تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: العبرات المتساكبة على تراجم المغاربة ( وقفات مع كتب الرجال..)

  1. #1

    افتراضي العبرات المتساكبة على تراجم المغاربة ( وقفات مع كتب الرجال..)

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ويعد اخوتي في الله هذا بحث لاحد اخواننا الجزائريين حفظه الله وبارك الله في علمه وجعل ماقدم وماابلى من بلاء حسن في ميزان حسناته يوم لاينفع مال ولابنون الا من اتى الله بقلب سليم اردت ان احييه من جديد ليستفيد به طلبة العلم وهذا الموضوع ان وفق الرحمن هو مفتاح لمواضيع مهمة بعد توجيه اخواننا ومشايخنا الافاظل................ ......

    بدا الاخ الفاظل بخطبة الحاجة التي كان السلف رحمهم الله ياتون بها في كل مواضيعهم وهاده هي السنة خلاف ما يقع فيه اليوم كثير من الاخوة الافاظل وحتى بعض الدعاة بصرنا الله واياهم الى الحق ورزقنا اتباعه
    قال الاخ والشيخ الفاظل إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم:
    وبعد:فقد رأيت الشيخ المحدث أبا الأشبال أحمد محمد شاكر المصري قد تعرض في تحقيقاته الفاضلة وتعليقاته الحافلة على سنن الترمذي إلى مسألة مهمة من مسائل علم الجرح والتعديل طالما غفل عنها المشتغلون ، وتغافل عنها المحققون وهي قوله :
    " والذي ظهر لي بالتتبع أن كثيرا من علماء الجرح والتعديل من أهل المشرق كانوا أحيانا يخطئون في أحوال الرواة والعلماء من أهل المغرب …".
    ت : والذي ظهر لي أيضا ، أن منشأ الخطأ راجع إلى سببين لا ثالث لهما :
    السبب الأول:
    زهد أهل المغرب في علمائهم:
    بل هم أحق الناس بقول من قال :أزهد الناس في العالم أهله وجيرانه، وقد شكى أهل العلم منهم ذلك:
    - قال أبو العرب حافظ القيروان (ت:333)-رحمه الله- " في طبقات علماء القيروان وتونس" ص:155: " وحدثني جبلة بن حمود أخبرنا سحنون قال : كان من يعرف العلم يبقى في صدره لا يسألونه عنه -يعني أهل أفريقية- فيموت به ، مثل عبد الرحمن بن زياد بن أنعم ، بقي العلم في صدره لا ينتشر عنه ولا يعرف…"اهـ.
    - وقال ص:54: " وأخبرني جبلة بن حمود الصدفي قال سمعت سحنون بن سعيد يقول : " كان بأفريقية رجال عدول بعضهم بالقيروان وتونس وطرابلس… لو قورنوا بمالك بن دينار لساووه.."اهـ.
    - وقال صاحب كتاب مفاخر البربر- لمؤلف مغربي مجهول- ص:222:-نقلا من كتاب الإفتخار بمناقب علماء القيروان الأخيار" سمعت الشيخ الفقيه العالم الراوية المحدث الباحث أبا عبد الله بن عبد الملك-رحمه الله- يقول:" كان بفاس من الفقهاء الأعلام والأجلة أعيان الناس ماليس في غيرها من البلدان ولكن أهلها أهملوا ذكر محاسن علمائهم ، وأغفلوا تخليد مفاخر فقهائهم…"اهـ.
    - وقال ابن مريم في مقدمة كتابه "البستان في ذكر الأولياء والعلماء بتلمسان" نقلا عن السنوسي - وهو يعدد فوائد ترجمة علماء بلده المغمورين-:" الرابع : أن فيه تخلصا مما عليه أهل الزمن من القدح بمن عاصرهم، وهذا خلق ذميم جدا وقد نال منه أهل المغرب خصوصا أهل بلدنا حظا أوفر مما نال غيرهم ولهذا لا يجد أكثرنا اعتناء بمشايخنا ولا يحسن الأدب معهم بل يستحي كثير منا أن ينتسب بالتلمذة لهم ، رغم أن جل انتفاعه به فيعدل عن الانتساب إليهم إلى من هو مشهور عند الظلمة وربما نسب بعض من لا خلاق له العداوة والسب والأذية لمن سبقت له شيخوخته عليه ولا يبالي وذلك مذموم جدا…-إلى أن قال:- ويرحم الله المشارقة ما أكثر اعتناءهم بمشايخهم…"اهـ.
    - ت: وهذا مادفع الإمام ابن حزم الأندلسي من التذمر من المغرب وأهله فقال:
    أنا الشمس في جو العلوم منيرة --- ولكن عيبي أن مطلعي الغرب.
    ولو أنني في جانب الشرق طالع --- لجد على ما ضاع من ذكري النهب.
    وهو القائل في رسالته في المفاضلة بين علماء الأندلس وغيرهم :" أما جهتنا فالحكم في ذلك ما جرى به المثل السائر :أزهد الناس في العلم أهله . وقد قرأت في الإنجيل أن عيسى عليه السلام قال: لا يفقد النبي حرمته إلا في بلده . وقد تيقنا ذلك بما لقي النبي صلى الله عليه وسلم من قريش ، وهم أوفر الناس أحلاما وأصحهم عقولا… ولا سيما أندلسنا فإنها خصت من حسد أهلها العلم الظاهر فيهم الماهر منهم واستقلالهم كثير ما يأتي به، واستهجانهم ما يأتي من حسناته ، وتتبعهم سقطاته وعثراته ، وأكثر ذلك مدة حياته بأضعاف ما في سائر البلدان ، إذا أجاد قالوا سارق مغير ، وإن انتحل قذع وإن توسط قالوا : غث بارد وضعيف ساقط،وإن باكر الحيازة لقصب السبق ، قالوا : متى كان هذا ومتى تعلم؟ وفي أي زمن قرأ ولأمه الهبل . وبعد ذلك إن ولجت به الأقدار أحد طريقين إما شفوفا دائما يعليه على نظرائه ، أو سلوكا في غير السبيل التي عهدوها فهنالك حمي الوطيس على اليائس وصار غرضا للأقوال وهدفا للمطالب ، وعرضا للتطرق إلى عرضه، وربما نحل ما لم يقل، وطوق ما لم يتقلد ، وألحق بما لم يفه به، ولا اعتقده قلبه، فإن لم يتعلق بالسلطان بحظ لا يسلم من المتالف ولا ينجو من المخالف فإن تعرض لتأليف غمز ولمز، وتعرض وهمز وسترت فضائله وهتف ونودي بما أغفل فتسكن لذلك همته ، وتكل نفسه وتبرد حميته …الخ كلامه (أنظره في رسائل ابن حزم الأندلسي تحقيق إحسان عباس).
    ت: وكأني بأهل مصر قد هبت عليهم ريح مغربية، حين قال الشافعي عن الليث بن سعد المصري :" الليث أفقه من مالك لولا أن قومه ضيعوه ".
    السبب الثاني:
    جهل أهل المشرق بعلماء المغرب(*):
    وهو ظاهر لمن تتبع عبارات الحفاظ كالدارقطني وابن حبان وأبو حاتم وغيرهم …فإنهم درجوا على إطلا ق وصف الجهالة على الرواة المغاربة ، ووصف النكارة على مروياتهم.
    جاء في ترجمة عبد الرحمن بن زياد بن أنعم الأفريقي في التهذيب للمزي :" أما الأفريقي فإن أحاديثه التي تنكر عن شيوخ لا نعرفهم وعن أهل بلده فيحتمل أن يكون منهم ويحتمل أن لا يكون… ويروى عن يحيى القطان أنه قال : الأفريقي ثقة ورجاله لا نعرفهم فقال لي أبو زرعة حديثه عن هؤلاء لاندري ، ولكن … ".
    ت: وقد أطلق بعضهم هذا الوصف في المشاهير منهم :
    قال ابن حجر في ترجمة عبد الله بن عمر بن غانم قاضي أفريقية من التهذيب له، بعد أن اورد كلام ابن حبان فيه - وكان قد أفحش القول فيه- :" ابن حبان ما عرف هذا الرجل لأنه جليل القدر ثقة لاريب فيه .."اهـ.
    وفي ترجمة محمد بن عبد السلام بن سعيد التنوخي ، من اللسان - بعد أن أورد له حديثا من رواية يحيى بن خشيش القيرواني عنه هن أبيه عن مالك … قال الدارقطني .لا يثبت ورواته مجهولون !!!.
    قال ابن حجر: " ثم ظهر لي أن محمد بن عبد السلام ثقة معروف، وهو ابن سحنون فإن اسم سحنون عبد السلام بن سعيد وسحنون لقبه كما تقدم في ترجمته وابنه محمد من كبار العلماء بالمغرب"اهـ.
    هذا وبعد الوقوف على كلام الشيخ شاكر -رحمه الله- عزمت على تتبع مواطن تراجم الرواة المغاربة من كتب التاريخ والرجال والعلل وتحقيق أحوالهم - بما تيسر-، فاجتمع لي من ذلك جملة نافعة - إن شاء- تصلح أن تنشر في بحوث متتابعة ، ولا يفوتني الإلماع إلى أن من بين الذين نبهوا على كثير من التراجم المغربية الحافظ مغلطاي الحنفي في استدراكاته على الإمام المزي في كتابه "إكمال تهذيب الكمال" ، فإنه قد استفاد كثيرا من كتب حافظ القيروان أبي العرب القيرواني التي لم يطلع عليها المشارقة ، وتبعه على ذلك ابن حجر فإنه صرح في مقدمة تهذيب التهذيب أنه اعتمد على كتاب مغلطاي في العاجل قبل أن يكشف الأصول في الآجل،واعتمد على غيرها من كتب الأندلسيين وعليها بنى أكثر استدراكاته على الذهبي في اللسان فيما يتعلق بتراجم الرواة المغاربة.
    ولكنهم مع ذلك ند عنهم ما أجمع بعضه هنا ، والآن لنشرع في المقصود بعون الملك المعبود ، فأقول :
    1)- الحافظ أبو العرب القيرواني هو محمد بن أحمد التميمي (ت:333) ترجم له من المشارقة الذهبي في السير وتذكرة الحفاظ وأثنى عليه وعلى حفظه وترجم له من المغاربة عياض في المدارك والخشني في طبقاته وكذا صاحب معالم الإيمان له كتاب طبقات علماء أفريقية وتونس (مطبوع باختصار الطلمنكي) وثقات المحدثين وضعفائهم ( وهو مفقود) وغيرها ،ونقل منها مغلطاي وابن حجر- كما سبق- وهذا الأخير يصفه دائما بأبي العرب الصقلي.!!! حافظ القيروان ، (كذا) ولم أجد أحدا ممن ترجم له نسبه إلى صقلية ولا حتى مغلطاي الذي من كتبه ينقل الحافظ كما نص في ةمقدمة تهذيب التهذيب، والمشهور أنه قيرواني وقد يقال نسبة إليها: قروي ، بها ولد وأخذ العلم عن شيوخها وبها توفي ولم يثبت أنه نزل صقلية بله ينسب إليها ، فمن أين للحافظ بهذه النسبة… ؟؟؟. وأبو العرب الصقلي هذا لعله هو شاعر بلاط المعتمد بن عباد الأندلسي له ترجمة في وفيات ابن خلكان وقد نقل المقري شيئا من شعره في نفح الطيب ، وهو متأخر عن زمان القيرواني ولم يرد أنه كان له اشتغال بالحديث ولا قيروانيا فضلا عن كونه حافظ القيروان!!
    وهذا ما يؤكد أن الحافظ ما وقف على كتب الحافظ أبي العرب ، وأن جل نقوله عن مغلطاي ، أما قوله في المقدمة إنه اعتمد على كتاب مغلطاي في العاجل قبل أن يكشف الأصول في الآجل ، فلم يف به ، أما نسبة القيرواني إلى صقلية فهو شيء عجيب ..!!!.
    2) - جاء في تهذيب التهذيب في ترجمة أبي غطيف الهذلي الذي روى عنه الأفريقي حديث( من توضأ على طهر كتب الله له عشر حسنات):" قال ابن أبي حاتم عن أبي زرعة : لا يعرف اسمه"اهـ.
    ت : وهو في طبقات أبي العرب(ص:91). قال"وأبو غطيف من أهل أفريقية واسمه بشر ، وقد تزوج أبو غطيف بنت بكر بن سوادة الجذامي"اهـ. وهذا يرد على من عده في جملة المجاهيل الجهالة العينية، كما هو مفهوم من ترجمة عبد الرحمن بن زياد بن أنعم الأفريقي.
    (يتبع إن شاء الله…).

  2. #2

    افتراضي رد: العبرات المتساكبة على تراجم المغاربة ( وقفات مع كتب الرجال..)

    )- قال العلامة الألباني -رحمه الله- تحت حديث (1263) من السلسلة الضعيفة في معرض الكلام على الراوي يحيى بن سليمان الجُفْري (كذا) :
    أ- " الجُفْري : أورده السمعاني في مادة (الجفري) بضم الجيم وسكون الفاء وهي بناحية البصرة ثم ساق جماعة ينسبون إليها ثم قال :
    وأبو زكريا يحيى بن سليمان الأفريقي المعروف بالجفري نسبة في قريش وظني أنه موضع بأفريقية والله أعلم حدث وآخر من حدث عنه جبرون بن عيسى بن يزيد توفي سنة 237.
    وأما الذهبي فأورده في المشتبه (الحُفْري) بحاء مضمومة وقال :
    عن فضيل بن عياض وعباد بن عبد الصمد وعنه جبرون بن عيسى.
    وكذلك وقع في نسخة مخطوطة جيدة من الميزان (الحُفْري) بالمهملة المضمومة ، وقال : ما علمت به بأسا.
    وقع في الميزان المطبوع في مصر سنة (1325) (الجُفْري) بالجيم ، وهو تصحيف لمخالفته المخطوطة والمشتبه ، وإن كان هو الموافق للصواب فقد ذكر الحافظ ابن ناصر الدين في "التوضيح" (1/142/2) أن الذهبي تبع ابن ماكولا والفرضي في ضبطه بضم الحاء المهملة ، ثم قال :
    وقد وجدته في تاريخ ابن يونس بخط الحافظ أبي القاسم بن عساكر وسماعه على الحافظ أبي بكر بن أبي نصر اللفتواني الأصبهاني وعليه خطه وجدته (الجفري) بالجيم منقوطة مضمومة. وكذلك وجدته في المستخرج لأبي القاسم بن منده وهو الأشبه بالصواب ، ولعله منسوب إلى (جفرة عتيب) اسم قبيلة في بلاد المغرب .
    ب- ثم ذكر ابن ناصر أن يحيى بن سليمان هذا روى عنه أيضا ابنه عبد الله بن يحيى ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا فالرجل عندي مستور وإن قال فيه الذهبي (ماعلمت به بأسا) كما سبق ولعل ابن حبان أورده في كتاب الثقات فقد رأيت المنذري يشير إلى توثيقه فقد قال في الترغيب (3/142) عقب هذا الحديث (رواه الطبراني عن شيخه جبرون بن عيسى عن يحيى بن سليمان فإني لم أقف فيه على جرح ولا تعديل).
    وأما الهيثمي فقال في المجمع (5/211) : (رواه الطبراني عن شيخه جبرون بن عيسى عن يحيى بن سليمان الجُفْري ولم أعرفهما ، وبقية رجاله رجال الصحيح ) ، فهذا يشعر أنه لم يره في ثقات ابن حبان ، فالله أعلم"اهـ كلام شيخنا الألباني -رحمه الله- وله بقية ستأتي.
    ت: وخلاصة بحثه محصورة في أمرين:
    الأول : الاختلاف في ضبط اسم الحفري أو الجفري هل هو بالجيم المنقوطة أوبالحاء المهملة على قولين :
    ضبطه ابن ماكولا والفرضي بالحاء وتبعهما عليه الذهبي في "المشتبه" وفي أصح نسخ "الميزان" .
    وضبطه السمعاني في الأنساب بالجيم المنقوطة وابن ناصر الدين في التوضيح تبعا لما وجده في تاريخ ابن يونس بخط الحافظ أبي القاسم بن عساكر وسماعه على الحافظ أبي بكر بن أبي نصر اللفتواني الأصبهاني وعليه خطه وصوبه. وهو الذي مشاه الشيخ الألباني ، والراجح ضبطه بالحاء المهملة، لما يأتي:
     أن الذي ضبطه بالمهملة ابن ماكولا وهو أقعد في هذا الفن من السمعاني والعمدة عليه وغاية السمعاني النقل عن ابن ماكولا وأضرابه ، وابن الفرضي وهو أعلم برجال الأندلس والمغرب . أما نقل ابن ناصر الدين فيشبه أن يكون تصحيفا.
     ويرجحه أن الحافظ أبا العرب القيرواني ترجمه في طبقات علماء أفريقية - بعد أن أورد له روايات عديدة من رواية ابنه عبد الله (ص:174) فقال:" أبو زكريا يحيى بن سليمان الخَرَّاز الحُفْري : وإنما قيل له الحُفْري لأن داره كانت على حفرة بدرب أم أيوب "اهـ ، وهو الذي نقله صاحب "معالم الإيمان في معرفة أهل القيروان" (2/41) وزاد :" درب أم أيوب بسوق الأحد في القيروان".
    ت: وهو نص في ترجيح ضبطه بالحاء المهملة.
    والعجيب أن الشيخ الألباني خرج بهذا الإسناد (جبرون بن عيسى عن يحيى بن سليمان) أحاديث (أنظرها برقم :315- 316- 1468) أثبت فيها اسمه بالحاء على المذهب الأول وقال : "يحيى بن سليمان الحفري هو القرشي قال أبو نعيم:( فيه مقال)" ، بل قال (3/662):" والحفري هذا مولع برواية أحاديث الجوع فقد ساق له الطبراني ثلاثة منها هذا أحدها ، والآخران برقم (315-316) فلعله كان من المتصوفة الذين يحرمون على أنفسهم طيبات ما أحل الله لهم"اهـ.
    ت: وهو يسوقنا إلى بقية الكلام وهو:
    ثانيا: الإختلاف في حال يحيى بن سليمان الحُفْري:
    عن فضيل بن عياض وعباد بن عبد الصمد وعنه ابنه عبد الله بن يحيى ( كما نقله الحافظ ابن ناصر الدين في "التوضيح") و جبرون بن عيسى (زاد السمعاني فقال : وهوآخر من حدث عنه) توفي سنة 237.

    ومشى حاله الذهبي فقال -كما سبق-: ما علمت به بأسا .
    وظاهر صنيع المنذري أنه وثقه.
    ولم ينقل فيه ابن ناصر الدين جرحا ولا تعديلا
    ولم يعرفه الهيثمي .
    - وقال الألباني :هوعندي مستور.
    - ونقل الألباني عن أبي نعيم أنه قال-كما سبق- :( فيه مقال)- ولم يفسر.
    ت: وممن وثقه بلديه حافظ القيروان أبو العرب فقال تتمة للترجمة المذكورة سالفا : " وكان مسنا ثقة ، سمع من أبي معمر عباد بن عباد الصمد حديثا كثيرا ، وكان عالما بالفرائض والحساب .
    قال أبو العرب: لقد حدثني ابنه عبد الله أن أباه أرادوا أن يولوه ديوان أفريقية لعلمه بالحساب وهو يومئذ حدث وكان ذلك سنة خمس وخمسين ومئة فسمع يومئذ من يونس بن يزيد الايلي ثم رجع بعد ذلك إلى المشرق فلقي سفيان بن عيينة والفضيل بن عياض وغيرهما . وسمع بأفريقية من غير واحد منهم عبد الرحمن بن زياد بن أنعم وعبد الملك بن أبي كريمة وغيرهما.
    قال أبو العرب: وسألت عبد الله بن أبي زكرياءعن مولد أبيه فقال : سنة أربع وثلاثين ومائة ومات سنة سبع وثلاثين ومائتين.
    قال أبو العرب: وقال عبد الله ابنه : وولدت أنا قبل المائتين بسنة وسمع من أبي زكرياء بشر كثير من أهل القيروان من أصحاب سحنون وغيرهم"اهـ.
    ت: فظن الشيخ أن يكون الحفري من المتصوفة ظن بعيد .
    أما ابن حبان فالظاهر أنه لم يترجم له ، قال الألباني في تتمة كلامه السابق :" وجدت في أتباع التابعين من الثقات المجلد التاسع ترجمتين :
    أحدهما: يحيى بن سلام الافريقي المصري
    والأخرى: يحيى بن سليمان الجعفي ، وهذا مترجم في التهذيب وليس بظاهر أن أحدهما هو "الجفري" فالله أعلم.
    ت: وليسا يقينا "الحفري" والأول من مشاهير المغاربة وله ترجمة مطولة في هذه السلسلة تأتي إن شاء الله.
    ثم نقل الشيخ عن الحافظ أنه ذكر الحديث في الإصابة في ترجمة أبي الدحداح من رواية أبي نعيم ثم قال :"ولا يصح جبرون واهي الحديث" فلم يتعرض للحفري على أنني أرجح أنه يكون قد غلط في جبرون وخلطه بجبرون بن واقد الافريقي فقد ذكروا في ترجمته أنه متهم في حديثه ولم ينقل ذلك في حال جبرون بن عيسى وليسا بواحد.

    4)- قال ابن حجر في اللسان في ترجمة عبد الله بن عثمان المعافري : وأظن هذا أخا لحاتم بن عثمان المعافري الذي استدركت ترجمته في حرف الحاء أو هو بدليل رواية داود بن يحيى عنه وإنما وقع السهو في اسمه .
    ت: والصحيح الأول . قال أبو العرب في الطبقات (ص:82):" عبد الله بن عثمان أبو طالب الأبزازي ، كان رجلا صالحا ثقة سمع من مالك ومن ابن فروخ . روى عنه داود بن يحيى حدثنا بذلك أحمد بن يزيد وغيره"اهـ.
    وقال أيضا (ص:150):" أبو عثمان حاتم بن عثمان المعافري وأخوه أبو طالب كانا تقيين لهما سماع من عبد الرحمن بن زياد بن أنعم ، ومن مالك بن أنس ، قال أبو العرب : وأحسب أن رحلتهما كانت مع ابن غانم القاضي ، روى عنه داود بن يحيى الصوفي وغيره"اهـ.

    5)- قال الذهبي في الميزان في ترجمة عبد الرحمن بن الأشرس الافريقي :" عن مالك ، مجهول الحال …" ، وتعقبه الحافظ في اللسان ناقلا عن أبي العرب ترجمته كما في الطبقات لكنه خلط بين ترجمة أبي الأشرس عبد الرحمن بن الأشرس الأفريقي ، وأبي مسعود عبد الرحمن بن مسعود بن أشرس الأفريقي ، وفاته أن ينقل عن أبي العرب قوله في أبي الأشرس (ص:223) :" لعله أن يكون أخا لأبي مسعود ابن الأشرس"اهـ. وهو دليل آخر على أن الحافظ لم يقف على تصانيف أبي العرب.

    6)- جاء في السلسة الضعيفة للألباني تحت حديث رقم (1198) : " جئتم تسألوني عن ذي القرنين ، إن أول أمره أنه كان غلاما من الروم .. (الحديث) أخرجه ابن عساكر عن عبد الله بن عمر بن حفص بن عاصم عن عبد الرحمن بن زياد بن أنعم عن سعيد بن مسعود عن رجلين من كندة من قوم قالا:…(فذكرا قصة) .
    قال الألباني : وهذا إسناد مظلم ، عبد الله بن عمر وعبد الرحمن بن زياد ضعيفان . وسعيد بن مسعود لم أعرفه .
    ت : وهو معروف واسمه أيضا سعد بن مسعود التجيبي الكندي أبو مسعود مترجم في الإصابة وغيرها ، ذكره أبو العرب (ص:87) في ثقات التابعين ممن أرسلهم عمر بن عبد العزيز إلى أفريقية ليفقهوا أهلها روى عنه عبد الرحمن بن أنعم وغيره ، وقد عرفه الألباني في غير هذا الموضع (باسم سعد بن مسعود) وضعفه.

