التنويع في الفواصل القرآنية
تقوم اللغة على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، والإنسان يتحدث بمستويات متعددة وبلغات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ليكون بعيدا عن اللبس والتناقض وهو غاية كل لغة من لغات العالم كما هو الحال في هذه الآيات الكريمة التي جرى فيها التقديم والتأخير من أجل الهدف اللفظي وهو التنويع في الفواصل القرآنية ،قال تعالى :"*ثم دنا فتدلى *فكان قاب قوسين أو أدنى"*فالتدلي متقدم على الدنو بالزمن والطبع ولكن تم توزيع الرتبة ، فتقدم الدنو على التدلي بالسبب اللفظي من أجل تناسب الفواصل أولا ومن أجل تنويع فواصل الآيات القرآنية ثانيا ، حيث جاء بعدها "*فكان قاب قوسين أو أدنى *ومثل ذلك قوله تعالى:"*وعنت الوجوه للحي القيوم وقد خاب من حمل ظلما*ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا يخاف ظلما ولا هضما*حيث تقدم الظلم على الهضم بالسبب اللفظي من أجل التنويع في الفواصل القرآنية ،لأن الظلم منع للحق من أصله والهضم منع له من وجه كالتطفيف فكان يناسبه تقديم الهضم ، ولكن تقدم الظلم وتأخر الهضم للتنويع في الفواصل القرآنية.
وبهذا يتضح أن اللغة تقوم على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية غالبا والاحتياج اللفظي نادرا ،وأن الإنسان يتحدث تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس.