تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 12 من 12

الموضوع: " الحزن " لم يأمر الله به ولا رسوله بل قد نهى عنه في مواضع

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي " الحزن " لم يأمر الله به ولا رسوله بل قد نهى عنه في مواضع

    قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى 10 / 16 ـ 17 :
    فصل :
    وهذه الأعمال الباطنة كمحبة الله والإخلاص له والتوكل عليه والرضا عنه ونحو ذلك كلها مأمور بها في حق الخاصة والعامة لا يكون تركها محمودا في حال أحد وإن ارتقى مقامه .
    وأما " الحزن " فلم يأمر الله به ولا رسوله بل قد نهى عنه في مواضع ، وإن تعلق بأمر الدين كقوله تعالى : { ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين } وقوله : { ولا تحزن عليهم ولا تك في ضيق مما يمكرون } وقوله : { إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا } وقوله : { ولا يحزنك قولهم } وقوله : { لكي لا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم } وأمثال ذلك كثير . وذلك لأنه لا يجلب منفعة ولا يدفع مضرة فلا فائدة فيه وما لا فائدة فيه لا يأمر الله به ، نعم لا يأثم صاحبه إذا لم يقترن بحزنه محرم كما يحزن على المصائب ، كما قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم { إن الله لا يؤاخذ على دمع العين ولا على حزن القلب ولكن يؤاخذ على هذا أو يرحم وأشار بيده إلى لسانه } وقال صلى الله عليه وسلم { تدمع العين ويحزن القلب ولا نقول إلا ما يرضي الرب } ومنه قوله تعالى : { وتولى عنهم وقال يا أسفى على يوسف وابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم } . وقد يقترن بالحزن ما يثاب صاحبه عليه ويحمد عليه فيكون محمودا من تلك الجهة لا من جهة الحزن كالحزين على مصيبة في دينه وعلى مصائب المسلمين عموما فهذا يثاب على ما في قلبه من حب الخير وبغض الشر وتوابع ذلك ، ولكن الحزن على ذلك إذا أفضى إلى ترك مأمور من الصبر والجهاد وجلب منفعة ودفع مضرة نهي عنه وإلا كان حسب صاحبه رفع الإثم عنه من جهة الحزن وأما إن أفضى إلى ضعف القلب واشتغاله به عن فعل ما أمر الله ورسوله به كان مذموما عليه من تلك الجهة وإن كان محمودا من جهة أخرى .

