كلمة تخيف الكثيرين ،بينما هي من صميم الإيمان، أن نرضى بما ساقه القدر لنا ونسخره ونحسب حكمته لصالحنا وكانه نعيما...ونعمة فكيف ذلك؟.
هي صفة المؤمن المتفائل الواثق وحسن الظن بربه.
يقول الأديب يحيى محيي الدين:
إن الأدب ومهنته نوع من الابتلاء الجميل, والأديب حارس القيم.
فإلى أي مدى تعبر الكلمة عن مصداقية الفكرة؟.
**************
بلا (لسان العرب)
بَلَوْتُ الرجلَ بَلْواً وبَلاءً وابْتَلَيْته: اخْتَبَرْته، وبَلاهُ يَبْلُوه بَلْواً إذا جَرَّبَه واخْتَبَره.
وفي حديث حذيفة: لا أُبْلي أَحداً بَعْدَك أَبداً.
وقد ابْتَلَيْتُه فأَبْلاني أَي اسْتَخْبَرْتُه فأَخْبَرني.
وفي حديث أُم سلمة: إنَّ مِنْ أَصْحابي مَنْ لا يَراني بَعدَ أَن فارَقَني، فقال لها عمر: بالله أَمِنْهم أَنا؟ قالت: لا ولن أُبْلِيَ أَحداً بعدَكَ أَي لا أُخبِر بعدَك أَحداً، وأَصله من قولهم أَبْلَيتُ فُلاناً يميناً إذا حلفتَ له بيمين طَيَّبْتَ بها نفسه.
وهذا يعني اننا في مرحلة اختبار لا بلوى وشكوى...ومن هنا تظهر طوية الإنسان ومعرفته لسر الكون والغاية من وجوده بعد العبادة ورضى الله.
ولكن هل هناك ابتلاء غير جميل؟.
بالطبع سيكون الرد نعم، لأن ما نراه بلوى ومصائب هو اختبار صعب لاختبار قوتنا الإيمانية والنفسية والفكرية.
نقبله على مضد ونسلي أرواحنا بالرضى وتأويل كل شيء بأنه يناسبنا، ويكفينا، لكن الحقيقة غير ذلك، واننا نطرح تساؤلات كثيرة حول ما أصابنا مما نستغرب او نستهجن ما حصل...
ولو سألنا عن أنواع الابتلاء لنعرف أين موقعنا منها فنقول:
يقول :د .محمد أبو صعيليك حول هذا الأمر: الابتلاء نوعان
1- الابتلاء الفردي: وهو ما يصيب المسلم في نفسه وماله وعرضه ودينه من الأذى الدنيوي بغير سبب شرعي
2- الابتلاء الجماعي: وهو ما يصيب أي جماعة مؤمنة في أنفسها أو أموالها أو أعراضها أو دينها من أذى دنيوي من غير سبب شرعي
لكن الابتلاء يبقى ابتلاء سواء أكان فرديا ام جماعيا والأهم أسلوب علاجه والتعامل معه .
لكننا نقول وبما ان الحياة الدنيوية دار ابتلاء بشكل عام، فالأولى ان نقول ان الدنيا كلها ابتلاء جميل وغير جميل...
وفيه نقدم اوراق اعتمادنا لله، رغم صعوبة الامتحان ومعرفتنا للأسئلة فيه عموما، وهذا مدعاة للقول:
إذاً أن توطن نفسك على أنه لا بد من أن تبتلى، وزمر الابتلاء زمرتان: السراء والضراء، بما يرضيك، وبما لا يرضيك، بما يسرك، وبما لا يسرك، بما يسعدك، وبما لا يسعدك.
﴿وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً﴾
( سورة الأنبياء الآية: 35 )
والفتنة الامتحان.
الآن أيها الإخوة، إلى بعض الآيات:
﴿ إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً﴾
( سورة الكهف )
شيء جميل، لكنك لا تملك ثمنه، أتصبر عنه أم تكسب المال الحرام من أجله ؟ هذا ابتلاء،
﴿ إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ﴾
﴿ وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ ﴾
( سورة الأعراف الآية: 168 ) ﴿ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى (123) وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى﴾
( سورة طه )
﴿أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ﴾
( سورة البقرة )
﴿ مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ﴾
( سورة النساء الآية: 79 )
﴿ وَلَنَبْلُوَنَّ كُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ
( سورة البقرة )
أيها الإخوة، آية أخرى:
﴿ وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ﴾
( سورة الشورى )
فصبرا آل المؤمنين فإن موعدكم الجنة إن كنت تتبعون قرآنه وسنة نبيه دون تعصب ولا جنوح ولا تنفير ولا تعاقد مع الشيطان بحال.
ودمتم بخير وسلامة قلب.

الخميس 14-9-2014