البَزْغُ في الحكم على حديث سهيل في قتل الوزغ

[أشرف سابق]

روي عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «من قتل وزغا في أول ضربة فله كذا وكذا حسنة ومن قتله في الضربة الثانية فله كذا وكذا حسنة دون الأولى ومن قتله في الضربة الثالثة فله كذا وكذا حسنة دون الثالثة».
ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ــــــــ
وهذا الحديث سنده ظاهره الصحة، وقد تفرد به سهيل بن أبي صالح، عن أبيه فأخرجه مسلم (2240)، والبزار في "مسنده" (9092)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (2/267)، والبغوي في "شرح السنة" (3266) من طريق خالد بن عبد الله الطحان، والإمام أحمد " (2/355، رقم 8659)، وأبو عوانة –كما في "إتحاف المهرة" (18265)-، وأبو موسى المديني في "اللطائف من علوم المعارف" (رقم 544) من طريق زهير بن معاوية، ومسلم (2240)، والترمذي في "السنن" (1482)، وأبو موسى المديني في "اللطائف من علوم المعارف" (رقم 544) من طريق سفيان بن سعيد الثوري، ومسلم (2240)، وأبو عوانة –كما في "إتحاف المهرة" (18265) من طريق الوضاح بن عبد الله، ومسلم (2240)، وابن عدي في "الكامل" (3/448) من طريق جرير بن عبد الحميد، وابن ماجه (3229) من طريق عبد العزيز بن المختار؛ جميعهم (زهير، والثوري، والوضاح، وجرير، وعبد العزيز) عن سهيل بن أبي صالح، به، إلا أنه وقع في رواية جرير بلفظ: "كتِبَتْ لَهُ مِائَةُ حَسَنَةٍ"-.
قال الذهبي في "السير" (5/459): «ومن غرائب سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة: حديث: (من قتل وزغا»، وذكره عنه في "الميزان: (2/243) من جملة ما استنكره عليه.
ورواه إسماعيل بن زكريا الخلقاني، ولم يضبطه فأخرجه مسلم (2240)، وأبو داود (5263)، وأبو عوانة –كما في "إتحاف المهرة" (18265)-، من طريق محمد بن الصباح عن إسماعيل بن زكريا الخلقاني، عن سهيل، على وجهين، فأما الأول فبمثل حديث المصنف،
وأما الوجه الثاني فذكره عن سهيل فقال حدثني أخي أو أختي عن أبي هريرة، به، - إلا أنه وقع في رواية مسلم "حدثتني أختي" بغير شك -.
وإسماعيل بن زكريا الخلقاني أنه صدوق يخطئ قليلا فلعل هذا من أوهامه.
قال المنذري في "الترغيب والترهيب" (3/380 رقم4514): "وَإسْنَاد هَذِه الرِّوَايَة الْأَخِيرَة مُنْقَطع لِأَن سهيلا قَالَ حَدَّثتنِي أُخْتِي عَن أبي هُرَيْرَة وَفِي بعض نسخ مُسلم أخي وَعند أبي دَاوُد أخي أَو أُخْتِي على الشَّك وَفِي بعض نسخ أخي وأختي بواو الْعَطف وعَلى كل تَقْدِير فأولاد أبي صَالح وهم سُهَيْل وَصَالح وَعباد وَسَوْدَة لَيْسَ مِنْهُم من سمع من أبي هُرَيْرَة وَقد وجد فِي بعض نسخ مُسلم فِي هَذِه الرِّوَايَة قَالَ سُهَيْل حَدثنِي أبي كَمَا فِي الرِّوَايَتَيْن ِ الْأَوليين وَهُوَ غلط وَالله أعلم".

[جودة محمد]

صديقي الحيب الغالي القريب إلى نفسي: هذا مثال من مبحث نفيس ماتع لو أنك فصلت قليلا، وأنا أعلم أن اختصارك غير مخل ولكنك اتكأت على فهم الأخرين فقط وهذا الأمر نسبي، وهذا باب يحتاج لتفصيل ليستبين الأمر عند الجميع.
وقد صدر الإمام مسلم الباب - باب استحباب قتل الوزغ - بحديث أم شريك أولا وهذا عنده أصح من غيره وهو ما وافق عليه البخاري في "صحيحه" ثم ذكر بعض الطرق لحديث أم شريك أيضا ثم أعقبه بحديث سعد بن أبي وقاص ثم حديث أم المؤمنين عائشة ثم ختم الباب بحديث أبي هريرة الذي فيه خلاف في إسناده ومتنه ولذلك أخره وكأنه رحمه الله يسرد لك علته سندا ومتنا فانتبه.
ولأخينا الكريم الحيب أبا الزهراء - وهو أبو زرعة الرازي أيضا - مبحث ماتع في هذا الباب باسم: تخريجُ الاحاديث المُنتقدة على الصحيحين ( حديثُ الوسوسة ) . على هذا المنتدى المبارك فصل أكثر مما فصلت وبين الأمر وأصل له فلو قرأته لانتفعت به وأنصحك بقراءة كتاباته ومباحثه، ودعك من التعليقات التي فيها استدراكات على المصادر فليست هذه غايته وأظن الكثير لم ينتبه لمقصود مبحثه.
وأنا أعلم أنك صاحب فهم ثاقب ولك فهم جيد للحديث وعلله ولكن دائما ما يصرعك الكسل، وهذه علتك، فاجتهد في قتلها ولا تكبر عليها، فأرنا ما نفسك ما نظنه فيها وأخرج ما في جعبتك
لا حرمنا الله منكم ومن قراءة مباحثك

[أشرف سابق]

جزاك الله خيرا أخي الحبيب بارك الله فيك وفي جهدك وتعليقك الرائع ولكني أنوه بأنني لست في صدد دراسة لمنهج الإمام مسلم في الصحيح لهذا اقتصرت على علة هذا الحديث وإحجامي عن ذكره هنا هو تعظيما لصحيح مسلم في نفوس الناس وخشية ألا يفهمه من لا يجيد صناعة الحديث فيضعف في نفوسهم وأفيدك أن هذا الصنيع ليس الإمام مسلم له ببدع فقد سبقه شيخه البخاري في الصحيح بمثل هذا الصنيع ولي أمثله عليه لعل يتيسر لي بذكرها، أما عن قتل الوزغ فقد ثبت في الصحيحين أحاديث الأمر بقتله وغيره من الموقوفات على بعض الصحابة أما ما يخص هذا الحديث فهو في شذوذ قوله "من قتل وزغا في أول ضربة فله كذا" وهذا لم يثبت في أحاديث الباب إلا في حديث أبي هريرة هذا الذي تفرد به سهيل.
نفع الله بك أخي الحبيب الأديب الأريب ولا حرمنا من تعليقاتك

[أبو مالك المديني]

ورواه إسماعيل بن زكريا الخلقاني، ولم يضبطه فأخرجه مسلم (2240)، وأبو داود (5263)، وأبو عوانة –كما في "إتحاف المهرة" (18265)-، من طريق محمد بن الصباح عن إسماعيل بن زكريا الخلقاني، عن سهيل، على وجهين، فأما الأول فبمثل حديث المصنف،
وأما الوجه الثاني فذكره عن سهيل فقال حدثني أخي أو أختي عن أبي هريرة، به، - إلا أنه وقع في رواية مسلم "حدثتني أختي" بغير شك -.

نفع الله بكما .
ومن طريق أبي داود ـ على الوجه الأول ـ أخرجه البيهقي في السنن الكبير 2 / 267 .
وأخرجه البيهقي أيضا من طريق أبي داود على الوجه الثاني بالشك .

[أبو مالك المديني]

جميعهم (زهير، والثوري، والوضاح، وجرير، وعبد العزيز) عن سهيل بن أبي صالح، به

ومع زهير ومن ذكروا : أبو عوانة الوضاح اليشكري عند مسلم 147 - ( 2240 )
حيث قال : حدثنا قتيبة بن سعيد ، حدثنا أبو عوانة ...
فبهذا يرويه عن سهيل سبعة ، الستة الأوائل ، بجانب إسماعيل بن زكريا = سبعة .
بارك الله فيكم .