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي

    وقال تلميذه ابن القيم في طريق الهجرتين ص 418 ـ 420 :
    اعلم أن الحزن من عوارض الطريق ليس من مقامات الإيمان ولا من منازل السائرين ، ولهذا لم يأمر الله به في موضع قط ولا أثنى عليه ولا رتب عليه جزاء ولا ثوابا بل نهى عنه في غير موضع ، كقوله تعالى : ( ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين ) وقال تعالى : ( ولا تحزن عليهم ولاتك في ضيق مما يمكرون ) وقال تعالى : ( فلا تأس على القوم الفاسقين ) وقال : ( إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا )
    فالحزن هو بلية من البلايا التي نسأل الله دفعها وكشفها ؛ ولهذا يقول أهل الجنة : ( الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن ) فحمدوه على أن أذهب عنهم تلك البلية ونجاهم منها ، وفي الصحيح عن النبي أنه كان يقول في دعائه :" اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن والعجز والكسل والجبن والبخل وضلع الدين وغلبة الرجال ". فاستعاذ من ثمانية أشياء كل شيئين منها قرينان فالهم والحزن قرينان وهما الألم الوارد على القلب فإن كان على ما مضى فهو حزن ، وإن كان على ما يستقبل فهو الهم ، فالألم الوارد إن كان مصدره فوت الماضي أثر الحزن ، وإن كان مصدره خوف الآتي أثر الهم، والعجز والكسل قرينان فإن تخلف مصلحة العبد وبعدها عنه إن كان من عدم القدرة فهو عجز ، وإن كان من عدم الإرادة فهو كسل ، والجبن والبخل قرينان فإن الإحسان يفرح القلب ويشرح الصدر ويجلب النعم ويدفع النقم وتركه يوجب الضيم والضيق ويمنع وصول النعم إليه فالجن ترك الإحسان بالبدن والبخل ترك الإحسان بالمال وغلبة الدين وقهر الرجال قرينان فإن القهر والغلبة الحاصلة للعبد إما منه وإما من غيره وإن شئت قلت إما بحق وإما بباطل من غيره والمقصود أن النبي جعل الحزن مما يستعاذ منه وذلك لأن الحزن يضعف القلب ويوهن العزم ويضر الإرادة ، ولا شيء أحب إلى الشيطان من حزن المؤمن قال تعالى : ( إنما النجوى من ال شيطان ليحزن الذين ءامنوا ) فالحزن مرض من أمراض القلب يمنعه من نهوضه وسيره وتشميره والثواب عليه ثواب المصائب التي يبتلى العبد بها بغير اختياره كالمرض والألم ونحوهما وأما أن يكون عبادة مأمورا بتحصيلها وطلبها فلا ففرق بين ما يثاب عليه العبد من المأمورات وما يثاب عليه من البليات ولكن يحمد في الحزن سببه ومصدره ولازمه لا ذاته فإن المؤمن إما أن يحزن على تفريطه وتقصيره في خدمة ربه وعبوديته ، وإما أن يحزن على تورطه في مخالفته ومعصيته وضياع أيامه وأوقاته ، وهذا يدل على صحة الإيمان في قلبه وعلى حياته حيث شغل قلبه بمثل هذا الألم فحزن عليه ، ولو كان قلبه ميتا لم يحس بذلك ولم يحزن ولم يتألم ، فما لجرح بميت إيلام وكلما كان قلبه أشد حياة كان شعوره بهذا الألم أقوى ولكن الحزن لا يجدي عليه فإنه يضعفه كما تقدم بل الذي ينفعه أن يستقبل السير ويجد ويشمر ويبذل جهده وهذا نظير من انقطاع عن رفقته في السفر فجلس في الطريق حزينا كئيبا يشهد انقطاعه ويحدث نفسه باللحاق بالقوم فكلما فتر وحزن حدث نفسه باللحاق برفقته ووعدها إن صبرت أن تلحق بهم ويزول عنها وحشة الانقطاع فهكذا السالك إلى منازل الأبرار وديار المقربين وأخص من هذا الحزن حزنه على قطع الوقت بالتفرقة المضعفة للقلب عن تمام سيره وجده في سلوكه فإن التفرقة من أعظم البلاء على السالك ولا سيما في ابتداء أمره ، فالأول حزن على التفريط في الأعمال وهذا حزن على نقص حاله مع الله وتفرقة قلبه ...

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jan 2010
    المشاركات
    1,435

    افتراضي

    أحسن الله اليكم .. ونفع بكم .. وجزاكم كل خير
    موضوع رائع وجاء في وقته
    أقيموا دولة الاسلام في قلوبكم .. تقم لكم على أرضكم ..

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي

    بارك الله فيكم على مروركم الكريم .

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي

    ما أكثر أحزان المسلمين اليوم على حالهم وما يحدث لهم ، لكن فرج الله آتٍ .

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي

    وهذا له علاقة :
    http://majles.alukah.net/t146825/

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

  8. #8

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي

    وفيك بارك الله أخي الكريم .
    قال العلامة الألباني في الضعيفة :
    3663 - ( زر القبور تذكر بها الآخرة ، واغسل الموتى ؛ فإن معالجة جسد خاو موعظة بليغة ، وصل على الجنائز ؛ لعل ذلك يحزنك ؛ فإن الحزين في ظل الله يوم القيامة ) .
    ضعيف
    أخرجه الحاكم (1/ 377و4/ 330) ، وعنه البيهقي في "الشعب" (7/ 15/ 9291) من طريق يعقوب بن إبراهيم ، عن يحيى بن سعيد ، عن أبي مسلم الخولاني ، عن عبيد بن عمير ، عن أبي ذر قال : قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ... فذكره ؛ إلا أنه قال في الموضع الأول : "في ظل الله يتعرض كل خير" ، وقال فيه :
    "رواته عن آخرهم ثقات" . وقال في الموضع الآخر :
    "صحيح الإسناد" ! ووافقه الذهبي هنا ، وأما هناك ؛ فتعقبه بقوله :
    "قلت : لكنه منكر ، ويعقوب هو القاضي أبو يوسف ؛ حسن الحديث ، ويحيى لم يدرك أبا مسلم ، فهو منقطع ، أو أن أبا مسلم رجل مجهول" .
    وأبو يوسف القاضي ؛ أورده الذهبي في "الضعفاء" ، وقال : "قال البخاري : تركوه ، وقال الفلاس : كان كثير الغلط صدوقاً" . قلت : ولعل قول الفلاس هذا ، هو أعدل الأقوال فيه . والله أعلم .
    لكن تبين لي فيما بعد أنه ليس (أبا يوسف القاضي) ، وإنما هو الدورقي الحافظ ، وسيأتي تحقيق ذلك برقم (7138) .
    ولقد أبعد البيهقي النجعة ! فقال عقب الحديث : "(يعقوب بن إبراهيم) هذا أظنه المدني المجهول ، وهذا متن منكر" .
    قلت : وهذا منه عجب ! وذلك ؛ لأن المدني هذا متقدم على الدورقي ؛ روى عن هشام بن عروة ! هذا من جهة ، ومن جهة أخرى : لم يذكروه في الرواة عن (يحيى بن سعيد) وهو : القطان ، وإنما ذكروا فيهم (يعقوب بن إبراهيم الدورقي) .
    ومثله قول الذهبي : "أن أبا مسلم رجل مجهول" !
    فإنه يدفعه أن في الإسناد نفسه أنه الخولاني ، وهو ثقة من رجال مسلم . والله أعلم .

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو مالك المديني مشاهدة المشاركة
    والمقصود أن النبي جعل الحزن مما يستعاذ منه وذلك لأن الحزن يضعف القلب ويوهن العزم ويضر الإرادة ، ولا شيء أحب إلى الشيطان من حزن المؤمن قال تعالى : ( إنما النجوى من ال شيطان ليحزن الذين ءامنوا ) فالحزن مرض من أمراض القلب يمنعه من نهوضه وسيره وتشميره والثواب عليه ثواب المصائب التي يبتلى العبد بها بغير اختياره كالمرض والألم ونحوهما وأما أن يكون عبادة مأمورا بتحصيلها وطلبها فلا ففرق بين ما يثاب عليه العبد من المأمورات وما يثاب عليه من البليات ولكن يحمد في الحزن سببه ومصدره ولازمه لا ذاته فإن المؤمن إما أن يحزن على تفريطه وتقصيره في خدمة ربه وعبوديته ، وإما أن يحزن على تورطه في مخالفته ومعصيته وضياع أيامه وأوقاته ، وهذا يدل على صحة الإيمان في قلبه وعلى حياته حيث شغل قلبه بمثل هذا الألم فحزن عليه ، ولو كان قلبه ميتا لم يحس بذلك ولم يحزن ولم يتألم ، فما لجرح بميت إيلام وكلما كان قلبه أشد حياة كان شعوره بهذا الألم أقوى ولكن الحزن لا يجدي عليه فإنه يضعفه كما تقدم بل الذي ينفعه أن يستقبل السير ويجد ويشمر ويبذل جهده وهذا نظير من انقطاع عن رفقته في السفر فجلس في الطريق حزينا كئيبا يشهد انقطاعه ويحدث نفسه باللحاق بالقوم فكلما فتر وحزن حدث نفسه باللحاق برفقته ووعدها إن صبرت أن تلحق بهم ويزول عنها وحشة الانقطاع فهكذا السالك إلى منازل الأبرار وديار المقربين وأخص من هذا الحزن حزنه على قطع الوقت بالتفرقة المضعفة للقلب عن تمام سيره وجده في سلوكه فإن التفرقة من أعظم البلاء على السالك ولا سيما في ابتداء أمره ، فالأول حزن على التفريط في الأعمال وهذا حزن على نقص حاله مع الله وتفرقة قلبه ...
    ما ذكره ابن القيم رحمه الله مهم وقيم،، جزاكم الله خيرا
    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  11. #11

    افتراضي

    فعلا الحزن على الإطلاق ليس من السنة أما عند المصيبة أو الندم فإنه أمر جبلي صحي و شرعي يطهر الذنوب
    و لا يجوز أن يتكلفه الإنسان بارك الله فيك
    و المنكر هو الفرح في موطن الحزن و الحزن في موطن الفرح
    فينبغي على المرء أن يحزن لحزن أخيه و يفرح لفرحه
    هذا هو الأدب الواجب بين الإخوة المتحابون
    و ترى بعض الأمراض نتيجة إختلاف القلب مع الظاهر
    إن تصبكم حسنة تسؤهم و إن تصبكم سيئة يفرحوا بها
    و العياذ بالله
    و المقصود أن المرء لا يتكلف الفرح كما لا يتكلف الحزن تشفيا

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم علي طويلبة علم مشاهدة المشاركة
    ما ذكره ابن القيم رحمه الله مهم وقيم،، جزاكم الله خيرا
    وجزاكم مثله أم علي .

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •