بسم الله الرحمن الرحيمفي آيات قرآنية كثيرة يوجه الله تعالى ويحض نبيه عليه الصلاة والسلام الى الإستغفار منها :
(وَاسْتَغْفِرِ اللَّهَ إنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً ) ، (فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إلَهَ إلاَّ اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ ) (فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إنَّهُ كَانَ تَوَّاباً )
وذكر عن نفسه عليه الصلاة والسلام أنه كل يوم يستغفر ويتوب :
ففي الصحيحين عن أبي هريرة (رضي الله عنه) قال:
سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم يقول: (والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة)
وعن ابن عمر (رضي الله عنهما) قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا أيها الناس توبوا إلى الله ، فإني أتوب إليه في اليوم مئة مرة) رواه مسلم
و قال عليه الصلاة والسلام : (إنه ليغان على قلبي ، وإني لأستغفر الله في اليوم مئة مرة) رواه مسلم .
والغين هو ألطف شيء وأرقه مما يغشى القلب فماذا عسانا نفعل وكم نستغفر لحال قلوبنا !!
اللهم إنا نستغفرك ونتوب إليك فتب علينا إنك أنت التواب الغفور.
اللهم إنا نستغفرك ونتوب إليك فتب علينا إنك أنت التواب الرحيم.
قال ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه مدارج السالكين :
(( فالاستغفار المفرد كالتوبة بل هو التوبة بعينها مع تضمنه طلب المغفرة من الله وهو محو الذنب وإزالة أثره ووقاية شره ......وهذا الاستغفار هو الذي يمنع العذاب في قوله {وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ }
فإن الله لا يعذب مستغفرا وأما من أصر على الذنب وطلب من الله مغفرته فهذا ليس باستغفار مطلق ولهذا لا يمنع العذاب
فالاستغفار يتضمن التوبة والتوبة تتضمن الاستغفار وكل منهما يدخل في مسمى الآخر عند الإطلاق.
وأما عند اقتران إحدى اللفظتين بالأخرى فالاستغفار: طلب وقاية شر ما مضى .
والتوبة: الرجوع وطلب وقاية شر ما يخافه في المستقبل من سيئات أعماله.
فها هنا ذنبان: ذنب قد مضى فالاستغفار منه: طلب وقاية شره .
وذنب يخاف وقوعه فالتوبة: العزم على أن لا يفعله .
والرجوع إلى الله يتناول النوعين: رجوع إليه ليقيه شر ما مضى ورجوع إليه ليقيه شر ما يستقبل من شر نفسه وسيئات أعماله. ))
واليوم الأمة كلها بحاجة للإستغفار والتوبة والرجوع الى الله تعالى فحالنا من السوء والهوان لايخفى على أحد .
فمن شاء أن يثري الموضوع بنقل أو أي فائدة أخرى فليفعل ... نذكر أنفسنا والقراء بهذا الأمر .