(2)
...ولعل من أخطر تلك الدعوات ما كان يحمل السمات الباطنية ، إذ إن ما عداه صريح العداء ظاهر البطلان ، يمكن للمسلم كشف مخالفته وتعارضه مع مبادئ الدين بكل يسر وسهولة ، أما الدعوة الباطنية فهي السم المدسوس بالعسل ، وهي الخطر الذي يهدد أصول الدين ، فيبطله من أساسه ، ويحل محله اعتقادات ملفقة ، وخرافات باطلة .
لقد كانت الدعوات الباطنية عبر العصور من أقبح الدعوات ، وأشددها خطورة ؛ لاعتمادها على الاستدراج والتلبيس ، فالفكر الباطني لا يحده مكان أو زمان ، ولا يفرق بين دين حق و آخر باطل ، بل يهدم كل الثوابت والمسلمات، ويخضعها للأهواء والخرافات ، ورغم ظهور بطلان هذا المذهب الخبيث ، إلا أن أساليب الدعوة إليه وترويجه كانت مما أسهم في انتشاره على مر العصور ، وليس هذا الزمن استثناء من ذلك العموم .
...ولا يستقيم التصدي للفكر الباطني إلا من خلال التعرف عليه ، من حيث أصله ، وقواعده ، وأساليبه الحديثة ؛ ليتسنى دفعه على بصيرة ، والتفطن لحيله ، ومكائده اللطيفة.
- يتبع إن شاء الله تعالى -