه كتجارى الكلب بصاحبه، يوحي إليه الشيطان، ملحد، مشرِّعُ الباطل، مفتري على دين الله) وغير ذلك من الصفات والنعوت التي ساقها، إما مستشهداً بحدث أو قول مأثور، حاول أن يلصق ماذُم به أهله بالشيخ أبي الوفاء، وإما شتماً صرفا من قوله دبّج به كتيبه من أول كلمة إلى آخر كلمة، والله يشهد أن كل ذلك بهتان عظيم.
    أما سماحة المفتي الأكبر فضيلة الأستاذ محمد بن إبراهيم آل الشيخ فإن إيمانه وما نعلم ونشهد من خلقه سيعصمانه –إن شاء الله- من قبول تلك الشتائم أو الرضى بها.
    أما فضيلة الشيخ أبي الوفاء: فإن الله الذي يعلم جهاده في سبيل التوحيد عن إيمان وإخلاص سيدافع عنه ((إن الله يدافع عن الذين آمنوا إن الله لا يحب كل خوان كفور)) ]الحج:38[.
    أما هذا العبداللطيف –الذي أقحم نفسه فيما ليس من شأنه- فالله نسأل أن يعامله بما يستحق.
    ( ردٌ غير كريم )[17]

    [رد الشيخ عبدالرحمن الوكيل –رحمه الله- على طعن عبداللطيف أحمد زيد في الشيخ أبي الوفاء درويش]

    استُفتي أخونا فضيلة الشيخ الأستاذ . . أبو الوفا درويش في شأن التصوير الشمسي فأفتى الأخ الكريم بما أدّاه إليه اجتهاده، وقد تفضل أستاذنا الجليل العلامة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ المفتي الأكبر للمملكة العربية السعودية، تفضل فضيلته فردّ على تلك الفتوى رداً محكماً مشرقاً بسمو الأدب الرفيع بالحجاج، رفافاً بأصالة النُّبْل في الأسلوب فكان أن رد أخونا صاحب الفتوى بما يؤكد به صدق فتواه في أسلوب عفٍّ كريم كشأنه دائماً في كل ما يكتب.
    ولم نرَ في رد فضيلة المفتي الأكبر ما يؤكد أنه العالم الثبت الذي ضيع للمناقشة موازين الحق والاستقامة، ويضرب أرفع المثل في أدب المحاجة، ولم نر في رد الأخ الكريم الأستاذ (أبو الوفا) إلا ما يؤكد أنه الرجل الباحث عن الحقيقة في صدق وإخلاص، الذي يعتصم بالقيم الرفيعة من أدب الخطاب.

    ولكن أبى الشيخ عبداللطيف زيد إلا أن يعكر صفو، ويفسد ما صَلُحَ، وأن يمشي بالوقيعة بين الإخوة، فقد ردّ –عفا لله عنه- على الأخ الأستاذ (أبي الوفا) رداً غير كريم حشاه بالهجو المقذع، والسباب الفاحش، ظناً منه –ويالسوء هذا الظن- أنه وسيلة إلى رضوان أستاذنا الجليل المفتي الأكبر، وفاته أن الشيخ الجليل في سمو خلقه، وقداسة تقواه لا يحب المداهنة، ولا يرضى ملقا، ويستنكر في إباء صريح نبيل أن يكون السباب قرباناً إلى رضاه، أو وسيلة ما إلى الذياد عن الحق.

    كنا نحب أن يكون الشيخ عبداللطيف زيد على بينة من خلق الشيخ الجليل، وبصيرة بما يقول، حتى لا يتردى في هوة خلقية، كنا نربأ به أن يسقط فيها، كنا نحب أن يقدر الأمر قدره، فيكون له من رد الشيخ الجليل قدوةً في قوة الحجة، ونزاهة القول وطهر عفته، وكريم أدبه.

    كنا نحب أن يجعل الدفاع وحده عن الحق نصب عينيه –لا شيئاً آخر- فيرد على الشيخ أبو الوفا بما يثبت به أنه ذو قلم نظيف، وغاية نظيفة، بيد أنه –ويا أسفي- وضع نصب عينيه ذلك الشيء الآخر، فراح يسب ويهجو، وينتقي من شعراء الهجو ما سودوا به الصفحات ليقذف به في وجه أخ كريم كافح عن دين الله، في وقت كان الكفاح فيه عن دين الله يؤدي بصاحبه إلى النكال والتعذيب من سدنة الوثنية.

    اسمع إلى الشيخ عبداللطيف يستفتح رده بهذا: (روى أحمد في مسنده وروى ابن ماجه في سننه أن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- قال: سيأتي على الناس سنوات خدّاعات يُصدَّق فيها الكاذب، ويكذب فيها الصادق، ويؤتمن فيها الخائن، ويُخوَّن الأمين، وينطق فيها الرويبضة في أمور العامة، قيل وما الرويبضة؟ قال: الرجل التافه.
    ومراده ظاهر في أنه يتكلم في أمور العامة ومصالحها سفيه القوم ووضيعهم والسنوات الخداعات تلك التي تطمع الناس في الخير، فإذا التمسوه أخذوه دغلا، وزيفاً وضيعاً، وشراً خالصاً، وسفها رخيصاً، أَجَل: والناس إنما يؤتون اليوم خداعاً من قبل السفهاء والوضعاء والجهال الذين يستفتون، فيخونون).

    هذا نص كلام الشيخ عبداللطيف، وقد عنون له بقوله: (الرويبضة يتكلم في أمور العامة) . . . هذا رده نجد فيه السفه الرخيص والدغل والزيف الوضيع والشر الخالص، والوضاعة والجهالة والخيانة !!
    أهذا كله تقوله يا شيخ عبداللطيف لأخ تعرف أنت أنه جاهد وأنت قاعدٌ، وكافح وأنت هناك وهناك وراء الصف تنتظر الغنيمة من كفاحه، ما رأيناك –رغم ما كنت ترى وتحس وتسمع- ترد على مُفتَرٍ- وهم كثيرون- بمثل ردك هذا المفرط في السباب.

    أسمِعني كلمة واحدة قلتَها في ذيادٍ عن حقٍ، أو دفاعٍ عن كرامة، أو كفاح في سبيل الله؟
    والشيخ أبو الوفا صاحب (صيحة الحق) التي دوت في قوة، واستعلنت في عزّة وكرامة صاحب الكتب التي هدى الله بها الله الكثيرين، صاحب الصيال القوى، والجِلاد الذي زلزل هياكل الأصنام، ودكها على رؤوس سدنتها أبو الوفاء الذي نعرف منه الوضوح والصراحة والجرأة في قول الحق، وفي الجهر بما يؤمن به.
    أبو الوفاء هذا الأخ الذي ناضلَ وجالَدَ ترميهِ بأنه تافهٌ سفيهٌ حقير !!

    ثم يحاول –غفر الله له- أن يرمي أنصار السنة بالكفر إذ يقول في أسلوب ماكر، ولكنه مفضوحُ الهدف والغاية: (المتظاهر بالاستحلال مخالفة الأصول المشهورة دون تأول لها، ودون معارضتها بأصل آخر يستمسك به، كافر مكابر متحلل من دين الإسلام، والصائرون إلى متابعته كرأسٍ فيهم كَفَرَة سقط مثله، فتحليل التصوير الضوئي على أساس القياس الفاسد الذي عرفت، مخالفةٌ للأصول المشهورة، قائمة ليس إلا على تأوُّلٍ فاسد).
    يرمي الأخ الكريم المؤمن القوي (أبا الوفاء) بأنه استحلّ مخالفة الأصول المشهورة، ورماه تبعاً لهذا بالكفر، ولعلمه بأن للشيخ أبي الوفاء مكانته الكريمة بيننا رمانا بأننا كفرة سقط مثله !!!

    ولا أدري هل يعرف الشيخ عبداللطيف مقاييس الإيمان وقيَمِه حتى يجوز له أن يبهت بالكفر من هو مؤمن؟

    ثم راح يقول للشيخ أبي الوفاء: (أليس كذلك أيها المشرع المبطل؟ وهل يمكن أن تفتي سائليك بأجود من هذا إن صح في أن أباطيل فتاويك القذرة جودةً؟ ونقول: وأليس من صناعة أفلام الشريط الشف التي أطريت بإلحادك الظاهر علماءها الملعونين بلعن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- ، أليس منها كذلك صناعة أفلام الأصوات؟).
    ألا فلينظر الشيخ عبداللطيف زيد (جواز سفره) وليتأمل فيها صورته جيداً !!!
    لقد أساء الشيخ عبداللطيف إساءةً بالغة إلى نفسه قبل كل شيء، فقد كنا نظنه لا يعرف القول، ولكنه فاجأنا يعرف كيف يسب ويشتم، ويصرخ بالهجو في وجه من يأخذ بيده إلى طريق الخير !!
    وأساء إلى فضيلة الشيخ الجليل المفتي الأكبر بما يزعمه بين الناس أنه راضٍ كل الرضا عن ردّه المحشو بهذا الهجو الفاحش !!

    فإذا نعرف والآلاف يعرفون أن فضيلة المفتي الأكبر رجلَ حقٍّ ورجل أدب عظيم.
    ونحن نلح في تثبيت هذه الحقيقة وإعلانها واضحة حتى يعرف الناس أن سِباب الشيخ عبداللطيف للأخ الأستاذ أبي الوفاء لا يحظى عند أحد بقبول، وأؤكد أن فضيلة شيخنا الجليل أول من يستنكر هذا السباب الذي يحاول الشيخ عبداللطيف أن يؤكد للناس بأن الشيخ الكبير راضٍ عنه.

    يا حبذا لو أن الشيخ عبداللطيف سكت، ولاذ بالصمت، وترك لرد الشيخ الجليل الكبير أن يؤدي رسالته، ولكنه شغل الناس عن هذا الحق بالعجب المغرب من العجب من هذا الهراء الفاحش الذي حشا به رسالته، ولكنه ابتغى برده هذا وسيلته إلى البقاء في منصبٍ !! فلم يوفق في الوسيلة، حاول أن يُرضي، فأغضَبَ، حاول أن يَرُدَّ، فردَّ على نفسه بما ينال من كرامته.

    ويقيني أنه لو كان على بصيرة بالخُلُق الرفيع الممتاز الذي يمتاز به فضيلة الشيخ الجليل المفتي الأكبر، لوفّر على نفسه هذا المجهود الذي حاول أن يهدم به رجلاً كريما مكافحاً، فهدم به نفسه، فليس من دين فضيلة المفتي الأكبر ولا من خُلُقه الذي سعدنا بمعرفته عن قرب إلا ما يؤكد دائما أنه من بقية السلف الراشدين الذين يُطهِّرون ألسنتهم عن الفحش، والإساءة إلى إنسانٍ أكثر ما يقال فيه أنه اجتهد مرة، فأخطأ، واجتهد مرات ومرات ومرات فأصاب في كل مراته.
    --------
    [1] مجلة الهدي النبوي العدد (1) لسنة 1373 هـ / صـ 23-26.
    [2] (ح4920).
    [3] رواه مسلم (ح2109)،والنسائي (ح5379)، والبخاري بلفظ: "إن أشد الناس عذابا عند الله" (ح5950).
    [4] (ح2106).
    [5] الدرنوك ضرب من الثياب.
    [6] (ح2107).
    [7] مجلة الهدي النبوي/ العدد (2) لعالم 1374 هـ/ صـ 15-18.
    [8] تقدم تخريجه.
    [9] متفق عليه.
    [10] متفق عليه.
    [11] متفق عليه.
    [12] رواه أبو داود (ح4158)، والترمذي (ح2806) وصححه الألباني.
    [13] (ح2110).
    [14] (ح4158) وحسنه الألباني.
    [15] مجلة الهدي النبوي العدد (11-12) لعام 1375هـ / صـ71-72.
    [16] وهذه من الألفاظ المنهي عنها.
    [17] مجلة الهدي النبوي الأعداد (2-7) لعام 1376هـ /صـ 85-88.
    حسابي على تويتر https://twitter.com/mourad_22_

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •