من العلماء الذين أضاؤوا الدنيا بعلمهم وبفقههم الإمامانِ: البخاريُّ ومسلمٌ صاحبا الصحيحين، أصحُّ الكتب بعد كتاب الله - عز وجل - لذا لهما من الفضل والمَيْزة ما ليس لغيرهما من كتب السنة؛ فقد اهتمَّ العلماء قديمًا وحديثًا بهما؛ فمن شارحٍ لهما، ومن مختصر، ومن مستدرك، ومن مستخرِج، ومن ناقد نقْدًا بناءً لبعض أحاديثهم من حيث الصَّنعةُ الحديثية؛ فكل هذا إن دلَّ فإنما يدل على أهمية هذين الكتابين، وحسبُك ما قاله الإمام أبو عمرِو بنُ الصلاح في كتابه علوم الحديث، قال: (أوَّل من صنف في الصحيح أبو عبدالله محمَّد بن إسماعيل البخاريُّ، وتلاه أبو الحسين مسلم بن الحجاج القُشيري، ومسلمٌ مع أنه أخذ عن البخاريِّ واستفاد منه، فإنه يشارك البخاريَّ في كثير من شيوخه، وكتاباهما أصحُّ الكتب بعد كتاب الله العزيز). مقدمة ابن الصلاح (84).
وهذا المكانة ليست من فراغ، وإنما لما اشترطوه من شروط وضوابط، فإذا اجتمعا على حديث بسنده ومتنه فلا شك أنه في قمة الصحة، وهذا يدل على مدى ضبطهما وعنايتهما بتحري الصحة؛ لذا وقع في قلبي جمع ما اجتمعا عليه في المتن والإسناد، سائلًا الله السداد والتوفيق، فهو نعم المولى ونعم النصير وهو حسبي ونعم الوكيل.
كما ادعو مشايخي وإخواني من طلبة العلم للمساهمة والمشاركة، علَّها تكون فرصة جيدة لمراجعة ومذاكرة الصحيحين.