تمايز إعراب التراكيب في إطار الصيغة
تقوم اللغة على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، والإنسان يتحدث بمستويات متعددة وبلغات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ليكون بعيدا عن اللبس والتناقض وهو غاية كل لغة من لغات العالم ،كما هو الحال في هذه التراكيب التي تتمايز من حيث الإعراب في إطار الصيغة نظرا لتغير منزلة المعنى بين أجزاء التركيب:
نقـول:قرأ صديقي كتابَ النحوِ الجديدُ .
ونقول:قرأ صديقي كتابَ النحوِ الجديدَ .
ونقول:قرأ صديقي كتابَ النحوِ الجديدِ .
كلمة الجديدُ"في التركيب الأول صفة للصديق "الفاعل" ،وفي التركيب الثاني صفة للكتاب "المفعول به" وفي التركيب الثالث صفة للنحو"المضاف إليه" ،وهذا الاختلاف في الإعراب نابع من منزلة المعنى بين أجزاء التركيب ،وقد دللنا على هذه العلاقة بواسطة علامة أمن اللبس ،وقد فصلنا بين الصفة والموصوف في التركيب الأول بواسطة "المفعول المضاف والمضاف إليه " بحسب الأهمية المعنوية بينهما وبين الفعل، وهو فصل جائز،قال تعالى"*يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفساً إيمانُها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا "*ففصل بين الموصوف "نفسا" وبين الصفة"لم تكن آمنت من قبل "بواسطة الفاعل ، وتقدم الفاصل "الفاعل" بحسب الأهمية المعنوية بينه وبين الفعل ،وقال تعالى"*اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون اللهِ والمسيحَ ابن مريم "فقد عطف "المسيح" على الأحبار والرهبان رغم الفاصل ،ودلل على علاقة الاحتياج المعنوي بين التابع والمتبوع بواسطة علامة أمن اللبس ، وقال تعالى"يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برؤوسِكم وأرجلَكم إلى الكعبين "* فعطف الأرجل على الوجوه والأيدي ،رغم الفصل بين التابع والمتبوع ودلل على علاقة الاحتياج المعنوي بينهما بواسطة علامة أمن اللبس وبهذا يتضح أن اللغة تقوم على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، وأن الإنسان يتحدث بمستويات متعددة وبلغات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ، وأن الإنسان يتحدث بحسب الأهمية المعنوية في الأصل وفي العدول عن الأصل ،وأن منزلة المعنى هي الضابط والمعيار في تمايز إعراب التراكيب ، وباختصار:الإنسا يتحدث تحت رعاية الأهمية المعنوية وعلامات أمن اللبس، ويكفي المتكلم أن يقول كلاما مفهوما بعيدا عن اللبس والتناقض .