تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: الكتاب لسيبويه

  1. #1

    افتراضي الكتاب لسيبويه

    مخطوطات كتاب سيبويه في العالم مع ملاحظات على طبعة الكتاب الأخيرة

    دعوة الحق
    160 العدد




    كتاب سيبوبة صرح مفرد في تراثنا العربي، لا يعادله في شأنه أي كتاب آخر. فهو على قول السيرافي:" لم يسبقه إلى مثله أحد قبله، و لم يلحق به من جاء بعده". لقد شاد سيبوبة بنيان النحو العربي، بفكره عبقري، و اطلاع واسع، و استقراء شامل. و ما زال النحاة منذ اثني عشر قرنا عيالا عليه، يأكلون من مائدته، و يرجعون إلى ما خطه و رسمه فلا يأتون بجديد.
    و قد شغل " الكتاب" علماء المسلمين في القرون الماضية، فشرحوه أو اختصروه، أو اعترضوا على بعض ما فيه، أو دافعوا عنه. و عني المستشرقون- قبل العرب المسلمون- بطبعه و تحقيق نصه. فقد ظهرت أول طبعة منه في باريس بعناية المستشرق ديرنبورغ عام 1881م. ثم توالدت طباعته في الهند و مصر. لكن هذه الطبعات " المشرقية" لم تبلغ حد الإتقان، فطبعتها مصر البولاقية و الهارونية هما، في الأساس، عالة على طبعة ديرنبورغ، مع قليل من التصحيح و التحسين ففي سبيل التمهيد لطبعة جديدة متقنة، لكتاب سيبوبة، رأيت أن أخص بحثي بأصوله المخطوطة المعروفة في العالم، التي ينبغي الرجوع إليها، و ذلك مما أتيح لي الاطلاع عليه أثناء تطوافي بين مكتبات العالم، أو ما أحطت به علماء من زملائي و أردفت ذلك بملاحظاتي على طبعة " الكتاب" الأخيرة.

    المخطوطات
    إن المخطوطات المعروفة في كتاب سيبوبة هي على ثلاثة أقسام:
    1- مخطوطات معروفة استخدمت في طبعات الكتاب المختلفة.
    2- مخطوطات ذكرها بروكلمن.
    3- مخطوطات جديدة لم يذكرها بروكلمن و لم يرجع إليها في تحقيق النص.

    القسم الأول
    إن أول طبعة لكتاب سيبوبة و هي طبعة المستشرق درنبورغ التي صدرت في باريس عام 1881و 1889م كانت تعتمد على المخطوطات التالية:
    1- مخطوطة باريس، رقم 1155، ليس عليها تاريخ النسخ، و رجح ديرنبورغ أنها ترجع إلى منتصف القرن الثامن الهجري.
    2- نسخة المتحف الأسيوي في بطرسبرغ رقم 403. تاريخ نسخها سنة 1138هـ.
    3- نسخة المكتبة الإمبراطورية العامة في بطرسبرغ، رقم 161. لم يذكر تاريخ نسخها.
    4- نسخة المكتبة فينا رقمها 769، فيها الثلث الأخير من الكتاب. لم يذكر تاريخ نسخها.
    5- نسخة دار الكتب المصرية 139 نحو قال: ربما رجع خطها إلى القرن الثالث. الجزء الأول فقط.
    6- نسخة دار الكتب المصرية. رقم 140 نحو. و هي حديثة.
    7- نسخة دار الكتب المصرية. رقم 141 نحو، سنة 1139 هـ.
    8- نسخة الإسكوريال الثانية، كتبت بخط مغربي . لا تاريخ نسخها.
    9- مخطوطة اعتمد عليها ناشر الطبعة من الكتاب للأستاذ لبشير الدين أحمد. و قد صرت في كلكته سنة 1887م. يقول الأستاذ هارون:لها أصل المستقبل لم يعرف. قلت: لعله اعتمد على إحدى مخطوطات الهند.
    10- مخطوطات اعتمد عليها ناشر الطبعة الثالثة من " الكتاب" أعلى طبعة البولاق الصادرة سنة 1316-1318 هـ( 1898-1900م)، لعلها مخطوطات دار الكتب المصرية. لكن هذه الطبعة اتخذت طبعة ديرنبورغ أصلا لها.
    11- و الطبعة الأخيرة الرابعة هي تحقيق العالم الأستاذ عبد السلام هارون. اتخذت أصلا لها المخطوطة 65 نحو م، الموجودة بدار الكتب. و صفها الأستاذ هارون فقال:" مجهولة الكاتب و التاريخ". و لم يحدج تاريخ كتابتها على وجه التقريب، بالأستاذ إلى خطها أو ورقتها، و لا ذكر المزايا التي دفعته إلى اتخاذها أصلا.
    و بعد أن مضى في التحقيق ظهر له أن المخطوطة رقم 141 نحو الموجودة بدار الكتب أصح من أصله الأول. فاعتمد عليها. و هذا يدل على أنه لم يدرس المخطوطات الموجودة قبل البدء بالتحقيق.
    و المخطوطة رقم 141 هي التي اعتمد عليها ديرنبورغ. و قد كتبت سنة 1139 هـ. فهي مخطوطة حديثة نسبيا.
    12- ورجع الأستاذ هارون أيضا إلى مخطوطة بدار الكتب رقمها 12 محو ش، و هي حديثة جدا، كتبت سنة 1305 هـ.
    و كذلك رجع إلى المخطوطات التي انتفع بها من قبله المستشرق ديرنبورغ. أي: المخطوطة 139م نحو. التي قال عنها الأستاذ هارون:" الانتفاع بهذه النسخة جد عسير، و لا تصلح لغير الاستئناس، و أنها أوراق متناثرة، بخطوط مختلفة، بعضها أحدث من بعض، فيها كثير من القفزات.. (مقدمة هارون، ص 55،56).
    و المخطوطة 140 نحو، و هي نسخة حديثة أيضا.

    القسم الثاني
    ما ذكره بروكلمن من المخطوطات ( الأصل 1 ص100- المذيل الأول ص160،495).
    1- نسخة في الموصل رقم252.
    2- نسخة في المشهد.
    3- نسخة في باتنة ( الهند) رقم 1596.

    القسم الثالث
    ما عرفناه من المخطوطات و لم يذكره بروكلمن.
    1- مخطوطة كتاهية ( مكتبة كتاهية – وحيد باشا) بتركيا، رقم 1484 من أول الكتاب إلى الجزء الثاني.
    في آخر الجزء الأول:" نجر الجزء الأول من كتاب سيبوبة، وهو عشر الكتاب بخط عبد الله بن عيسى بن عبد الله المرادي الأندلسي، المتوطن بدمشق فرغ من كتابه في ربيع الآخر سنة أربع و ثمانين و خمسمائة (584هـ).
    و هي في 170 و رقة.
    2- مخطوطة كوبرولي، استانبول ، رقم 1500، من القرن السابع الهجري، و هي رواية الرباحي. و على أطرافها هوامش ثمينة جدا. و هي في 467 ورقة.
    3- مخطوطة مراد ملا، رقم 1717، بخط مغربي مشكول. قوبلت و صححت. كتبها عبد الرحمن بن عبد العزيز السعدي المراكشي، و فرغ من كتابها لستة عشر خلون من ذي الحجة لسنة خمس و ستمائة، و هي في 158 ورقة.
    4- مخطوطة شهيد علي، استانبول ، رقمها 1467. كتبت سنة 645 هـ. و جاء في آخر الجزء الثاني: تم الجزء الثاني من كتاب سيبوبة رحمه الله، و فرع من زبره عتيق بن أبي بكر بن علي بن المظفر النحوي القرشي .. و ذلك سلخ جمادى الأخيرة من سنة خمس و أربعين و ستمائة بمحروسة البصرة حامدا لله رب العالمين.
    5- مخطوطة حكيم أوغلوا- استانبول. رقمها 897. كتبت سنة 1119 هـ أولها/ قرأت على ابن ولاد..
    آخرها:
    تمت كتابة سيبوبة
    و صار بالحسنة موقى
    لسني تسع بعد عشر
    قد تلت مائة و ألفا
    بيد الفقير لربه
    عبد اللطيف يروم لطفا
    للسيد المولى الذي
    قد حاز نورا ليس يطفا
    صدار القضاة محمد
    نسل الرضى طه المصطفى
    6-مخطوطة جامعة فرنستن، مجموعة يهودا، رقم 1333
    أولها : قال أبو عبد الله محمد بن يحيى قرات علي ابن ولاد..
    آخرها: نقل النصف الثاني منه من خط ابن يعيش، و النصف الأول من نسخة قديمة و من نسخة بخط ابن بري. و كتبه الفقير عبد الله بن زين الدين بن أحمد البصروي الشافعي الأشعري الدمشقي.
    و كتاب النسخة عالم دمشقي معروف، توفي سنة 1170هـ .( انظر كتابنا: المؤرخون الدمشقيون في العهد العثماني ، ص70)
    7- مخطوطة خزانة الأوقاف ببغداد. ذكرها المرحوم الدكتور أسعد طلس في الكثاف برقم 2526( ص187) و قال : نسخة نفيسة عتيقة و لم يذكر تاريخ نسخها.
    8- نسخة في إسبارطة ( تركيا). مكتبة خليل حامد باشا، رقم 1668 كتبت سنة 1165.
    403 ورقات
    9- نسخة من نوشهر ( تركيا) رقم 223، كتبت في القرن الثاني عشر 226 ورقة.
    فهذه تسع مخطوطات من الكتاب لم يذكرها بروكلمن.
    و فقد يكون هناك مخطوطات أخرى، لم نحط لها علما، ستظهر مع الأيام.

    قيمة الطبعة الأخيرة من " الكتاب"
    أن قواعد تحقيق النصوص توجب على المحقق أن يعرف أماكن وجود نسخ المخطوط المراد تحقيقه، و أن تحاول دراسة خصائص هذه النسخ و مزاياها و عيوبها قبل المضي في التحقيق، ليتاح له اختيار الأصل الذي يجب أن يعتمد عليه. أو بعبارة أخرى ليجد النسخة الأم. و في اختيار الأصل يجب:
    1- تقديم أقدم النسخ على حديثها، لأنه كلما قدم الأصل المعتمد عليه قل الخطأ، لأن الخطأ إنما يأتي من التصحيف و التحريف الذين يقع فيهما الناسخون الماسخون.
    2- أو النسخ التي كتبها أحد العلماء و لو كانت متأخرة هن نسخة المؤلف نفسه، أو عن نسخة قديمة قوبلت على الأصل..
    فإذا رجعنا إلى الطبعة الأخيرة من " الكتاب" نجد أن المحقق:
    لم يدرس جميع مخطوطات " الكتاب" الموجودة في المكتبات قبل البدء بعمله.
    و لم يعتمد على أصل قديم لكتاب سيبوبة.
    و لم يعارض الأصل الذي اتخذه أساسا بمخطوطات قديمة مقابلة على نص المؤلف.
    فالنسخة التي اتخذها أصلا كتبت سنة 1139 هـ. و النسخة الثانية عارض بها أصله هي " حديثة" أو كتبت سنة 1305هـ، أو لا تصلح " لغير الاستئناس"... و كلها لا تصلح لإخراج طبعة علمية من الكتاب.(انظر فوق ، ص5).
    فعلى ضوء ما ذكرناه من مخطوطات كتاب سيبوبة، و بيناه من تواريخ نسخها نرى أنه ليس من المقبول أبدا أن يتخذ في نشر مثل هذا الكتاب أصلا مملوءا بالتحريف، كما يبدو من الهوامش التي جاءت في الطبعة و تترك أصول قديمة معتبرة أشرنا إليها، كمخطوطة كوتاهية المكتوبة سنة 584هـ أو كمخطوطة كوبلي المكتوبة في القرن السابع، أو مخطوطة مراد ملا المكتوبة سنة عالمين كبيرين هما أين بري و ابن يعيش.
    فكتاب سيبوبة ذو شأن كبير في تراثنا، و ليس شأنه كشأن أي كتاب، و لا بد من البحث هن أصول قديمة موثوق بها عند نشره. و لا يجوز التساهل في نشره بالاعتماد على أصل حديث.
    و لقد رجع الأستاذ المحقق إلى بعض شروح " الكتاب"، و في عمله هذا أيضا لم يبحث عن الأصول القديمة المعتبرة.
    فأقدم نسخة من شرح السيرافي موجودة في مكتبة أحمد الثالث برقم 2601، و هي مكتوبة سنة 443هـ. و لم يرجع إليها.
    و هناك مخطوطة أخرى كتبت سنة 604 هـ. لكنها منقولة عن خط السيرافي نفسه، و قد قوبلت على الأصل و صححت، و هي في شهيد على رقم 2466.
    و شرح البطليوسي الصفار توجد منه نسخة في كوبرولي برقم 1492 كتبت في القرن السادس، و هي أكمل و أقدم من القطعة التي اعتمد عليها من دار الكتــــــــــب ( 900 نحو).
    و شرح الشنتمري المطبوع في طبعة بولاق، عن نسخة قال عنها الأستاذ هــــارون "مفعمة بالتحريف" يوجد منه نسخة قديمة، في عاشر أفندي. كتبة سنة 571هـ.
    فعند وجود هذه الأصول القديمة، لا يجوز نشر كتاب سيبوبة على الشكل الذي ظهر فيه.
    و هناك أمر آخر. فقد أشار الأستاذ المحقق في هوامشه إلى بعض شروح الكتاب و أهمل بعضهما الآخر. وكان المنهج الصحيح يقضي بأن يتبع أحد طريقين:
    1- إما أن ينشر النص وحده محققا.
    2- أو أن ينشر النص و يدليه بجميع الشروح المعروفة الموجودة، فلا يكتفي السيرافي و الصفار و الشنتمري، بل يضيف إليها: شرح أبي نصر هارون بن موسى المتوفى سنة 401 ، الموجود في المتحف البريطاني، و شرح الحسن بن علي الواسطي المتوفى سنة 699، الموجود في كوبرولي رقم 1492، و شرح ربيع بن محمد بن منصور الكوفي الموجود في بني أحمد خان برقم 1064، لأن في كل شرح ما لا يوجد في غيره. و عندئذ يكون علمه كاملا متقنا لا شائبة فيه.
    قمما ذكرنا نرى أننا ما ولنا بحاجة إلى طبعة علمية متقنة أتقانا تاما لكتاب سيبوبة، تعتمد على الأصول القديمة الموثوق بها، تبتعد عن الغاية التجارية، و ترتفع بحق إلى مستوى سيبوبة العظيم.



    رابط الموضوع http://habous.gov.ma/daouat-alhaq/item/4136

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي

    جزاك الله خيرًا
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •