موسوعة ( شعراء العربية )
بقلم د.فالح الحجية

16


النابِغَة الشيباني


هو عبد الله بن المخارق بن سليم بن حضيرة بن قيس بن سنان بن حماد بن حارثة بن عمرو بن أبي ربيعة بن ذهب بن شيبان بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل بن قاسط بن هنب بن أقصى بن دعمي بن جديلة من بني شيبان.

شاعرٌ بدوي من شعراء الدولة الأموية. وكان يفد إلى الشام إلى خلفاء بني أمية فيمدحهم ويجزلون عطاءه. ومدح عبد الملك بن مروان ومن بعده من ولده وله في الوليد مدائح كثيرة

وروى صاحب الاغاني انه كان نصرانياً لأنه وجد في شعره ما يحلف به بالإنجيل والرهبان وبالأيمان التي يحلف بها النصارى,

ولما هم عبد الملك بن مروان بخلع اخيه عبد العزيز وتولية ابنه الوليد العهد كان نابغة بني شيبان منقطعاً إلى عبد الملك مداحاً له فدخل إليه في يوم حفل والناس حواليه وولده قدامه فمثل بين يديه وأنشده قوله:

أشتقت وانهل دمع عينك أن
أضحى قفاراً من أهله طلح
حتى انتهى إلى قوله:

أزحت عنا آل الزبـير ولـو
كانوا هم المالكين ما صلحوا

إن تلق بلوى فأنت مصطبـرٌ
وإن تلاق النعمى فلا فـرح

ترمي بعيني أقنى على شرف
لم يؤذه عـائرٌ ولا لـحـح

آل أبي العاص آل مـأثـرةٍ
غرٌّ عتاقٌ بالخير قد نفحـوا

خير قريشٍ وهم أفاضلـهـا
في الجد جدٌّ وإن هم مزحوا

أرحبها أذرعاً وأصـبـرهـا
أنتم إذا القوم في الوغى كلحوا

أما قريشٌ فـأنـت وارثـهـا
تكف من صعبهم إذا طمحـوا

حفظت ما ضيعوا وزنـدهـم
أوريت إذ أصلدوا وقد قدحوا

آليت جهداً وصادقٌ قسـمـي
برب عبدٍ تجـنـه الـكـرح

يظل يتلو الإنـجـيل يدرسـه
من خشية الله قلبـه طـفـح

لابنك أولى بـمـلـك والـده
ونجم من قد عصاك مطـرح

داود عدلٌ فاحكم بـسـيرتـه
ثم ابن حرب فإنهم نصـحـوا

وهم خيارٌ فاعمل بسنـتـهـم
واحي بخير واكدح كما كدحوا

فتبسم عبد الملك ولم يتكلم في ذل بإنذار ولا دفع فعلم الناس أن رأيه خلع عبد العزيز. وبلغ ذلك من قول النابغة الى عبد العزيز .
فقال : لقد أدخل ابن النصرانية نفسه مدخلاً ضيقاً فأوردها مورداً خطراً وبالله علي لئن ظفرت به لاخضبن قدمه بدمه.

وهنأ يزيد بن عبد الملك بالفتح بعد قضائه على ثورة المهلب بن ابي صفرة وقتله ولده يزيد بن المهلب وقال أبو عمرو الشيباني:
لما قتل يزيد بن المهلب دخل النابغة الشيباني على يزيد بن عبد الملك بن مروان فأنشده يهنئه بالفتح :

ألا طال التـنـظـر والـثـواء
وجاء الصيف وانكشف الغطـاء

وليس يقـيم ذو شـجـنٍ مـقـيمٍ
ولا يمضي إذا ابتغي المـضـاء

طوال الدهـر إلا فـي كـتـابٍ
ومقدارٍ يوافـقـه الـقـضـاء

فما يعطى الحريص غنًى لحرصٍ
وقد ينمي لذي الجـود الـثـراء

وكل شـديدةٍ نـزلـت بـحـيٍّ
سيتبعها إذا انتـهـت الـرخـاء

أؤم فتًى من الأعياص مـلـكـاً
أغـر كـأن غـرتـه ضـياء

لأسمعه غريب الشعـر مـدحـاً
وأثني حيث يتصـل الـثـنـاء

يزيد الخير فـهـو يزيد خـيراً
وينمي كلما أبتغـي الـنـمـاء

فضضت كتائب الأزدي فـضـا
بكبشك حين لفهمـا الـلـقـاء

سمكت الملك مقتـبـلاً جـديداً
كما سمكت على الأرض السماء

نرجي أن تـدوم لـنـا إمـامـاً
وفي ملك الوليد لـنـا رجـاء

هشامٌ والـولـيد وكـل نـفـسٍ
تريد لك الفنـاء لـك الـفـداء

في قصيدة طويلة فأمر له بمائة ناقة من نعم كلب وأمر أن توقر له براً وزبيباً وكساه وأجزل صلته.

وقد وفد إلى هشام عبد الملك لما ولي الخلافة فلما رآه قال له:
- يا ماص ما أبقت المواسي من بظر أمه !
ألست القائل:

هشامٌ والوليد ولك نفـسٍ
تريد لك الفناء لك الفداء

أخرجوه عني والله لا يرزؤني شيئاً أبداً وحرمه اعطياته . ولم يزل طول أيامه طريداً حتى ولي الوليد بن يزيد فوفد إليه ومدحه مدائح كثيرة وأجزل صلته .

وعن حماد الراوية قال أنه أنشده لنابغة بني شيبان شعرا فيه وصف الخمرة واحبها وانشد فيها :

أيها الساقي سقـتـك مـزنةٌ
من ربيعٍ ذي أهاضيب وطش

امدح الكأس ومن أعملـهـا
واهج قوماً قتلونا بالعطـش

إنما الكـأس ربـيعٌ بـاكـرٌ
فإذا ما غاب عنا لم نـعـش

وكأن الشرب قـوم مـوتـوا
من يقم منهم لأمر يرتعـش

خرس الألسن مما نـالـهـم
بين مصروع وصاحٍ منتعش

من حميا قرقـفٍ حـصـيةٍ
قهوةٍ حوليةٍ لم تمـتـحـش

ينفع المزكوم منها ريحـهـا
ثم تنفى داءه إن لـم تـنـش

كل من يشربهـا يألـفـهـا
ينفق الأموال فيها كل هـش

وقيل ان نابغة بني شيبان مدح وافتخر بقومه بني شيبان بقصيدة فأمر بإحضاره الوليد بن يزيد الاموي فأنشده القصيدة وظن الوليد أن فيها مدحاً له فإذا هو يفتخر بقومه ويمدحهم
فقال له الوليد: لو سعد جدك لكانت مديحاً فينا لا في بني شيبان ولكنا ولسنا نخليك على ذلك من حظ ووصله وانصرف ومنها هذه الابيات :

خل قلبي من سليمى نبلهـا
إذ رمتني بسهام لم تطـش

طفلة الأعطاف رؤدٌ دمـيةٌ
وشواها بختري لـم يحـش

وكأن الدر في أخراصـهـا
بيض كحلاء أقرته بعـش

ولها عينا مهاةٍ فـي مـهـاً
ترتعي نبت خزامى ونتـش

حرة الوجه رخيمٌ صوتـهـا
رطبٌ تجنيه كف المنتقـش

وهي في الليل إذا ما عونقت
منية البعل وهم المفتـرش

و يقول فيها مفتخراً:
وبنو شيبان حولـي عـصـبٌ
ومنهم غلبٌ وليست بالقـمـش

وردوا المجد وكانـوا أهـلـه
فرووا والجود عافٍ لم ينـش

وترى الجرد لـدى أبـياتـهـم
أرناتٍ بين صلصـال وجـش

ليس في الألوان منها هـجـنةٌ
وضح البلق ولا عيب البـرش

فبها يحـؤوان أمـوال الـعـدا
ويصيدون عليها كـل وحـش

دميت أكفالها من طـعـنـهـم
بالردينيات والخيل الـنـجـش

ننهل الخطـي مـن أعـدائنـا
ثم نفري الهام إن لم نفـتـرش

فإذا العيس من المحـل غـدت
وهي في أعينها مثل العمـش

ذاك قـولـي وثـنـائي وهـم
أهل ودي خالصاً في غير غش

فسلوا شيبان إن فـارقـتـهـم
يوم يمشون إلى قبري بنعـش

هل غشينا محرماً في قومـنـا
أو جزينا جازياً فحشاً بفحـش

توفي الشاعر نابغة بني شيبان سنة \125 هـجرية / الموافق لسنة \ 743 ميلادية
ومن شعره هذه الابيات :

أرقتُ وشر الداء هم مؤرق
كأنّي أسيرٌ جانَبَ النومَ مُوثَقُ

تذكّرَ سلمى ، أو صريعٌ لِصَحْبهِ
يقول إذا ما عزت الخمر : أنفقوا

يُشِبُّ حُميّا الكأسِ فيهِ إذا انتشى
قديمُ الخِتامِ بابِليٌّ مُعَتَّقُ

يقولُ الشُّروبُ: أيُّ داءٍ أصابَهُ؟
أتخبيل جن أم دهاه المروق ؟

يَموتُ ويَحْيا تارة ً مِنْ دَبيبِها
وليسَ لهُ أنْ يُفصِحَ القيلَ منْطِقُ

وأعجب سلمى أن سلمى كأنها
من الحسن حوراء المدامع مرشق

دعاها إلى ظلٍّ تُزجّي غَزالَها
مع الحر عمري من السدر مورق

تَعَطَّفُ أحياناً عليهِ وتارة
ً تكاد - ولم تغفل - من الوجد تخرق

وللحلي وسواسٌ عليها إذا مشت
كما اهتزَّ في ريحٍ من الصَّيْف عِشْرِقُ

إذا قَتَلَتْ لم يُؤْدَ شيئاً قتيلُها
برهرهة ٌ ريا تود وتعشق

وتَبْسِمُ عن غُرٍّ رُواءٍ كَأَنَّها
أقاح بريانٍ من الروض مشرق

كأنَّ رُضابَ المِسْكِ فوقَ لِثاتها
وكافورَ دارِيٍّ وراحاً تُصَفَّقُ

حمته من الصادي فليس تنيله
وإنْ ماتَ ما غنّى الحمامُ المطوَّقُ

تكونُ وإنْ أعطتْك عهداً كأنَّها
إذا رُمْتَ مِنْها الودَّ نجمٌ مُحَلِّقُ

فبرح بي منها عداة ٌ فصرمها
عليَّ غرامٌ وادّكارٌ مُشوِّقُ

وقالَ العدوُّ والصديقُ كِلاهُما
لنابغة البكري شعرٌ مصدق

فأَحْكَمُ أَلْبابِ الرجالِ ذَوو التقى
وكل امرئٍ لا يتقي الله أحمق

وللناسِ أهواءٌ وشَتّى هُمومُهُمْ
تَجَمَّعُ أحياناً، وحيناً تَفَرَّقُ

وزرع وكل الزرع يشبه أصله
هم ولدوا شتى مكيسٌ ومحمق

فذو الصمت لا يجني عليه لسانه
وذو الحلمِ مَهْدِيٌّ وذو الجهل أَخْرقُ

ولست - وإن سر الأعادي - بهالكٍ
وليس يُنجّيني من الموتِ مُشْفِقُ

وأشوسَ ذي ضغنٍ تراهُ كأنَّهُ
ـ إذا أَنْشَدَتْ يوماً رُواتي ـ مُخَنَّقُ

ولم يأته عني من الشم عاذرٌ
خَلا أنَّ أمثالي تُصيبُ وتَعْرُقُ

وبدلت من سلمى وحسن صفاتها
رسوماً كسحق البرد بل هي أخلق

عفتها خسا الأرواح تذرى خلالها
وجالَ على القضِّ الترابُ المدقَّقُ

وغيرها جونٌ ركامٌ مجلجلٌ
أجشُّ خَصيفُ اللونِ يخبو ويَبْرُقُ

يلالي وميضٌ مستطيرٌ يشبه
مهامهَ محالاً بها الآلُ يخفقُ

تنوءُ بأحمالٍ ثِقالٍ، وكُّلها
ـ وقد غرقت بالماءِ ـ ريّانُ مُتْأَقُ

كأنَّ مصابيحاً غذا الزيتُ فُتْلَهَا
ذبالاً به باتت إذا التج تذلق

كأنّ خَلايا فيهِ ضَلّتْ رِباعُها
ولَجَّة ُ حُجّاجٍ وغابٌ يُحَرَّقُ

تَمَرَّضَ تَمْريهِ الجَنوبُ مع الصَّبا
تَهامٍ يَمانٍ أَنْجَدٌ وهو مُعْرِقُ

يَسُحُّ رَوايا فهو دانٍ يَثُجُّها
هَريتُ العَزالي كُلُّها مُتَبَعِّقُ

يُسيلُ رمالاً لم تَسِلْ قبلَ صَوْبِهِ
وشقَّ الصِّفا منهُ معَ الصخرِ مُغْدِقُ

سقى بعدَ مَلْحوبٍ سَناماً ولَعْلَعاً
وقد رَوِيَتْ منهُ تَبوكٌ وأَرْوَقُ

وأضحت جبال البحتريين كلها
ـ وما قَطَنٌ منها بناجٍ ـ تُغَرَّقُ

إذا فرقٌ في الدار خارت فنتجت
أتى بعدها من دلح العين فرق

فأقلعَ ـ إِذْ خَفَّ الرَّبابُ فلم يقُم
ـ رُكامٌ تزجيهِ الشَّمالُ وتَسْحَقُ

فمنهُ كأمثالِ العُهونِ دِيارُها
لها صبحٌ نورٌ من الزهر مونق

عفتْ غير أطلالٍ ، تعطف حولها
مراشيقُ أُدْمٌ دَرُّها يُتَفَوَّقُ

وشُوهٌ كأمثالِ السبائجِ أُبَّدٌ
لها من نتاج البيض في الروض دردق

يقود الرئال حين يشتد ريشها
خَريقانِ من رُبْدٍ جَفولٍ ونِقْنِقُ

يكاد إذا ما احتك يعقد عنقه
من اللين مكسو الجناحين أزرق

فراسنُها شَتَّانِ: وافٍ وناقصٌ
فأنصافُها منهنَّ في الخلق تُسْرَقُ

نقانقُ عُجْمٌ أُبَّدٌ وكأنَّما
مع الجن باتت بالمواسي تحلق

ترى حِزَقَ الثيرانِ يحمينَ حائلاً
فكلٌّ لهُ لَدْنٌ سِلاحٌ مُذَلَّقُ

تُزَجّي المَها السفُعُ الخدودِ جآذِراً
وِراداً إِذا رُدَّتْ من الرِيِّ تَسْنَقُ

وتخذُلُ بالقيعانِ عِينٌ هَوامِلٌ
لَها زَمَعٌ من خَلْفِ رُحٍّ مُعَلَّقُ

إذا أجفلت جالت كأن متونها
سيوفٌ جرى فيها من العتق رونق

وكل مسح أخدري مكدمٍ
له عانة ٌ فيها يظل ويشهق

بأكفالها من ذبه بشباته
خدودٌ وما يلقى أَمَرُّ وأَعْلَقُ

إذا انْصَدَعَتْ وانصاعَ كانَ كأنما
بهِ ـ وَهْوَ يَحْدوهاـ من الجِنِّ أَوْلَقُ

هواملُ في دارٍ كأنَّ رُسومَها
من الدرس عادي من الكتب مهرق

فمنهُنَّ نُؤْيٌ خاشِعٌ وَمُشَعَّثٌ
وسُفْعٌ ثلاثٌ قد بَلينَ وأوْرَقُ

فجشمت نفسي - يوم عي جوابها
وعيْنيَ مِن ماءِ الشُّؤونِ تَرقْرَقُ

تغربلُهُ ذيلُ الرياحِ تُرابَها
فليسَ لوحشيٍّ بها مُتعلَّقُ

بِها جِيفُ الحَسْرى ، أُرومٌ عِظامُها
إذا صفحت في الآل تبدو وتغرق

كأنَّ مُلاءَ المحضِ فوق مُتونِها
ترى الأكم منه ترتدي وتنطق

ويومٍ من الجوزاءِ مُسْتَوْقِدِ الحصى
تكاد عضاه البيد منه تحرق

لَهُ نِيْرتا حَرٍّ، سَمومٌ، وشَمْسُهُ
صِلابُ الضَّفا منْ حرِّها تَتَشَقَّقُ

إذا الريحُ لم تسكُنْ وهاجَ سَعيرُها
وخبَّ السَّفا فيها وجالَ المُخزَّقُ

وظَلَّتْ حَرابِيُّ الفلاة ِ كأنَّها
منَ الخَرْدلِ المَطْرُوقِ بالخَلِّ تَنْشَقُ

بأدماء من حر الهجان نجيبة
ٍ أجادَ بِها فَحْلٌ نجيبٌ وأينُقُ

بَقِيَّة ُ ذَوْدٍ كالمَها أُمَّهاتُها
تخيرها ثم اصطفاها محرق

لها كاهلٌ مثل الغبيط مؤربٌ
وأَتْلعُ مَصْفوحُ العَلابي عَشَنَّقُ

وجمجمة ٌ كالقبر بادٍ شؤونها
وسامِعتا نابٍ ولَحْيٌ مُعَرَّقُ

وعينان كحلاوان تنفي قذاهما
إذا طَرَفتْ أشْفارُ عَيْنٍ وحِمْلِقُ

وخدّانِ زَانَا وَجْهَ عَنْسٍ كأنَّها
وقد ضمرت قرمٌ من الأدم أشدق

وخَطْمٌ كَسَتْهُ واضِحاً مِنْ لُغامِها
نفاه من اللحيين دردٌ وأروق

يُبَلُّ كَنَعْلِ السِّبْتِ طَوْراً وتارة
ً يكفُّ الشَّذا مِنْها خَريعٌ وأَفَرقُ

يعوم ذراعاها وعضدان مارتا
فكلٌ لهُ جافٍ عن الدفِّ مِرْفَقُ

مُضَبَّرة ٌ أُجْدٌ كأنَّ مَحالَها
ومابين متنيها بناءٌ موثق

وتَلوي بِجَثْلٍ كالإهانِ كأنَّما
بِهِ بَلَحٌ خُضْرٌ صِغارٌ وأَغْدُقُ

مَناسِمُ رِجْليها إِذا ما تقاذَفتْ
يَداها وحُثَّتْ بالدوائرِ، تَلْحقُ

على لاحبٍ يزداد في اللبس جدة
ً ويبلى عن الإعفاء طوراً ويخلق

تقلب أخفاقاً بعوجٍ كأنها
مرادي غسانية ٍ حين تعتق

وكانتْ ضِناكاً قد علا النحضُ عَظْمَها
فعادتْ مَنيناً لحمُها مُتعرَّقُ

إذا حُلَّ عنها كُورُها خَرَّ عِنْدَهُ
طليحان مجترٌ وأشعث مطرق

وماءٍ كأنَّ الزيتَ فوق جِمامِهِ
متى ما يذقه فرط القوم يسبق

فَوَصَّلْتُ أَرْماثاً قِصاراً وبَعْضُها
ضعيف القوى بمحمل السيف موثق

إلى سفرة ٍ ، أما عراها فرثة
ٌ ضعافٌ ، وأما بطنها فمخرق

أَلُدُّ بما آلَتْ من الماءِ جَسْرة
ً تكادُ إذا لُدَّتْ من الجهدِ تَشَرقُ

امير البيـــــــــــ ــان العربي
د. فالح نصيف الحجية الكيلاني
العراق- ديالى - بلدروز


************************