ثبت في الحديث : (إن ماء الرجل غليظ أبيض ، وماء المرأة رقيق أصفر) . مسلم 311 ، فهذا أصل عظيم في بيان صفة المني ، وهذه صفته في حال السلامة وفي الغالب ، قال العلماء : مني الرجل في حال الصحة أبيض ثخين ، يتدفق في خروجه دفقة بعد دفقة ، ويخرج بشهوة ويتلذذ بخروجه ، وإذا خرج استعقب خروجه فتورًا ورائحة كرائحة طلع النخل .
يتبين من ذلك أن خواصَّ المني التي عليها الاعتماد في كونه منيًّا ثلاث :
أحدها : الخروج بشهوة مع الفتور عقبه .
والثانية : الرائحة التي تشبه رائحة طلع النخل .
الثالث : الخروج بدفق ودفعات .
وكل واحدة من هذه الثلاث كافيةٌ في إثبات كونه منيًّا ، ولا يشترط اجتماعها فيه ، وإذا لم يوجد شيء منها لم يحكم بكونه منيًّا ، وغلب على الظن كونُه ليس منيًّا ، هذا كله في مني الرجل .
وأما مني المرأة ، فهو أصفر رقيق ، وقد يَبْيَضُّ لفضل قوَّتها ، وله خاصيتان يعرف بواحدة منهما :
إحداهما : أن رائحته كرائحة مني الرجل .
والثانية : التلذذ بخروجه وفتور شهوتها عقب خروجه .
قالوا : ويجب الغسل بخروج المني بأي صفة وحال كان ، والله أعلم) . شرح مسلم للنووي 3/286-287 بتصرف .