تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 7 من 7

الموضوع: حول صُدور كتابنا (رحمات الملأ الأعلى بتخريج مسند أبي يعلى)

  1. #1

    افتراضي حول صُدور كتابنا (رحمات الملأ الأعلى بتخريج مسند أبي يعلى)

    بسم الله الرحمن الرحيم
    حول صُدور كتابنا (رحمات الملأ الأعلى بتخريج مسند أبي يعلى)

    الحمد لله كما يحب أن يُحْمَد، والصلاة والسلام على النبي محمد. وبعد:
    بَاعِثُ إفْرَاد هذا الموضوع
    أتحدَّث هذه المرَّة حول صُدور كتابنا: (رحمات الملأ الأعلى بتخريج مسند أبي يعلى)، بعد أن ترادفَتْ الأحاديث إلينا تستطلع منا أخباره، وتسْتَنْبِئُ عن أحواله، حتى أفرد جماعة من الفضلاء عدة مواضيع يَنْشُرون فيها أسئلتهم، ويكشفون في تضاعيفها عن رغباتهم.
    فرأيتُ تقصير الأمْر على طالبيه، ودرْءَ عناء إخواني عمَّا هم بسبيله إذا كان في مُسْتطاعي إجابة تلك الرغبات الشريفة.
    ألَا لِيَعْلَم كلُّ أحد: أنني لسْتُ مِن المغرمين بإفراد الصفحات للتحدث عن أعمالنا الصادرة، أو تحقيقاتنا الواردة؛ وإنما نفعل ذلك اتفاقًا من غير تقصُّد، وربما نَشَرْنا في ذلك موضوعًا لأهمية الأمر؛ ريثما لا نُتَّهم بالسرقة أو قلة الجدوَى من وراء عملنا، كما فعَلْنا في الإعلان عن تعليقاتنا على (المحلى) لشيخ الإسلام أبي محمد الفارسي.
    قصة تنقيح الكتاب
    ثم نعود إلى كتاب الرحمات ونقول: صدَر الكتاب (ولله الحمد) منذ شهور عدة، وكانتْ عيون الحوادِث قد طرقَتْني قبله بما جعلتْنِي أصْدِف عن المشاركة في شبكة المعلومات عمومًا، فلا مقال ولا كلمة، فضلًا عن أنْ أرُوزَ مِن الأمر تكلُّفَ الكلام على (الرحمات) أو غيره، ابتهاجًا بإسفارِه، أو طَربًا لِدُنُوِّ ذَيَعانِه وانتشاره.
    على أن لطباعة الكتاب قصة عندي: وهي أنني عقيب انتهائي من مسوَّدته؛ شرعْتُ في تبييضه وتحرِيره؛ فانكشف لي جملة من الأمور التي تنكَّبْتُ عنها أخيرًا؛ سواء كانت تتعلق بالمنهج الحديثي، أو الحُكْم على الأخبار، أو تقويم النَّقَلَة وغرْبلة مروياتهم.
    وقد تمَّ لي مِن ذلك التحرير بضْعُ مجلدات مِن أوله وآخره، ثم استعجل الناشر طباعة الكتاب؛ فحاولْتُ إثناءه عن تلك الخُطَّة؛ فجعل يأبى ويتأبَّى، وعزَم على ما هو بسبيله.
    فلمَّا عِيلَ معه صبري، ونفدَ في سبيل إقناعه وَكْدِي؛ رأيتُ التسليم لِمَا يُرِيغ مع الحسرة البالغة مِن الموافقة؛ إذ كان «الرحمات» آنذاك هو كتاب عمري، وثمرة فؤادي وقلمي؛ فقلت: الله المستعان؛ وبدأتُ في مراجعته سريعًا باستدراك الأخطاء والتصحيفات القريبة.
    حول مقدمة الكتاب
    وكنت في مواضع من تخريجاتي لأحاديثه أُحِيل على مقدمة الكتاب؛ لكوني كنتُ قد عزَمْتُ إذا خرج الكتاب على النحو الذي أرغب = أن تكون له مقدمة حافلة أذكر فيها عيون ما وقع لي من فوائده، وأنْشُرُ جُمَلًا مِن مأثور عوائده، وأنْثُرُ ما اجتمع لي من فرائد المأثورات في الأخبار والرجال والأسماء، كما يتناثرُ الجوهرُ على صدْر الحسناء.
    وقبل كل ذلك: أُحَرِّر ترجمة صاحب المسند (أبي يعلى) بما انكشف لي مِن عِلْمه ومعرفته ومنزلته؛ تبعًا لِمَا استخلَصْتُه مِن هذا المسند الصغير.
    فلمَّا قُضِيَ الأمر بالعزْم على طباعة الكتاب دون ما كنتُ أرجوه من تحريره وضَبْطِه = عَزَفَتْ نفسي عن كل هذا، وكدْتُ لا أذكر بين يدَي تخريجي شيئًا قط! لا ترجمة ولا تقدمة، ولا فوق هذا أو دُونه، غير أن بعضهم ما زال بي حتى تعجّلْتُ بمقدمة يسيرة استخلَصْتها من أبحاث بعض الفضلاء حول (أبي يعلى ومسنده). ثم دفعْتُ بالكتاب إلى الناشر، فامتثل للطبع، وخرج في عشر مجلدات كبار. وقدَّر الله وما شاء فعَل.
    شَكَاتِي في تخريج الكتاب
    هذا الكتاب شرعْتُ في نَسْجِه وأنا في سِنٍّ (أراها كبيرة، ويراها غيري صغيرة)، لَم أبْلُغ بها بعْدُ الخامسة والعشرين، ومكثْتُ في تسطيره حوالي عام ونصف من جملة السنين، ما فَتِئْتُ أُواصِل فيه الليل بالنهار، وأُكابِدُ السَّبْحَ في قاموس هاتيك البحار، حتى ظهرَتْ الثآلِيلُ على أصابع يُمْنايَ من الجَريَان بأقلام الكتابة على تلك الأكْداس المُكدَّسة مِن آلاف الورقات (فلَم أكن وقتها اهتديْتُ لمعرفة الكتابة على الحاسب الآلي، ولا عرفتُ لشبكة المعلومات طريقًا).
    وربما انكفَفْتُ على التخريج في هوَادِي بعض الليالي حتى مجيء جُهْمَةٍ الليْل من يوم آخر! وكمْ دِيرَ (مِن الدورَان) برأسي غير مرة مِن جرَّاء انكبابي على العمل في هذا الكتاب؟! وكم مرة اشتدَّ الرمَدُ بعيني حتى اضطُرِرْتُ أخيرًا إلى ارتداء آلَة النظَر (النظارة) بِرَغْم أَنْفِي؟! ولستُ أُحْصِي ما بَرِيَ بيدي من أقلام، ولا ما عانيْتُ في تضاعيفه مِن أَوْصاب وآلام؛ سائلا ربي أن يصْرِف كل ذلك في مرضاته، وأن يتقبَّلنا في عِداد أهل مغفرته ورَحَماته.

    يُتابَع البقية: ....

  2. افتراضي

    نفع الله بك أبا المظفر.
    أبو عاصم أحمد بن سعيد بلحة.
    حسابي على الفيس:https://www.facebook.com/profile.php?id=100011072146761
    حسابي علي تويتر:
    https://twitter.com/abuasem_said80

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي

    واصل وصلك الله بالخير.
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  4. #4

    افتراضي

    يُتابَع البقية:

  5. #5

    افتراضي

    وبعد اللُّتَيَّا والتِي: فإني آمُلُ مِن قارئ هذه السطور أن ينظر إلى هذا العبد العاثر فيما خطَّتْه يداه مِن هذا الكتاب = بتلك العين التي يحب أن ينظر بها إلى نفسه فيما يَخُطُّ ويَرْسِم.
    طالبًا مِن ذَوِي الإنصاف، أن يُدْرِجوا أخاهم في دَرْج الاعتدال دون الإجحاف، سواءً بالتمَدُّح أو بِركُوب ألوان الاعتساف، وأجِدُني غيرَ مدفوع إلى أنْ أقول:
    وَقُلْ لِمنْ لَمْ يَنْتَصِفْ لِمَقْصِدِي ... العُذْرُ حَقٌّ وَاجِبٌ لِلمُبْتَدِي
    وَلِبَنِي (خَمْسٍ وَعِشْرِينَ) (1) سَنَهْ (2) ... مَعْذِرَةٌ مَقْبُولَةٌ مُسْتَحْسَنَهْ
    إهداء الكتاب
    وقد أهديْتُ هذا الكتاب: إلى الشيخين الفاضِلَيْن البارعين ممن لهما تلك الأقدام الثابتة في الاهتداء إلى معرفة الحديث (مِن حيث فَنَّيْ: التنظير والتطبيق): وهما الشريف حاتم بن عارف العَوْني (3) ، وأبو إسحاق حِجَازِي بن محمد الحُوَيْنِي (4) .
    بارك الله في حياتهما، ونَفَع المُوحِّدين بعِلْمِهما، ورزَقهما القبولَ في القول والعَمَل، وختَمَ لنا ولهما بالحُسْنَى قبل حُلول الأجَل.
    وهذه كلمات الإهداء التي وضعناها بين يدي مقدمة الكتاب:
    (إلى أئمة الحديثِ الأعلام، وشُمُوسِ أهل الأثَرِ في سالفِ الدُّهُور وقادِمِ الأيام، الحارِسِين لِحُدُود الدين بِفِرْسانِهم فهم أُسْدُ الإسلامِ النَّاهِسَةِ بكلِّ سبيل، والناهضين بأعْبَاءِ كشْفِ مُشْكِلاتِ الحائِرين فَهُم على ذلك أدِلَّاءُ كلِّ دَلِيل.
    وإلى مُحَدِّثِ الديار المصرية، وجَوهرةِ تاجِ المَعارِف الأثَرِيَّة، حامِلِ ألْوِيَة الحديث بــ «تنبيه هاجِدِهِ» و«بَذْل إِحْسَانِه»، وناشِرِ أعلام السُّنَّة بــ: «غَوْثِ مكْدودِه» و«نافِلَة» بيانِه!
    مَنْ تَذَهَّبَتْ – بمحاسن آثارِه – تِيجَانُ مَجْدِه اللُّجَيْنِي، الشيخُ النبيلُ الفاضلُ أبو إسحاق الحُوَيْنِي.
    لا زالتْ أنفاسُه العاطرةُ – بخدمة المسلمين- تترَدَّدُ طائرةً في صَدْرِهَ، ورَغَباتُ آمالِه بخاتِمَةِ حياتِه على الإسلام محْسومةً بصِدْقِ محبَّتِه لِنَبِيِّهِ ورَبِّهِ.
    وإلى بحَّاثة الدِّيارِ الحِجَازِيَّة، وأَحَدِ النجُومِ الطَّوَالِعِ بالبلاد الشَّرْقِيَّة، مَنْ تأرَّجَتْ بشريف تحقيقاته سَماءُ العلوم فأضْحَى ليْلُها فَجْرًا، وجالَ بعزيمته مَيَادِينَ الدقائقِ وأبَىَ إلَّا أنْ يُفَجَّرَ بتحْرِيرِه خِلالَهَا نَهَرًا.
    الشريفِ النابِغةِ المُحقِّق، والحَسِيبِ النَّسِيبِ المُدقِّق، حاتم بن عارِف العَوْنِي.
    لا زالتْ سَحائِبُ فضْلِه على مُسْتَجْدِي مَعَارِفِه وابِلَةً مُمْطِرَة، وأغْصانُ دوْحَتِهِ بأشْجَار عُلومِه للطالبين وَارِفةً مُثْمِرَة.
    وإلى أهل الإنصاف من طَبقَتِنَا ومَشْيَخَتِنا، وذَوِي الاعتدال مِنْ نُظَرَائِنا وأصحابنا.
    أُهْدِي هذا الكتاب

    وكتبه: السائر العاثِر
    أبو المُظَفَّر السِّنَّاري
    ).
    ------- الحاشية ----------
    (1) هذه كانت سِنّي وقْتَ الشروع في «الرحمات» كما مضى بيانه.
    (2) جادَّة صَدْرُ البيت: «وَلِبَنِي إِحْدَى وَعِشْرِينَ .. ». والبيتان من نَظْمِ الأخضري في (السُّلَّم).
    (3) وهو من أفراد الزمان في (فن التنظير الحديثي) لولا انصرافه عنه أخيرًا إلى غيره من عموم مسائل الشريعة.
    (4) ولستُ أُقَدِّم عليه في (فنّ التخريج التطبيقي ) أحدًا، ولا أعلمه بلغ الغاية إلا فيه وحسب.

  6. #6

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبوعاصم أحمد بلحة مشاهدة المشاركة
    نفع الله بك أبا المظفر.
    وبك أبا عاصم.

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Jun 2009
    المشاركات
    587

    افتراضي

    اللهم بارك بمؤلف أبي المظفَّر، وفقك الله لكلِّ خير يا حبيبنا
    لا يعرفُ الشوقَ إلا من يكابده* ولا الصبابةَ إلا من يعانيها
    ثُمَّ رُدُّواْ إِلَى اللّهِ مَوْلاَهُمُ الْحَقِّ أَلاَ لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •