طبعة جديدة لموطأ الإمام مالك ـ رواية يحيى الليثي
حاليًا بمعرض الكتاب:مميزات طبعة مكتبة ابن عباس للموطأ، رواية يحيى الليثي
المــــــــــــ ـوطأ
للإمام مالك بن أنس
رواية يحيى بن يحيى الليثي
قرأه وعلّق عليه
أبو عبد الله مسعد بن عبد الحميد الحسيني
اعلم ـ علمني الله وإياك ـ أن لهذه الرواية عدة طبعات، وهذه الطبعات جلها يدور حول طبعة محمد فؤاد عبد الباقي ـ رحمه الله ـ، وهذه الطبعة بها الكثير من الأخطاء تكلمتُ عليها في مقدمة التحقيق، فليراجعها من أراد مشكورًا.
ورواية يحيى الليثي رواها عنه الكثير من تلاميذه، منهم:
1- أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن باز القرطبي، المعروف بابن القزاز، وقد توفى سنة 274هـ، وكان فقيهًا عالمًا زاهدًا ورعًا، وروايته للموطأ في فهرست ابن خير (1/98، 99، 102 ط. إبراهيم الإبياري).
2- أبو عبد الله محمد بن وضاح القرطبي، وكان عالمًا بالحديث، بصيرًا بطرقه، متكلمًا على علله، كما قال ابن الفرضي في تاريخ علماء الأندلس (2/17).
وكان ابن وضاح عندما يُحدث بالموطأ عن يحيى يُصلح الخطأ ـ من وجهة نظره ـ وبحسب معرفته، أو اعتمادًا على الروايات الأخرى عن مالك. وقد أشار لهذا الأمر القاضي عِياض في ترتيب المدارك (3/381).
وهذا الأمر غير مستحب، إلا أن يُشير مثلًا لهذا الخطأ أو الوهم على حاشية نسخته، أو ما دوّنه مما سمعه من الليثي.
أمّا أن يعتمد التصحيح دون الإشارة فهذا أمر غير ...
وقد وقع رحمه الله في أخطاء نبه عليها الحافظ الخشني في أخبار المحدثين (ص130).
3- عبيد الله بن يحيى بن يحيى الليثي، وكان يروي عن أبيه الموطأ لفظًا، لا يغير شيئًا من حروفه، وقد اعتمد ابن عبد البر هذه الرواية، لأنها توضح لنا ما وقع فيه يحيى من أخطاء أو أوهام.
وهذه الرواية هي ما اعتمدها في تحقيقي للموطأ.
وعلى هذا حاولت أن تكون الرواية هي ما رواها يحيى الليثي، ثم أوضح بالحواشي ما وقع فيه من أوهام مثال: زيادة لفظة، أو وصل مرسل، أو إرسال موصول، وغيرها كما سيرى القارئ الكريم في حواشي الكتاب.
وفي الحواشي أيضًا نقد ما وقع في الطبعات المعتمدة من الموطأ نقدًا مبنيٌّ على دلائل واضحات مستمدة من النسخ الخطية النفيسة التي وقعت لي، والكتب التي تكلمت على الموطأ شرحًا وتفسيرًا، وأهمها ما سطره الإمام الحافظ ابن عبد البر النَمَري ـ كذا ضبطها الصحيح ـ.
وسيرى القارئ الكريم مدى الجهد المبذول في تحقيق هذا السفر المهم من أمّات كتب السُّنة المشرفة، ونسأله تعالى لي ولكم التوفيق والرشاد.
والحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على نبيه المرسل الأمين، وعلى آله وصحبه الكرام الميامين، وعلى من تبعه بإحسانٍ ليوم الدين.
رد مع اقتباس
