قال العلامة المعلمي رحمه الله معلقا ومبين وشارح
لحديث النبي صلى الله عليه وسلم
"لا يسترقون ولا يتطيَّرون ولا يكتوون"
قال
أقول: الذي دل هذا الحديث على أن تركه مطلوب من الأسباب ثلاثة:
ثم قال
الثاني: ما فيه احتمال مفاسد وفائدته محتملة فقط، وهو الاسترقاء
أي: أن تسأل آخر أن يرقيك
من مفاسده:
أن الرقية قد يكون شركًا ونحوه، وأنه إذا رقاك بدعاء فأنت تقدر على أن تدعو لنفسك، ولعل دعاءك لنفسك أقرب إلى الإجابة من دعائه لأنك مضطرّ يتأتى منك حسن الخشوع وصدق الالتجاء.
فإن قلت: أنا مذنب خطَّاء لا يُستجاب دعائي.
فهذا
أوَّلاً: ضرب من اليأس من رحمة الله.
وثانيًا: كالتكذيب لقوله تعالى: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر: 60]، وقوله: {فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} [البقرة: 186].
وثالثًا: ضربٌ من عدم الرضا باختياره.
ورابعًا: يكاد يكون ذريعة من ذرائع الشرك؛ فإن المشركين إنما أشركوا لزعمهم أنهم لحقارتهم وجهلهم ومعاصيهم ليسوا بأهلٍ أن يتقبل الله عزَّ وجلَّ عبادتهم له أو يجيب دعاءهم إيَّاه فاتخذوا من دونه آلهة شفعاء.
انتهى من كتاب اثار المعلمي
-فوائد المجاميع-
فؤائد متفرقة