تلخيص مقدمة أصول التفسيرwww.albahre.com
· أن سبب كتابته لهذه المقدمة أن بعض الإخوان كما ذكر رحمه الله طلب منه أن يكتب مقدمة في التفسير.لشيخ الإسلام رحمه الله
من الأصول: · أن تفسير القرآن نوعان: 1. نقلي . 2. عقلي. · يشترط في التفسير العقلي ألا يخالف التفسير النقلي لأن العقول يلحقها شبهات أو شهوات تصرفها عن معرفة الحق. · أن العلم إما نقل مصدق عن النبي عليه الصلاة و السلام وإما قول عليه دليل وما سوى ذلك فمردود. · ما لا تعلم صحته ولا بطلانه فيجب التوقف فيه. · يجب على المسلم أن يعلم أن النبي عليه الصلاة و السلام بين لأصحابه معاني القرآن كما بين لهم ألفاظه وفي هذا رد على المفوضة , والدليل على هذا الأصل: أن الله أمر نبيه بتبين القرآن و التبيين شامل للفظ والمعنى , ويدل له أيضاً: أن بعض الصحابة يقيم على حفظ السورة مدة طويلة , ولأن الله أمر بتدبر القرآن وتدبره بدون فهم معانيه لا يمكن. · أن الخلاف بين الصحابة في التفسير قليل جداً وفي التابعين أكثر منه في الصحابة وهكذا دواليك والقاعدة في هذا (أن العصر كلما كان أشرف كان الاجتماع والعلم فيه أكثر) والسبب في كون الخلاف قليلاً في الصحابة لكونهم شهدوا القرآن وأعلم بمعاني اللغة , ولسلامة قلوبهم من الشبه والشهوات وإنما كان الخلاف في العصور المتأخرة أكثر منه في التابعين لأن التابعين من بينهم من أخذ التفسير كله من الصحابة كمجاهد. · أن الاختلاف على نوعين : 1. اختلاف تنوع وهذا أكثر ما صح من السلف في التفسير. 2. اختلاف تضاد وهذا قليل في التفسير. قلت (والفرق بينهما ان التنوع يمكن الجمع فيه بين القولين بخلاف التضاد فلابد من الترجيح كالقَرْء). وأقسام اختلاف التنوع: الذي هو الغالب في تفاسير السلف: 1) أن يفسر البعض بعبارة غير عبارة صاحبه مع اتحاد المسمى كما لو فسر السيف بالصارم والآخر فسره بالمهنَّد ومثل ذلك كأسماء الله وأسماء النبي عليه الصلاة و السلام وأسماء القرآن كلها تدل على مسمى واحد (فهي أسماء لمسمى واحد) مثاله [اهْدِنَا الصِّرَاطَ المُسْتَقِيمَ] فبعضهم قال: هو القرآن وبعضهم قال: هو الإسلام وبعضهم قال : السنة والجماعة وبعضهم قال : طريق العبودية. 2) تفسير اللفظ العام ببعض أنواعه على سبيل التمثيل للتقريب لا على سبيل الحد الدال دلالة مطابقة كما في قوله تعالى [ثُمَّ أَوْرَثْنَا الكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللهِ ذَلِكَ هُوَ الفَضْلُ الكَبِيرُ] {فاطر:32} وهذا والذي قبله أغلب ما يكون في تفسير السلف . 3) أن يكون اللفظ محتملاً للأمرين ككونه مشتركاً في اللغة كالقسورة في قوله تعالى [فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ] {المدَّثر:51} هل هو الرامي أو الأسد , أو لكونه متواطئاً في الأصل كالضمائر في قوله تعالى [ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى] {النَّجم:8} هل هو جبريل أو الله عزوجل , ولكن بعض المشتركات في اللغة يكون فيها تضاد كالقَرْء. 4) أن يعبر عن المعاني بألفاظ متقاربة لا مترادفة وهذا من أعجاز القرآن وقلَّ أن يعبر عن لفظ واحد بلفظ واحد يؤدي جميع معناه بل يكون تقريباً لمعناه كمن قال في تفسير قوله تعالى [لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ] {البقرة:2} يعني لاشك وبعضهم قال لا اضطراب لأن الريب يكون فيه اضطراب وحركة كما في حديث الظبي (لا يريبه أحد) ومن هنا فاختلاف التنوع إذا جمعت فيه عبارات السلف كان أدل على المقصود من ذكر قول أو قولين.
يتبع...