تعدد الإعراب والمعاني بتعدد الرواة والمباني
تقوم اللغة على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، والإنسان يتحدث بمستويات متعددة وبلغات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ليكون بعيدا عن اللبس والتناقض وهو غاية كل لغة من لغات العالم ،كما هو الحال في هذه التراكيب التي تتمايز من حيث المعنى والإعراب في إطار الصيغة نظرا لتغير منزلة المعنى بين أجزاء التركيب:
قال الشاعر:ويومٍ تُوافينا بوَجْهٍ مُقَسَّمٍ كأَنْ ظَبْيَةً تَعْطُو إلى ناضِرِ السَّلَمْ
والعرب تروي هذا البيت بروايات ثلاث فتقول: ويومٍ تُوافينا بوَجْهٍ مُقَسَّمٍ كأَنْ ظَبْيَةً تَعْطُو إلى ناضِرِ السَّلَمْ
ويومٍ تُوافينا بوَجْهٍ مُقَسَّمٍ كأَنْ ظَبْيَةٌ تَعْطُو إلى ناضِرِ السَّلَمْ
ويومٍ تُوافينا بوَجْهٍ مُقَسَّمٍ كأَنْ ظَبْيَةٍ تَعْطُو إلى ناضِرِ السَّلَمْ
فمن نَصَبَ أَرادَ كأَنْ ظَبْيَةً فخفف وجعل ظبية اسم كأن والخبر تعطو، وكأنْ تحتاج إلى اسم وخبر.
ومَنْ خفَض أَراد كظَبْيَةٍ وظبية اسم مجرور بالكاف.
ومَن رفع أَراد كأَنها ظبْيَةٌ فجعل الهاءالمضمرة اسم كانَّ وظبية خبرها،وكأنَّ تحتاج إلى اسم وخبر.
وبهذا يتضح أن اللغة تقوم على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، وأن الإنسان يتحدث بمستويات متعددة وبلغات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ، وأن الإنسان يتحدث بحسب الأهمية المعنوية في الأصل وفي العدول عن الأصل،وأن منزلة المعنى هي الضابط والمعيار في تمايز معنى وإعراب التراكيب.