تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: كيفية صلاة التطوع بالليل والنهار

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي كيفية صلاة التطوع بالليل والنهار

    أما صلاة الليل : فذهب ابن أبي ليلى ومالك والليث بن سعد والشافعي وأبي ثور وأبي يوسف ومحمد بن الحسن الشيباني ، إلى أنها مثنى مثنى استدلالًا بحديث عَنْ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ صَلَاةِ اللَّيْلِ ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : (صَلَاةُ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى فَإِذَا خَشِيَ أَحَدُكُمْ الصُّبْحَ صَلَّى رَكْعَةً وَاحِدَةً تُوتِرُ لَهُ مَا قَدْ صَلَّى) . البخاري (473)، كتاب الصلاة، ومسلم (749)، كتاب الصلاة، وأبو داود (1328)، والترمذي (435)، وابن ماجه (1320)، والموطأ (321)، والدارمي (1511)، وأحمد (4571) .
    .


    وذهب أبو حنيفة إلى أنه بالخيار إن شاء صلى ركعتين أو أربعًا أو ستًا أو ثمانية ، وحجته حديث عائشة أنها قالت : (مَا كَانَ يَزِيدُ فِي رَمَضَانَ وَلاَ فِي غَيْرِهِ عَلَى إِحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً، يُصَلِّي أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ، فَلاَ تَسْأَلْ عَنْ حُسْنِهِنَّ وَطُولِهِنَّ، ثُمَّ يُصَلِّي أَرْبَعًا، فَلاَ تَسْأَلْ عَنْ حُسْنِهِنَّ وَطُولِهِنَّ، ثُمَّ يُصَلِّي ثَلاَثًا) . البخاري (3569)، ومسلم (738) .

    ورُدَّ عليه أنه ليس في حديث عائشة يصلي أربعًا بسلام واحد ، وإنما أرادت العدد في قولها أربعًا ثم أربعًا ثم ثلاثًا ، بدليل قوله : (صَلَاةُ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى) ، وهذا يقتضي ركعتين ركعتين بسلام بينهما .

    أما صلاة النهار : ذهب أبو حنيفة وصاحباه إلى أنَّه إن شاء صلى ركعتين وإن شاء صلى أربعًا وكرهوا الزيادة على ذلك ودليلهم ماروي عَنْ أَبِي أَيُّوبَ : عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (أَرْبَعٌ قَبْلَ الظُّهْرِ لَا يُسَلَّمُ فِيهِنَّ تُفْتَحُ لَهُنَّ أَبْوَابُ السَّمَاءِ) . ابن خزيمة (1214)، و الترمذي (478)، من حديث عبد الله بن السائب، صححه الألباني بمجموع طرقه انظر الصحيحة (3404) .

    وأجيب بإن مراد النبي صلى الله عليه وسلم اتصالهنَّ في ذلك الوقت لا أنَّه لا سلام بينهنَّ لما صحَّ من صلاته قبل الظهر وبعدها ركعتين فوجب ردّ ما خالف هذا المعنى إليه .

    وذهب الجمهور إلى أن صلاة النهار أيضًا مثنى مثنى ودليلهم قوله : (صلاة الليل والنهار مثنى مثنى)، وأجيب بإن لفظة (والنهار) شاذة . زادها (علي بن عبد الله البارقي) ، من جملة أصحاب ابن عمر فقد روى الحديث عنه جماعة منهم : (نافع وطاوس وعبد الله بن دينار وأبو سلمة بن عبد الرحمن ومحمد بن سيرين وحبيب بن أبي ثابت وحميد بن عبد الرحمن وعبد الله بن شقيق) لم يذكر فيه أحد صلاة النهار إنما هو صلاة الليل مثنى مثنى .
    قال النسائي : (هذا الحديث عندي خطأ) ، وقال أيضًا : (إسناده جيد إلا أن جماعة من أصحاب ابن عمر خالفوا الأزدي فيه فلم يذكروا فيه النهار منهم (سالم ونافع وطاوس) ، ثم ساق رواية الثلاثة) .
    قال الترمذي : (والصحيح ما روي عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (صلاة الليل مثنى مثنى) وروى الثقات عن عبد الله بن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم ولم يذكروا فيه صلاة النهار) . انظر جامع الترمذي عقب حديث (597)، ونصب الراية (2/143 – 144)، وتلخيص الحبير (2/56 – 57)، وأثر اختلاف المتون والأسانيد في اختلاف الفقهاء (2/26 – 39) لشيخنا ماهر بن ياسين الفحل حفظه الله .
    قلت (أبو البراء) : أما ما رواه أبو داود قال : حدثنا بن المثنى، حَدَّثنا معاذ بن معاذ، حَدَّثنا شعبة حدثني عبد ربه بن سعيد عن أنس بن أبي أنس عن عبد الله بن نافع عن عبد الله بن الحارث عن المطلب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (الصلاة مثنى مثنى وأن تشهد في كل ركعتين وأن تبأس وتَمَسكن وتقنع بيدك وتقول اللهم فمن لم يفعل ذلك فهي خداج) .
    فقد خطأ البخاري ، شعبة بن الحجاج في هذا الحديث من وجوه : قال فيه عن أنس بن أبي أنس وإنما هو عمران بن أبي أنس ، وقال عن عبد الله بن الحارث وإنما هو عن عبد الله بن نافع عن ربيعة بن الحارث وربيعة بن الحارث هو ابن المطلب فقال هو عن المطلب، والحديث عن الفضل بن عباس ولم يذكر فيه الفضل .
    وقوله : تبأس معناه إظهار البؤس والفاقة وتمسكن من المسكنة، وقيل معناه السكون والوقار والميم مذيدة فيها واقناع اليدين رفعهما في الدعاء والمسألة، وقوله اللهم نداء معناه يا الله، وزعم بعض النحويين أنهم لما أسقطوا ياء من أوله عوضوا منها الميم في آخره.
    وقال بعضهم اللهم معناه يا الله امنا بخير أي اقصدنا بخير فحذف حذف الإضافة اختصارًا؛ والخداج ههنا الناقص في الأجر والفضيلة .
    انظر معالم السنن للخطابي (1/278 – 279) .

    وأجابوا على حديث (صلاة الليل مثنى مثنى) أن جواب على سؤال السائل فالسؤال عن صلاة الليل فتبقى صلاة النهار موقوفة على الدليل محتملة للتأويل؛ لأنه جائز أن يكون جوابه له لو سأله عن صلاة النهار كذلك أيضًا وجائز أن يكون بخلافه . انظر شرح البخاري لابن بطال (3/141 – 145)، (3/156 – 157)، الاستذكار لابن عبد البر (2/108) .

    قلت : (أبو البراء) : والراجح والله أعلم أن صلاة الليل والنهار تصلى مثنى مثنى ؛ لأن هذا هو الثابت من فعله صلى الله عليه وسلم المداوم عليه وإن صلى أربعًا وقت الزوال تأسِّيًا بفعله فلا بأس .





    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Oct 2010
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    418

    افتراضي

    جزاك الله خيرا ابا البراء

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي

    فيكم بارك الله
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •