تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: حقوق المصطفى صلى الله عليه وسلم /من المسجد النبوي الشيخ عبدالمحسن القاسم

  1. #1

    افتراضي حقوق المصطفى صلى الله عليه وسلم /من المسجد النبوي الشيخ عبدالمحسن القاسم



    مِننُ الله على عباده جِسام، ونِعَمُه عليهم عِظام، ومن أجلِّ نِعَمه: أن أرسلَ الرُّسُلَ به مُعرِّفين، ولتوحيدِه داعِين. وهم وسائِطُ بين الله وخلقِه في أمرِه ونهيِه، والسُّفراءُ بينَه وبين عبادِه؛ قال – سبحانه -: (وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ) [النحل: 36].
    ولا سبيلَ إلى السعادةِ في الدنيا والآخرة إلا على أيديهم، ولا طريقَ إلى معرفةِ الطيبِ والخبيثِ على التفصيلِ إلا من جِهتِهم، ولا يُنالُ رِضا الله البتَّة إلا من طريقِهم.
    قال شيخُ الإسلام – رحمه الله -: “الرسالةُ ضروريةٌ للعبادِ لا بُدَّ لهم منها، وحاجتُهم إليها فوقَ حاجتِهم إلى كل شيء، والرسالةُ روحُ العالَم ونُورُه وحياتُه”.
    ولا بقاءَ لأهل الأرض إلا ما دامَت آثارُ الرُّسُل موجودةٌ فيهم. فإذا درَسَت آثارُ الرُّسُل من الأرض وانمَحَت بالكلية خرَّبَ الله العالَمَ العلويَّ والسُّفليَّ وأقامَ القيامة.
    وخيرُ الرُّسُل نبيُّنا محمدٌ – صلى الله عليه وسلم -، وشرفُ أمَّته وعلُوُّ منزلتِها به.
    قال ابن كثيرٍ – رحمه الله -: “وإنما حازَت هذه الأمةُ قصْبَ السَّبق إلى الخيراتِ بنبيِّها محمدٍ – صلى الله عليه وسلم -“.
    ولفضلِه كان صحبُه خيرَ صحبٍ لنبيٍّ، وقرْنُه خيرَ قرنٍ،وما فُضِّلَ إلا به.
    ولفضلِ الله عليه كان أكثرَ تابِعًا يوم القيامة .. اختارَه الله من بني الناسِ فكان سيِّدَ ولد آدم، واصطفَاه الله على الخلقِ فكان خيرَهم؛ قال – عليه الصلاة والسلام -: «إن الله اصطَفَى كِنانةً من ولدِ إسماعيل، واصطَفَى قُريشًا من كِنانة، واصطَفَى من قُريشٍ بني هاشِم، واصطَفَاني من بني هاشِم»؛ رواه مسلم.
    عظَّمَه الله فأقسَمَ بعُمره، ولم يُنادِيه في كتابِه باسمٍ مُجرَّدٍ كسائرِ الأنبياء؛ بل ما ناداه إلا باسمِ النبُوَّة والرِّسالة.
    شرحَ الله صدرَه، وغفرَ ذنبَه، ورفعَ ذِكرَه، وأخذَ الله على النبيين الميثاقَ بالإيمانِ به؛ قال – سبحانه -: (وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّ هُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا )[آل عمران: 81].
    قال ابنُ كثيرٍ – رحمه الله -: “وهو الإمامُ الأعظمُ الذي لو وُجِد في أي عصرٍ وُجِد لكان هو الواجِبَ الطاعة، المُقدَّم على الأنبياءِ كلِّهم، ولهذا كان إمامَهم ليلةَ الإسراء لما اجتمَعُوا ببيتِ المقدِس”.
    ختَمَ الله به النبُوَّةَ والرِّسالةَ؛ (مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ) [الأحزاب: 40].
    وأتمَّ به الدينَ؛ (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا) [المائدة: 3].
    أيَّدَه الله بالآيات، وأنزلَ عليه أفضلَ كتاب، وحفِظَ دينَه ووعَدَ بنصرِه .. الإيمانُ به – صلى الله عليه وسلم – ومحبَّتُه وتصديقُه أصلٌ من أصول الدين .. قُرِنَت الشهادةُ له بالرسالةِ بالشهادةِ لله بالوحدانية.
    أرسلَه الله إلى العرب والعجَم والإنسِ والجنِّ؛ قال – سبحانه -: (قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا)[الأعراف: 158].
    أرسلَه الله رحمةً للعالَمين فحصَلَ لهم النفعُ برسالتِه، ورحمتُه بالمؤمنين خاصَّة؛ قال – سبحانه -: (وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ) [التوبة: 61].
    ما تركَ خيرًا إلا دلَّ الأمةَ عليه، ولا شرًّا إلا حذَّرَها منه؛ قال – عليه الصلاة والسلام -: «ما يكُن عندي من خيرٍ فلن أدَّخِرَه عنكم»؛ متفق عليه.
    ومن لم يُؤمن بالنبيِّ – صلى الله عليه وسلم – ويتَّبِعه، توعَّده الله بالنار؛ قال – عز وجل -: (وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ فَإِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَعِيرًا) [الفتح: 13].
    وأهلُ الكتابِ واجبٌ عليهم الإيمان به واتِّباعه؛ قال – عليه الصلاة والسلام -: «والذي نفسي بيدِه؛ لا يسمعُ بي أحدٌ من هذه الأمة يهوديٌّ ولا نصرانيٌّ ثم يموتُ ولم يُؤمن بالذي أُرسِلتُ به،إلا كان من أصحابِ النار»؛ رواه مسلم.
    ولا غِنى للناس عن الإيمانِ بالنبيِّ – صلى الله عليه وسلم – وطاعتِه في كل مكانٍ وزمانٍ، ليلاً ونهارًا، سفرًا وحضرًا، علانيةً وسِرًّا، جماعةً وفُرادَى.
    قال شيخُ الإسلام – رحمه الله -: “وهم أحوجُ إلى ذلك من الطعام والشرابِ، بل من النفَس؛ فإنهم متى فقَدُوا ذلك فالنارُ جزاءُ من كذَّب بالرسولِ وتولَّى عن طاعتِه”.
    بالنبيِّ – صلى الله عليه وسلم – زكَّانا الله وعلَّمَنا ما لم نكُن نعلَم؛ قال – عز وجل -: (هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ) [الجمعة: 2].
    قال الشافعيُّ – رحمه الله -: “فلم تمسَّ بنا نعمةٌ ظهَرَت ولا بطَنَت نِلنَا بها حظًّا في دينٍ، أو دُفِع بها عنا مكروهٌ فيهما وفي واحدٍ منهما، إلا ومحمدٌ – صلى الله عليه وسلم – سببُها القائدُ إلى خيرِها، والهادِي إلى رُشدِها”.
    ولا يتحقَّقُ إيمانُ العبدِ بالنبيِّ – صلى الله عليه وسلم – إلا بطاعتِه؛ قال تعالى: (مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ) [النساء: 80].
    وقد أمرَ الله بطاعتِه في أكثرَ من ثلاثين موضِعًا من القرآن، وقرَنَ طاعتَه بطاعتِه، وقرضنَ بين مخالفتِه ومُخالفَتِه.
    من أطعَه فازَ؛ (وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) [الأحزاب: 71].
    أعظمُ خِصال التقوى وآكَدُها وأصلُها: إفرادُ الله بالعبادة وإفرادُ الرسولِ – صلى الله عليه وسلم – بالمُتابَعة؛ قال تعالى:(وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا) [الحشر: 7].
    وفي ذلك حياةُ المرءِ وسعادتُه؛ قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ) [الأنفال: 24].
    والفتنةُ في مُخالفَته؛ قال – عز وجل -: (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) [النور: 63].
    ومن حادَّ الرسولَ أذلَّه الله؛ قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ فِي الْأَذَلِّينَ) [المجادلة: 20].
    ومن رغِبَ عن سُنَّته تُوعِّدَ ببراءَة النبيِّ – صلى الله عليه وسلم – منه؛ قال – عليه الصلاة والسلام -: «من رغِبَ عن سُنَّتي فليسَ منِّي»؛ متفق عليه.
    ومن حقِّه – عليه الصلاة والسلام -: ألا يُعبَد اللهُ إلا بما شرَع، لا بالأهواء والبِدَع، ولا رأيَ لأحدٍ مع سُنَّةٍ سنَّها رسولُ الله – صلى الله عليه وسلم -؛ قال – عليه الصلاة والسلام -: «من عمِلَ عملاً ليس عليه أمرُنا فهو ردٌّ»؛ رواه مسلم.
    حبُّه من أعظمِ واجِباتِ الدين، ولا يكفِي فيها أصلُ المحبَّة؛ بل واجبٌ أن تكونَ محبَّةً زائِدةً على محبَّة جميعِ الخلق حتى على النفسِ؛ قال – صلى الله عليه وسلم -: «لا يُؤمنُ أحدُكم حتى أكونَ أحبَّ إليه من والدِه وولدِه والناسِ أجمعين»؛ متفق عليه.
    ولا ينالُ العبدُ حلاوةَ الإيمان إلا بذلك؛ قال – صلى الله عليه وسلم -: «ثلاثٌ من كُنَّ فيه وجدَ بهنَّ حلاوةَ الإيمان: أن يكونَ الله ورسولُه أحبَّ إليه مما سِواهُما، وأن يُحبَّ المرءَ لا يُحبُّه إلا لله، وأن يكرَه أن يعُودَ في الكُفر بعد إذ أنقَذَه الله منه كما يكرَه أن يُقذَفَ في النار»؛ متفق عليه.
    والمحبَّةُ الصادقةُ تظهرُ في المُتابَعَة؛ قال – عز وجل -: (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ )[آل عمران: 31].
    والصادقُ في محبَّته يُحشَرُ معه في الآخرة؛ جاء رجلٌ إلى النبيِّ – صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا رسولَ الله! كيف تقولُ في رجُلٍ أحبَّ قومًا ولم يلحَق بهم؟ فقال رسولُ الله – صلى الله عليه وسلم -: «المرءُ مع من أحبَّ»؛ متفق عليه.
    ومن محبَّته: النصيحةُ له بالإيمان به وبما جاءَ عنه، والتمسُّك بطاعتِه، واختِيارُ سُنَّته، ونشرُ علومِه، وتعظيمُ أمرِه، ومحبَّةُ أوليائِه، ومُعاداةُ أعدائِه؛ قال – عليه الصلاة والسلام -: «الدينُ النصيحةُ». قلنا: لمن؟ قال: «لله ولكتابِه ولرسولِه وللأئمة المُسلمين وعامَّتهم»؛ رواه مسلم.
    تعظيمُه وتوقيرُه من أُسُس الدين ومن حِكَم بعثتِه؛ قال تعالى: (إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (8) لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا) [الفتح: 8، 9].
    قال الحُليميُّ – رحمه الله -: “حقوقُ رسولِ الله – صلى الله عليه وسلم – أجلُّ وأعظمُ وأكرمُ، وألزمُ لنا وأوجبُ علينا من حقوقِ السادات على مماليكِهم، والآباء على أولادِهم؛ لأن الله تعالى أنقَذَنا به من النار في الآخرة، وعصَمَ به لنا أرواحَنا وأبدَانَنا وأعراضَنا وأموالَنا وأهلِينا وأولادَنا في العاجِلة. فهدانَا به لما إذا أطعنَاه فيه أدَّانا إلى جناتِ النعيم”.
    أعظمُ من عرَفَ قدرَه أصحابُه – رضي الله عنهم -؛ قال عُروةُ بن مسعودٍ – رضي الله عنه -: “واللهِ لقد وفَدتُ على المُلوكِ، ووفَدتُ على كِسرَى وقيصَرَ والنَّجاشيِّ، واللهِ ما رأيتُ ملِكًا قطُّ يُعظِّمُه أصحابُه ما يُعظِّمُ أصحابُ مُحمدٍ – صلى الله عليه وسلم – مُحمدًا؛ إذا تكلَّم خفَضُوا أصواتَهم عنده، وما يُحِدُّون إليه النظرَ تعظيمًا له”؛ رواه البخاري.
    وأشدُّ الناسِ حُبًّا له صحابتُه؛ قال عمرو بن العاصِ – رضي الله عنه -: “ما كان أحدٌ أحبَّ إليَّ من رسولِ الله – صلى الله عليه وسلم – ولا أجلَّ في عيني منه، وما كُنتُ أُطيقُ أن أملأَ عينيَّ منه إجلالاً له، ولو سُئِلتُ أن أصِفَه ما أطقتُ؛ لأني لم أكُن أملأُ عينيَّ منه”؛ رواه مسلم.
    من عرَفَ سيرتَه وسُنَّتَه أو سمِعَ بها وهو عادلٌ مع نفسِه، لم يملِك إلا أن يُجِلَّه. سمِع به ملوكُ النصارى فعظَّمُوه؛ قال هِرقلُ: “لو كنتُ عندَه لغسَلتُ قدمَيه”؛ متفق عليه.
    قال ابن حجرٍ – رحمه الله -: “وفي اقتِصارِه على ذِكر غسلِ القدَمَين إشارةٌ منه إلى أنه لا يطلُبُ منه إذا وصلَ إليه سالِمًا لا ولايةَ ولا منصِبًا، وإنما يطلُبُ ما تحصُلُ به البركة”.
    رأسُ الأدبِ مع رسولِ الله – صلى الله عليه وسلم – كمالُ التسليمِ له والانقِيادُ لأمرِه، وتلقِّي خبرَه بالقَبُولِ والتصديق.
    ومن الأدبِ معه: ألا يُستشكَلَ قولُه؛ بل تُستشكَلُ الآراءُ لقولِه، ولا يُعارَضُ قولُه بقياسٍ، ولا يُوقَفُ قَبولُ ما جاء به على مُوافَقَة أحدٍ.
    قال ابن القيم – رحمه الله -: “العقلُ مع الوحيِ كالعامِّ المُقلِّد مع المُفتِي العالِم؛ بل ودُون ذلك بمراتِبَ كثيرةٍ لا تُحصَى”.
    ومن أعظمِ حقوقِه: إنزالُه المنزلةَ التي أنزلَه ربُّه – عز وجل – من العبوديَّة والرسالة؛ فلا يُرفَعُ إلى منزلةِ الربوبيَّة فيُدعَى من دونِ الله، ولا يُحطُّ من قدرِه فيُترَك اتِّباعُه.
    فنبيُّنا محمدٌ – صلى الله عليه وسلم – رسولُ الله حقًّا، أحبَّه الله وأمرَنا بحبِّه، وبعثَه وأمرَنا بتصديقِه، وأيَّدَه وأمرَنا بالتمسُّك بشريعتِه، وأعزَّه وأمرَنا بالذبِّ عنه، ولن يدخُلَ أحدٌ الجنةَ إلا بالإيمانِ به واقتِفاءِ أثرِه، وكلما كان المرءُ مُقتدِيًا بالنبيِّ – صلى الله عليه وسلم – علَت درجتُه.
    ومن أبغضَ النبيَّ – صلى الله عليه وسلم – أو هديَه، خذلَه الله وأذلَّه وأهانَه؛ قال – سبحانه -: (إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ)[الكوثر: 3].
    وكلُّ أمةٍ تُعظِّمُ نبيَّها وصحابتَه، وأعظمُ شرفٍ لهذه الأمة هو تعظيمُ نبيِّها وحبُّ صحابتِه؛ فبِه رِفعتُها وسعادتُها وتقدُّمُها على الأُمم.
    أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِين َ رَءُوفٌ رَحِيمٌ)[التوبة: 128].
    كتبَ الله لنفسِه البقاءَ، وحكَمَ على خلقِه بالفناء، وجميعُ من في السماوات ومن في الأرض إلى الزوال، ولن يبقَى أحدٌ سِوى الحي الذي لا يمُوت؛ قال – سبحانه -: (كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ (26) وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ) [الرحمن: 26، 27].
    ———————
    فضيلة الشيخ عبدالمحسن القاسم
    إمام وخطيب المسجد النبوي
    حسابي على تويتر https://twitter.com/mourad_22_

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Oct 2010
    المشاركات
    10,732

    افتراضي

    جزاك الله خيرا
    لا إله إلا الله
    اللهم اغفر لي وارحمني ووالديّ وأهلي والمؤمنين والمؤمنات وآتنا الفردوس الأعلى

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •