بسم الله الرحمن الرحيم
ما الفرق بين معنى ( ناظرة) في قوله تعالى: وإني مرسلة إليهم بهدية فناظرة بم يرجع المرسلون [النمل : 35]وقوله تعالى: وجوه يوئذ ناضرة (22) إلى ربها ناظرة ..[القيامة] ألا تكون بمعنى واحد؟
يقول القرطبي : "قوله تعالى: (فناظرة) أي منتظرة " .. أفلا تكون آية القيامة بمعنى آية النمل؟

الجواب هنا من كلام الإمام بم القيم رحمه الله :
(( وإضافة النظر إلى الوجه، والذي هو محله، في هذه الآية، وتعديته بأداة " إلى " الصريحة في نظر العين ، وإخلاء الكلام من قرينة تدل على خلافه – حقيقة موضوعة صريحة في أن الله أراد بذلك نظر العين التي في الوجه إلى الرب جل جلاله.
فإن النظر له عدة استعمالات، بحسب صلاته وتعديه بنفسه: فإن عدي بنفسه فمعناه : التوقف والانتظار: انظرونا نقتبس من نوركم [ الحديد : 13] . وإن عدي بـ " في" فمعناه: التفكر والاعتبار، كقوله: أو لم ينظروا في ملكوت السموات والأرض [ الأعراف: 185] . وإن عدي بـ " إلى" فمعناه: المعاينة بالأبصار، كقوله تعالى: انظروا إلى ثمره إذا أثمر [ الأنعام: 99] . فكيف إذا أضيف إلى الوجه الذي هو محل البصر ؟ )) ا.هـ

حادي الأرواح 2/623 (ط2دار عالم الفوائد 1427هـ، تحقيق علي العمران، إشراف الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله)

واعلم أن هذا الكلام نقله ابن أبي العز رحمه الله في شرحه على الطحاوية ولم يعزه إلى ابن القيم، فلا يصح العزو إلى ابن أبي العز والقائل هو ابن القيم رحمهما الله جميعاً.
.