خاتَم النبوة :
صفته :
اختلفت الرواياتُ في وصف خاتم النبوة، ففي حديث عبد الله بن سَرْجِس عند مسلم (2346) (كبيضة الحمامة) ، وفى حديث السائب بن يزيد عند البخاري (3541) (مثل زِرِّ الحَجَلة) ، وفى حديث أبي موسى الأشعري عند الترمذي (3620) : (مثل التفاحة) ، وفى حديث عبدالله بن سَرْجِس عند البيهقي في دلائل النبوة (221 ) : (جُمْعًا ، عليهما خِيلانٌ كأمثال الثَّآليل) ، والثآليل : جمع ثُؤلول ، وهو حبةٌ تظهر في الجلد كالحِمَّصة .
وفى حديث ابن عمر عند ابن حبان (6302): (مثل البُنْدقةِ من اللحم) ، وفي حديث قُرَّة بن إياس عند البيهقي (223) : (مثل السَّلْعة) .
قال المناوي : (كلها متقاربة ، وأصل التفاوت في نظر الرائي بَعُد أو قَرُب) . فيض القدير (1/ 179).
قال القرطبي : (اتَّفقت الأحاديثُ الثابتة على أن الخاتم شيءٌ بارزٌ أحمر عند كتفه الأيسر ، قدرُه إذا قلَّ كبيضة الحمامة ، وإذا كثُر جمعُ اليد...).
وقال ابن حجر : (وأما ما ورد من أنها كأثرِ المحجم ، أو كانت كالشامة السوداء ، أو الخضراء ، أو مكتوب عليها محمد رسول الله فأنت المنصور ، أو نحو ذلك - فلم يثبتْ منها شيء) . فتح الباري (6/ 876 - 787).
مكانه :
كان خاتَم النبوة بين كتفي النبي - صلى الله عليه وسلم - كما في حديث السائب بن يزيد عند البخاري (3541) ، وفيه : (فنظرتُ إلى خاتم النبوة بين كتفيه) ، وكان ناحية كتفه الأيسر ؛ كما في حديث عبدالله بن سَرْجِس عند مسلم (2346) ، قال : ثم درتُ خلفه ، فنظرت إلى خاتَم النبوة بين كتفيه عند ناغض كتفه اليسرى .
متى وضع الخاتم بين كتفيه - صلى الله عليه وسلم ؟
هل وُلِد به النبي - صلى الله عليه وسلم ؟ أم وُضِع حين ولادته ؟ أم وُضِع عند شَق صدره ؟ قاله عياض وتعقَّبه النووي وكذا القرطبي ، أم وضع حين نُبِّئ ؟
أقوالٌ لأهل العلم ، لعل أقربَها للصحة أنه كان عند شَقِّ صدره وهو مسترضع في بني سعد بن بكر ؛ لِما في حديث عتبة بن عبدٍ السُّلميِّ أحمد (17648)، والدارمي (13) ، وحسنه الألباني في الصحيحة (1/ 372) . ، وفيه : (أن الملَكين لَمَّا شقَّا صدرَه ، قال أحدهما للآخر : خِطْه ، فخاطه وختم عليه بخاتم النبوة) .
أما ما جاء في أنه عندما نُبِّئ ، فلا يخفى عليك ضعفُ الحديث الذي في شأنه ففيه داود بن المحبَّر ، وهو متروك ، قال ابنُ المديني وأبو حاتم : ذاهبُ الحديث ، وقال الدارقطني : متروك الحديث .
.