تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 7 من 7 الأولىالأولى 1234567
النتائج 121 إلى 139 من 139

الموضوع: كتاب: (الشريعة) للآجري ... وقفات وتنبيهات

  1. #121
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي

    103 - قال محمد بن الحسين-الآجُري- موضحًا وجوب قبول دعوة النبي صلى الله عليه وسلم على جميع الخلق-: (فقطع الله عز وجل حجج أهل الكتابين بما أخبر من صفته في كتبهم.
    وأن الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم هو النور، وهو الحق، وإنه يخرجهم من الظلمات إلى النور، وأنه يهديهم إلى صراط مستقيم.
    ثم أخبر الله عز وجل: أن الذي يدعو إليه محمد صلى الله عليه وسلم هو الحق وهو الصراط المستقيم، فأوجب على الخلق: الإنس والجن قبوله، وأخبر عن الجن لما سمعوا من رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أمره الله عز وجل أن يبلغهم، عرفوا أنه الحق، فأمنوا وصدقوا واتبعوه فقال جل ذكره:
    {وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ} [الأحقاف: 29] الآية
    ثم قال عز وجل: {وَإِنَّكَ لَتَدْعُوهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [المؤمنون: 73]
    ثم أخبر عز وجل: أنه يظهر نبيه صلى الله عليه وسلم على كل دين خالفه، فقال جل وعز: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} [التوبة: 33]
    ثم أخبر الله عز وجل: أنه لا يتم لأحد الإيمان بالله عز وجل وحده، حتى يؤمن بالله ورسوله، ثم أخبر أنه من لم يؤمن بالله ورسوله: لم يصح له الإيمان، فقال جل ذكره: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ , وَإِذَا كَانُوا مَعَهُ عَلَى أَمْرٍ جَامِعٍ لَمْ يَذْهَبُوا حَتَّى يَسْتَأْذِنُوهُ , إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَ كَ أُولَئِكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ}[النور: 62] الآية
    وقال عز وجل: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ , ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهَ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ} [الحجرات: 15]
    وقال عز وجل: {وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ فَإِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَعِيرًا}[الفتح: 13]
    وقال عز وجل: {فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ , وَالنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنَا , وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} [التغابن: 8]
    وقال عز وجل: {آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ}[الحديد: 7] إلى قوله {وَقَدْ أَخَذَ مِيثَاقَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [الحديد: 8]
    وقال عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِينَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أُنْزِلَ مِنْ قَبْلُ , وَمَنْ يُكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرَسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا} [النساء: 136] (صـ 363 - 364).
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  2. #122
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي

    104 - قال محمد بن الحسين-الآجُري- موضحًا علامة محبة الله-: (ثم أعلمنا مولانا الكريم: أن علامة صحة من ادعى محبة الله تعالى: أن يكون محبًا لرسوله محمد صلى الله عليه وسلم متبعا له، وإلا لم تصح له المحبة لله عز وجل قال الله عز وجل:{قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ , وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوه َا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ , وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ} [التوبة: 24]
    وَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ:
    {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ , وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [آل عمران: 31]
    فجعل الله عز وجل محبة رسوله واتباعه علمًا ودليلًا لصحة محبتهم له، مع اتباعهم رسوله فيما جاء به وأمر به، ونهى عنه).
    (صـ 364).

    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  3. #123
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي

    105 - قال محمد بن الحسين-الآجُري- موضحًا أن من كفر بنبينا محمد صلى الله عليه وسله فقد كفر بالله-: (ثم أخبر عز وجل أنه من كفر برسوله كمن كفر بالله، ومن كذب رسوله فقد كذب الله عز وجل، فقال الله عز وجل في قصة المنافقين:{وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا , وَلَا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ , إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ , وَمَاتُوا وَهُمْ فَاسِقُونَ} [التوبة: 84]
    وَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ:
    {وَجَاءَ الْمُعَذِّرُونَ مِنَ الْأَعْرَابِ لِيُؤْذَنَ لَهُمْ , وَقَعَدَ الَّذِينَ كَذَبُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ} [التوبة: 90] إلى آخر الآية. (صـ 364).
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  4. #124
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي

    106 - قال محمد بن الحسين-الآجُري- موضحًا أن المؤمنين لا يرعبون بأنفسهم عن نفس رسوله-: (ثم إن الله عز وجل أمر المؤمنين أن لا يرغبوا بأنفسهم عن نفس رسول الله صلى الله عليه وسلم في الجهاد معه، والصبر معه على كل مكروه يلحقهم، فقال الله عز وجل:{مَا كَانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ أَنْ يَتَخَلَّفُوا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ وَلَا يَرْغَبُوا بِأَنْفُسِهِمْ عَنْ نَفْسِهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لَا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلَا نَصَبٌ وَلَا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلَا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوِّ نَيْلًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ} [التوبة: 120] (صـ 364).
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  5. #125
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي

    107 - قال محمد بن الحسين-الآجُري- موضحًا أن الله أقام نبيه مقام البيان عنه-: (ثم إن الله عز وجل أقام نبيه صلى الله عليه وسلم مقام البيان عنه، فقال عز وجل: {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} [النحل: 44]
    فكان مما بينه لأمته: أن الله عز وجل أوجب عليهم الطهارة والصلاة في كتابه، ولم يخبره بأوقات الصلاة، ولا بعدد الركوع، ولا بعدد السجود، ولابما يجوز من القراءة فيها وما تحريمها؟ وما تحليلها؟ ولا كثير من أحكامها، فبيَّن صلى الله عليه وسلم مراد الله عز وجل من ذلك، وكذلك أوجب الزكاة في كتابه، ولم يبيَّن: كم في الوَرِقِ؟ ولا كم في الذهب؟ ولا كم في الغنم؟ ولا كم في الإبل؟ ولا كم في البقر؟ ولا كم في الزرع والثمر؟
    فبيَّن النبي صلى الله عليه وسلم مراد الله عز وجل من ذلك، وكذلك الصيام بين ما يحل فيه للصائم، وما يحرم عليه فيه، وكذلك فرض الله عز وجل الحج على عباده على من استطاع إليه سبيلًا، ولم يخبر عز وجل كيف الإهلال بالحج؟ ولا ما يلزم المحرم من كثير من الأحكام؟
    فبينه صلى الله عليه وسلم حالًا بعد حال، وكذلك أحكام الجهاد، وكذلك أحكام البيع والشراء وكذلك حرم الله عز وجل الربا على المسلمين وتوعدهم عليه بعظيم من العقاب ولم يبين لهم في الكتاب: كيف الربا؟ فبينه لهم الرسول صلى الله عليه وسلم.
    وهذا في كثير من الأحكام، مما يطول شرحه، لم يعقل ما في الكتاب إلا ببيان الرسول صلى الله عليه وسلم، زيادة من الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم، فيما أعطاه من الفضائل التي شرفه بها).
    (صـ 364 - 365).
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  6. #126
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي

    108 - قال محمد بن الحسين-الآجُري- موضحًا أهيمة الاقتداء بالصحابة-: (فلو فعل إنسان فعلًا كان له فيه قدوة بأحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كان على الطريق المستقيم، ومن فعل فعلًا يخالف فيه الصحابة فنعوذ بالله منه ما أسوأ حاله). (صـ 482).
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  7. #127
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي

    109 - قال محمد بن الحسين-الآجُري- موضحًا تشريف الله لنبيه صلى الله عليه وسلم-: (ألا ترون رحمكم الله كيف شرف الله عز وجل نبينا محمدًا صلى الله عليه وسلم في كل حال؟ يزيده شرفًا إلى شرف في الدنيا والآخرة.
    ثم اعلموا يا أمة محمد يا مؤمنين أن الله عز وجل أوجب على جميع الخلق أن يعظموا قدر نبيه صلى الله عليه وسلم بالتوقير له والتعظيم، ولا يرفعوا أصواتهم فوق صوته، ولا يجهروا عليه في المخاطبة، كجهر بعضهم لبعض؛ بل يخفضوا أصواتهم عند صوته، كل ذلك إجلالًا له.
    وأعلمهم أنه من خالف ما أمر الله به من التعظيم لرسولي: أنى أحبط عمله وهو لا يشعر فقال عز وجل:
    {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ , وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ , وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ} [الحجرات: 1]
    ثم وعد جل وعز من قبل من الله عز وجل ما أمره به في رسوله: من خفض الصوت والوقار له: المغفرة مع الأجر العظيم، فقال جل ذكره:
    {إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ أُولَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ} [الحجرات: 3] ثُمَّ قَالَ عَزَّ وَجَلَّ: {لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكِمْ بَعْضًا} [النور: 63] وَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ} [الأنفال: 24] الْآيَةَ.
    كل ذلك يحذر عباده مخالفة رسوله صلى الله عليه وسلم يعظم به قدره عندهم).
    (صـ 366 - 367).
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  8. #128
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي

    110 - قال محمد بن الحسين-الآجُري- موضحًا صيانة صلب النبي صلى الله عليه وسلم من نكاح الجاهلية-: (اعلموا -رحمنا الله وإياكم- أن النكاح كان في الجاهلية على أنواع غير محمودة إلا نكاحًا واحدًا، نكاح صحيح: وهو هذا النكاح الذي سَنَّهُ رسول الله صلى الله عليه وسلم لأمته، يخطب الرجل إلى الرجل وليته فيزوجه على الصداق وبالشهود، فرفع الله عز وجل قدر نبينا صلى الله عليه وسلم وصانه عن نكاح الجاهلية، ونقله في الأصلاب الطاهرات بالنكاح الصحيح، من لدن آدم بنقله في أصلاب الأنبياء وأولاد الأنبياء، حتى أخرجه بالنكاح الصحيح صلى الله عليه وسلم). (صـ 373 - 374).
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  9. #129
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي

    111 - قال محمد بن الحسين-الآجُري- موضحًا حفظ الله لنبيه -صلى الله عليه وسلم- حتى مبعثه-: (اعلموا -رحمنا الله وإياكم- أن نبينا محمدًا صلى الله عليه وسلم لم يزل نبيًا من قبل خلق آدم عليه الصلاة والسلام يتقلب في أصلاب الأنبياء، وأبناء الأنبياء بالنكاح الصحيح حتى أخرجه الله تعالى من بطن أمه، يحفظه مولاه الكريم ويكلؤه ويحوطه إلى أن بلغ، وبغض الله عز وجل إليه أوثان قريش، وما كانوا عليه من الكفر، ولم يعلمه مولاه الشعر، ولا شيئًا من أخلاق الجاهلية بل ألهمه مولاه عبادته وحده لا شريك له، ليس للشيطان عليه سبيل، يتعبد لمولاه الكريم خالصًا، حتى نزل عليه الوحي، وأمر بالرسالة، وبعث إلى الخلق كافة، إلى الإنس والجن، بعث على رأس أربعين سنة من مولده، أقام بمكة عشرًا يدعوهم إلى الله عز وجل، يؤذونه فيصبر، ويجهلون عليه فيحلم، ثم أذن الله عز وجل له في الهجرة إلى المدينة، فهاجر إليها، فأقام بها عشرًا، وتوفي بعد الستين صلى الله عليه وسلم). (صـ 380 - 381).

    قلت:
    (أبو البراء): قوله: (أقام بمكة عشرًا)، يعني سنوات الدعوة الجهرية.
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  10. #130
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي

    112 - قال محمد بن الحسين-الآجُري- موضحًا غريب ألفاظ حديث ابن أبي هالة في وصف خُلق النبي -صلى الله عليه وسلم-: (وأنا أبيِّن من غريب حديث أبي هالة، الذي ذكرناه على ما بينه من تقدم من العلماء مثل: أبي عبيد، وغيره، فإنه علم حسن لأهل العلم وغيرهم.
    قوله في أول الحديث:
    (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم , فخما مفخما يتلألأ وجهه تلألؤ القمر ليلة البدر): معناه: عظيمًا معظمًا، يقال: فخم بين الفخامة ويقال: أتينا فلانًا ففخمناه، أي عظمناه ورفعنا من شأنه وقال الشاعر:
    نحمد مولانا الأجل الأفخما
    وقوله: (أقصر من المشذب): المشذب: الطويل البائن، وأصل التشذيب التفريق يقال: شذبت المال إذا فرقته، فكان المفرط الطويل خلقه ولم يجمع، يريد أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن مفرط الطول؛ ولكنه بين الربعة وبين المشذب.
    وقوله:
    (إن انفرقت عقيقته فرق): يريد شعره، يريد أنه كان لا يفرق شعره إلا أن يفترق الشعر من قبله، ويقال: كان هذا في أول الإسلام، ثم فرق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
    وقوله:
    (أزهر اللون): يريد أبيض اللون مشرقًا، مثل قولهم: سراج يزهر، أي يضيء، ومنه سميت الزهرة لشدة ضوئها، فأما الأبيض غير المشرق فهو الأمهق.
    وقوله:
    (أزج الحواجب): يعني طول الحاجبين ودقتهما، وسبوغهما إلى مؤخر العينين ثم وصف الحواجب فقال: سوابغ في غير قرن، والقرن أن يطول الحاجبان حتى يلتقي طرفاهما، قال الأصمعي: كانت العرب تكره القرن، ويستحب البلج، والبلج أن ينقطع الحاجبان فيكون ما بينهما نقيا.
    وقوله:
    (أقنى العرنين): يعني المعطس وهو المرسن والقنا فيه، طوله ودقة أرنبته وحدب في وسطه.
    وقوله:
    (يحسبه من لم يتأمله أشم): يعني ارتفاع القصبة وحسنها واستواء أعلاها، وإشراف الأرنبة قليلًا، يقول: يحسن قنا أنفه اعتدال يحسبه قبل التأمل أشمه.
    وقوله:
    (ضليع الفم): يعني عظيمه، يقال: ضليع بين الضلاعة، ومنه قول الجني لعمر رضي الله عنه إني منهم لضليع، وكانت العرب تحمد ذلك وتذم صغر الفم.
    قوله:
    (دقيق المسربة): والمسربة الشعر المسترق ما بين اللبة إلى السرة قوله: كأن عنقه جيد دمية في صفاء الفضة: يعني الجيد العنق، والدمية الصورة وشبهها في بياضها بالفضة.
    وقوله:
    (بادن متماسك): والبادن: الضخم، يقال: بدن الرجل، وبدن بالتشديد إذا أسن، ومعنى قوله: (متماسك): يريد أنه مع بدانته متماسك اللحم، ليس بمسترخيه.
    وقوله:
    (سواء البطن والصدر): يعني أن بطنه غير مستفيض فهو مساو لصدره وأن صدره عريض فهو مساو لبطنه.
    وقوله:
    (ضخم الكراديس): يعني الأعضاء هو في وصف علي رضي الله عنه له أنه كان جليل المشاش أي عظيم رءوس العظام مثل الركبتين والمرفقين والمنكبين.
    وقوله:
    (أنور المتجرد): يعني ما جرد عنه الثوب من بدنه، وهو أنور من النور، يريد شدة بياضه.
    وقوله:
    (طويل الزندين): والزند من الذراع ما انحسر عنه اللحم، وللزند رأسان: الكوع والكرسوع، فالكرسوع رأس الزند الذي يلي الخنصر، والكوع رأس الزند الذي يلي الإبهام، يقال عن الحسن البصري: أنه كان عريض زنده شبرًا.
    وقوله:
    (رحب الراحة): يريد أنه واسع الراحة، وكانت العرب تحمد ذلك وتمدح به وتذم صغر الكف وضيق الراحة.
    قوله:
    (شثن الكفين والقدمين): يعني أنهما إلى الغلظ والقصر.
    قوله:
    (سائل الأطراف): يعني الأصابع أنها طوال ليست بمتعقدة ولا منقبضة.
    وقوله:
    (خمصان الأخمصين): يعني الأخمص في القدم من تحتها وهو ما ارتفع عن الأرض في وسطها، أراد بقوله خمصان الأخمصين أن ذلك منهما مرتفع، وأنه ليس بأرح والأرح هو الذي يستوي باطن قدمه حتى يمس جميعه الأرض، ويقال للمرأة الضامرة البطن خمصانة.
    قوله:
    (مسيح القدمين): يعني أنه ممسوح القدمين فالماء إذا صُبَّ عليهما مَرَّ عليهما مرًا سريعًا لاستوائهما.
    قوله:
    (إذا زال زال تقلعًا): هو بمنزلة ما وصف علي رضي الله عنه إذا مشى تقلع.
    وقوله: (يخطو تكفؤا ويمشي هونًا): يعني أنه يمتد إذا خطا، ويمشي في رفق غير مختال، لا يضرب غطفًا، والهون بفتح الهاء الرفق قال الله عز وجل:
    {وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا} [الفرقان: 63] فإذا ضممت الهاء فهو الهوان قال الله عز وجل: {عذاب الهون} [الأنعام: 93]
    قوله:
    (ذريع المشية): يريد أنه مع هذا المشي سريع المشية، يقال: فرس ذريع بين الذراعة، إذا كان سريعًا، وامرأة تذراع إذا كانت سريعة الغزل.
    قوله:
    (إذا مشى كأنما ينحط من صبب): معنى الصب الانحدار.
    قال محمد بن الحسين -رحمه الله-: فهذه صفات خلقه. (صـ 413 - 416).
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  11. #131
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي

    113 - قال محمد بن الحسين-الآجُري- موضحًا غريب ألفاظ حديث ابن أبي هالة في وصف أخلاق النبي -صلى الله عليه وسلم-: (وأما صفات أخلاقه صلى الله عليه وسلم:
    قوله: (يسوق أصحابه): يريد أنه إذا مشى مع أصحابه قدمهم بين يديه ومشى وراءهم، وفي حديث آخر:
    (يبسر أصحابه): والبسر السوق.
    قوله:
    (دمثًا): والدمث من الرجال السهل اللين.
    قوله:
    (ليس بالجافي ولا المهين): يريد أنه لا يحقر الناس ولا يهينهم وليس بالجافي الغليظ الفظ ولا الحقير الضعيف.
    قوله:
    (يعظم النعمة وإن دقت): يقول: إنه لا يستصغر شيئًا أوتيه، وإن كان صغيرًا، ولا يحقره.
    وقوله: (ولا يذم ذواقًا ولا يمدحه): يعني أنه كان لا يصف الطعام بطيب ولا فساد إن كان فيه.
    وقوله:
    (إذا غضب أعرض وأشاح): معنى أعرض عدل بوجهه وذلك فعل الحذر من الشيء والكاره للأمر، وأشاح، الإشاحة تكون بمعنيين: أحدهما الجد في الأمر والإعراض بالوجه، يقال: أشاح إذا عدل بوجهه وهذا معنى الحرف في هذا ومنه قوله صلى الله عليه وسلم: (اتقوا النار ولو بشق تمرة)، ثم أعرض وأشاح، أي عدل بوجهه وذلك فعل الحذر من الشيء والكاره الأمر.
    وقوله:
    (يفتر): أي يبتسم، ومنه يقال: فررت الدابة إذا نظرت إلى سنها.
    وقوله:
    (عن مثل حب الغمام): يعني: البرد شبه ثغره به، والغمام السحاب.
    وقوله:
    (في دخوله): جزأ جزأه بينه وبين الناس: ويرد ذلك بالخاصة على العامة: يعني أن العامة كانت لا تصل إليه في منزله كل وقت؛ ولكنه كان يوصل إليها حقها من ذلك الجزء بالخاصة التي تصل إليه، فتوصله إلى العامة.
    وقوله:
    (يدخلون روادًا): هو جمع رائد، والرائد أصله الذي يبعث به القوم يطلب لهم الكلأ ومساقط الغيث ولم يرد الكلأ في هذا الموضع؛ ولكنه ضربه مثلًا لما يلتمسون عنده من العلم والنفع في دينهم ودنياهم.
    وقوله:
    (لا يتفرقون إلا عن ذواق): الذواق أصله الطعم، ولم يرد الطعم ها هنا؛ ولكنه ضربه مثلًا لما ينالونه عنده من الخير.
    وقوله:
    (يخرجون أدلة): يعني يخرجون من عنده بما قد تعلموه، فيدلون عليه الناس وينبئونهم به وهو جمع دليل، مثل: شحيح وأشحة، وسرير وأسرة.
    وقوله:
    (وذكر مجلسه): لا تؤبن فيه الحرم: يعني لا تقذف فيه، يقال: أبنته بكذا من الشر، إذا رميته ومنه حديث الإفك: أشيروا علي في أناس أبنوا أهلي بمن والله ما علمت عليه من سوء قط ومنه رجل مأبون أي: معروف بخلة سوء رمي بها.
    وقوله:
    (ولا تثنى فلتاته): يعني أي لا يتحدث بهفوة أو زلة إن كانت في مجلسه من بعض القوم، ومنه يقال: ثنوت الحديث إذا أذعته، والفلتات جمع فلتة وهى ها هنا الزلة والسقطة.
    وقوله:
    (إذا تكلم أطرق جلساؤه، كأن على رءوسهم الطير): يعني أنهم يسكنون، فلا يتحركون ويغضون أبصارهم، والطير لا تسقط إلا على ساكن، ويقال للرجل إذا كان حليمًا وقورًا: إنه لساكن الطائر.
    وقوله:
    (لا يقبل الثناء إلا عن مكافئ): عنى إذا ابتدئ بمدح كره ذلك فإذا اصطنع معروفًا فأثنى عليه مثنٍ وشكره قبل ثناءه). (صـ 316 - 318).

    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  12. #132
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي

    114 - قال محمد بن الحسين-الآجُري- موضحًا ضرورة الإيمان بالحوض-: (عن أنس قال: دخلت على ابن زياد، وهم يتذاكرون الحوض، فلما رأوني طلعت عليهم، قالوا: قد جاءكم أنس فقالوا: يا أنس ما تقول في الحوض؟ فقلت: (والله ما شعرت أني أعيش حتى أرى أمثالكم تشكون في الحوض , لقد تركت عجائز بالمدينة , ما تصلي واحدة منهن صلاة إلا سألت ربها عز وجل أن يوردها حوض محمد صلى الله عليه وسلم). صححه الألباني في تخريج السنة: (صـ 689).

    قال محمد بن الحسين رحمه الله تعالى: ألا ترون إلى أنس بن مالك رحمه الله يتعجب ممن يشك في الحوض إذ كان عنده أن الحوض مما يؤمن به الخاصة والعامة حتى إن العجائز يسألنَّ الله عز وجل أن يسقيهنَّ من حوضه صلى الله عليه وسلم فنعوذ بالله ممن لا يؤمن بالحوض، ويكذب به، وفيما ذكرناه من التصديق بالحوض الذي أعطاه الله عز وجل نبينا محمدًا صلى الله عليه وسلم كفاية عن الإكثار
    ). (صـ 324).
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  13. #133
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي

    115 - قال محمد بن الحسين-الآجُري- موضحًا تحذير النبي صلى الله عليه أمته الدجال-: (فقد استعاذ النبي صلى الله عليه وسلم من الدجال، وعَلَّمَ أمته أن يستعيذوا بالله من فتنة الدجال.
    فينبغي للمسلمين أن يستعيذوا بالله العظيم منه وقد حذَّر أمته في غير حديث الدجال، ووصفه لهم.
    فينبغي للمسلمين أن يحذروه ويستعيذوا بالله من زمان يخرج فيه الدجال.
    فينبغي للمسلمين أن يحذروه ويستعيذوا بالله من زمان يخرج فيه الدجال؛ فإنه زمان صعب، أعاذنا الله وإياكم منه.
    وقد روي أنه قد خُلِقَ، وهو في الدنيا موثق بالحديد إلى الوقت الذي يأذن الله عز وجل بخروجه
    ). (صـ 337).
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  14. #134
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي

    116 - قال محمد بن الحسين-الآجُري- موضحًا أعمال عيسى عليه السلام بعد نزوله-: (والذين يقاتلون مع عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام: أمة محمد صلى الله عليه وسلم، والذين يقاتلون عيسى: اليهود مع الدجال، فيقتل عيسى الدجال، ويقتل المسلمون اليهود، ثم يموت عيسى عليه السلام، ويصلي عليه المسلمون، ويدفن مع النبي صلى الله عليه وسلم، ومع أبي بكر وعمر رضي الله عنهما). (صـ 342).

    قلت: (أبو البراء): لم يثبت في حديث صحيح أن عيسى يدفن بجوار النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبيه؛ بل لم يثبت في حديث صريح أنه يدخل المدينة، والله أعلم.
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  15. #135
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي

    117 - قال محمد بن الحسين-الآجُري- موضحًا خلق الجنة والنار قبل خلق آدم-: (اعلموا رحمنا الله وإياكم أن القرآن شاهد أن الله عز وجل خلق الجنة والنار قبل أن يخلق آدم عليه الصلاة والسلام، وخلق للجنة أهلًا، وللنار أهلًا، قبل أن يخرجهم إلى الدنيا، لا يختلف في هذا من شمله الإسلام، وذاق حلاوة طعم الإيمان، دلَّ على ذلك القرآن والسنة. فنعوذ بالله ممن يكذب بهذا.
    فإن قال قائل: بيِّن لنا ذلك؟
    قيل له: أليس خلق الله عز وجل آدم وحواء عليهما السلام، وأسكنهما الجنة؟ وقال عز وجل في سورة البقرة {وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا، وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ، فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ} [البقرة: 35]
    وقال عز وجل في سورة الأعراف: {يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ , يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا} الآية
    وقال عز وجل في سورة طه: {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَ ا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى إِنَّ لَكَ أَنْ لَا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَى وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَى فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكُ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَا يَبْلَى فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ}
    وقال عز وجل في سورة ص لإبليس: {فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ} [الحجر: 34] الآية.
    فأخرج الله عز وجل آدم وحواء من الجنة، ثم تاب عليهما، ووعدهما أن يردهما إلى الجنة، ولعن إبليس وأخرجه من الجنة، وأيسه من الرجوع إلى الجن
    ة).
    (صـ 348 - 349).
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  16. #136
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي

    118 - قال محمد بن الحسين-الآجُري- موضحًا وجود الجنة بدخول النبي صلى الله عليه وسلم إياها-: (قد تقدم ذكرنا في الباب الذي مضى مثل قوله صلى الله عليه وسلم: (اطلعت في الجنة، فرأيت أكثر أهلها الفقراء، واطلعت في النار، فرأيت أكثر أهلها النساء)، وسنذكر في هذا الباب مالا يجهله العلماء بالحديث أنه الحق). (صـ 355).
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  17. #137
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي

    119 - قال محمد بن الحسين-الآجُري- موضحًا أن أهل الإيمان في الجنة خالدون أبدًا، وأهل الكفر والنفاق في النار خالدون أبدًا-: (فالقرآن شاهد: أن أهل الجنة خالدون فيها أبدًا في جوار الله عز وجل، في النعيم يتقلبون، قال الله عز وجل:{وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ، لَا مَقْطُوعَةٍ وَلَا مَمْنُوعَةٍ، وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ} [الواقعة: 32] الْآيَةَ.
    وأهل النار الذين هم أهلها في العذاب الشديد أبدًا
    {لَا يُفَتَّرُعَنْهُ مْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ} [الزخرف: 75]). (صـ 358 - 359).
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  18. #138
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي

    120 - قال محمد بن الحسين-الآجُري- موضحًا قُبْح من يجهل فضل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وما خصه الله به-: (الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، والحمد لله على كل حال، وصلى الله على محمد النبي وآله وسلم، أما بعد:
    فإنه مما ينبغي لنا أن نبينه للمسلمين من شريعة الحق التي ندَبهم الله عز وجل إليها وأمرهم بالتمسك بها وحذَّرهم الفرقة في دينهم، وأمرهم بلزوم الجماعة، وأمرهم بطاعته وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم، فإني أُبيِّن لهم فضل نبيهم صلى الله عليه وسلم، ليعلموا قدر ما خصهم الله عز وجل به إذ جعلهم من أمته ليشكروا الله على ذلك. قال الله عز وجل:
    {كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا , وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ , وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَفَاذ ْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ , وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ} [البقرة: 152]
    قبيح بالمسلمين أن يجهلوا معرفة فضائل نبيهم صلى الله عليه وسلم، وما خصه الله عز وجل به من الكرامات والشرف في الدنيا والآخرة). (صـ 361).
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  19. #139
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي

    المختار في السنة على سياق الشريعة للآجري لابن البنا

    تحقيق: الدكتورعبد الرزاق عبد المحسن البدر
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •