تصويب للحافظ الهيثمي رحمه الله : في الحديث الذي ّذكره الألباني في " إرواء الغليل " ( ج1/ 74/ ص 114) وأخرجه ابن السني ( رقم 162) والطبراني في " الأوسط " ومن طريقه " الخطيب " في " الجامع " ( 4/90/2) وفي " المنتقى منه " ( ق 19/2) أبو الشيخ في " الخلاق " ( 185) من طريق سلمة بن قادم ثنا هاشم بن عيسى اليزني عن الحارث بن مسلم عن الزهري عن أنس مرفوعاً بلفظ : " كان إذا نظر وجهه في المرآة قال : الحمد لله الذي سوى خلقي فعدله وكرم صورة وجهي فحسنها وجعلني من المسلمين " قال الألباني رحمه الله : " وهذا سند ضعيف " هاشم بن عيسى اليزني قال الهيثمي رحمه الله فيه : " لم أعرفه وبقية رجاله ثقات " كذا قال وفيه نظر من وجوه : • أن هاشما ً هذا معروف ولكن بالجهالة ! وقد كناه ابن السني وأبو الشيخ في هذا الحديث بأبي معاوية وترجمه العقيلي في " الضعفاء " ( ص 449 ) فقال : " هاشم بن عيسى اليزني الحمصي عن أبيه يحيى بن سعيد : منكر الحديث وهو وأبوه مجهولان بالنقل " ثم ساق له حديثا آخر من روايته عن أبيه جاء فيه مكنياً ب " أبي معاوية " فهو هذا قطعا وهو من رجال " الميزان " و " اللسان " فلا أدري كيف لم يعرفه الهيثمي ؟! .• الحارث بن مسلم مجهول كما قال الدارقطني . والهيثمي إنما اعتمد في توثيقه على إيراد ابن حبان إياه في " الثقات " وليس ذلك منه بجيد لأن قاعدة ابن حبان في التوثيق فيها تساهل كبير حتى إنه ليوثق المجهولين الذين يصرح هو نفسه في بعضهم أنه لا يعرفه ولا يعرف أباه كما حققته في " الرد على التعقيب الحثيث " قال الألباني رحمه الله : " ثم وجدت له طريقا أخرى عند المروزي في " زوائد الزهد " ( 174 ) من طريق عبد الله بن المثنى بن أنس بن مالك قال : حدثني رجل من آل أنس بن مالك انه سمع أنس بن مالك يقول : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتناول المرآة فينظر فيها يقول : الحمد لله أكمل خلقي وحسن صورتي وزان مني ما شان من غيري و.." ورجاله ثقات لولا الرجل الذي لم يسمه ومما سبق يتبين : " أن هذه الطرق كلها ضعيفة ولا يمكن القول بأن هذه الطرق يقوي بعضها بعضا لشدة ضعفها كما حققه الألباني في : إرواء الغليل " ( ص 113- 116 ) ومن أجل ذلك لا يصح الاستدلال بالحديث على مشروعية هذا الدعاء عند النظر في المرآة كما فعل مؤلف " منار السبيل " رحمه الله إبراهيم بن ضويان رحمه الله وأسكنه فسيح جناته " ولكن : " لقد صح هذا الدعاء عنه صلى الله عليه وسلم مطلقا دون تقييد بالنظر في المرآة وفيه حديثان : • حديث عائشة قالت : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : اللهم أحسنت خلقي فأحسن خلقي " راه أحمد ( 6/68 ) بإسناد صحيح قال الهيثمي في " المجمع " ( 10/ 173) : " رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح " • وحديث ابن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول : فذكره أخرجه أحمد ( 1/ 403 ) وابن سعد في " الطبقات " ( 1/377) وابو يعلى في " مسنده " ( 243/ 2) .. قال العبد الفقير لعفو ربه : " والحديث بتقييده بالنظر في المرآة لا يصح لذلك لا يصح الاستدلال بالحديث على مشروعية هذا الدعاء عند النظر في المرآة كما فعل المؤلف رحمه الله وغفر الله له والحديث ضعفه ايضا الشيخ مقبل الوادعي رحمه الله بالتقييد ولقد صح الدعاء مطلقا بلا تقييد بالنظر في المرآة " و الله أعلم والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات .