من المعلوم أن صيغ الأداء أو التحمل ك (حدثنا - وأخبرنا - وأنبأنا - وعنعنة غير المدلس) تفيد اتصال السند إلا أنه يجب علينا أن ننوه أن هذه ليست قاعدة مضطردة ليس هناك ما يخرمها فهذه الصيغ قد لا تفيد الإتصال نظرا لتساهل بعض الرواة فيها أو وقوع خطأ من الراوي من وَهَم وما شابهه
قال ابن رجب في "شرح علل الترمذي" (1/ 201)
"وحينئذ ينبغي التفطن لهذه الأمور، ولا يعتبر بمجرد ذكر السماع والتحديث في الأسانيد، فقد ذكر ابن المديني أن شعبة وجدوا له غير شيء يذكر فيه الأخبار عن شيوخه، ويكون منقطعا.
وذكر أحمد أن ابن مهدي حدث بحديث عن هشيم (أنا) منصور بن زاذان، قال أحمد: ولم يسمعه هشيم من منصور. ولم يصحح قول معمر وأسامة عن الزهري، سمعت عبد الرحمن بن أزهر".
وقال ابن عبد البر في "التمهيد" (1/26): "وأن الاعتبار ليس بالحروف وإنما هو باللقاء والمجالسة والسماع والمشاهدة فإذا كان سماع بعضهم من بعض صحيحا كان حديث بعضهم عن بعض أبدا بأي لفظ ورد محمولا على الاتصال حتى تتبين فيه علة الانقطاع".
وقال الإسماعيلي -كما في هدي الساري لابن حجر ط المعرفة (1/ 498)
"لأن عادة المصريين والشاميين ذكر الخبر فيما يروونه" أ هـ أي يريد بهذا التساهل في صيغ التحمل.
أما الأمثلة على هذا فكثيرة سواء من وقوع الوَهَم أو من تساهل في صيغ الأداء
ولكن هناك سؤال هام ألا وهو كيف للباحث أن يكتشف هذا الوهم أو التساهل ؟؟؟
الجواب من خلال التخريج وجمع الروايات وضرب الروايات بعضها ببعض
قال ابن المبارك: "إذا أردت أن يصح الحديث فاضرب بعضه ببعض".
قال ابن المديني: "الباب إذا لم تجمع طرقه لم يتبين خطئه".