-------------------------------------
قَالَ حُذَيْفَةُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ « تُعْرَضُ الْفِتَنُ عَلَى الْقُلُوبِ كَالْحَصِيرِ عُودًا عُودًا فَأَىُّ قَلْبٍ أُشْرِبَهَا نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ وَأَىُّ قَلْبٍ أَنْكَرَهَا نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ بَيْضَاءُ حَتَّى تَصِيرَ عَلَى قَلْبَيْنِ عَلَى أَبْيَضَ مِثْلِ الصَّفَا فَلاَ تَضُرُّهُ فِتْنَةٌ مَا دَامَتِ السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ وَالآخَرُ أَسْوَدُ مُرْبَادًّا كَالْكُوزِ مُجَخِّيًا لاَ يَعْرِفُ مَعْرُوفًا وَلاَ يُنْكِرُ مُنْكَرًا إِلاَّ مَا أُشْرِبَ مِنْ هَوَاهُ ». /مسلم
----------------------------------------------------------------
شبه عرض الفتن على القلوب شيئا فشيئا كعرض عيدان الحصير و هي طاقاتها شيئا فشيئا
و قسم القلوب عند عرضها عليها إلى قسمين :
قلب إذا عرضت عليه فتنة أشربها كما يشرب السفنج الماء فتنكت فيه نكتة سوداء فلا يزال يشرب كل فتنة تعرض عليه حتى يسود وينتكس و هو معنى قوله كالكوز مجخيا: أي مكبوبا منكوسا فإذا اسود وانتكس عرض له من هاتين الآفتين مرضان خطيران متراميان به إلى الهلاك :
أحدهما : اشتباه المعروف عليه بالمنكر فلا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا و ربما استحكم عليه هذا المرض حتى يعتقد المعروف منكرا و المنكر معروفا و السنة بدعة والبدعة سنة و الحق باطلا و الباطل حقا
الثاني : تحكيمه هواه على ما جاء به الرسول صلى الله تعالى عليه وآله وسلم و انقياده للهوى و اتباعه له
و قلب أبيض قد أشرق فيه نور الإيمان وأزهر فيه مصباحه فإذا عرضت عليه الفتنة أنكرها و ردها فازداد نوره و إشراقه و قوته
و الفتن التي تعرض على القلوب هي أسباب مرضها و هي فتن الشهوات وفتن الشبهات، فتن الغي والضلال وفتن المعاصي والبدع، وفتن الظلم والجهل؛
فالأولى توجب فساد القصد والإرادة والثانية توجب فساد العلم والاعتقاد
إغاثة اللهفان / ابن قيم الجوزية
----------------------------------------------------------------
وصية شيخ الإسلام لابن القيم/ مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة
وقال لي شيخ الاسلام رضى الله عنه وقد جعلت اورد عليه ايردا بعد إيراد:
( لاتجعل قلبك للايرادات والشبهات مثل السفنجة فيتشربها فلا ينضح الا بها ,
ولكن اجعله كالزجاجة المصمتة تمر الشبهات بظاهرها ولا تستقر فيها فيراها بصفائه ويدفعها بصلابته,
وإلا فاذا اشربت قلبك كل شبهة تمر عليها صار مقرا للشبهات او كما قال).
فما اعلم اني انتفعت بوصية في دفع الشبهات كانتفاعي بذلك