على طالب العلم أن يتدرج في طلب العلم لا يأخذ العلم دفعة واحدة أو يأخذه من فروعه لا، يأخذه من مباديه وأصوله وأبوابه فيتدرج شيئا فشيئا أما من يذهب إلى فروع العلم وإلى الأقوال وإلى الكتب المطولة وإلى الموسوعات ويقرأ فيها ويقول أنا أطلب العلم هذا ضياع ما هو طلب علم هذا تشتيت للذهن، فلا بد أنه يبدأ من الألف باء..

من أول خطوة لطلب العلم تتلوها الخطوات والمراحل الدراسية ولهذا في كل جامعات العالم تكون مراحل دراسية لأن العلم لا يؤخذ دفعة واحدة فعلى طالب العلم أنه يتدرج في طلب العلم وعلى المعلم أن يتدرج بطلابه كذلك شيئا فشيئا ولذلك ألف العلماء المتون والمختصرات ليبدأ بها الطلاب على مشائخهم شيئا فشيئا (وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ)، ربانيين تربون الطلاب على طلب العلم شيئا فشيئا قالوا فالرباني هو الذي يربي على صغار العلم قبل كباره يربي الطلبة على صغار مسائل العلم قبل كباره فيتدرج بهم شيئا فشيئا والعلم بعضه ينبني على بعض مثل البنيان ينبني بعضه على بعض على الأساس ثم على ما فوق الأساس شيئا فشيئا إلى أن يصل إلى أدوار كثيرة فهكذا طلب العلم يتكون شيئا فشيئا فعلى طالب العلم أن يتدرج وهذا تدرج يحتاج إلى صبر فبعض الناس يصير عالم بيوم واحد أو شهر أو سنة، العلم مانت واصل نهايته لو أفنيت عمرك وأعمار مع عمرك ما تصل (وَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً)، فتحتاج إلى صبر ومعاناة وعدم استعجال واللي ما معه صبر ما يستطيع المضيء
فيصبر على طلب العلم تحتاج إلى وقت طويل مع طلب العلم فمن آداب طالب العلم ألا يستعجل، ويقول أنا بختصر المراحل وأنتهي بسرعة لا هذا يختصر له العلم كما اختصر هو ولا يحصل من العلم شيء وهذا يكون كما قال الشاعر
دخلت فيها جاهلا متواضعا – يعني الجامعة - وخرجت منها جاهلا مغرورا

لأنه يبي يطوي العلم مدة يسيرة والعلم ما يطيع لازم يأخذ مجراه شيئا فشيئا فهذا يحتاج إلى صبر، يحتاج إلى حفظ الوقت، يخلي كل غالب وقته إلا وقت الراحة وقت الأكل ووقت الفرائض الصلوات الفرائض يخليه لها لما أعد أو لما أعد فيها يخليه لما أعد له والباقي يصرفه في طلب العلم من ليله ونهاره ما زاد عن أداءه الفرائض وما زاد عن وقت أكله وراحته ونومه يصرفه في طلب العلم، ما يصرفه في الشوارع والنزهات ومع الأصحاب والرحلات لا، يصرفه في طلب العلم أثمن شيء عنده طلب العلم يصرف وقته فيه، وهو في راحة ولذة أحسن من الرحلات وأحسن النزهات وأحسن من كل شيء، هو في جنة إذا أقبل على طلب العلم فهكذا يحفظ الوقت ويحذر من ما جد الآن من الملهيات والمغريات والانترنت والكمبيوترات والمواقع وما أدري كيف، بل يقبل على طلب العلم ويكون مع العلم لا مع غيره وكما يقولون: العلم إذا أعطيته كلك أعطاك بعضه.
إذا أعطيت العلم كلك، أعطاك بعضه، أما إذا تبي تجمع هذا وهذا فالذهاب إلى الأسواق هذا يضيع عليك ما عندك من العلم يمسح ما عندك من العلم ولا ينمو عندك العلم


http://alfawzan.af.org.sa/node/14406