تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: الأخبار الخاصة المروية على ثلاثة أنواع (تأصيل نفيس من البيهقي)!

  1. Post الأخبار الخاصة المروية على ثلاثة أنواع (تأصيل نفيس من البيهقي)!

    دلائل النبوة للبيهقي محققا (1/ 32)
    فصل: ومما يجب معرفته في هذا الباب أن تعلم: أن الأخبار الخاصة المروية على ثلاثة أنواع:
    نوع اتفق أهل العلم بالحديث على صحته، وهذا على ضربين:
    أحدهما: أن يكون مرويا من أوجه كثيرة، وطرق شتى حتى دخل في حد الاشتهار، وبعد من توهم الخطأ فيه، أو تواطؤ الرواية على الكذب فيه.
    فهذا (الضرب من الحديث) يحصل به العلم المكتسب، وذلك مثل الأحاديث التي رويت في القدر، والرؤية، والحوض، وعذاب القبر، وبعض ما روى في المعجزات، والفضائل، والأحكام، فقد روي بعض أحاديثها من أوجه كثيرة.

    (والضرب الثاني) : أن يكون مرويا من جهة الآحاد، ويكون مستعملا في الدعوات، والترغيب والترهيب، وفي الأحكام كما يكون شهادة الشاهدين مستعملة في الأحكام عند الحكام، وإن كان يجوز عليها وعلى المخبر الخطأ والنسيان، لورود نص الكتاب بقبول شهادة الشاهدين إذا كانا عدلين، وورود السنة بقبول خبر الواحد إذا كان عدلا مستجمعا لشرائط القبول فيما يوجب العمل.

    وأما في (المعجزات وفي فضائل واحد من الصحابة: وقد رويت فيهما أخبار آحاد في ذكر أسبابها إلا أنها مجتمعة في إثبات معنى واحد وهو ظهور المعجزات على شخص واحد، وإثبات فضيلة شخص واحد، فيحصل بمجموعها العلم المكتسب. بل إذا جمع بينها وبين الأخبار المستفيضة في المعجزات والآيات التي ظهرت على سيدنا المصطفى، صلى الله عليه وسلم- دخلت في حد التواتر الذي يوجب العلم الضروري فثبت بذلك خروج رجل من العرب يقال له: محمد بن عبد الله بن عبد المطلب، ادعى أنه رسول رب العالمين، وظهرت عليه الآيات وأورد على الناس من المعجزات التي باين بها من سواه بما آمن عليه من أنعم الله عليه بالهداية، مع ما بقي في أمته من القرآن المعجز.

    وهذا كما أن أسباب ما اشتهر بها «حاتم طي» بالسخاوة إنما علمت بأخبار الآحاد، غير أنها إذا جمعت أثبتت معنى واحدا هو السخاوة، فدخلت في حد التواتر في إثبات سخاوة حاتم. وبالله التوفيق.

    وأما النوع الثاني من الأخبار، فهي أحاديث اتفق أهل العلم بالحديث على ضعف مخرجها.
    وهذا النوع على ضربين:
    ضربٌ، رواه من كان معروفا بوضع الحديث والكذب فيه.
    فهذا الضرب لا يكون مستعملا في شيء من أمور الدين إلا على وجه التليين.
    وقد أخبرنا أبو علي: الحسين بن محمد الروذباري، قال: أخبرنا أبو بكر: محمد بن أحمد بن محمويه العسكري، حدثنا جعفر بن محمد القلانسي، حدثنا آدم بن أبي إياس: حدثنا شعبة، عن الحكم، عن عبدالرحمن بن أبي يعلى(1)، عن سمرة بن جندب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من روى عني حديثا وهو يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين».
    قال: وحدثنا شعبة، عن حبيب بن أبي ثابت، عن ميمون بن أبي شبيب، عن المغيرة بن شعبة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. فذكر مثله.

    وضرب لا يكون روايه متهما بالوضع، غير أنه عرف بسوء الحفظ وكثرة الغلط، في رواياته، أو يكون مجهولا لم يثبت من عدالته وشرائط قبول خبره ما يوجب القبول.
    فهذا الضرب من الأحاديث لا يكون مستعملا في الأحكام، كما لا تكون شهادة من هذه صفته مقبولة عند الحكام. وقد يستعمل في الدعوات والترغيب والترهيب، والتفسير والمغازي فيما لا يتعلق به حكم.
    سمعت أبا عبد الله الحافظ، يقول: سمعت أبا زكريا: يحيى بن محمد العنبري، يقول: سمعت أبا الحسن: محمد بن إسحاق بن إبراهيم الحنظلي يقول: كان أبي يحكي عن «عبد الرحمن بن مهدي» أنه قال:
    إذا روينا في الثواب والعقاب وفضائل الأعمال، تساهلنا في الأسانيد، وتسامحنا في الرجال، وإذا روينا في الحلال والحرام والأحكام، تشددنا في الأسانيد وانتقدنا الرجال.
    أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ، أخبرنا أبو العباس: محمد بن أحمد المحبوبي- بمرو- أخبرنا أحمد بن سيار، قال: سمعت أبا قدامة، يقول: قال (يحي بن سعيد- يعني القطان) :
    تساهلوا في التفسير عن قوم لا يوثقونهم في الحديث.
    ثم ذكر ليث بن أبي سليم . وجويبر بن سعيد، والضحاك، محمد بن السائب- يعني الكلبي، وقال: هؤلاء يحمد حديثهم ويكتبالتفسير عنهم.

    قال الشيخ: وإنما تساهلوا في أخذ التفسير عنهم، لأن ما فسروا به ألفاظه تشهد لهم به لغات العرب، وإنما عملهم في ذلك الجمع والتقريب فقط.
    أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، وأبو عبد الرحمن السلمي، قال: أخبرنا أبو العباس: محمد بن يعقوب: سمعت العباس بن محمد يقول: سمعت «أحمد ابن حنبل» وسئل وهو على باب أبي النضر: هاشم بن القاسم، فقيل له: يا أبا عبد الله، ما تقول في «موسى بن عبيدة» وفي «محمد بن إسحاق» ؟
    قال: «أما موسى بن عبيدة". فلم يكن به بأس، ولكنه حدث أحاديث مناكير عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
    وأما «محمد بن إسحاق»؛ فهو رجل تكتب عنه هذه الأحاديث- كأنهيعني المغازي ونحوها- فأما إذا جاءك الحلال والحرام أردنا قوما هكذا، وقبض أبو الفضل- يعني العباس- أصابع يده الأربع من كل يد ولم يضم الإبهام.

    وأما النوع الثالث، من الأحاديث: فهو حديث قد اختلف أهل العلم بالحديث في ثبوته: فمنهم من يضعفه بجرح ظهر له من بعض رواته خفى ذلك عن غيره، أو لم يقف من حاله على ما يوجب قبول خبره، وقد وقف عليه غيره، أو المعنى الذي يجرحه به لا يراه غيره جرحا، أو وقف على انقطاعه أو انقطاع بعض ألفاظه، أو إدراج بعض رواته قول رواته في متنه. أو دخول إسناد حديث في حديث خفى ذلك على غيره.
    فهذا الذي يجب على أهل العلم بالحديث بعدهم أن ينظروا في اختلافهم، ويجتهدوا في معرفة معانيهم في القبول والرد، ثم يختاروا من أقاويلهم أصحها. وبالله التوفيق.
    _____
    (1) قلتُ (أبو عاصم): هكذا في "المطبوع"، وهو تحريف، صوابه: "عبد الرحمن بن أبي ليلى"، كما في مصادر التخريج.
    أبو عاصم أحمد بن سعيد بلحة.
    حسابي على الفيس:https://www.facebook.com/profile.php?id=100011072146761
    حسابي علي تويتر:
    https://twitter.com/abuasem_said80

  2. #2

    افتراضي رد: الأخبار الخاصة المروية على ثلاثة أنواع (تأصيل نفيس من البيهقي)!

    الحمد لله رب العالمين

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •