دور منزلة المعنى في تعدية الأفعال بحرف الجر
تقوم اللغة على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، والإنسان يتحدث بمستويات متعددة وبلغات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ليكون بعيدا عن اللبس والتناقض وهو غاية كل لغة من لغات العالم ،كما هو الحال في تعدية الفعل اللازم بواسطة حروف الجر ،فقدجاء في الأشباه والنظائر :
إن الفعل قد يتعدى بعِدةٍ من حروف الجر، على مقدار المعنى اللغوي المراد من وقوع الفعل؛ لأن هذه المعاني كامنة في الفعل، وإنما يثيرها ويظهرها حروف الجر " وذلك أنك إذا قلتَ خرجتُ، فأردتَ أن تبين ابتداء خروجك، قلتَ: خرجتُ من الدار،فإن أردتَ أن تبين أن خروجك مقارنٌ لاستعلائك، قلتَ: خرجتُ على الدابة، فإن أردتَ المجاوزة للمكان، قلتَ: خرجتُ عن الدار، وإن أردتَ الصحبة، قلتَ: خرجتُ بسلاحي..."وإن أردت أن تبين انتهاء خروجك قلت :خرجت إلى عمَّان ، وإن قصدت الظرف قلت :خرجت في عمَّان .......................إلخ
فالفعل يدل على أو له ابتداء وانتهاء ومصاحب وغاية وظرف......إلخ ،فتأتي بحرف الجر المناسب للمعنى الذي تقصده من الفعل ، وتعديه به ، ومما يدل على هذا الكلام موضوع التضمين ،وذلك أننا قد نضمن فعلا معنى فعل آخر فنأتي بحرف جر يتناسب مع الفعل المضمَّن ،قال الشاعر:
إذا رضيت عليَّ بنو قشير //لعمر الله أعجبني رضاها
فقد ضمن الفعل "رضيت" معنى عطفت وأقبلت ولهذا عداه بـ"على" بسبب الاحتياج المعنوي بين الفعل وحرف الجر.
وبهذا يتضح أن اللغة تقوم على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، وأن الإنسان يتثقف لغويا ، ويتحدث بمستويات متعددة وبلغات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ، وأن الإنسان يتحدث بحسب الأهمية المعنوية في الأصل وفي العدول عن الأصل وباختصار:الإنسا يتحدث تحت رعاية الأهمية المعنوية وعلامات أمن اللبس، ويكفي المتكلم أن يقول كلاما مفهوما بعيدا عن اللبس والتناقض .