    7)- قال الشيخ عبد الفتاح أبو غدة في (ص:30) من كتاب خلاصة تذهيب تهذيب الكمال أثناء ترجمة الراوي زياد بن أنعم الشعباني :" صوابه الشيباني" اهـ.
    ت: كذا قال وزياد بن أنعم هو الافريقي والد عبد الرحمن الافريقي وقد ذكروا في ترجمته أنه يروي عن أبيه ، وأبوه هذا ترجم له جمع منهم الحافظ في تهذيب التهذيب وغيره واتفقوا على أنه الشعباني وهي نسبة عبد الرحمن الافريقي وكذلك ضبطها المزي وكل من ترجم للافريقي بما فيهم ابن ماكولا في الاكمال ولم يذكر أحد أنه شيباني فضلا عن أن يكون مصحفا عن الشعباني أما تصويب الشيخ أبي غدة -رحمه الله- فهو غلط بين وأخشى أن يكون تحريفا نشأ عن التساهل وعدم المراجعة والله المستعان.

    8)- قال الشوكاني في النيل (1/14-15) في شرح أول حديث في المنتقى وهو: (عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : سأل رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إنا نركب البحر ونحمل معنا القليل من الماء فإن توضأنا به عطشنا أفنتوضأ بماء البحر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : هو الطهور ماؤه الحل ميتته . رواه الخمسة وقال الترمذي هذا حديث حسن صحيح) :
    " … ذكر ابن دقيق العيد في شرح الإمام جميع وجوه التعليل التي يعلل بها هذا الحديث ، وملخصها أن الوجه الأول الجهالة في سعيد بن سلمة والمغيرة بن أبي بردة المذكورين في إسناده …" ثم ساق كلاما يفيد رفع الجهالة العينية عنهما إلى أن قال :" وأما المغيرة فقد روى عنه يحيى بن سعيد ويزيد القرشي وحماد كما ذكره الحاكم في المستدرك" اهـ. ثم نقل عن ابن حجر قوله كما في التلخيص:" والمغيرة معروف كما قال أبوداود وقد وثقه النسائي وقال ابن عبد الحكم : اجتمع عليه أهل أفريقية بعد قتل يزيد بن أبي مسلم فأبى. قال الحافظ : فعلم من هذا غلط من زعم أنه مجهول لا يعرف"اهـ.
    ت: وممن ترجم له أبو العرب القيرواني في الطبقات وساق له ترجمة جيدة منها :" سأل يزيد بن عبد الملك خالد بن أبي عمران : هل بأفريقية أحد من قريش ؟ قال له : المغيرة بن ابي بردة ، قال : قد عرفته ، وقال: ماله لا يقوم بأمور الناس ؟ وذلك لما قتل ابن أبي مسلم عامل يزيد بن عبد الملك"اهـ.
    وقال في التلخيص أيضا:" ورواه عنه - أي الحديث- يحيى بن سعيد الأنصاري إلا أنه اختلف عليه فيه فروي عنه :
    1- عن المغيرة بن عبد الله بن أبي بردة أن ناسا من بني مدلج أتوا النبي صلى الله عليه وسلم .
    2 - وروي عنه : عن المغيرة عن رجل من بني مدلج .
    3- وروي عنه: عن المغيرة عن أبيه.
    4- وروي عنه : عن المغيرة بن عبد الله أو عبد الله بن المغيرة .
    5- وروي عنه : عن عبد الله بن المغيرة عن أبيه عن رجل من بني مدلج اسمه عبد الله .
    6-وروي عنه : عن عبدالله بن المغيرة عن أبي بردة مرفوعا.
    7-وروي عنه عن المغيرة عن عبد الله المدلجي .
    هكذا قال الدارقطني وقال :أشبهها بالصواب وعن المغيرة عن أبي هريرة.
    ت : يقصد رواية سعيد بن سلمة عن المغيرة عن أبي هريرة، أما رواية يحيى بن سعيد فهي مضطربة ، وهو محصور في الاختلاف في رواية :
    - المغيرة بن عبد الله أوعبد الله بن المغيرة .( الرواية:1- 4 )
    - وعليه فهل الصحيح هي رواية : المغيرة عن أبيه أو عبد الله بن المغيرة عن أبيه المغيرة ( الرواية : باقي الروايات إلا السادسة)
    - الرواية السادسة وهي : عن عبدالله بن المغيرة عن أبي بردة (أي جده على هذا الاعتبار وهو أبو المغيرة) مرفوعا.
    والصحيح من كل الروايات هي الخامسة : عن عبد الله بن المغيرة عن أبيه عن رجل من بني مدلج اسمه عبد الله . ولم يرو المغيرة عن أبيه كما قال ابن حبان، قال كما في تهذيب التهذيب (4/131) :" من أدخل بينه وبين أبي هريرة أباه فقد وهم".
    وعبد الله بن المغيرة هو ابنه ترجمه أبو العرب في الطبقات( ص:89) فقال : " وكان للمغيرة ابن يقال له عبد الله بن المغيرة الكناني وهو عندنا عبدري لا شك فيه (أي من بني عبد الدار)"اهـ. وذكره مالك في الموطأ وترجمه الخشني وكذا صاحب معالم الإيمان فقالا:"روى عن سفيان بن وهب وعن أبيه وروى عنه ابن لهيعة وابن أنعم ويحيى بن سعيد وغيرهم وسكن القيروان وولاه عمر بن عبد العزيز قضاءها سنة (99)" .
    ت: ولكن يبقى هل الرجل المدلجي هو أبو هريرة وقد قيل أن اسمه عبد الله كما في ترجمته في تهذيب ابن حجر ولكنه لم يرد أنه من بني مدلج فيكون اختلط أمره على المغيرة أو اختلط على الراوي فيكون الصحيح عن أبي هريرة - واسمه عبد الله- عن ناس من بني مدلج أو عن أبي هريرة عن رجل من بني مدلج اسمه عبد الله. والثاني أشبه بالصواب ولتحرير الروايات ينظر حال الرواة عن يحيى بن سعيد .

    9) - في ترجمة جميل بن كريب المعافري أورده ابن حجر في اللسان وساق تصحيف ابن حزم لاسمه وفاته التنبيه على ترجمته في طبقات أبي العرب (ص:217) وسماه ( أبوكريب عبد الرحمن بن كريب البصري) قال:"و كان رجلا صالحا ثقة مأمونا.." وساق له ترجمة مطولة. وكذلك ترجم له الخشني في طبقات علماء أفريقية والدباغ في المعالم قالا :" ويقال أن اسمه جميل توفي سنة 139"اهـ.
    تم القسم الأول من هذا البحث ويليه القسم الثاني إن شاء الله وأوله:
    ترجمة شيخ الإسلام عبد الرحمن بن زياد بن أنعم الأفريقي

    جاء على ظهر مخطوط فتح الرحمن بكشف ما يلتبس من القرآن للشيخ زكريا الأنصاري:
    من كلام الشيخ ابراهيم الجعبري رحمه الله تعالى:
    الزم العزلة تنجو ***مابقي في الناس خلة
    ود هذا الناس أضحى ***لفساد أو لعلــــة
    واترك الأصحاب إلا *** صاحبا يصحبك لله
    واقتنع فالرزق يأتي *** إنما الحرص مذلة
    آخر الدنيا هو الموت *** ويبقى الملك لله

    نقلها وكتبها اخوكم الضعيف والفقير الى ربه ابن عيسى الجزائري

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    3,089

    افتراضي رد: العبرات المتساكبة على تراجم المغاربة ( وقفات مع كتب الرجال..)

    جزاكم الله خيرا
    وثمت بحث مشهور في ذلك لإبراهيم الغماري معنون بـ "نماذج من أوهام النقاد المشارقة في الرواة المغاربة"
    مطبوع وأصله مقالتين نشرتا في مجلة دار الحديث الحسنية
    قال السراج البلقينـي في محاسن الاصطلاح ص176:
    " لكن الانتهاض لمجرد الاعتراض من جملة الأمراض "

  4. #4

    افتراضي رد: العبرات المتساكبة على تراجم المغاربة ( وقفات مع كتب الرجال..)

    بارك الله فيكم اخي الكريم وشكر الله لكم على الفائدة

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    المشاركات
    6,048

    افتراضي رد: العبرات المتساكبة على تراجم المغاربة ( وقفات مع كتب الرجال..)

    جزاكم الله خيرا
    هل شيء أسوء على العلم من الزهد في العلماء؟
    فهم نقلة الخير إلى الأمة جيلا بعد جيل
    أسأل الله أن يبارك في علمائنا
    ونرجو إثراء الموضوع

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •