رد قوي على الاشاعرة في تفسيرهم الغضب في صفات الله
بالانتقام اوبارادته والمحبة بالانعام اوبارادته
للعلامة ابن عثيمين رحمه الله حيث قال:
الاية الثالثة: قوله: {فلما اسفونا انتقمنا منهم} [الزخرف: 55].
* {اسفونا}، يعني: اعضبونا واسخطونا.
* {فلما}: هنا شرطية، فعل الشرط فيها: {اسفونا}، وجوابه: {انتقمنا منهم}.
ففيها رد على من فسروا السخط والغضب بالانتقام، لان اهل التعطيل من الاشعرية وغيرهم يقولون: ان المراد بالسخط والغضب الانتقام، او ارادة الانتقام، ولا يفسرون السخط والغضب بصفة من صفات الله يتصف بها هو نفسه، فيقولون: غضبه، اي انتقامه، او بالارادة لانهم يقرون بها، ولا يفسرونه بانه صفة ثابتة لله على وجه الحقيقة تليق به.
ونحن نقول لهم: بل السخط والغضب غير الانتقام، والانتقام نتيجة الغضب والسخط، كما نقول: ان الثواب نتيجة الرضى، فالله سبحانه وتعالى يسخط على هؤلاء القوم ويغضب عليهم ثم ينتقم منهم.
واذا قالوا: ان العقل يمنع ثبوت السخط والغضب لله عز وجل.
فاننا نجيبهم بما سبق في صفة الرضى، لان الباب واحد.
ونقول: بل العقل يدل على السخط والغضب، فان الانتقام من المجرمين وتعذيب الكافرين دليل على السخط والغضب، وليس دليلاً على الرضى، ولا على انتفاء الغضب والسخط.
ونقول: هذه الاية: {فلما اسفونا انتقمنا منهم} [الزخرف: 55]: ترد عليكم، لانه جعل الانتقام غير الغضب، لان الشرط غير المشروط.