تمايز معنى التراكيب في إطار الرتبة


مجيء الحال من المضاف والمضاف إليه
تقوم اللغة على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، والإنسان يتحدث بمستويات متعددة وبلغات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ليكون بعيدا عن اللبس والتناقض وهو غاية كل لغة من لغات العالم ،كما هو الحال في هذين التركيبين اللذين يتمايزان من حيث المعنى في إطار الرتبة نظرا لتغير منزلة المعنى بين أجزاء التركيب:
نقـول :سافر أخي كبيرا
ونقول :سافر كبيرا أخي
صاحب الحال في التركيب الأول هو "الياء"المضاف إليه ،وهذا التركيب يعنى أنني كنت كبيرا عندما سافر أخي ، أما صاحب الحال في التركيب الثاني فهو الأخ المضاف ، وهذا يعني أن الأخ عندما سافر كان كبيرا ، ولكل تركيب معنى ، ولا يُعدل من تركيب إلى تركيب إلا ويُعدل من معنى إلى معنى آخر، والعرب لا تقول تركيبين لنفس المعنى ، وشبيه بهذا قولنا: قابلت محمدا ضاحكا ،وقابلت ضاحكا محمدا .
ومع أن الحال من المضاف إليه قد جاء في القرآن الكريم في اثني عشر موضعا بالإضافة إلى الشعر إلا أن النحاة يقولون:إن مجيء الحال من المضاف إليه عزيز أو قليل ، قال :"وقضينا إليه ذلك الأمر أن دابر هؤلاء مقطوع مصبحين "وقال :"ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها"وقال الشاعر:
كأن حواميه مدبرا=خضبن وإن كان لم يخضب
[RIGHT]
وبهذا يتضح أن اللغة تقوم على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، وأن الإنسان يتحدث بمستويات متعددة وبلغات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس وأن الإنسان يتحدث بحسب الأهمية المعنوية في الأصل وفي العدول عن الأصل ، وباختصار:الإنسا يتحدث تحت رعاية الأهمية المعنوية وعلامات أمن اللبس.