محاضرات وكلماتالخسوف والكسوف
فضيلة الشيخ : زيد بن مسفر البحريـــــــــــــــ ــــــــكان الحديث قد توقف بنا في الليلة الماضية عند العقبة الرابعة التي يضعها الشيطان في طريق العبد إلى الله :وتلك العقبة هي الصغائر :وقبل الحديث عن الصغائر التي هي أحد أنواع الذنوبأحب أن أنوه وأن ألقي بالضوء على ما جرى في الليلة الماضية في هذا الكون من خسوف للقمرالخسوف والكسوف مما يجريه الله في الكون وله مقصد وله مغزى شريف وحكم نبيلة أرادها الشرعقد بينها النبي عليه الصلاة والسلام بعدما كسفت الشمس في عهدهقلنا كسوف وقلنا خسوففالكسوف إذا أطلق يصدق على كسوف الشمس وعلى كسوف القمروإذا قلنا خسوف :يصدق على خسوف الشمس وخسوف القمرلكن إذا جمعنا بين القمر والشمس نقول :إن الكسوف يكون للشمسوإنالخسوفيكون للقمرولهذا لما كسفتالشمس في عهد النبي عليه الصلاة والسلام بعض الرواة قال : (( انخسفت الشمس في عهد النبي عليه الصلاة والسلام ))وإن المتأمل إلى حال كثير من الناس حينما يحدث الله في هذا الكون ما يحدث من خسوف أو كسوف نرى هذا الأمر يعتبر أمرا طبيعيا عاديا لا يؤبه به ولا يلتفت إليه في قلوب كثير من الناسوهذا وللأسف من الران الذي طبع وخيم على قلب الإنسانوإلا فالنبي عليه الصلاة والسلام :وهو رسول الأمةرسول البشريةالرحمة المهداة لما كسفت الشمس في عهده عليه الصلاة والسلام قام عليه الصلاة والسلام فزعا خائفا وجلا مما حدثحتى كأن الساعة قد قامتوهو النبي عليه الصلاة والسلاموإذا رأينا إلى ما تعدد من الخسوف والكسوف في هذه السنوات نجد أن هذه الكسوفات وهذه الخسوفات إنما حصلت بذنوب العبادحصلت بخطاياهم بآثامهموإلا فالعهد النبوي الكريم المبارك العهد النبوي لم يحدث فيه خسوف للقمر أبداوإنما حصل كسوف للشمس مرة واحدة في غضون ثلاث وعشرين سنةفالنبي عليه الصلاة والسلام لم يحصل في عهده إلا مرة واحدةلكن إذا رأينا ما تكرر وما توالى من هذه الخسوفات والكسوفاتهذه الأمور تدعونا إلى أن نقف وقفة حازمة جازمة مع أنفسنالا يغتر أحد بما يقوله الصحفيون وبما تطالعنا به الصحف والجرائد من أن الخسوف والكسوف يحصل في الوقت الفلاني وينتهي في الوقت الفلانيهذا لا يطمئن إليه الإنسان :لأنه ربما يتبع الله عز وجل أو يصحب الله هذا الكسوف أو هذا الخسوف صاعقة أو نازلة أو نكبة أو زلزلة أو ما شابه ذلك من الأمورفلا أحد يأمن{ أَفَأَمِنُواْ مَكْرَ اللّهِ فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ }الأعراف99إذا كان رسول الله عليه الصلاة والسلام هذه حالته وهذا رعبه وهذا خوفه وهذا وجله ألا يليق بنا نحن المذنبين المقصرين أن نهرع وأن نفزع إلى هذه الصلاةبل قبل أن نفزع إلى الصلاة نفزع إلى الله جل وعلا بالتوبة النصوحقام عليه الصلاة والسلام فزعا حتى إنه من شدة فزعه ورعبه وخوفه مما جرى لم يخرج إلا بإزاره ليس عليه رداء ، كان صدره عليه الصلاة والسلام وكان ظهره مكشوفاخرج بإزار من شدة الموقفحتى إنه أتبع عليه الصلاة والسلام بالرداء فوضع على عاتقيه عليه الصلاة والسلامفكان الرداء ينسحب وينجر من خلفهلم يكن لديه وقت لأن المقام ليس مقام إصلاح للرداء ليس مقاما للتجمل ليس مقاما للتحسينبل إن المقام مقام رهبة وخوف وخشية منه جل وعلا
يتبع...